غازي الجبوري
الحوار المتمدن-العدد: 2881 - 2010 / 1 / 7 - 13:39
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
لايختلف اثنان في أن البنية التحتية العراقية تعاني انهيارا تاما في جميع مجالات الحياة ، وعبثا حاول أعضاء مجلس النواب المنصرف إصلاح ما أفسدته الحكومات المتعاقبة ، وهؤلاء لهم أسبابهم وظروفهم وأعذارهم المشروعة وغير المشروعة ، ولكن ما عذر المواطن صاحب المصلحة الحقيقية في أي تغيير نحو الأفضل عندما يصدر منه الإهمال والتقصير المتعمد وغير المتعمد ؟ تلك هي الطامة الكبرى...
فلو أخذنا على سبيل المثال وليس الحصر قضية من ابسط القضايا ، ألا وهي الحفريات التي تحدث نتيجة الاستخدام أو تحفر من قبل المقاولين لانجاز مشاريع معينة أو من قبل المواطنين الذين يحفرون الشوارع لإيصال الماء إلى بيوتهم ثم يتركون الحفريات دون إعادتها إلى حالتها السابقة مما يشكل مطبات تلحق أفدح الأضرار بالسيارات التي تسلك هذه الطرق . فبرغم أن الجميع يظهرون الإسلام ويؤدون الالتزامات الدينية من صلاة وصوم ... إلا أن شيئا من الأوامر الإلهية التي تأمر بالأعمال الصالحة الجالبة للمنفعة للناس أو التي تمنع أو تدفع الضرر عنهم وكذلك التي تنهى عن الأعمال الضارة لم نرى أحدا من هؤلاء امتثل لها ونفذها والدليل على ذلك بقاء تلك الحفريات التي حطمت السيارات دون أن يبادر احد لإصلاحها لا من المقاولين ولا من سكنة الدور المحاذية للطرق بما في ذلك الذين قاموا بحفر تلك الحفريات ، امتثالا لأحاديث الرسول محمد صلى الله تعالى عليه وعلى اله وسلم مثل : "إماطة الأذى عن الطريق شعبة من شعب الإيمان"و"المسلم من سلم الناس من لسانه ويده" و"لايؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه مايحب لنفسه"فالمواطن المسلم محرم عليه إيذاء أخيه المسلم ومأمور أيضا بإزالة الأذى عن الطريق حتى ولو لم يستخدمه فان لم يفعل فانه يؤثم وجار الطريق المحفور يكون إثمه اكبر والذي يحفر الطريق بنفسه ولا يصلحه يكون إثمه اكبر من إثم الآخرين . أما المقاولون والمسئولون فإثمهم اكبر الجميع لان كل راع مسئول عن رعيته وما يلحق بالرعية من أذى ومدى جدية وفعالية الإجراءات التي يقومون بها لرفع الأذى عنهم.
#غازي_الجبوري (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