|
بعد الفاصل العرفي وتدليس الأمن والصحافة,, انتظرونا المذبحة المقبلة..حادث فردي
يوسف وهيب
الحوار المتمدن-العدد: 2883 - 2010 / 1 / 9 - 10:07
المحور:
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان
حادث فردى لن يؤثر على علاقات الشعبين الشقيقين حين يتعرض المصريون فى الخارج لحوادث اعتداء او قتل او انتهاك منظم ضد مجموعات منهم او كما يقال عنصري الامه فى الاحداث الداخلية التى ترتكب تحديدا ضد المسيحيين سأم ما بعده سأم من هذه الاسطوانة المشروخة التى يرددها بعض الكتاب و الصحافيين وراء الداخلية و بعض المسئولين الحكوميين عقب كل حادث طائفى يكون ضحاياه ليسوا مسلمين، ولعل ابشع جملة تتحامل على نفسيك و عقليتك فى سماعها بتقزز و نفور شديدين هى : " احنا الاتنين عنصري الامة و نحن ابناء وطن واحد " ! تلك الجملة التى تحمل فى طياتها كل عناصر الانقسام ، ولطالما ظللنا نردد هذه الكلمات فنحن نؤكد على الفرقة والانقسام ونساهم فى تمييع كل القضايا التى تخص المصريين من المسيحيين ولا يتم بحثها و لا محاولات حلها فى اطار المواطنة بل نتوهم ان كل شيء يمكن ان تنهيه المجالس العرفية للاسف و نحن فى القرن الواحد والعشرين نقتل القانون حتى لو كان اعرجا ينقصه ضمير القاضى العادل خاصة فى مثل هذه القضايا لصالح افكار البداوة و القبلية التى لا تضع فى اعتبارها حقوق الاخرين خاصة المختلفين فى العقيدة بالقدر الذى تنظر به الى حقوق البعض الذى يتوقف على انتمائهم القبلى والدينى مذبحة نجع حمادي الاخيرة تؤكد بما لا يدعو مجالا للشك ان هناك تقصيرا على كل المستويات يصل الى درجة التواطؤ،واول مظاهر هذا التقصير المشبوه تجلى فى هذا الغياب الامنى المريب ، و حتى لا يكون الكلام على إطلاقه نوجز الاسباب او المقدمات التى تجعل الكثير من الاقباط بل كل صاحب بصر و بصيرة يدرك للوهلة الاولى و ربما تصيبه الدهشة على الاقل من هذا التقصير الذى كما اسلفنا يصل الي درجة التواطؤ اول هذه الاسباب انه كالمعتاد فى الاعياد المسيحية و فى الظروف العادية جدا يتم تكثيف الحراسة خاصة امام و حول المطرانيات فى عواصم المحافظات و المراكز هذا فى الاحوال التى يصفونها بالهدوء و عدم وجود مايعكر مايسمونه الوحدة الوطنية اما ثانى الموجبات للتكثيف الامنى فهى اجواء الاحتقان التى سبقت الاحتفال بالعيد ببضعة اسابيع حيث شهدت مراكز دشنا و فرشوط بذات المحافظة " قنا " فى اخر أسبوعين من العام المنتهى 2009حوادث عنف طائفى وصلت فى بعض القرى الي تهجير المسيحيين واجلائهم عن بيوتهم و محالهم التى تم نهبها لأسباب لا تمت للدين بأى صلة ، حيث اشيع ان سبب هذه الاعتداءات اكتشاف علاقة غير شرعية بين شاب مسيحى و فتاة مسلمة ، لذلك كان من باب الاحتياطات على الاقل ان يتم تامين المطرانية و الشوارع المؤدية اليها ، و ثالث هذه الاسباب وهو اخطرها على الاطلاق ما اعلنه الانبا كيرلس مطران نجع حمادى انه ابلغ امن الدولة برسائل الموبايل التى تحوى تهديدات بالاعتداء على المطرانية و قتله هو شخصيا لرفضه الصلح المشروط فى احداث فرشوط حيث تعنتت الاجهزة المعنية و شيوخ العرب فى المجالس العرفية فى استحقاق الاقباط المعتدى عليهم للتعويضات عن ممتلكاتهم التى تم نهبها وتدميرها، أليس هذا الامر وحده كان كافيا بتكثيف التواجد الامنى ؟! غير ان الدهشة لا تزال تشكل ملامح وجوه الاغلبية خاصة من ترديد البعض لهذه التبريرات الحكومية الساذجة ان المجزرة كانت امتدادا للانتقام الثاري او من توابع حادث فرشوط ودشنا حيث الواقعة التى تم فيها خلط الدين بالجنس كما ذكرنا ، و لمن يتحدثون بجهل و يكررون مرددين كالببغاوات ان الصعيدى لا ياخذ ثاره هكذا بالقتل العشوائى او الجماعى كما المح الى ذلك الكاتب الصحفى "ابراهيم عيسى" فى مقاله اليومى بجريدة الدستور يوم الجمعة الماضية 8يناير تحت عنوان دال هو "اجراس الرصاص" ووضع يده على كبد الحقيقة حين كتب " منذ متى يثأر الصعايدة بقتل عشوائي للناس؟ فأخذ الثأر يتم من الشخص القاتل أو من عائلته وليس بالقتل العشوائي، واعتبر عيسى أن تقديم الجريمة كأنها جريمة ثأر إهانة لذكاء الأقباط واستهانة بمشاعرهم" و هذا فهم حقيقي لتركيبة الشخصية الصعيدية حيث انك لو كنت مطلوبا فى ثأر و ذهبنت مثلا الى قرية طالبي دمك لاداء واجب عزاء لا يتم قتلك للثأر منك الا بعد ان تغادر حدود القرية و تصل الى بلدك فالصعيدى شهم و عاقل جدا فيما يخص مسألة اخذه لثأره من اى انسان ، النقطة الاهم انه لو كان مترصدا لك لياخذ بثاره فى الظلام مثلا فانه يستوقفك و ينادى عليك باسمك حتى لا يقتل شخصا غريبا او من خارج عائلتك الاغرب ان الداخلية و حكومة التليفونيست نظيف لا تنظر مطلقا الى جرائم خطف القاصرات القبطيات و اسلمتهن بعد الاعتداء عليهن جنسيا تحت دعوى العلاقات العاطفية مسالة اخلاقية ايضا تستوجب الثار او حتى مجرد غضب الاقباط مثلما تحاول تكييف مجزرة نجع حمادى انها بسبب العادات الصعيدية المتمثلة فى الاخذ بالثار لانتهاك عرض فتاة فى علاقة بينها و بين شاب مسيحى اخيرا اما ان للحكومة المصرية و الداخلية و كتاب الجهل بالعادات و التقاليد ان يدركوا ان الانحراف و الجنس لا دين لاي منهما ! و كأن عشرات الوقائع من الانحرافات المتنوعة التي تحدث يوميا و يكون طرفاها مسيحيين او مسلمين لا تستحق الثار العشوائي هكذا و لكن حين يتصادف ان يكون طرف فيها مختلف الديانة تقوم الدنيا و لا تقعد ! ويبرر اشاوس الجهل اى مذبحة بانها اخذا بالثار .. اما حل مشاكل الاقباط و رد مايقع عليهم من اعتداءات فلنتركها للمجالس القبلية ولا عزاء للقانون و لا لحقوق المواطنة والغريب اننا نري وزراء خارجية كوزير خارجية ايطاليا يصدر بيانا يدين فيه مجزرة نجع حمادى ولم نسمع من مسئول حكومى واحد اى كلمة اللهم الا هذه الاسطوانة المشروخة على لسان احمد نظيف " اننا شعب واحد واحنا عنصري الامة " اللذان لن يلتقيا ابدا طالما استمرأنا تكرار امثلة هذا الكلام الانشائي الذى يزيد الاحتقان و لا يعالج شيئا او يداوي جرحا .. وانتظرونا بعد الفاصل العرفى و التواطؤ الحكومى اللذين يمهدان للمذبحة المقبلة انتظرونا و صفقوا كثيرا حين يذكر البابا اسماء المسئولين والوزراء الذين جاءوا للتهنئة بالعيد و بالمذبحة ايضا و لا تنسوا الاستمرار فى تشجيع حكومة الحزب الوطنى التى تدعى ان مصر دولة مدنية و هى فى احسن الاحوال تتمسح فى الدين الاسلامى و تتاجر به ان لزم الامر ووهابية حتى النخاع فى كثير من الاحايين حتى لو تظاهرت بعداء الاخوان سياسيا
#يوسف_وهيب (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
المزيد.....
-
طفل بعمر 3 سنوات يطلق النار على أخته بمسدس شبح.. والشرطة تعت
...
-
مخلوق غامض.. ما قصة -بيغ فوت- ولِمَ يرتبط اسمه ببلدة أسترالي
...
-
-نيويورك تايمز-: إسرائيل اعتمدت أساليب معيبة لتحديد الأهداف
...
-
خمسة صحفيين من بين القتلى في غارات إسرائيلية على قطاع غزة
-
كازاخستان: ارتفاع حصيلة ضحايا تحطم الطائرة الأذربيجانية إلى
...
-
تسونامي 2004.. عشرون عاماً على الذكرى
-
إسرائيل تعلن انتهاء عملية اقتحام مدينة طولكرم بعد مقتل ثماني
...
-
الولايات المتحدة.. سحب قطرات عين بعد شكاوى من تلوث فطري في ا
...
-
روسيا.. تطوير -مساعد ذكي- للطبيب يكشف أمراض القلب المحتملة
-
وفد استخباراتي عراقي يزور دمشق للقاء الشرع
المزيد.....
-
كراسات التحالف الشعبي الاشتراكي (11) التعليم بين مطرقة التسل
...
/ حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
-
ثورات منسية.. الصورة الأخرى لتاريخ السودان
/ سيد صديق
-
تساؤلات حول فلسفة العلم و دوره في ثورة الوعي - السودان أنموذ
...
/ عبد الله ميرغني محمد أحمد
-
المثقف العضوي و الثورة
/ عبد الله ميرغني محمد أحمد
-
الناصرية فى الثورة المضادة
/ عادل العمري
-
العوامل المباشرة لهزيمة مصر في 1967
/ عادل العمري
-
المراكز التجارية، الثقافة الاستهلاكية وإعادة صياغة الفضاء ال
...
/ منى أباظة
-
لماذا لم تسقط بعد؟ مراجعة لدروس الثورة السودانية
/ مزن النّيل
-
عن أصول الوضع الراهن وآفاق الحراك الثوري في مصر
/ مجموعة النداء بالتغيير
-
قرار رفع أسعار الكهرباء في مصر ( 2 ) ابحث عن الديون وشروط ال
...
/ إلهامي الميرغني
المزيد.....
|