شامل عبد العزيز
الحوار المتمدن-العدد: 2878 - 2010 / 1 / 4 - 20:49
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
اعتقد – بحزم – أن هناك العديدين من الذين تربوا على دين ما وليسوا سعداء معه أو قلقين على ما يرتكب باسمه من شرور ,
أناس يحنون لترك دين أبائهم ويتمنون لو استطاعوا لذلك سبيلاً ولكنهم لا يدركون أن ذلك هو أحد الخيارات بالفعل ,
ريتشارد داوكنز ,
من يقرأ أفكار داوكنز سوف يجده لا يوعز الشر للأديان ( عكس الفكرة المتخيلة في الذهن عند البعض ) , ولكن في نفس الوقت له فلسفة معينة تجاهها باعتباره ( ملحد ) حيث يقول :
/ إن الإلحاد هو تطلع واقعي وشجاع ورائع , ومن الممكن أن تكون ملحداً سعيداً متوازناً ومقتنع فكرياً ومعنوياً بشكل كامل ,
نعود لأصل الشر عند داوكنز حيث يقول :
في ك2 من عام 2006 قدمتُ برنامجاً وثائقياً على التلفزيون البريطاني / القناة الرابعة / بعنوان / جذرة الشر / ,,,
يقول :
بادئ ذي بدء لم يعجبني العنوان / فالدين ليس أصل كل الشرور / وليس هناك من شيء معين بذاته والذي هو أصل لكل شيء أخر ,
ولكنه بالمقابل يقول وبصيغة أخرى :
/ ولكنني سررتُ بالإعلان الذي وضعته / القناة الرابعة / على الجريدة الوطنية وهو عبارة عن / صورة لأفق مدينة مانهاتن وبعنوان / تخيل العالم بدون دين /
ما هي صلة الوصل هنا ؟ البرجين كانا على الصورة / علماً بأن البرجين تم تدميرهما في 11 سبتمبر من عام 2001 ...
هل لاحظتم الربط وفلسفة داوكنز وكيف يعبر عنها ؟
/ المغني جون لينون له أغنية تحمل أسم ( تخيل ) / ,
/ تخيل عالماً بدون دين ,,,
لا انتحاريين – لا حملات صليبية – لا مؤامرة بارود – لا تقسيم للهند – لا حرب فلسطينية إسرائيلية – لا مذابح صرب – كروات إسلام – لا اضطهاد لليهود – لا مشاكل في شمال ايرلندا – لا جرائم شرف – لا وجود لطالبان ليفجروا تماثيل أثرية – لا قطع للرؤوس بشكل علني – و لا سوط على جلد أنثى لأن أحداً رأى بوصة منه – لا احتلال للعراق أو تحريره / لا دارفور/ ,
/ سوف أسألكم هل تخيلتم ما قاله داوكنز ؟ / فكروا في هذا التخيل / ثم قولوا لنا بماذا تشعرون ؟
/ مجرد تخيل / هل شعرتم بلذة عارمة ؟ أم بسعادة غامرة / غمرتكم فخرجتم من الواقع ولو لفترة قصيرة ؟
هذه الأغنية لجون لينون تعطي معنى ( بدون دين أيضاً ) , أما المتشددون فيبدلونها بعبارة أخرى وهي عبارة وقحة وتعطي معنى ( دين واحد ) ,
يسألنا داوكنز ويقول :
/ ربما تفكر هنا بأن اللاأدرية هي الموقف المعقول ؟ وأن الإلحاد هو توجه عقائدي كالدين ؟
/ إن فرضية الإله هي عبارة عن فرضية علمية عن الكون ويجب تحليلها ودراستها بشك كأي فرضية أخرى ,,,
الفلاسفة وعلماء الدين لديهم العديد من الأسباب الجيدة للإيمان بالله مع ملاحظة أن داوكنز يقول أن حجج وجود الله ضعيفة جداً ( هناك مقالة سوف نتناولها عن هذا الموضوع في حينه ) ,
ثم يستمر بالأسئلة المستر ريتشارد داوكنز :
ربما تعتقدون بوجود الإله هو من المسلمات الواضحة وإلا كيف خُلق الكون ووصل إلى ما وصل إليه ؟ وكيف يمكن تفسير الحياة وتنوعها الغني وكل كائن حي يبدو كما لو كان مصمماً ,
ويستمر ويقول : لماذا من المؤكد تقريباً عدم وجود الإله ؟
لأن نظرية الانتخاب الطبيعي عند داروين عن تصميم الحياة هي أكثر أناقة ,
/ هل كان المؤمنين العامل الأكبر في إنشاء كل حضارة / ؟
/ هل سأل أحد منا نفسه أو هل فكر بأنه عالق في دين تربى عليه ,
كيف تم ذلك ؟
/ التلقين منذ الطفولة هو السبب ,,,
أي أنك على دين أبائك ,,
لو ولدت في أركنساس ستفكر بان المسيحية هي الحقيقة والإسلام كذبة ؟
والعكس هو الأكيد لو كنت مولوداً في أفغانستان ؟
/ لذلك أحبائي فنحنُ ضحايا التلقين الطفولي / .
