|
تنظيم القاعدة-قدماء - الجيا - يمهدون للتخلص من درودكال-
مجيد خطار
الحوار المتمدن-العدد: 2883 - 2010 / 1 / 9 - 16:50
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
اعترف بعض الإرهابيين التائبين، مؤخرا، أن الأمير الوطني لتنظيم ما يسمى القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي عبد المالك درودكال المكنى أبو مصعب عبد الودود يواجه منذ ثلاثة أشهر معارضة حادة من قبل بعض أتباعه القياديين الذين يمهدون لتنحيته من منصبه كمسؤول أول على التنظيم الإرهابي في الجزائر، واتهموه بالفشل في استراتيجياته العسكرية والسياسية والتنظيمية والهيكلية و اللوجيستيكية، وكذا بسبب تراجعه عن الساحة الإعلامية وغياب صوره وصوته، فضلا عن إصابته بأمراض خطيرة وخبيثة لم يكشف عن طبيعتها• كشفت معلومات تحصلت عليها الجزائر نيوز من بعض الإرهابيين التائبين، مؤخرا، اعترفوا أن تنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي يعيش حاليا أخطر وأصعب مراحله من جميع النواحي، وأن الصراع الداخلي الجديد الذي تعيشه السلفية حول المراكز القيادية الرئيسية لم يسبق وأن عاشته منذ صيف 2003 وهو تاريخ اعتزال حسان حطاب وهو الأمير الوطني السابق لما يسمى بـ الجماعة السلفية للدعوة والقتال العمل المسلح، بعد استجابته لميثاق السلم والمصالحة الوطنية وسلم نفسه لمصالح الأمن في سبتمبر .2007 بقايا الجيا هي التي تقف وراء مساعي تنحية درودكال من الإمارة أكدت مصادرنا أن هؤلاء التائبين أدلوا بمعلومات جد حساسة، تفيد بتحضير بعض الإرهابيين القياديين الذين يعتبروا من بقايا الجماعة الإسلامية المسلحة المعروفة بـ GIA والذين لا يزالون يؤمنون بالمنهج الدموي، ويريدون الانقلاب على عبد المالك درودكال وتنحيته من منصبه كأمير وطني عن تنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي• وتأتي هذه المساعي حسب المعلومات المتوفرة لدينا، باتهام هؤلاء الإرهابيين المتمردين زعيمهم أبو مصعب عبد الودود بفشله في تحقيق أدنى أهداف التنظيم الإرهابي في الجزائر، حيث حمّلوه مسؤولية تراجع القوة العسكرية لتنظيمه، وكذا فشله في تأسيس نواة في الجبال مثلما كانت عليه منتصف التسعينيات، فضلا عن عدم إمكانيته في تدعيم صفوفه بعناصر إرهابية جديدة، وهذا بالرغم من أنه اتخذ أكثر من عشرين استراتيجية لتجنيد عناصر جديدة لكنه فشل فيها كلها، ولم يتمكن من إقناع الشباب الجزائريين الالتحاق بصفوفه بعدما تأكدوا أن التنظيم الإرهابي في الجزائر خارج عن القانون ولا مصير له، وأنه لا يمت بأية صلة بـ الجهاد بل اعتبروا عمله إرهابي وإجرامي ودموي محض• وفي نفس السياق، تشير المعطيات التي تحصلنا عليها، أن هؤلاء الإرهابيين الذين يريدون تنحية درودكال من منصبه، اتهموه بفشله كذلك في الجانب السياسي، حيث ومنذ توليه إمارة التنظيم الإرهابي بعد القضاء على الأمير نبيل صحراوي المكنى أبو إبراهيم مصطفى سنة 2004 بغابات القصر ببجاية إثر عملية التمشيط، بدأ نشاط الجماعة السلفية للدعوة والقتال في التراجع وتفاقم أزماتها الداخلية والصراعات على أدنى المشاكل، حيث لم يتمكن حتى من إعادة تنظيم وهيكلة ما يسمى القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي بطريقة جيدة، هذا فضلا عن ضعف الجانب اللوجيستيكي والمعلوماتي بعدما تمكنت مختلف التشكيلات الأمنية من فرض حصار وطوق أمني كثيف على الإرهابيين في الجبال، والقضاء على عدد كبير منهم من بينهم أمراء، وكذا تفكيك العديد من شبكات الدعم والإسناد على المستوى الوطني، وهي العملية التي أتت ثمارها بعد المخطط الجديد الذي اتخذته القيادة العليا للدفاع الوطني منذ سنة تقريبا• فشل درودكال في اختراق المخطط الأمني بمنطقة القبائل دفع ببعض أتباعه إلى الانقلاب عليه وأشارت مصادرنا إلى أن من بين الأسباب الرئيسية التي جعلت بعض العناصر القيادية تسعى إلى تنحية درودكال، هو فشله في اختراق المخطط الأمني الجديد الذي فرضته مختلف التشكيلات الأمنية في منطقة القبائل، وحسبهم لم يتمكن حتى من وضع خطة محكمة تسهل على أتباعه التحرك والتنقل بحرية في جبال وغابات كل من تيزي وزو، البويرة، بومرداس وبجاية• وحسب المعلومات التي أدلى بها هؤلاء التائبين، فإن درودكال متهم من طرف أتباعه بالفشل سياسيا وعسكريا وتنظيميا• وما أثار استياء الإرهابيين المتمردين من درودكال -حسب مصادرنا- هو أن منطقة القبائل تتوفر على تضاريس طبيعة لها خصوصيات هامة، وتساعد كثيرا العمل الإرهابي، على غرار توفرها على غابات كثيفة، جبال مرتفعة، أدغال وعرة، ووديان تكسوها غابات كثيفة، وغيرها