أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حسين عبد علي اليوسفي - ذكريات الاسلاف














المزيد.....

ذكريات الاسلاف


حسين عبد علي اليوسفي

الحوار المتمدن-العدد: 2882 - 2010 / 1 / 8 - 13:55
المحور: الادب والفن
    



قصيدة نثرية:
اه ,كيف كان تفكيري بتلك النجوم التي تبدوا على شكل مكعب له ذيل ، انه يبدو كطائرة صبا، ليالي رطبة تملئوها حلاوة ،المذنب الأحمر ليخطط سماءها الملتحية باللون الأسود الكاذب ، اسود ازرق ، انه المفضل لدي، جميل حقا أن أرى حب حياتي عند نهاية الطريق في تلك الليلة ، فنحن لم نعد معا أخيرا ، إحساسي كأني في المنزل مجددا بعد الهروب طويلا معها ، والنوم على حافات الطرق والشوارع الجميلة المليئة بالحرية ، في كيس نوم واحد كثنائي أو توأم روح الولادة الجميلة في الليل نستمع إلى عزف الكيتار الكهربائي السريع ، تن تن تن ، اممممممممم ، موسيقى بطيئة لنرقص مجددا ، آه حبيبتي إنني مشتاق إلى تلك الأضواء البعيدة على شواطئ الرحمة ، تلك هي كلماتي التي تعبر عن كل الأسى الذي حل بيّ بعد غياب مفتعل مني ، تعلمين إنني سريع الضجر ، كثير المطالب ،أسعى إلى الكمال ، اعشق الجنون ، فقد اتفقت معه عندما ولدتني أمي ، عند المغيب كانت صرخاتي قد تعالت ، بانت سيرتي ، ظهرت نوعيتي ، أنا ذكر ، مليء بالرجولية ، كنت سأصبح مستقبلا زير نساء ، أنا لست هادئا مطلقا امتلك تلك الموهبة في الكلام والمغازلة الجميلة ، حبيبتي دعيني امسك يداك الاثنتين معا ، هيا تعالي إلي سأعلمك مجددا طرق استخدامهما مع الرجل ، فقد كنت قد نسيتي ما علمتك إياه فطريقتي شفهية عادية تلقينية ولا تمتلك طابع سوى طابع مؤقت لا غير كما هي الفلسفات ابنة مواقيتها وحاضرها وماضيها ، فهي قديمة يونانية ، وسيطة لاهوتية ، حديثة ، معاصرة، تعالي إلي هيا حبيبتي آوه ، الملمس عينه يداك باردة جدا ، كنت تقولين لي بأنك تضعينها على وجهك في فصل الصيف ، هل تذكرين دفء يداي ، سأقول لكي بأني كنت أضعهما في الماء صيفا ، يداك أجمل من أيادي هؤلاء السيئين الذين عملوا السوء في حقي ، حبيبتي ، يأل شغفي على فقدان شهيتي في تلك الأيام ،أيام ضجري من حبك الميت كعشب محترق ، كشجرة عنّب قد جفت في أيام الخريف ، كتساقط أوراق اليأس من حديقة الزيتون ، بالقرب من مقبرة، تعالي إلى أحضاني وعناقاتي وجسدي الذي كان يرقد بجانب جسدك الهامد بعد عناء شديد في ملء الرغبات التي لا تنتهي ، أتذكرين ،تلك الليالي ، التي كنت اشرب فيها كؤوس العشق من شفتيك ، واكل من لسانك القليل ، ومن رقبتك حتى يشتد بها المرض فتتحول في اليوم التالي إلى اللون الأزرق وأثار قضمات ، تلك التي شبيهة بقضمات التفاح الأحمر الطيب الطعم ، وسكون الكلمات في تلك الليالي الغريبة أتذكرين كنا غير شرعيين إطلاقا ، وهذه تقريبا أجمل مغامراتي وهفواتي الغبية التي حلت بي اللعنة ، فنحن لسنا معا ألان ، تعالي أتوسلك ، يا حبيبتي ، وهذه الكلمات هي هدية سنة جديدة على حبنا الأزلي والقديم ، وعلاقة ثنائي كان بيته احد معابد الغرباء على طريق بعيدة تقع على حافة البحر الأزرق ، كأنه كتبت على جباهنا أن نلتقي حتى في أخر النعيم على تلك البحار الموعودة في جنة عدن ، هناك سنسبح سويا في انهار العسل ، وأقبلك حتى أموت مرة أخرى لكي اذهب إلى النار لاحترق فأنا كنت قد افتعلت الكثير من الخطايا يا حبيبتي ، ماذا؟ نذهب إلى الجنة سوية! هذا محتمل لكني مللت الجنة مللت رطوبة يداك الدائمة ، بت أهوى الغطس بنيران شيطانك الذي في النار لأرى إن كانت يداه رطبة كما كنا في مدينة الدنيا ومدينة الله ، جنة عدن ، أتمنى إنهما قد جفتا ، يا الهي أحبهما كثيرا ، يال المحبات البهية ،شفتيك ،اه حسراتي ، شغفي ، حزين انا لما حلت عليّ من لعنة جديدة، فقدان تلك السنوات بعيدا عنك ، اشتاق إلى تلك الأيام الاشتراكية ، التي كنت أضع قدمي وأمدها في الوحل لتغير لون حذائي البني اللون الغامق إلى اللون الأسود القاتم ،وتبرد ركبتاي ، ويحمر وجهي ، وأعصابي تنهار وتتيبس عروقي ، آه خارت قواي ، عدت لاشتياقي لكي ،أنا ابكي ألان ، أتذكر أيام الصيف الجميلة وحرارة الشمس تحرق جبهتي ، اكتسبت اللون الأسمر ، فأقول لكي بأنه لون الحزن ، تقولين لي لا بل ان لونك حنطي ، ذلك اللون القوقازي الجميل مع لحية خفيفة لم تشعث بعد شفتين قاتمتا اللون ، متيبستان ، جراء حقنة حب قبل أيام قد حقنتها تحت قلبي بعيدا عن روى الناس ، أدت إلى زيادة الضلال تحت عينياي ، و إلى من يتفضل بالتحديق إليهما ، بان الكبر على ، ظهر القليل من اللون الأبيض على الشعر الرمادي المائل الى اللون البني الفاتح واللون الكستنائي الغامق ، انه عمر الرهبنة ، واكتساب الخبرة في معاملة جمالك وكيفية تقبل الأمور مع قلة طلباتي ،ازدادت حكمتي ،يا حبيبتي سامحيني ، على إساءتي لكي فيما مضى ، هل تسامحيني أرجوك ، نعم كنت كالوادي القاحل لا امتلك المعرفة بما امتلك من حظ وإنني كنت معك ، امتلكني ذاك الغرور ،ذلك الوسواس الذي وسوس في صدري فقال لي لا تعبدها فهي جنية جميلة تبعدك عن مبتغاك الحقيقي أن تعطي الكثير من موهبتك فأنت لست ملكا لها ، لا أيها الوسواس أنا ملك لها ، دعني وشأني ، ماذا من هي ؟ لا تسألني فأنت قد نسيت ، إنها الأبدية ، أنها شمسي الممتزجة مع الشمس ،إنها الأبدية ، ماذا ؟ انها الشمس المرتحلة مع البحر ، انها معجزة ، حتى ان كنت لا أؤمن بالغرق في المثاليات اللاهوتية ، انها نهاية الزمان انها صيفي الراقد تحت وطأة الحرارة اللاهبة ببرودة وحلاوة يداها، أضافرها التي تبدو كمقدمه سهم أطلقه النشابة على عنق تلك الظبية الصغيرة ، في مكان ماء ، أتذكرين يا حبيبتي سماع طنين قيثارة وكنت تنظرين إليّ عدة مرات ، اعترف بصراحة جانب وجهك أجمل من وجهك كله ،فأنا أحبه، تلك النظرة الآتية من طرف عينك اليمنى تلك الرموش ،الملتفة حول بعضها ، كيف تفعلين ذلك، إنهما على هذه الشاكلة كما تقولين ، تلك البراءة التي تملأهما أحسدك حقا عليها ،فقدت كل كلماتي الغارقة في اللذات ، قواعد الأخلاق هنا سقطت من أعلى تل ، مجمل ذكرياتي هو عزف الكيتار الحزين ، ضغط نفسي ،يوثر على دماغي........ اعتراف. تذكرين الأوتار ،حين كنا نعزف سوية ،أتمنى أن تعودي.



#حسين_عبد_علي_اليوسفي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قصيدة للشاعر نيكولا اثر رامبو
- نائم الوادي


المزيد.....




- سوريا.. رحيل المطرب عصمت رشيد عن عمر ناهز 76 عاما
- -المتبقي- من أهم وأبرز الأفلام السينمائية التي تناولت القضية ...
- أموريم -الشاعر- وقدرته على التواصل مع لاعبي مانشستر يونايتد ...
- الكتب عنوان معركة جديدة بين شركات الذكاء الاصطناعي والناشرين ...
- -لي يدان لأكتب-.. باكورة مشروع -غزة تكتب- بأقلام غزية
- انطلاق النسخة السابعة من معرض الكتاب الفني
- مهرجان الأفلام الوثائقية لـRT -زمن أبطالنا- ينطلق في صربيا ب ...
- فوز الشاعر اللبناني شربل داغر بجائزة أبو القاسم الشابي في تو ...
- الموصل تحتضن مهرجان بابلون للأفلام الوثائقية للمرة الثانية
- متى وكيف يبدأ تعليم أطفالك فنون الطهي؟


المزيد.....

- التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ / عبد الكريم برشيد
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حسين عبد علي اليوسفي - ذكريات الاسلاف