أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - ميخال شفارتس - الجدار خطوة احادية الجانب لتعديل الحدود















المزيد.....

الجدار خطوة احادية الجانب لتعديل الحدود


ميخال شفارتس

الحوار المتمدن-العدد: 177 - 2002 / 7 / 2 - 07:01
المحور: القضية الفلسطينية
    


 

الجدار يخلق حزاما امنيا اسرائيليا تحضيرا لضم مناطق فلسطينية لاسرائيل؛ ليست هناك اليوم جهة اسرائيلية او امريكية مستعدة للانسحاب من كل المناطق التي احتلت عام 1967، اذ لو كان هناك استعداد لما كانت حاجة للجدار الفاصل؛ في الظروف الراهنة، لا يبشر الجدار الا بادامة النزاع الدموي.

 

ميخال شفارتس

 

 الجدار الامني الفاصل الذي باشرت اسرائيل بناءه يوم الخميس 13 حزيران (يونيو) على طول  حدود الضفة الغربية، له ابعاد سياسية خطيرة، رغم ان رئيس الحكومة ووزير الدفاع يصران على انه جاء من منطلق امني صرف. ويشير عدم ارفاق القرار بخطة لاخلاء المستوطنات او انسحاب القوات الاسرائيلية من الضفة، الى ان هدف الجدار ان يشكل حاجزا امام الفلسطينيين لمنعهم من تنفيذ العمليات الانتحارية، في حين تواصل اسرائيل عملياتها العسكرية والاستيطانية في الضفة بحجة الدفاع عن النفس.

على ارض الواقع يخلق الجدار حدودا جديدة تنتقل فيها مناطق حدودية من سيطرة السلطة الفلسطينية للسيطرة الاسرائيلية. وحسب تأكيد رئيس الوزراء الاسرائيلي، اريئل شارون، فان الجدار سيشكل حزاما امنيا اسرائيليا شبيها بما كان في جنوب لبنان. ولكن خلافا للبنان، فان بناء الجدار في الضفة ينسجم مع الشعار الصهيوني "لا عودة لحدود 67" الذي كرره رؤساء حكومات الليكود والعمل على السواء، والذي يعني الضم الفعلي لهذه المناطق بحجج امنية، تمهيدا لضمها رسميا في المستقبل.

هذا ما يفسر قيام اسرائيل بهذه الخطوة بشكل احادي الجانب، دون مفاوضات مع الفلسطينيين ورغم انفهم. ويزيد الجدار الضغط على السلطة الفلسطينية ويزيد من تآكل مصداقيتها. وكان احد تعبيرات غضب الجانب الفلسطيني على هذه الخطوة حادث اطلاق النار على الجرافات التي عملت في بناء الجدار بالقرب من قرية سالم في 19 حزيران (يونيو).

صحيح ان الاستعجال في تنفيذ المشروع دون نقاش حكومي سابق، جاء بضغط من الرأي العام الاسرائيلي ولتلبية حاجته النفسية للشعور بالامن في مواجهة العمليات الانتحارية المتلاحقة. ولكن الحقيقة ان الجدار يأتي لتنفيذ احدى المخططات الاسرائيلية الهادفة لتعديل الحدود، وفي مقدمتها خطة "النجوم السبع" التي بادر اليها شارون في بداية التسعينات.

 

الجدار والنجوم السبع

مسار الجدار لا يفاجئ المتتبع لخطة "النجوم السبع" التي تم حسبها انشاء سبع مستوطنات على كلا جانبي الخط الاخضر، بهدف توحيد هذه المستوطنات والحاقها باسرائيل وبالتالي ازاحة الخط الحدودي الى الشرق. من هذه المستوطنات شاكيد وحينانيت وريحان التي انشئت في الضفة الغربية قرب ام الفحم، وكان من المخطط ضمها لاسرائيل. (المصدر: "النجوم السبع"، دار الشرارة للنشر، 1992)

ومن المتوقع ان يضم الجدار "النجمتين" سلعيت وتسوفيت في منطقة الطيرة، ومستوطنة اورنيت قرب كفر برا، التي انشئت انسجاما مع مخطط النجوم وحاولت عدة مرات ابتلاع اراضي كفر برا داخل الخط الاخضر.

