أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مقابلات و حوارات - عصام عبد العزيز المعموري - حوار مع مديرة متحف ديالى















المزيد.....

حوار مع مديرة متحف ديالى


عصام عبد العزيز المعموري

الحوار المتمدن-العدد: 2879 - 2010 / 1 / 5 - 22:21
المحور: مقابلات و حوارات
    


سلسلة حوارات مع أكاديميي ومثقفي محافظة ديالى
حوار مع مديرة متحف ديالى

إن إهمال الآثار معناه فقدان جزئي لذاكرة الأمة ، وان الأمة التي تنسى ماضيها ترتبك في حاضرها ومستقبلها0 يعتمد منهج علم الآثار في دراسته على البحث عن المخلفات التي صنعها الإنسان القديم وعلى كل ماله علاقة مباشرة أو غير مباشرة به ، وعلى الرغم من الاتفاق العام بين الباحثين على طبيعة هذه الدراسة ، فهم يختلفون بشأن حدودها الزمنية ، إذ يرى فريق منهم أنها تشمل العصور الحجرية فقط ابتداء" من تعلم الإنسان لصناعة الآلات والأدوات ، ولذلك أصبح تعاون علم الآثار برأي اصطحاب هذه المدرسة وثيقا" مع المعنيين بعلم الإنسان ( الانثروبولوجي ) وعلم طبقات الأرض ( الجيولوجي ) ، وهناك من يرى أن علم الآثار يجب أن لايقتصر على دراسة العصور الحجرية فقط بل ينبغي أن يتناول العصور التاريخية أيضا" 0
وعن علم الآثار وصلته بالعلوم الاجتماعية الأخرى ، والتنقيبات الأثرية وطرقها ، وطرق الحفر ، وعن كل ماله علاقة بعلم الآثار كان لنا هذا اللقاء مع السيدة ( حياة إبراهيم محمد ) التي تشير سيرتها الذاتية والعلمية بأنها من مواليد بغداد عام 1955 ، حصلت على شهادة البكالوريوس في الآثار القديمة عام 1979 والماجستير في الآثار والتاريخ عام 1982 0
لها بحوث منشورة في مجال الاختصاص وأخرى غير منشورة تتمنى أن يكون لها مجال للنشر في المستقبل القريب 0 لها مشاركات عديدة في المؤتمرات والندوات ضمن اختصاصها 0
وأشرفت على رسالة ماجستير عن مملكة ( أشنونا ) وتعتز بها كثيرا" لأن موضوع البحث كان من أهم أمنياتها العلمية فجاءت الفرصة لأحد طلبة ديالى وسيتم مناقشتها في الشهر القادم 0
عملت في دائرة الآثار والتراث منذ عام 1982 في قسم التحريات حيث وثقت كافة أضابير المواقع الأثرية في العراق وصورتها بطريقة فنية حديثة ، وهذا العمل ساعد في حفظ كافة الوثائق المتعلقة بالمواقع ، ثم انتقلت للعمل في المتحف العراقي وفي عدة أقسام إلى أن استقر عملها في أن تكون مسئولة عن مخازن الآثار المركزية منذ عام 1984 إلى عام 1989 ومع تأسيس متحف ديالى استلمت إدارته منذ عام 1989 ولحد الآن 0
تنوعت نشاطاتها بين محاضرة في كلية التربية جامعة ديالى لثمان سنوات وإقامة الندوات والمحاضرات الخاصة بالآثار وتركز اهتمامها في البحث عن تاريخ وحضارة محافظة ديالى إلى إقامة العديد من المعارض النوعية ، وتسعى جادة لنشر الوعي ألآثاري بين الناس بكل الوسائل المتاحة ، ومما يسجل لها باعتزاز وفخر هو حفاظها على آثار المتحف فلم يتعرض إلى تخريب أو سرقة خلال الفترات العصيبة التي مرت على بلادنا وتقول أن هذه الآثار محفوظة في مكان آمن ، ولتسليط الضوء على علم الآثار وعلاقته بالعلوم الأخرى وأساليب الحفر المتبعة في العراق وكل ماله علاقة بعلم الآثار كان لنا هذا الحوار مع مديرة متحف ديالى :
***هنالك تداخل بين عمل أو واجبات المؤرخين وبين علماء الآثار ، حيث يرى البعض أن دراسة العصور التاريخية القديمة هي من واجبات المؤرخين وليس من واجبات علماء الآثار 00كيف يحل علماء الآثار هذا التداخل وماهي حجتهم في ذلك ؟

