أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمود المصلح - الفرجة....














المزيد.....

الفرجة....


محمود المصلح

الحوار المتمدن-العدد: 2880 - 2010 / 1 / 6 - 11:46
المحور: الادب والفن
    


( في معجم الوسيط: الفرجة: انكشاف الهم.. مشاهدة ما يتسلى به ) .
والفرجة ومشاهدة ما يتسلى به تتضمن عناصر رئيسة لا بد من توفرها :
• المتفرج ، بشكل فردي أو جماعي ، منظم أو عفوي
• والمشهد ( ما يتفرج علية ) أو الحدث منظم أو غير منظم أو عفوي
• المكان أيا كان منظم أو عفوي ، محدد أو غير محدد .
• الزمان : أيا كان محدد أو غير محدد ، منظم أو عفوي

هذا إلى جانب عوامل وظروف أخرى خاصة وعامة تتداخل في هذه العملية .
فالفرجة كانت منذ أن كان الإنسان ولم يزل شغوفا بالفرجة ، والتأمل وقد ظل هذا الإحساس الأثير وتلك الرغبة تدغدغ فضوله منذ أن اكتشف نفسه قبل أن يكتشف المحيط الذي يعيش فيه . ذلك أن الفرجة تنطوي على متعة عظيمة تخلف راحة في النفس بما تحويه من غرائبية تقود إلى الدهشة والشعور بالفضول الجارف الذي يدفع إلى مزيد من الفرجة ، وذلك في محاولة للاكتشاف والتعرف والتفسير والتحليل .. وما تؤدي إليه.

ربما لحق الأذى بأسلافنا – من الإنسانية – بسبب كثير من الفضول المتولد عن الدهشة بنت أمها الفرجة ، وبما تدفع إليه من مزيد من الفرجة والنهم للمعرفة أكثر في سعيهم للوصول للمعرفة الكاملة التي ستبقى غير مكتملة . وتزيد الفضول بعد كل فرجة لفرجة أكثر واكبر.

هذا مع الاعتراف بان الفرجة قد تكون حزينة ومؤلمة كارثية إلى جانب الضرر الذي يتحقق منها ربما .
الفرجة صفة الإنسان اللصيقة بشكل خاص ، فهو متفرج بطبعه يدهشه كل مشهد يغريه بالمتابعة منذ بيت الإنسانية الأول الغابة قبل الكهف بكل متناقضات الغابة .. نبع الغرائبية الذي لا ينضب .

وصفة الفرجة التي لازمت الإنسان على مر الزمن .. دفعته عبر عصور عدة أن ينظم ويطور ويدير عناصر الفرجة ..وما ذلك إلا لفرجة أفضل ، نظم عروضا خاصة للمصارعة مع الحيوانات .. ومع البشر .. ( المبارزة حتى الموت ) المصارعة والملاكمة ونظم عروضا للغناء والرقص والاحتفالات وطقوس العبادات وما يتصل بها من دفن الموتى وتقديم القرابين والصلاة ..الخ إلى أن راح يطور أماكن الفرجة الخاصة .. ذات المواصفات التي ما برحت تتطور على مر الزمن حتى يومنا هذا .فبنى المدرجات التي لا نزال نراها منتشرة في معظم المدن الأثرية في بلادنا وبلاد العالم كافة ...فلو نظرنا في أرجاء بلدنا الأردن الحبيب لوجدنا ما يستحق الملاحظة في هذا المجال :

ففي مدينة جرش الأثرية ليس عبثا أن نجد مدرجا كبيرا في شمال المدينة وآخر في جنوبها ، ولنا أن نستنتج ما تدل عليه هذه المدرجات .. كما لن يفوتنا أن نلاحظ التصميم المعماري والهندسي والجمالي الفني لهذه المدرجات .. بما تتيحه من فرصة للمشاهدة والاستماع لكافة النظارة في المدرجات على القدر ذاته . إلى جانب الاتساع وإمكانية الاستيعاب للعدد الكبير من المتفرجين .

