|
تخريفات الصادق المهدي في عهد السودان الجديد
عبدالغني بريش اللايمى
الحوار المتمدن-العدد: 2878 - 2010 / 1 / 4 - 08:50
المحور:
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان
بسم الله الرحمن الرحيم تخريفات الصادق المهدي في عهد السودان الجديد عبدالغني بريش اللايمى / أمريكا لا يختلف معظم السودانيين كثيرا عند الحديث عن الثورة المهدية في قوميتها ووطنيتها - الفترة 1881 - 1898 ، رغم ان هناك ايضا نسبة مقدرة من السودانيين كانت تنظر الى المهدي على انه رجل ديكتاتوري مستبد متعصب لمذهبه الديني ، متطرفا في رسائله التهديدية التي وجهها آنذاك لدول الجوار ولملوك العالم لإعتناق المهدية والآ فإنه سيفرض رسالته بالقوة لأن الله سبحانه وتعالى ورسوله محمد ( ص ) معه حسب زعمه 0 على كل حال حققت الثورة المهدية ما لم تحققها أي ثورة أو حركة سياسية في ذلك الزمان ، وذلك عندما بسطت سيطرتها على أجزاء كبيرة من السودان وجمعت إليها معظم أهل السودان وهزمت القوات الأجنبية بوسائل تقليدية جدا 0 ومهما كانت اختلافات الآراء ووجهات النظر حول الثورة المهدية فإنها بمعايير زمانها كانت ثورة سودانية قومية قدمت الكثير للسودان التأريخ ، وكان مفترضاً ان تكون هذه الثورة ثروة قومية لكل أهل السودان بمختلف قومياتهم وأثنياتهم وقبائلهم وأطيافهم السياسية 00 إلا ان هذه الثروة القومية تم سرقتها لاحقا من قبل احفاد المهدي وأصبحت ثروة خاصة بهم لا يجوز لمن هو خارج هذه العائلة الدنقلاوية الزنجية التحدث باسمها 0 كما ان ما يثير الغثيان والدهشة هو تحول المهدية لاحقاً إلى حزب طائفي بغيض يحرض على الكراهية والحقد بين السودانيين واليكم بعض من خزعبلات وخربشات وتقليعات آل المهدي الطائفية >>
(( في يوم السبت الموافق 2 يناير 2010 وجه الصادق المهدي نداءً للمكونات السياسية بشرق السودان والحركات المسلحة في دارفور للإندماج في عضوية حزب الأمة أو التحالف ، وقال إن لأهل دارفور والشرق (عوداً) في حزب الأمة يجب أن يأخذوه ، ودعا المهدي لتكوين ما أسماه بـ (سفينة السودان العريض) ، وأضاف : ندعو للسودان العريض 0 وقال المهدي لـ «الرأي العام» أمس ، إن نداءه للم شمل حزبه وجد تجاوباً واسعاً من الجهات المستهدفة ، وأضاف: ننتظر ردود البعض للشروع في تكوين اللجان المختصة بالنداء 0 وقال المهدي في حفل تدشين الموقع الإلكتروني لحزبه وذكرى الإستقلال أمس: هنالك من يقول إن الوطني دفع ،لنا بحقوقنا بيد أنه قال ما تسلمناه لا يتجاوز الـ (10%) ، وأضاف، إتفقنا مع الوطني في التراضي على عمل جرد حساب ولم يتم حتى الآن، وتابع: اشترط علينا أن نركب معه في (سرجه) ليعطينا حقنا كاملاً.إلى ذلك قال المهدي: (إن الدولة الموحدة في خطر وبعض الأرض محتلة في معظم مواقعها ومنتهكة الحدود ونحن تحت الوصايا الدولية) 0 ودعا لضرورة الاعتراف بعدم عدالة توزيع الثروة، وقال إن هنالك أقلية متخمة وأكثرية محرومة 0 ونفى المهدي أن يكون إستقلال السودان في العام (56م ) ، وقال إن جذوره كانت بعد الغزو التركي حينما نقلت المهدية السودان من خانة المتلقي إلى الفاعل 0 وأضاف إن المهدية استطاعت أن تحقق سيادة وديمقراطية كاملة الدسم )) 0
