أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - فاطمة الهوير - اللغة في عصر المعلوميات














المزيد.....


اللغة في عصر المعلوميات


فاطمة الهوير

الحوار المتمدن-العدد: 2883 - 2010 / 1 / 9 - 17:42
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


إن الإنترنيت عالم واسع ولا حدود له، بواسطته يمكنك الإبحار والانزلاق في شتى المجالات والميادين في الوقت الذي تريده دون عوائق أو عراقيل، فقد تحصل على المعلومة بمجرد ضغطك على زر صغير وبطريقة بسيطة دون مشاق أو تعب ولقد أعطيت للإنترنيت مكانة متميزة على مر العصور كونه عالم يتيح لك فرص عديدة للتعلم وهو عالم فرض نفسه بقوة وأثر في مستعمليه واتجاهاتهم.
لكن مع الاستعمال المفرط دون قوانين أو رقابة جعل منه عائق وخطر على العديد من القيم، وعامل أساسي لاندثار كل ما هو مألوف وبروز الغريب والجديد؛ فمثلا اللغة كلنا نعلم بأنها أداة للتواصل والحوار بين الشعوب والحضارات والثقافات بشتى أنواعها وبأنها الركيزة الأساسية والأولى للتواصل وربط العلاقات بين الناس. فمنذ القدم والتواصل أساس الحياة سواء عن طريق النار أو الدخان أو الألوان أو النقوش.
ولكن ومع انتشار الإنترنيت وظهور عالم المعلوميات أصبحت اللغة في بؤرة الخطر، فالوسيلة المعتمد عليها في التواصل والحوار والمستمدة من ثقافتنا وتراثنا تتعرض للقمع والاغتيال على أيدي شبان مهووسين بعالم الدردشة على الإنترنيت. فالاستعمال المفرط كما سلف الذكر دون ضوابط جعل من الشباب مهاجرين من بحار اللغة والمعنى إلى ضفة النقوش واللامعنى، الشئ الذي ترتب عنه بروز مصطلحات تعكس مدى القلق على مصير اللغة في عصر المعلوميات، بحيث تحولت هذه الأخيرة من أداة للتواصل والحوار والحفاظ على التراث وتبادل المعلومات والمعارف إلى لغة مختزلة وفقيرة المعنى.
فاللغة حاليا بين الحياة والموت إنها في قبضة شبان أدمنوا على الإشارات والرموز لتوصيل المعنى المفرغ من كل معنى والتعبير الكسول والبارد عن مشاعرهم ورغبتهم في الإتصال بالآخر. إن اللغة الآن دخلت غمار الاضطهاد والأنانية في التعبير، فهي الآن ضحية من ضحايا السرعة وهناك من يعتبر لغة الاختصار والاختزال مسايرة للعصر ودليل على التطور والتقدم، ومن لا يجيد الرسم أو النقش على نوافذ الدردشة "msn" أو "facebook" لتوصيل أحاسيسه وما يرغب فيه فهو جاهل بمتطلبات العصر وممل في كتاباته وصداقته والتواصل معه؛ لأنه متهم بالحفاظ على تراثه والاعتزاز بلغته الأصيلة وقواعدها المتينة، فعوض أن نجد لغة تعبيرية أصيلة نابعة من حضارتنا وتراثنا أصبحنا نتعامل مع كلمات وعلامات وإشارات متداولة بيننا على نوافذ الدردشة لا معنى لها ولا أساس لها في حياتنا اليومية، لغة غريبة غير مفهومة تعكس المصير المأساوي للغتنا والخوف الكبير على اندثارها واستبدالها برموز جامدة فارغة من كل محتوى. لقد تحولت مثلا كلمة " تصبح على خير " إلى حرفين "b.8" و" السلام عليكم" إلى ثلاث أحرف "slt" و " كيف حالك " إلى حرفين "cv" و " إلى الغد" إلى رقمين يتوسطهما حرف "2m1" وغيرها من الرموز الجديدة والدخيلة على اللغة.....
فأي جمود هذا وأي قسوة في التعبير، هل هو الحنين إلى ماضي الفراعنة والنقش على الحجر برموز وإشارات للتواصل؛ أم نحن في عصر البخل والأنانية في التعبير؟!.
وهل الإنترنيت وسيلة لإحياء اللغة أم وسيلة لاندثارها؟؟؟



#فاطمة_الهوير (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295


المزيد.....




- ترامب يكشف عن طلب بيل غيتس لمقابلته.. ما علاقة إيلون ماسك؟
- تفكيك شبكة اجرامية للاتجار بالسيارات الفاخرة بين اسبانيا وأل ...
- حضر هشام طلعت وعز وغاب ساويرس.. ما الذي جاء في لقاء المدبولي ...
- الدخل الإعلاني لسارة الودعاني يثير جدلا
- ردينة جركس في بلا قيود: ما طُبق في إدلب غير صالح للتطبيق في ...
- الصين تدشن أكبر سفينة برمائية في تاريخها
- لقطات توثق ابتعاد الناجين عن حطام الطائرة المنكوبة في كازاخس ...
- فيفا: منتخب مصر بقيادة -العميد- على أعتاب انجاز تاريخي
- -لبنان 2024-.. حرب إسرائيل المدمرة
- أول تواصل بين الإدارة السورية الجديدة وحكومة طالبان الأفغاني ...


المزيد.....

- تداولية المسؤولية الأخلاقية / زهير الخويلدي
- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي
- الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا ... / غازي الصوراني
- حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس / محمد الهلالي
- حقوق الإنسان من منظور نقدي / محمد الهلالي وخديجة رياضي
- فلسفات تسائل حياتنا / محمد الهلالي
- المُعاناة، المَعنى، العِناية/ مقالة ضد تبرير الشر / ياسين الحاج صالح
- الحلم جنين الواقع -الجزء التاسع / كريمة سلام


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - فاطمة الهوير - اللغة في عصر المعلوميات