قراءة فى مذبحة الأقباط بنجع حمادى .

سامى لبيب

الحوار المتمدن-العدد: 2882 - 2010 / 1 / 8 - 01:15
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    

حادثة مؤسفة تدعو للشجن والحزن والألم عندما يتم قتل عدد من المسيحيين على أيدى مسلحين فور خروجهم من الكنيسة بعد أن أنهوا صلاة عيد الميلاد .
لقد كان القتل عشوائى وبأسلحة نارية سريعة الطلقات , مما يشير أن القتلة هم إرهابيون يريدون أن يرسلوا رسالة خاصة تعبر عن تواجدهم وأنهم مازالوا فاعلين .

دعونا ننظر للحدث من جانب الأرهابيين الذين مارسوا هذا الفعل الإجرامى ..
ودعونا نتخلص ولو لساعات من سب هؤلاء القتلة ووصفهم بالمجرمين والبرابرة ..
ودعونا أيضا من ختم أحدايثنا بأن الوحدة الوطنية لن ينال منها شيئاً , وأن نسيج الأمة قوى ومتماسك لا تنال منه مثل هكذا أعمال إرهابية .

تعالوا ننظر فى أعماق هؤلاء القتلى وكيف يفكرون إن كان هناك ثمة تفكير ..
لعلنا نندهش من ممارسة هذه العملية من القتل العشوائى لبشر ليس لهم على أى علاقة شخصية مع قاتليهم , فلا يوجد ثأر أوأحقاد قديمة , ولا يوجد مشاحنات ولا خلافات مادية أو إجتماعية مع القتلى .

إذن نحن أمام عملية قتل تمت بدم بارد ولا توجد لدينا علاقات شخصية بين القاتل والمقتول .
هل يحق لنا أن نسأل هنا , بأى ضمير وفكر وعقلية أقدم الجناة على عملهم الإجرامى هذا ؟.

الإنسان يحمل تحت جلده نزعة عميقة ودفينة نحو ممارسة العنف تكون مرتبطة بتاريخه البدئى عندما كان يمارس العنف والقسوة فى كل مراحل حياته .
مع تطور المجتمعات الإنسانية وإكتشافها أن العنف المفرط هو تهديد حقيقى لإستقرار الجماعة البشرية ..بدأ هذا العنف البشرى يوجه نحو الحيوان والأخر المختلف والبعيد عن الجماعة .

الأديان والمعتقدات منحت الإنسان لذته فى ممارسة العنف ضد الأخر وصاغت نصوص وتشريعات وقصص كثيرة تجعل من قتل الأخر عملاً مقدساً يرضى عنه الإله ويطلبه من مريديه بأن ينصروه واعداً إياهم بنصر وعزة وجنات رائعة وخالدة . !!
نجد هذا الأمر واضحاً جلياً فى الموروث الدينى التوراتى والإسلامى ..فالإله يحث مؤمنيه على قتل الأخر سواء أكان كافراً أو من الأغيار .
من السهولة هنا فهم الرؤية التى تحايل الإنسان لتمريرها وهى أن قتل الإنسان داخل الجماعة هو عمل لا يرضى الإله ولكن قتل الأخر هو عمل يطرب الإله .
الإنسان أبدع الفكرة التى تحافظ على سلامة وتماسك المجتمع بتحريم القتل فى داخل الجماعة وفى نفس الوقت أوفى برغبات وحشية دفينة فى الداخل الإنسانى بتفريغ العنف والقتل ضد الأخر ليمنحه نفساً مستلذة تمارس الوحشية بضمير مستريح ودم بارد , ويتم إكمال الإطار بأن هذه التوصيات هى رغبات مقدسة من الإله .

من هنا نعرف خطورة تصعيد وإسقاط مفاهيم دينية قديمة على واقعنا المعاش ..وكيف أن الأديان بميراثها وتراثها الموغل فى العنف هى خطر حقيقى على الإنسانية عندما يتم إستدعاءه وإسقاطه .

القاتل فى مذبحة نجع حمادى هو يتحرك وراء رغبة بدائية نحو ممارسة العنف والتوحش ووجد فى بعض النصوص ما يمنحه أن يمارس هذا الفعل المتوحش بضمير بارد ونفس مستريحة لا تخلو من اللذة .

من هنا نعرف مكمن الخطر ..فهل نستطيع أن نقاومه ونناهضه .؟

#سامى_لبيب (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات