خيري حمدان
الحوار المتمدن-العدد: 2883 - 2010 / 1 / 9 - 14:14
المحور:
الادب والفن
أنا في الانتظار
كنت أجلس عند حافّة الطريق، أخذت أنظر نحو الأفق البعيد.
حسنًا، الشتاء أخذ يقترب وينذر ببردٍ قارص.
حسنًا، بدأ المطر بالهطول، ابتلّت ملابسي ونخر الصقيع عظامي. لكنّ الأفق كان يلاحقني ويشدّني ويسمّرني في مكاني، أنا المسحور بالوقت المهادن والزمن المسروق من على بوصلة حيواتي الماضية.
طال الانتظار! قالت لي حسناء عابرة. وأضافت، ألا تتّقي شرّ شمس حزيران الحارقة؟
رائحة السمك
- من قال لكِ بأن تطبخي سمكًا؟
مضى على تلك العبارة بضعة أشهر، أخذت تتقيّأ كلّما اشتمّت رائحة السمك في مكانٍ ما. استغربت أمّها عاداتها الجديدة في تناول الطعام، وكانت تعرف بأنّ ابنتها المتعلّمة والمثقّفة تعرف جيّدًا بأن السمك مفيد للجسم بل وضروريّ أيضًا! صمتت مُنى بعض الوقت، وسارعت في تغيير مجرى الحديث.
قبل بضعة أشهر صُفِعَتْ على وجهها بحدّة! حتى والدي لم يضربني طِوالَ حياتي! كانت تتساءل بصمت أحيانًا ولم تكن تملك الجرأة على تغيير واقعها الجديد.
صفعة واحدة قلبت موازين جسدها الأنثويّ الذي كانت تعتبره حرمة.
كانت تشعر بالتقيّؤ كلّما اشتمّت رائحة السمك، وكلّما امتدّت يده غزيرة الشعر لينال نصيبه اليوميّ من ثمارها الشهيّة.
عزازيل
بعد أن قرأت رواية عزازيل للروائي المصري الدكتور يوسف زيدان، بدأ أكثر من الانبطاح والتلكؤ على شواطئ البحر في انتظار أن تظهر لي امرأة جميلة من خلف الصخور، لتخبرني بأنّني رجلها الذي نذرت له نفسها وذاتها منذ الأزل. تمامًا كما ورد في الرواية لكيلا أدفع ثمن شهواتي، ولكي أتخلّى عن دفاعاتي الأخيرة تُجاه الجنس الآخر. ولكن لم تظهر تلك المرأة فائقة الجمال، وبدلاً منها اقترب حارس مفتول العضلات وهددني بلكمة جعلتني اهرب من المكان، وعدم العودة إليه مجدّدًا. دكتور يوسف زيدان، نحن شعوبٌ مكبوتة جنسيًا، أرسل لي بحكم الزمالة تلك الحسناء في أحلامي لو سمحت!
#خيري_حمدان (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