وليس المسرح المعاصر ودور عرض السينما وقاعات العروض السمع بصرية أو السمعية والعروض الضوئية ومعارض الصور والفنون التشكيلية ومدرجات الألعاب الرياضية على اختلافها عنا ببعيد .
وتطور العرض أو العروض الخاصة بالفرجة والمشاهدة لعلها من أكثر الصناعات انتشار هذه الأيام ، فأجهزة العروض الضوئية والسمعية والبصرية تعد ولا تحصى .إلى جانب لواقط البث الرقمي المتطورة التي نقلت العالم بل الكون وما فيه وعليه على لوحة صغيرة في كل بيت من المعمورة ، بل تعدت ذلك إلى أن صورت العالم والكون المرئي إلى الكون المتخيل ( ما بعد المجهول ) قديما وحديثا من أعماق المحيطات أو مجاهل الغابات أو من أعماق أعماق الأرض إلى الفضاء البعيد البعيد وما بعده ، وقدمته على شكل وجبة ثقافية فلمية تشاهدها وأنت تنعم في راحة البيت .تتنقل بين العالم المرئي والمتخيل على شاشة صغيرة .. من خلال الضغط على زر صغير على لوحة التحكم وأنت تجلس على أريكة في بيتك .

إلى أن أخذ الإنسان ينظم كل هذا العرض ، والمكان ، والزمان ، ويدير الجمهور ، بطريقة تتطور مع كل يوم إلى الأمام خطوة أو أكثر ، ليصبح للفرجة على تنوعها وتعددها فنون وأساليب وعادات وتقاليد وطقوس وشركات ومؤسسات ، قد تختلف من شخص لآخر لكن تبقى الفرجة هي العنصر الرئيس .



#محمود_المصلح (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الانحيازالى السينما
- القدس
- عندما تنحاز السينما لنا .. ننحاز لها ..
- همسات في شارع السينما
- ماوراء الصورة
- منح الجنسية .. سحب الجنسية
- الاتحاد الاوروبي ... تركيا
- سلمدوغ مليونير
- في مقامات المديح للجلاد..
- الى عذاباتي...
- السائق الغريب
- جرائم الشرف
- عرب يا رسول الله ...
- فيصل القاسم والاتجاه المعاكس
- أيام في بيروت ... 2/5
- ايام في بيروت ..3/5
- ايام في بيروت 4/5
- السقوط في فخ النجاح
- ايام في بيروت 1/5
- صديقي العزيز راسم فلاح بامتياز


المزيد.....




- كبير مخرجي RT العربية يقدم دورة تدريبية لطلاب يدرسون اللغة ا ...
- -المواسم الروسية- إلى ريو دي جانيرو
- تامر حسني.. -سوبرمان- خلال حفله في عيد الأضحى
- أديل بفستان لمصمم الزي العسكري الروسي
- في المغرب.. فنان يوثق بقايا استعمارية -منسية- بين الأراضي ال ...
- تركي آل الشيخ يعلن عن مفاجأة بين عمرو دياب ونانسي عجرم
- أدب النهايات العبري.. إسرائيل وهاجس الزوال العنيد
- -مصافحة وأحضان-.. تركي آل الشيخ يستقبل عمرو دياب في الرياض و ...
- -بيكاسو السعودية-..فنان يلفت الأنظار برسومات ذات طابع ثقافي ...
- كتبت الشاعرة العراقية (مسار الياسري) . : - حكايتُنا كأحزان ا ...


المزيد.....

- الكتابة المسرحية للأطفال بين الواقع والتجريب أعمال السيد ... / الويزة جبابلية
- تمثلات التجريب في المسرح العربي : السيد حافظ أنموذجاً / عبدالستار عبد ثابت البيضاني
- الصراع الدرامى فى مسرح السيد حافظ التجريبى مسرحية بوابة الم ... / محمد السيد عبدالعاطي دحريجة
- سأُحاولُكِ مرَّة أُخرى/ ديوان / ريتا عودة
- أنا جنونُكَ--- مجموعة قصصيّة / ريتا عودة
- صحيفة -روسيا الأدبية- تنشر بحث: -بوشكين العربي- باللغة الروس ... / شاهر أحمد نصر
- حكايات أحفادي- قصص قصيرة جدا / السيد حافظ
- غرائبية العتبات النصية في مسرواية "حتى يطمئن قلبي": السيد حا ... / مروة محمد أبواليزيد
- أبسن: الحداثة .. الجماليات .. الشخصيات النسائية / رضا الظاهر
- السلام على محمود درويش " شعر" / محمود شاهين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمود المصلح - الفرجة....