حسب المنطق الاسرائيلي العنصري، سيُلحق الجدار باسرائيل اكبر عدد من المستوطنات اليهودية واقل عدد من القرى والسكان الفلسطينيين. لذا تجنب المخطط الاصلي للجدار مدينتي طولكرم وقلقيلية. ولكن يبدو ان هناك خلافا بين بن اليعيزر وشارون حول مصير قلقيلية. فحسب تخطيط شارون سيعزلها الجدار عن الضفة، ويفرض عليها الطوق الكامل من ثلاث جهات، ويتيح لها مخرجا ضيقا من الشرق حيث تقع مستوطنة الفيه مناشيه التي سيتم ضمها لاسرائيل.

بالاضافة الى خطر إلحاق الاراضي الفلسطينية باسرائيل، يسبب الجدار مشكلة مصيرية حياتية لعشرات آلاف الفلسطينيين الذين سيقعون في المنطقة العازلة بين الجدار والخط الاخضر. فالجدار سيفصلهم تماما عن الضفة، ولكنه في نفس الوقت لن يمنحهم المواطنة الاسرائيلية. من هؤلاء، اهالي قرى فلسطينية ستضم للمنطقة العازلة مثل باقة الشرقية وبرطعة الشرقية ونزلة عيسى وزيتا وام ريحان وبيت عبد الله يونس في منطقة باقة وحبلة في منطقة قلقيلية. وسيفقد عشرات الآلاف من فلاحي هذه القرى وغيرها اراضيهم في الضفة الغربية، التي اما ستصادر واما ستبقى محاصرة وراء الجدار.

ولا ينحصر ضرر الجدار على الجانب الفلسطيني في الضفة الغربية بل يتعداها ليطال الفلسطينيين داخل اسرائيل ايضا. اذ يوفر الجدار حجة لمصادرة اراض من القرى العربية داخل اسرائيل المتاخمة للحدود، وعلى رأسها ام الفحم التي ستفقد نحو الف دونم، وقرى عربية اخرى منها سالم التي ستفقد مساحات واسعة من اراضيها. ويتوقع ان يستخدم جزء من اراضي ام الفحم لبناء مستوطنات جديدة داخل الخط الاخضر، كان قد تم تخطيطها في الماضي. وما يعزز المخاوف هو الخبر الذي نشرته صحيفة هآرتس (18 حزيران) حول الاعلان عن بناء مستوطنة جديدة جنوب وادي عارة بين كتسير وحريش.

وبالاضافة الى مصادرة الاراضي واقتلاع الاشجار، سيؤدي الجدار الى قطع التواصل الجغرافي بين مناطق نفوذ السلطات المحلية المحاذية، مما سيفصل بين الاقرباء من القرى المختلفة، كما حدث بين قريتي برطعة وسالم (راجع ص 13).

 

توافق يميني يساري

رغم النقاش الذي اثاره بناء الجدار داخل اسرائيل وخارجها، وداخل معسكر اليمين واليسار، الا ان الواضح انه يحظى باجماع، خاصة بعد ان تبنى الجهاز الامني موقف ضرورة بناء الجدار كحاجز امام العمليات الانتحارية.

ونقلت افتتاحية صحيفة هآرتس (18 حزيران) بعض اسباب تأييد اوساط واسعة في كتلة السلام لاقامة الجدار، منها انه يرسم الحدود العتيدة لدولة اسرائيل، وانه يشكل العودة الى الخط الاخضر مع اجراء تعديلات حدودية. مع اعترافها بنواقص الجدار، الا ان الافتتاحية تضيف انه سيؤدي الى "تغيير ثوري"، وان "علينا ان نرى في المخطط هدفا ذا افضلية، ويجب ان يتقدم العمل فيه باسرع وقت ممكن".

ولا بد من التذكير ان فكرة الفصل الاحادي الجانب جاءت اصلا من حزب العمل، وكان اول من نادى اليها حاييم رامون الذي ينافس بن اليعيزر على رئاسة حزب العمل. وقد اقترح رامون الانسحاب الاسرائيلي الاحادي الجانب من الضفة، واجراء تعديلات حدودية واخلاء المستوطنات المعزولة وبناء جدار فاصل يحدد الحدود الاسرائيلية. ولكن جدار بن اليعيزر الذي يتم دون اخلاء مستوطنة واحدة ودون سحب القوات، يقطع الطريق على رامون.

