أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - طارق حجي - ذبح الأقباط ليلة عيد الميلاد














المزيد.....


ذبح الأقباط ليلة عيد الميلاد


طارق حجي
(Tarek Heggy)


الحوار المتمدن-العدد: 2882 - 2010 / 1 / 8 - 00:12
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


يندر أن أكتب وأنا غاضب أو منفعل ... ولكنني اليوم أكتب وداخلي مرجل يغلي . لقد صام مصريون أقباط لمدة أربعين يوما ، وأمس (6 يناير/كانون الثاني 2010) توجهوا للكنيسة للصلاة الخاتمة والمتممة للصيام السابق لعيد ميلاد السيد المسيح بالتوقيت القبطي (7 يناير) . ذهب هؤلاء المصريون (إخواننا فى الوطن) للصلاة بكنيسة مطرانية نجع حمادي على بعد سبعمائة كيلومتر جنوب القاهرة ... وبعد الصلاة (القداس) شرعوا فى مغادرة الكنيسة عائدين لبيوتهم (ليتناولوا لأول مرة منذ ستة أسابيع ) طعاما فيه منتج حيواني ... وبدلا من أن يقف أخوة مسلمون لتهنئتهم بإنتهاء الصوم الطويل وبعيد الميلاد ، أطلق (مصريون آخرون) النار من أسلحة آلية على صدور ثمانية من إخوانهم وشركائهم فى الوطن ! بدلا من تهنئتهم ، قتلوا ! وبدلا من أن يصلوا بيوتهم ليتناولوا أول طعام "غير صيامي" ، تم إرسالهم للعالم الآخر مضرجين بدمائهم ... لا لسبب إلا أنهم "مسيحيون" . والحقيقة أن القاتل أو القتلة ليسوا هم فقط من ضغط على زناد الأسلحة النارية الآلية التى خطفت أرواح ثمانية من إخواننا الأقباط ، وإنما هم كثر آخرون . لقد شارك فى هذا الجرم الأبشع والأفظع كل رجل دين إسلامي خطب أو أذاع فى الناس أو كتب عن الأقباط ما درج الكثير من رجال الدين الإسلامي على تكراره من كون الأقباط ذميين مكانتهم أدني من مكانة المسلمين فى الوطن ... ولماذا أقول "الوطن" بينما لا يعرف هؤلاء معني الوطن !؟ فهم يتحدثون عن كيان هلامي وهمي إسمه الأمة ! ومن بين هؤلاء عضو بالمجلس الأعلي للشئون الإسلامية صادرت الدولة منذ اسابيع كتاب عامر بالسموم من تأليفه قمين بإفراز ألف قاتل للأقباط ... ومع ذلك ، فإن دولتنا السنية تعطيه مساحة دائمة فى أكبر الصحف المصرية ليوصل سمومه على أعداد أكبر من المصريين . وشارك أيضا فى جريمة ليلة أمس بنجع حمادي كل مسئول فى دولتنا الرخوة سمح لرجال الدين أن يقوضوا الرأي العام بكل الكلام الأسود الذى يدلون به فى مواضيع لا علاقة لها بالدين . لو أخرست تلك الألسنة وأجبرت على ترك الأمور غير الدينية الصرف لأهل الإختصاص من أطباء ومهندسين وعلماء وأساتذة قانون وعلم نفس وإجتماع ... لما قتل أخواننا الذين قتلهم ليلة أمس من سممت عقولهم ونفوسهم بكلام أجوف لرجال ينتمون للقرون الوسطي ولا علاقة لهم بالعلم والنهضة الفكرية والمعرفية التى أنجزتها البشرية منذ عصر النهضة . وشارك أيضا فى جريمة الأمس من سمح بمهازل الحسبة التى شاعت فى مجتمعنا منذ عقدين فأرجعتنا لظلام القرون الوسطي وتخلفها ... وشارك فى جريمة الأمس من لم يجعل المجتمع يري حزمه وحسمه فى قضايا صغيرة مثل قانون الإقراض العقاري والتبرع بالأعضاء وتوحيد الآذان .... فخبراء علوم الإدارة الحديثة يعرفون العواقب الوخيمة لشيوع إحساس فى أي تنظيم أو مؤسسة أو مجتمع أن قادته غير جادين وغير حاسمين وغير حازمين . وشارك فى جريمة القتل البشعة ليلة أمس ذلك القيادي فى مؤسسة دينية كبري بمصر عندما تحدث عن مزايا شرب بول الرسول ... وعندما تحدث زميل له عن جواز الزواج بطفلة فى التاسعة ... وعندما هذي زميل آخر له بما هذي به عن إرضاع الكبير .... وشارك فى جريمة ليلة الأمس من كان بيده أن يصدر قرارات بفصل هؤلاء المخرفين ، ولكنه لاذ بالصمت .... لو قال أحد منذ سنوات أن المؤسسة الدينية لن تنظر فى قانون الإقراض العقاري ، ولن تنظر فى قانون التبرع بالأعضاء ، وأن الدولة سوف تفصل أي رجل من رجال المؤسسة الدينية سيتحدث خارج النطاق الضيق للمسائل الدينية ... لما وصلنا لما وصلنا إليه . وشارك أيضا فى جريمة ليلة الأمس من أهمل (عن قصد أو عن جهل) تقرير الدكتور جمال العطيفي الذى وضعه منذ 35 سنة عن أحداث الخانكة الدامية (ضد الأقباط أيضا) ... وشارك فى جريمة ليلة الأمس كل كاتب وصحفي هون من أمر وبشاعة وشناعة وفظاعة عشرات المآسي المماثلة لمأساة ليلة الأمس ووصفها بأنها لم تكن إلا "زوبعة فى فنجان" ... وشارك فى جريمة ليلة الأمس كل من أجبر الأقباط (فى عشرات الوقائع المماثلة لواقعة ليلة الأمس) على صلح شكلي وتقبيل متبادل كذوب أمام كاميرات إعلامية أشد كذبا ... إن ما حدث ليلة أمس فى نجع حمادي هو نتيجة طبيعية للطريقة الفاشلة التى عومل بها هذا الإحتقان المرضي خلال الأربعين سنة الماضية ، وهو (أي جرم ليلة الأمس البشعة) لن يكون آخر تلك الجرائم التى لن يوقفها إلا أسلوب إداري مختلف فى التعامل مع هذا المسلسل الآثم من العدوان على أخواننا فى الوطن (مصر) وأنهم ليسوا بحال من الأحوال أسرانا منذ 642 ميلادية ... الأمر بالغ الخطورة ، ولكنه فى ذات الوقت قابل للعلاج الفعال والمجدي إذا توفرت رؤية سليمة لتلك الأحداث ، وقدرة إدارية قادرة على الحسم والحزم ... وأن تكون (بحق) قيادة تستحق أن تكون فى خدمة هذا الإسم : " مصر " .... طارق حجي ، لندن : 7 يناير 2010




