|
كيف يختار الناخب افضل مرشح في الانتخابات
عماد علي
الحوار المتمدن-العدد: 2878 - 2010 / 1 / 4 - 15:21
المحور:
ملف: الانتخابات والدولة المدنية والديمقراطية في العراق
ان الانتخابات البرلمانية و مجالس المحافظات، او اية عملية انتخابية اخرى و باي اسم كانت، تعتبر من العمليات الهامة التي تهم الموقع الذي ينتخب من اجله المرشحين، اما انتخابات البرلمان بحد ذاتها ولوحدها فهي عملية مصيرية تهم حياة المجتمع بكافة فئاته بصغيرهم و كبيرهم و حتى تهم خصوصيات الفرد الناخب وما تهم عائلته و شخصه ، و كما هو الحال فيما يكون لها الدور المتميز في تحديد سياسة الدولة و مستقبلها وتشخيص و تحديد و تنظيم النظام العام لادارة البلد ناهيك عما يخص الخدمات الضرورية العامة للشعب و متطلباته اليومية. ما نمر به في هذه الايام ، هو التحضيرات المتعددة الجوانب لتنفيذ العملية الانتخابية من النواحي السياسية و الفنية و الادارية، و ما يحتويه النظام الانتخابي الجديد من مجال او فرصة سانحة اكثر من سابقاته من حيث المضمون و ما يتعلق بحرية الاختيار و في حدودها المعينة و لم تصل لحد ما نعتقد ان تصل اليه الحال في ترسيخ الارضية المناسبة لكل فرد في توفير الفرصة السانحة للترشيح و العمل على تحقيق طموحاته العامة و امكان نجاحه في خدمة الشعب و الحفاظ على مصالحه العامة اكثر من غيره. ما موجود على ارض الواقع و ما يسمح به قانون الانتخابات الذي اقره مجلس النواب ، و ما نقراه او نستدل به، ان النتائج التي تتمخض من العملية الانتخابية لا يمكن ان نعتقد انها ستحقق بحدافيرها الاهداف و الشعارات المطروحة و البرامج التي تروج لها ، و في المقابل لا يمكن ان نطمئن على ان المرشحين الذين يمكن ان تكون فرص نجاحهم او فوزهم في العملية كبيرة، ان يكونوا من المتميزين و لا غبار عليهم، او من النخبة التي يمكن ان يخدموا اكثر من غيرهم، و التي يمكن ان نعبر بهم المرحلة المتنقلة بامان و سلام و نرسوا على شاطيء الامان، لاسبابه العديدة و ما تفرضه الظروف الموضوعية و الذاتية للشعب العراقي من ستوى الوعي و الثقافة العامة و مؤثرات الروابط الاجتماعية و الحزبية و الدينية و العقلية المسيطرة على زمام الامور وا تملكه الكيانات السياسية الثقيلة التي تتوفر لديها الامكانيات في تغيير مسار العملية السياسية، و الجهات العاملة على الساحة و توجهاتهم و ما يحملون و ما يضمرون، و ما تفرضه صراعات الاقليم و لاسيما التدخلات المباشرة او بتوكيل المقربين في جميع الاحداث و بالاخص العملية الانتخابية و ما يهم الديموقراطية و شروطها. و من التجارب السابقة التي مرت و المستجدات التي طرحت و الاوضاع التي تغيرت، و ما يتضمنه قانون الانتخابات الحالي من النقاط الاكثر ايجابية من الماضي، نعتقد ربما ستكون النتائج افضل من سابقاتها و لكن بنسبة و درجة معينة بحيث نحتاج الى الكثير من العمليات الديموقراطية لتجسيد ما يهم الشعب من المفاهيم التي تعتمد على الديموقراطية الحقيقية و تتاثر بها و تؤثر عليها، منها الحرية و المستوى المعيشي و الثقافي للفرد و الراي العام، و من اهم هذه المتطلبات وجود قانون الاحزاب العصري المنفتح الضروري وقاون الصحافة و الاعلام و استقلالية العملية الديموقراطية و الانتخابية بالاخص، و عدم تاثير السلطة او من يعتليها عليها ، و كما لا يمكن ان يستاثر بها السلطة اكثر من غيرها ، وهذا يفرض وجود الشروط و القرارات و القوانين الرادعة لما يتلائم مع وضع البلد من كافة النواحي، و توفير افضل السبل و الامكانية امام الناخب و تسهيل مهامه في عملية التصويت ، و الاهم من كل ذلك المحاولة المستمرة الدائمة من قبل المهتمين بالبلد في تصقيل احساس الناخب باهمية الانتخابات وشرح و توضيح ما تكمنها من التاثيرات الحاسمة على حياته و ذلك بالاصرار بكل الوسائل المتاحة لزرع روح المواطنة و عدم الاغتراب في كينونته و تفكيره و عقليته و تثقيفه باهمية العملية الديموقراطية و ما تحتويها بشكل عام ، و هذا ما يحتاج الى عمل دؤوب من كافة الجهات مع مرور الوقت . على ضوء مابين ايدينا من شروط الترشيح و الانتخابات وم ا يمكن ان ترشحه الاحزاب و الائتلافات، نعتقد ان قانون الانتخابات للمجلس النواب القادم يفرض تغييرا في رؤية الناخب لاختيار المرشح، و هذا ما يدعنا ان نتاكد بان الاسماء الموجودة في القوائم لن تكون متكررة لما هم عليه اليوم بشكل كبير، و بالاخص القائمة شبه مفتوحة لاختيار المرشح بحرية و ستضع شروطا على الاحزاب في التفكير في عدا ما يملكون من المنتمين ان يصغوا لى الخبراء و ان يضعوا في الحسبان المرشحين الذين يملكون من القدرة في الجوانب العديدة لجمع اكثر الاصوات استنادا على العلاقات الاجتماعية و روابط القربى و العشيرة و القبيلة و اعداد قليلة من النخب المتنوعة ، و كل ذلك لحصد الاصوات المتفرقة، و سنجد المعمعة تشتد في المرحلة الانتخابية الحالية و ربما تنتج من المفاجئات غير المتوقعة و ما لم تكن في الحسبان ، و يجب ان نقرا الواقع كما هو و نستقرا حتى الرجوع الى الوراء بخطوات فيما يكون عليه مجلس النواب العراقي القادم، لان الشروط و القانون لم يحسب فيه الا الاقتراب من الترشيح الفردي و بشكل اخر، و سنرى من الشخصيات و المستويات و الثقافات و العقليات و السياسات مختلفة و متنوعة و متباينة. كل هذا يفرض على النخبة المثقفة المشتتة لحد اليوم و لاسبابها المعروفة و ان كانت منتمية الى الاحزاب و التيارات و الجهات او غير منتمي ان تضع النقاط الضرورية الهامة اما عينيها، و ربما المصالح الذاتية فرضت عليها المساومة في جانب ما في حياتها و الضرورات اباحت لها المحضورات في هذا العصر، اما العملية الانتخابية لن تكون علنية لتتضرر في اي شيء و عليها ان تحكم بضميرها في الاختيار استنادا على الاستراتيجيات الفكرية العقلية المستقبلية لها و ما تعتقدها و تؤمن بها في الحياة لخير الشعب. فان مقياس اختيار المرشحين من قبل الاحزاب و التيارات يستند كليا على المصالح الحزبية قبل اي شيء اخر،ان المباديء و المقاييس الديموقراطية لم تتجسد بعد ليكون الناخب على علم و دراية في غاية الاختيار و ما تضمه القوائم من المرشحين المتنوعين، و الاهم ما في الامرعند قوائم الاحزاب هو الاخلاص له و العمل من اجل تقويته و ضمان مستقبله، و لذك لن يكون مستوى وعي المرشحين متقاربة لكي يطمئن الناخب و ما تتطلبه المرحلة الحساسة و ما يفرضه المستقبل الموعود للشعب ، و لن يكون في مستوى يمكن ان يطمئن الشعب على ضمان تحقيق اهدافه و امنياته. و ما اؤكد عليه هنا ان الضمير و الواجب و العقلية المنفتحة و الثقافة و الفكر يفرض على الناخب ان يدقق و يقف طويلا و جديا و جيدا امام اختيار من يمثله في هذا الواجب الخطير و عليه ان لا يكون تحت تاثير اني مؤقت و يجب ان يدلي بصوته و هو مستريح الفكر و البال و الضمير، و هذا العمل المهم حق من حقوقه و يمكن ان نسميه الواجب الوطني في هذه المرحلة الحساسة، و بالاخص صوت الناخب الواعي المثقف يساوي العديد ليس في العدد و انما في الاختيار و المضمون، و ضمان المستقبل الامن عملية صعبة و معقدة و تحتاج لعقول النخبة من مختلف الجوانب قبل غيرها.
#عماد_علي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
ايران تغلي و ستكتمل الطبخة
-
المرحلة القادمة تقربنا خطوات من عملية قطع دابر الارهاب
-
استراتيجية عمل القوى السياسية في مجلس النواب القادم
-
تكمن المشكلة في استقلالية العمل او عدمها
-
لمن يصوت الكادح في الانتخابات البرلمانية المقبلة؟
-
هل المهرجانات تستنهض الثقافة العامة للمجتمع ؟
-
هل التصويت في الانتخابات القادمة يكون عقلانيا ؟
-
المحطة الحاسمة لتخطي الصعاب في العراق الجديد
-
لم يخسر الكورد في كوردستان تركيا شيئا
-
ما يحمله المتطرفون يزيحه العراق الجديد
-
الديموقراطية التركية امام مفترق الطرق
-
الحوار منبر لليسار الواقعي ايضا
-
استئصال البعث بمحو فلسفته ومضمونه و اثاره و ليس باشخاصه
-
الجهات السياسية بين الواقع و التغيير المطلوب
-
المعارضة البديلة للحكومة الاصيلة
-
من يستهدف الصحفيين في العراق ؟
-
النظر الى قضية الحوثيين بعيون انسانية بحتة
-
اعيد السؤال، لماذا أُرجيء التعداد العام لسكان العراق ؟!
-
ماطبقت في اليابان و المانيا لا يمكن تكرارها في العراق
-
لماذا الانتقائية في مقارنة فدرالية العراق مع دول العالم
المزيد.....
-
-ذي تلغراف-: الولايات المتحدة قد تنشر أسلحة نووية في بريطاني
...
-
-200 ألف جثة خلال 5 سنوات-.. سائق جرافة يتحدث عن دفن الجثث ب
...
-
وليد اللافي لـ RT: البرلمان الليبي انحاز للمصالح السياسية وا
...
-
ميزنتسيف: نشر -أوريشنيك- في بيلاروس كان ردا قسريا على الضغوط
...
-
خوفا من الامتحانات.. طالبة مصرية تقفز من الطابق الرابع بالمد
...
-
ألمانيا وفرنسا وبريطانيا تدعو إيران إلى -التراجع عن تصعيدها
...
-
طهران تجيب عن سؤال الـ 50 مليار دولار.. من سيدفع ديون سوريا
...
-
محكمة مصرية تؤيد سجن المعارض السياسي أحمد طنطاوي لعام وحظر ت
...
-
اشتباكات مسلحة بنابلس وإصابة فلسطيني برصاص الاحتلال قرب رام
...
-
المقابر الجماعية في سوريا.. تأكيد أميركي على ضمان المساءلة
المزيد.....
|