--- نعم هنالك تداخل كبير بين عمل الآثاريين وعمل المؤرخين وهذا التداخل في البحث عن معرفة الحقيقة التي تتعلق ببناء تاريخ الماضي البعيد والقريب مشروع من الناحية العلمية ، إلا أن هناك من يرى أن لكل باحث في هذين المجالين حدودا" ، فيعتقد البعض منهم أن علم الآثار يعتمد على البحث عن المخلفات التي صنعها الإنسان القديم بنفسه وعن كل ماله علاقة مباشرة أو غير مباشرة به ، وهناك اتفاق عام على طبيعة هذه الدراسة ، إلا أنهم يختلفون على الحدود الزمنية ، إذ يرى فريق منهم أنها تشمل كل العصور الحجرية ، وهذا يعني أن يكون هناك تعاون بين علم الآثار وبين علماء الانثروبولوجي ، وهناك من يرى أن علم الآثار يجب أن لايقتصر على العصور الحجرية ، بل ينبغي آن يتناول العصور التاريخية منذ معرفة الإنسان للكتابة وتركه وثائق تدون حياته اليومية بكل جوانبها ، لأنهم يعتقدون أن الكثير من الدلائل والمشاكل التي تظهر في مواقع الآثار التاريخية قد تمتد جذورها إلى عصور ماقبل التاريخ ، وهذا بطبيعته عمل الأثري في الحقل وتتبعه لحلقات الترابط يبدو أمرا" ميسورا" له 0
أما المؤرخ البعيد عن الحقل والتنقيب ، فالعملية تبدو صعبة في الربط والتحليل والاستنتاج 0
*** ما الذي يميز علم الآثار عن علم التاريخ ؟
--- علم الآثار هو العلم الذي يهتم بالكشف عن الحضارات بطرق فنية مختلفة ويعتمد في منهج بحثه على المخلفات التي تركها الإنسان في المواقع والمدن القديمة 0أما علم التاريخ فهو العلم الذي يعتمد على الوثائق المسجلة والمكتوبة والأخبار والقصص المتناقلة لتسجل من خلالها أخبار الشعوب 0
*** ماهي أوجه صلات علم الآثار بالعلوم الاجتماعية الأخرى ؟

--- لعلم الآثار صلات بالعلوم الاجتماعية لأنه يهتم بشكل أساس بدراسة المجتمعات القديمة ، فعلاقته بعلم التاريخ تتركز على أنه يقدم الحقائق عن الجماعات في عصور تاريخية تركت وثائق مدونة بالكتابات الصورية أو المسمارية وحل هذه الكتابات هو فرع من فروع علم الآثار كذلك له علقة بالدين والمعتقدات الخاصة بالشعوب القديمة ويقدم صورة عن العبادات والطقوس والمراسيم والاحتفالات الدينية ذات العلاقة بالإنسان في حياته وموته وما بعد موته ، وله علاقة أيضا" بالفنون وتطور أساليبها عبر المراحل المختلفة 0 كما إن لعلم الآثار علاقة بالعلوم الصرفة كالكيمياء والفيزياء للحصول على تاريخ مطلق للأدوار الحضارية بطريقة بوتاسيوم أركون أو مايعرف بكار بون 14 الإشعاعي . كما يستعان بهذين العلمين في معالجة الآثار وصيانتها من الصدأ أو النخر والتلف ، وللآثار علاقة بعلم طبقات الأرض وخاصة عند دراسة آثار الإنسان في العصور الحجرية 0