/ يقول داوكنز : يجب أن نجفل عندما نسمع كلمة / طفل كاثوليكي / أو / طفل مسلم / ,
لنتكلم ونقول عن طفل لأبوين كاثوليكيين , الصغار لن يكونوا على أي دين أو يعرفوا موقفهم منه ؟ كما هم صغار ليعرفوا موقفهم من الأحداث السياسية – الاقتصادية ,
/ ليس هناك طفل مسلم ؟ بل هناك طفل لأبوين مسلمين ,,,
الطفل صغير جداً على معرفة إذا كان مسلماً , ليس هناك ما يمكن تسميته بالطفل المسلم , وليس هناك أيضاً ما يمكن تسميته طفلاً مسيحياً .
/ لو أن الخالق , خلق الناس وجعلهم مقسمين إلى يهود – مسيحيين – إسلام – أو أي ديانة أخرى ثم حاسبهم على ذلك سوف يكون هذا الخالق قد انحاز لجهة على حساب أخرى والانحياز ليس من صفات الخالق , لأن المفروض من صفاته العدل . أما الإدعاء بأن الدين الفلاني أفضل من الدين العلاتي وعلى أتباع العلاني أن يؤمنوا بالدين الفلاني فهذه مسألة فيها وجهة نظر لو بدأنا بها لما انتهينا ,,,
/ لداوكنز وجهة نظر في الحصول على الإلهام وكما يلي :
بواسطة فهم روعة العالم وبدون أي تدين نحصل على ما يكفي من حقنا في الإلهام , الحق الذي اغتصبه رجال الدين وحرموا منه الآخرين عبر التاريخ ,
/ كلمة ملحد قد أعطيت من العناية الشيء الكثير لتعني شيئاً مرعباً ومخيفاً ,,
/ قبل 50 عاماً كان الشذوذ ( المثلية الجنسية ) غير ما عليه الآن ,,
الإلحاد في نظر داوكنز مثل المثلية الجنسية قديماً ويقول أصبح من الممكن أن ينتخب شاذ جنسياً لمركز حكومي ,,, أو بمعنى أخر أن النظرة إلى الإلحاد سوف تتغير بمرور السنين ,,,
/ هناك استفتاء جرى عام 1999 وجاءت النتائج كالتالي :
وهو حصل شخص ممتاز يتولى منصب إداري /
/ فيما لو كان امرأة 95 % - روم كاثوليكي 94 % - يهودي 92 % - مورمون 79 % - شاذ جنسياً 79 % - ملحد 49 % ,
في القرن التاسع عشر قال / جون ستيورات / :
من المحتم أنها ستكون صدمة هائلة لو عرف العالم كم هي نسبة المشككين في الدين بين الحاصلين على أعلى الأوسمة لتميزهم اللامع في مجالات العلم والفكر ,,
استطلاعات الرأي الأمريكية تقول أن عدد الملحدين و اللاادريين في أمريكا أكثر بكثير من عدد اليهود المتدينين وحتى أكثر من العديد من المجموعات الدينية الأخرى ,
/ لماذا لا يوجد تنظيم للملحدين ؟
وهم بالتالي ليس لهم أي تأثير , يقول داوكنز عن ذلك :
لأن تنظيم الملحدين سيكون أشبه برعي قطيع من القطط ,
لماذا ؟
لأنهم معتادون على التفكير المستقل وعدم الانصياع لأي نوع من السلطة الفكرية ,
ولكن لا يخفي داوكنز عن انه في حالة ازدياد العدد لا بد من تنظيم لهم ,
لماذا كلمة الوهم في الكتاب / وهم الإله / ؟
يقول داوكنز : لقد أرقت بعض علماء الطب النفسي والذين يعتبرونها كلمة تكنيكية بحتة يمنع تناقلها بالألسن
ما هو تعريف كلمة الوهم حسب القواميس ؟
/ إيمان خاطئ أو مزيف / ,,,
القاموس المرافق لبرنامج / وورد لشركة مايكرو سوفت / عرف الوهم :
الاعتقاد الخاطئ والمستمر بفكرة بعناد في وجه أدلة قوية معاكسة تنفيها / ,,,
أما بخصوص / كحالة نفسية مريضة / فيقول داوكنز :
/ القسم الأول من التعريف ينطبق بدقة على حالة الإيمان الديني ,,, /
أما فيما يخص الجزء الثاني الخاص بالمرض النفسي : فيقول داوكنز أنا أميل لأتباع روبرت بيرسنغ في تعريفه :
/ الجنون صفة لشخص واحد يعاني من وهم ما ,
أما عندما يعاني العديدين من نفس الوهم فالاسم يصبح :
الدين ,,,,,
/ ألقاكم على خير / ,
#شامل_عبد_العزيز (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