من جهة اخرى عبر ميخائيل ايتان من الليكود الذي يؤيد فكرة الانفصال احادي الجانب، عن تأييده لاقامة الجدار شرط الا يرافقه اخلاء مستوطنات. وقد اشارت استطلاعات الرأي العام في اسرائيل الى ان 60% من اليهود يؤيدون الفصل الاحادي الجانب (هآرتس، 17 حزيران). الخطة مقبولة حتى على مجلس المستوطنين الذين التقوا رؤساء مجالس اقليمية يهودية في منطقة المثلث في 17 حزيران، وتوصلوا الى تفاهم اعلنوا حسبه تأييدهم للجدار شرط الا يتم بناؤه على الخط الاخضر، والا يعتبر حدودا دولية رسمية. (هآرتس، 18 حزيران)

المعارضة الاسرائيلية للجدار تقتصر على كتلة سريد - بيلين التي ترفض الخطوات الاحادية الجانب، وكتلة المستوطنين الاكثر تطرفا برئاسة افي ايتام، التي تخشى ان يرسم الجدار الحدود العتيدة ويحطم نهائيا حلم اسرائيل الكبرى. لكن يبقى موقف المعارضين ضعيفا، لان الجمهور الاسرائيلي فقد ثقته بامكانية الوصول لاتفاق مع السلطة الفلسطينية، وكل ما يريده هو وقف العمليات الانتحارية باي ثمن.

من جهة اخرى عبرت عدة شخصيات عربية عن عدم اعتراضها على الجدار شرط الا يسبب مصادرة اراض من العرب. ويأتي هذا خلافا للموقف العربي الرسمي للجنة المتابعة، التي اعلنت معارضتها للجدار على اعتبار انه يحدد حدودا غير معترفة دوليا.

ازاء البلبلة التي يخلقها الجدار، علينا التوضيح انه ليست هناك جهة اسرائيلية او امريكية مستعدة للانسحاب من كل المناطق المحتلة عام 1967 بما فيها القدس، مع ما يترتب على ذلك من اخلاء لكل المستوطنات، واقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على كامل هذه الاراضي. لو كان هناك استعداد اسرائيلي للقيام بهذه الخطوة، لما كانت هناك حاجة لجدارات فاصلة، وبالعكس كان بالامكان فتح الحدود امام العمال الفلسطينيين واعطاء الشباب الفلسطيني الامل بالحياة بدل دفعه للانتحار. ولكن في الظروف الراهنة، فلا يبشر الجدار الا باستمرار النزاع الدموي.

تموز 2002 العدد154 - ِالصبار



#ميخال_شفارتس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- يوم الارض هذا العام: هروب من التحدي
- يوم المرأة العالمي - تاريخ وجذور


المزيد.....




- مصر: الدولار يسجل أعلى مستوى أمام الجنيه منذ التعويم.. ومصرف ...
- مدينة أمريكية تستقبل 2025 بنسف فندق.. ما علاقة صدام حسين وإي ...
- الطيران الروسي يشن غارة قوية على تجمع للقوات الأوكرانية في ز ...
- استراتيجية جديدة لتكوين عادات جيدة والتخلص من السيئة
- كتائب القسام تعلن عن إيقاع جنود إسرائيليين بين قتيل وجريح به ...
- الجيشان المصري والسعودي يختتمان تدريبات -السهم الثاقب- برماي ...
- -التلغراف-: طلب لزيلينسكي يثير غضب البريطانيين وسخريتهم
- أنور قرقاش: ستبقى الإمارات دار الأمان وواحة الاستقرار
- سابقة تاريخية.. الشيوخ المصري يرفع الحصانة عن رئيس رابطة الأ ...
- منذ الصباح.. -حزب الله- يشن هجمات صاروخية متواصلة وغير مسبوق ...


المزيد.....

- الحوار الوطني الفلسطيني 2020-2024 / فهد سليمانفهد سليمان
- تلخيص مكثف لمخطط -“إسرائيل” في عام 2020- / غازي الصوراني
- (إعادة) تسمية المشهد المكاني: تشكيل الخارطة العبرية لإسرائيل ... / محمود الصباغ
- عن الحرب في الشرق الأوسط / الحزب الشيوعي اليوناني
- حول استراتيجية وتكتيكات النضال التحريري الفلسطيني / أحزاب اليسار و الشيوعية في اوروبا
- الشرق الأوسط الإسرائيلي: وجهة نظر صهيونية / محمود الصباغ
- إستراتيجيات التحرير: جدالاتٌ قديمة وحديثة في اليسار الفلسطين ... / رمسيس كيلاني
- اعمار قطاع غزة خطة وطنية وليست شرعنة للاحتلال / غازي الصوراني
- القضية الفلسطينية بين المسألة اليهودية والحركة الصهيونية ال ... / موقع 30 عشت
- معركة الذاكرة الفلسطينية: تحولات المكان وتأصيل الهويات بمحو ... / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - ميخال شفارتس - الجدار خطوة احادية الجانب لتعديل الحدود