*** إن علما" واسع الميدان مثل علم الآثار لابد أن تتعدد فروعه وبتعدد هذه الفروع تختلف أساليب البحث ، فهنالك مصادر أساسية ( أولية ) ومصادر ثانوية يعتمد عليها الباحث00 كيف يتعامل الباحث في مجال علم الآثار مع المصادر الثانوية ؟
--- من الطبيعي أن سعة علم الآثار يقود الباحثين إلى إتباع أساليب مختلفة في البحث ، فأساليب البحث في العصور التاريخية تختلف عن عصور ماقبل التاريخ لاختلاف مظاهر الحضارة عند الشعوب بين فترة زمنية وأخرى هذا إذا ماعرفنا أن 97 % من عمر الإنسان قد قضاها في العصور التي سبقت تعلمه للكتابة والتي نطلق عليها تسمية العصور التاريخية 0


*** يتهم الآثار يون العراقيون بأن أغلب ما توصلوا إليه جاء عن طريق الصدفة وليس بإتباع الحفر الأثري المنظم الحديث الذي يبدأ من سطح الأرض وحتى التربة البكر بخطوات تدريجية تتناول كل الآثار الكبيرة والصغيرة وكل ما له علاقة مباشرة أو غير مباشرة بها مثلا هياكل العظم الآدمية والحيوانية وبقايا النباتات والصخور وطرق البناء وطرق الزخرفة وغير ذلك 00كيف تردون على ذلك ؟

---هذا اتهام باطل ومرفوض رفضا" قاطعا" واسمح لي أن أقول لك بأن عملية التنقيب في العراق عملية تقوم على أسس علمية وضعها مختصون في مجال البحث والتحري والتنقيب ، والاثاريون العراقيون قد أبدعوا في هذا المجال ليس الآن وإنما منذ أن بدأت تتشكل هيئات التنقيب العراق في نهاية القرن التاسع عشر 0 كيف يمكن أن تتصور أن المتاحف والمخازن الخاصة بالآثار مملوءة بآثار تم العثور عليها بالصدفة ، هذا يعني أنك قد ألغيت كل الدراسات والبحوث المتعلقة بماضي الشعوب التي عاشت في العراق والتي تعتمد على الآثار باعتبارها من المصادر الأولية في البحث 0

*** كيف يتم تمييز جنس الشخص المتوفى عند تنقيب المدافن القديمة ؟

--- يمكن تمييز جنس الشخص من فحص ودراسة الموجودات الدفنية التي يتم العثور عليها مع الشخص المتوقي حيث هناك موجودات تميز الرجل عن المرأة عن طريق دفن بعض من أدوات مهنته ، كذلك يمكن التمييز عن طريق فحص وقياس بعض من أجزاء الهيكل العظمي كالجمجمة والحوض 0

*** ماهي أكثر طرق الحفر المطبقة في الوقت الحاضر ؟ وهل أن أساليب حفرنا في العراق متخلفة قياسا" للآخرين ؟

---هنالك عدة طرق للتنقيب تختلف باختلاف البيئة والظروف ، فهنالك مثلا" طريقة الاختبار التي ترافق مرحلة التفتيش عادة ، والهدف منها هو جس التربة للتأكد من أهميتها الأثرية ، فهي تعطي فكرة أولية عن نوع الآثار . أما الطريقة الأخرى فهي تقوم على فتح فنادق ، حيث يمكن الحصول على نتائج متكاملة تقريبا" ، ويفضل حفر الخنادق المتقاطعة أو على شكل الحرف S بالانجليزية ، والهدف منها الحصول على فكرة عامة عن محتويات الموقع 0 وهناك أيضا" طريقة المدرجات في المناطق ذات التربة الصلبة في المناطق الجبلية 0 أما الحفر في الوحدات الخاصة بموجب شبكة المربعات فهو أكثر الطرق صلاحا" 0
إن أساليب الحفر في العراق ليست متخلفة قياسا" للآخرين وإنما تنقصنا المعدات والآلات الحديثة التي تستخدم في الحفر حيث تلعب التقنية دورا" كبيرا" في اختصار الوقت والجهد والحصول على نتائج أفضل 0