#طارق_حجي (هاشتاغ)       Tarek_Heggy#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحلف غير المقدس
- دانات : أرض - أرض
- العرب والمعاصرة - حوار جريدة المساء المغربية مع المفكر المصر ...
- حوار طارق حجي مع نخبة من المثقفين العرب
- مصاصوا الدماء : إبتعدوا ...
- إشتراك رجال الأعمال فى الحكم - بمناسبة إقالة وزير مصري من رج ...
- طارق حجي : من حديث للإذاعة المصرية (12 أكتوبر 2009)
- إنبعاث المارد.
- الإدارة و ثقافة المجتمع.
- شذرات
- آثار انهيار الطبقة الوسطى - باربع لغات
- مصر تمنح جائزة الدولة التقديرية لسيد القمني .
- بماذا أؤمن ؟
- عفريت الحداثة
- سلامة موسي : كبير المظاليم فى حياتنا الثقافية
- يا طائر الفينيق الأروع إنتصر اليوم للتحضر والتمدن
- خطاب أوباما بجامعة القاهرة - تعليقات أولية.
- نحن ... وثقافة الحوار المتمدن .
- عواقب تآكل الطبقة الوسطى.
- رحلة صعود الإسلام المحارب وإنزواء البدائل


المزيد.....




- 24 ساعة أغاني.. تردد قناة طيور الجنة الجديد 2025 على النايل ...
- قائد الثورة الاسلامية:فئة قليلة ستتغلب على العدو المتغطرس با ...
- قائد الثورة الاسلامية:غزة الصغيرة ستتغلب على قوة عسكرية عظمى ...
- المشاركون في المسابقة الدولية للقرآن الكريم يلتقون قائد الثو ...
- استهداف ممتلكات ليهود في أستراليا برسوم غرافيتي
- مكتبة المسجد الأقصى.. كنوز علمية تروي تاريخ الأمة
- مصر.. حديث رجل دين عن الجيش المصري و-تهجير غزة- يشعل تفاعلا ...
- غواتيمالا تعتقل زعيما في طائفة يهودية بتهمة الاتجار بالبشر
- أمين عام الجهادالاسلامي زياد نخالة ونائبه يستقبلان المحررين ...
- أجهزة أمن السلطة تحاصر منزلا في محيط جامع التوحيد بمدينة طوب ...


المزيد.....

- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - طارق حجي - ذبح الأقباط ليلة عيد الميلاد