من الخصوصيات الطبيعية، لكن -حسبهم- درودكال لم يستطع اغتنام هذه الفرصة كونه لا يمت بأية صلة للتخطيط العسكري والسياسي حسب اعترافات التائبين، الذين اعترفوا بنجاح المخطط الأمني في منطقة القبائل صيف 2008 حيث بدأت قوات الأمن تضيق الخناق على تحركات وتنقل الإرهابيين، وهذا ليس فقط في المناطق الحضرية بل حتى في القرى النائية وفي الجبال• غياب درودكال عن الساحة الإعلامية وإصابته بأمراض خبيثة تعجل مساعي تنحيته من منصبه وأضاف هؤلاء التائبين أن الغياب الكلي للأمير الوطني أبو مصعب عبد الودود، عن الساحة الإعلامية هو من بين أسباب فشله في مهامه، إذ لم تأخذ له حتى صور جديدة ولم يسجل أي شريط فيديو أو تسجيل صوتي جديد مثلما كان سابقا، ما جعل التنظيم الإرهابي في الجزائر يفقد مكانته إعلاميا، ولم يجد أي صدى إعلامي لاسيما مع حل اللجنة الإعلامية، وتراجع العمليات الانتحارية، وعدم تمكن اللجنة الإعلامية الجديدة المسماة الأندلس من الترويج للعمل الإرهابي، حيث تقوم بالترويج للعمليات الإرهابية القديمة، وتشير كذلك المعلومات التي تحصلت عليها الجزائرنيوز إلى أن الحالة الصحية المتدهور التي يتواجد عليها عبد المالك درودكال دفعت ببعض قيادييه التخطيط لتنحيته من الآن لأجل تجنب أي صراعات محتملة لتعيين أمير جديد• وفي هذا السياق، أكد هؤلاء التائبين المعلومات التي انفردت بها الجزائر نيوز التي تفيد بإصابة درودكال بمرض خطير، حيث كشفوا أنه حقا مريض بأمراض عديدة وخبيثة، معظمها لم يتم التعرف عليها وأخرى لم يكشف عنها، فيما رجحوا أنه مصاب بسرطان في الحنجرة، وفي الجهاز التنفسي، ما جعله يمتنع عن التسجيلات الصوتية والمرئية لإخفاء أمراضه خوفا من إثارة الفتنة في صفوفه• التنظيم الإرهابي في الجزائر لا مصير ولا هدف له علمت الجزائر نيوز من مصادر أمنية مؤكدة، أن العديد من الإرهابيين التائبين والموقوفين مؤخرا أجمعوا في اعترافاتهم لمصالح الأمن خلال عمليات التحقيق أن التنظيم الإرهابي في الجزائر فقد كل قواه، ولم يعد كما كان عليه سابقا، خصوصا أن منهجه يفتقد إلى الشرعية والقانونية، وأكدوا أنه ليس له هدف معين، فقط القيام بأعمال إجرامية تستهدف أبناء الجزائر، واعترفوا أن مصيره أسود ولا مخرج له، وذكروا أن نوعية وطبيعة المشاكل التي يواجهها حاليا تمهد لبداية نهايته، فإضافة إلى مختلف المشاكل التي يواجهها مثل تراجع عدد العناصر الإرهابية في الجبال، أزمة المجاعة، نقص الأسلحة، ضعف الجانب المعلوماتي واللوجيستيكي، الاقتتال بين عناصرها، الأمراض التي افتكت بعناصرها في المخابئ، فشل اللجنة الإعلامية في الترويج للعمل الإرهابي، كشفوا أن التنظيم الإرهابي في الجزائر مرّ إلى مرحلة أكثر صعوبة وخطورة، وهي مرحلة الصراع عن إمارة ما يسمى بتنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي، والتي -حسبهم- ستؤثر معنويا وماديا على التنظيم الإرهابي في الجزائر•
#مجيد_خطار (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الجهاد الاسلامي: ندين بأشد العبارات المجزرة البشعة بحق الاعل
...
-
إدانات لدخول وزير الأمن القومي الإسرائيلي لحرم المسجد الأقصى
...
-
الإمارات تدين اقتحام وزير الأمن الإسرائيلي المسجد الأقصى
-
“في خمس خطوات”.. حدّث الآن تردد قناة طيور الجنة الجديد 2025
...
-
الوزير المتطرف بن غفير يقتحم المسجد الأقصى في أول أيام عيد -
...
-
خارجية الأردن: اقتحام بن غفير المسجد الأقصى خطوة استفزازية م
...
-
بن غفير يقتحم الأقصى احتفالا بعيد -الأنوار- اليهودي ومكتب نت
...
-
حماس: اقتحام بن غفير المسجد الأقصى انتهاك جديد وخطير
-
الرئيس الايراني: لو كان المسلمون متحدين لما تجرأت -اسرائيل-
...
-
حماس: اقتحام بن غفير المسجد الأقصى انتهاك جديد وخطير
المزيد.....
-
شهداء الحرف والكلمة في الإسلام
/ المستنير الحازمي
-
مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي
/ حميد زناز
-
العنف والحرية في الإسلام
/ محمد الهلالي وحنان قصبي
-
هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا
/ محمد حسين يونس
-
المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر
...
/ سامي الذيب
-
مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع
...
/ فارس إيغو
-
الكراس كتاب ما بعد القرآن
/ محمد علي صاحبُ الكراس
-
المسيحية بين الرومان والعرب
/ عيسى بن ضيف الله حداد
-
( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا
/ أحمد صبحى منصور
-
كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد
/ جدو دبريل
المزيد.....
|