( نشرت في جريدة البرلمان الصادرة في محافظة ديالى العدد 22 في يوم السبت 11 جماديالأول1426هجريالمصادف18 حزيران2005م )



#عصام_عبد_العزيز_المعموري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أطفالنا والتفكير الابداعي
- أغرب أساليب الغش الامتحاني
- سلسلة حوارات مع أكاديميي ومثقفقي محافظة ديالى -حوار مع الدكت ...
- (لايوجد أكثر جدية من الطفل في لعبه ) فريدريك نيتشه- أطفالنا ...
- سلسلة حوارات مع أكاديميي ومثقفي محافظة ديالى- الاستاذ الدكتو ...
- لكي لا يكون التعليم مهنة من لا مهنة له
- الخرس الزوجي في بيوتنا
- كيف تكون قارئا- مرنا- ؟ How To Be Flexible Reader
- تنمية التفكير في غرفة الصف
- المبدعون والتوفيق بين المتعارضات
- الأديبة ( مي زيادة ) وسيكولوجية الابداع
- من أجل شيخوخة بلا هموم
- من أعلام العراق00 د0 نوري جعفر : التفكير حق مشاع لكل الناس
- كيف تلقي محاضرة فعالة ؟
- التفكير.. هل يمكن تعليمه ؟
- حوار مع الدكتور فاضل عبود التميمي
- لماذا ترتدي المرأة العراقية الحجاب؟؟
- المبدعون وغرابة الأطوار
- حوار مع الكاتب والقاص(ضمد كاظم وسمي)/بعقوبة_العراق
- ماذا يقرأ اكاديميو ومثقفو بعقوبة؟


المزيد.....




- تفجير جسم مشبوه بالقرب من السفارة الأمريكية في لندن.. ماذا ي ...
- الرئيس الصيني يزور المغرب: خطوة جديدة لتعميق العلاقات الثنائ ...
- بين الالتزام والرفض والتردد.. كيف تفاعلت أوروبا مع مذكرة توق ...
- مأساة في لاوس: وفاة 6 سياح بعد تناول مشروبات ملوثة بالميثانو ...
- ألمانيا: ندرس قرار -الجنائية الدولية- ولا تغير في موقف تسليم ...
- إعلام إسرائيلي: دوي انفجارات في حيفا ونهاريا وانطلاق صفارات ...
- هل تنهي مذكرة توقيف الجنائية الدولية مسيرة نتنياهو السياسية ...
- مواجهة متصاعدة ومفتوحة بين إسرائيل وحزب الله.. ما مصير مفاوض ...
- ألمانيا ضد إيطاليا وفرنسا تواجه كرواتيا... مواجهات من العيار ...
- العنف ضد المرأة: -ابتزها رقميا فحاولت الانتحار-


المزيد.....

- قراءة في كتاب (ملاحظات حول المقاومة) لچومسكي / محمد الأزرقي
- حوار مع (بينيلوبي روزمونت)ريبيكا زوراش. / عبدالرؤوف بطيخ
- رزكار عقراوي في حوار مفتوح مع القارئات والقراء حول: أبرز الأ ... / رزكار عقراوي
- ملف لهفة مداد تورق بين جنباته شعرًا مع الشاعر مكي النزال - ث ... / فاطمة الفلاحي
- كيف نفهم الصّراع في العالم العربيّ؟.. الباحث مجدي عبد الهادي ... / مجدى عبد الهادى
- حوار مع ميشال سير / الحسن علاج
- حسقيل قوجمان في حوار مفتوح مع القارئات والقراء حول: يهود الع ... / حسقيل قوجمان
- المقدس متولي : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- «صفقة القرن» حل أميركي وإقليمي لتصفية القضية والحقوق الوطنية ... / نايف حواتمة
- الجماهير العربية تبحث عن بطل ديمقراطي / جلبير الأشقر


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مقابلات و حوارات - عصام عبد العزيز المعموري - حوار مع مديرة متحف ديالى