أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - امال بوخريص - مغرب بين العادي والعادي














المزيد.....


مغرب بين العادي والعادي


امال بوخريص

الحوار المتمدن-العدد: 2880 - 2010 / 1 / 6 - 18:02
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


اذا كنت مغربيا فلا شك انك ستلحظ الكثير من الظواهر المستفزة ,والتي تتير جنونك ورغم ذلك فلا احد يسال ماهذا? ولا كيف..?او لماذا...?وهذا جعلني اتساءل كالمجنونة ماذا يحدث في المغرب?,
فوجدت السر كامنا في ما هو عادي وغير عادي ببساطة ان الظواهر التي استفزتني انتقلت من خانة ما هو غبر عادي الى خانة العادي, لهذا لا احد يستفسر عنها وهذا طبيعي وكيف سيسالون عن امور عادية تجري في بلدهم فهي في الاخير عادية ولا تحتاج الى محطة وقوف عندها? فلناخد مثلا امرا عاديا من الامور الكثيرة العادية في هذا البلد علاقة الشباب بالفتيات او ما تسمى في بلدنا بظاهرة "التصاحيب ".
فنجد شابا من الشباب مثلا يتقدم نحو زميلة له في الفصل ويصرح لها بكل بساطة عن مشاعره الملفقة وكانه يتكلم عن مباراة كرة القدم ويقول بكل طلاقة: قد اعجبتني وذوبتني ابتسامتك والعيش بدونك اصبح من المخاوف التي تربك نومي ...ويختمها بالعبارة المشهورة من طرف الكل "انظرا مانتصاحبوش?" وتكون الاجابة متعلقة بمظهر الفتى اذا كان وسيما, انيقا وقويا او باختصار كما يشاع عنه "بوكوصا" ,فورا تكون الاجابة نعم وبدون تردد ولكن في حالة العكس ستجد الفتاة تصرخ في وجهه وتجيبه كذلك بعبارة "واش ماعندكوم شغل? " وكان العملية محسومة ومدروسة لا مفاجئات فيها وكانك تشاهد اشهارا من تلك الاشهارات المتداولة والمحفوظة ,والشباب والفتيات يعرفون هذه المسالة جد المعرفة بكثرة الشبه بين مايقوله هذا وذاك وهاته وتلك ,فهم يلقبون تلك العبارات المتداولة "بالناشيد الوطني" وهذه الظاهرة لم تقتصر اشاعتها على المدارس والثانويات بل تعدت حتى الجامعات ولا ننسى الشارع كذلك .
فالمعاكسات الشارعية لها طابعها الخاص ومنهجها المتميز, فهي تقتصر على اصوات غريبة يصدرها الشاب ليقتنص فريسته ويتخيل لك الامر كانك في عالم غابوي بكل مميزاته,, فتنتهي هذه المطاردة اما باستجابة الفريسة او رفضها وهذا طبعا يرجع الى طبيعة الفريسة, ونجد نوعا اخر من القناصين مبدؤهم يرفض تلك الاصوات السخيفة ويفضلون الطريقة المباشرة للقنص فنجده مباشرة في مواجهة مع الفريسة يتلو عليها "الناشيد الوطني "ولكن هذه المرة بطريقة مختلفة لانه يضيف سلاحا اخر يضمن له عملية القنص بتوضيف عبارة " انا ناوي الحلال " ,حتى تكاد تقول بان الفتاة المغربية ليس لها من هم سوى الزواج والتستر, كانما هي بدونه مفضوحة وعارية ويبقى السؤال الذي يلح علينا ماذا عن الذين يرفضون المشاركة في هذه اللعبة اي عندما يخرجون من الاطار العادي المتداول ?
في حالة كانت الفتاة رافضة لقوانين هذه اللعبة وصرخت باعلى صوتها "التصاحيب " شيئ غير عادي وجب محاربته فهو ببساطة لا ينتمي الينا ستكون ردتي فعل تجاه هذا السلوك اما النبذ اوالصراع حول هذه الفتاة المعقدة كما يصفونها, وهذا طبعا يرجع الى مدى جمال شكلها.
اما في حالة كان الشاب هوالرافض لهذه التمثيلية السخيفة ,والمسرحية العبيطة, فردة الفعل ستكون كذلك حوله اما النبذ او التهافت عليه, الا انه سيوصف من طرف الشباب بعديم الرجولة والجبان...مما يجعلنا نتساءل ما هي الرجولة في نظر جيل اليوم ?وطبعا اذا كان هذا الفتى الرافض وسيما فانك ستجد الفتيات تستخدمن ا سالبهن الانثوية والملتوية التي تثير الاشمئزاز بغرض النيل به.
في الاخير هذا ما يمكننا قوله عن الامر العادي الذي يدور في احشاء مجتمعنا فاذا كانت ظاهرة صغيرة مثل هذه خرجت من اطارها الغير العادي الى اطار اخر عادي ,وقلبت المفاهيم حيث اصبحت الفتاة المحافظة معقدة ,,واللعوب منفتحة, والفتى المحافظ جبان ,واللعوب بطلا, اي انقلب الخطا صواب والصواب خطا. فماذا سيحدث لو وجدنا انفسنا غدا بصدد اغتصاب او اختلاس او..او..او...?انتقلوا كذلك من اطارهم الغير العادي الى اطار اخر عادي حينها فقط يمكنني ان ارحب بكم في مغرب بين العادي والعادي.




#امال_بوخريص (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295


المزيد.....




- شاهد.. -غابة راقصة- تدعوك لإطلاق العنان لمخيلتك في دبي
- بعد مكاسب الجيش في الخرطوم.. هل تحسم معركة الفاشر مآل الحرب؟ ...
- هواية رونالدو وشركاه .. هذه مضار الاستحمام في الماء المثلج
- أكثر من 20 مرتزقا أمريكيا في عداد المفقودين بأوكرانيا
- باكستان قلقة من الأسلحة الأمريكية المتروكة في أفغانستان وتحذ ...
- وزير الدفاع السوري يتفقد ثكنات الجيش بصحبة وفد عسكري تركي (ص ...
- تركيا.. شاورما تنقذ حياة -مسافر الانتحار- (صور)
- من أمام منزل السنوار.. تحضيرات إطلاق سراح 3 رهائن إسرائيليين ...
- سوريا.. من هم القادة العسكريون الذين شاركوا الشرع -خطاب النص ...
- وارسو.. اجتماع وزاري أوروبي لبحث الهجرة والأمن الداخلي وترحي ...


المزيد.....

- حوار مع صديقي الشات (ج ب ت) / أحمد التاوتي
- قتل الأب عند دوستويفسكي / محمود الصباغ
- العلاقة التاريخية والمفاهيمية لترابط وتعاضد عالم الفيزياء وا ... / محمد احمد الغريب عبدربه
- تداولية المسؤولية الأخلاقية / زهير الخويلدي
- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي
- الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا ... / غازي الصوراني
- حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس / محمد الهلالي
- حقوق الإنسان من منظور نقدي / محمد الهلالي وخديجة رياضي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - امال بوخريص - مغرب بين العادي والعادي