القارئ الكريم لكلام الصادق المهدي المتمشدق بالألفاظ الانشائية اعلاه قد يظن انه شخصية وطنية نادرة يقود حزبا سياسيا وطنيا ببرامج قومي شامل يسعى الى انقاذ البلاد من أزماته المختلفة وقيادته الى بر الأمان ، وليس حزبا طائفيا ممزقا مجزأ إلى اربع اجنحة سياسية متنافرة متصارعة متقاتلة مع بعضها البعض حول إرث المهدية 00 وقد يظن القارئ ايضا ان المهدي بكلامه اعلاه ليس هو ذاته الذي كان رئيسا للوزراء في الحكومة الانتقالية الثالثة في 1986 - 1989 الذي اطاح به العسكر في انقلاب عام 1989 دون ان يتحرك ساكنا في الدفاع عنه حكومته الشرعية ! لكن الحقيقة هي :
انه نفس الصادق المهدي الذي يقود قطيعا من البشر الأُميين ورعاعا جاهلين بإسم حزب الأُمة القومي 00 انه نفس المهدي بخطابه السياسي المشعوذ 00 انه نفس المهدي الذي خدع الشعب السوداني لأكثر من اربعين عام من الوعود الطائفية الجبانة 00 انه نفس المهدي صاحب الشعارات الطائفية ( الصحوة الاسلامية ) وبقروسطية جيش الأمة التابع له 00 انه نفس الصادق المهدي الفاشل حكوميا واداريا منذ عام 1967 واليوم وبكل بجاحة ودون خجل يريد من المنظمات السياسية في شرق السودان والحركات الدارفورية المسلحة الانضمام الى خرابيطه الطائفية النتنة 0
ان الطائفية السياسية التي يطالب المهدي بتوسيع قاعدتها ورقعتها في السودان , هي نفس الطائفية الآفة التي دمرت السودان سياسيا لعقود طويلة , فكم من ويلات وكوارث جاءت بها الطائفية على السودان منذ خروج الانجليز طوعا عن وطننا المحبوب ! 0
بإسم الطائفية السياسية في السودان ارتكبت جرائم عدة بحق الدستور والقانون والمواطن والوطن , فكانت سببا كافيا لتخلف الحياة السياسية في البلاد لعشرات السنوات ، حيث لم يكن بمقدور اهل السودان الخروج من اطارها دون النظر الى تلك الأحزاب السياسية الطائفية ( كالأمة - الاتحادي 00 الخ ) 00 وساهمت هذه الطائفية السياسة لعدم احترامها للدساتير والقوانين , في فتح شهية العسكر والانقلابيين لتصبح لقمة سائغة في افواهم ويتم تفسير نصوصها وموادها بما يتلاءم مع طبيعة مزاجهم تارة وتارة أخرى بحجة استئصال آفة الطائفية الحزبية ، وهذا ما حدث بالضبط عندما دخلت حكومة الصادق المهدي في فوضى طائفية وصراعات حزبية ضيقة مع شركاءها في الحكم مهدت الطريق للإنقلابيين للإستيلاء على الحكم في عام 1989 يونيو 0
ان الأضرار التي احدثها حزب الأمة الطائفي في بعض ارجاء السودان لا يمكن السكوت عليها سيما في هذا الوقت الذي يستعد فيه الجنوبيين لتقرير مصيرهم بالانفصال أو الوحدة مع الشمال ، وبما ان كل المؤشرات والدلائل تشير بوضوح الى انفصال الجنوب عن الشمال أو الجسم المصاب بالسرطان في استفتاء عام 2011 ، أصبح لزاماً علينا تعرية الطائفية الحزبية ووقفها عند حدها حتى لا تخوم معها السذج والاغبياء من جماهير الشعب السوداني في الانتخابات القادمة >
* ساهمت طائفية حزب الأمة في اشعال الفتن القبلية والأهلية والعشائرية والدينية في أرجاء مختلفة من السودان لسنوات وسنوات 0
* ساهمت طائفية حزب الأمة في تسليح القبائل المؤيدة لها في جنوب كردفان في الثمانينيات القرن الماضي التي يعتبرها المهدي ان لها " عُوداً " في المهدية يجب ان تأخذه 0
* ساهمت طائفية حزب الأمة بنسبة 90% في تخلف أهالي دارفور وذلك بإستخدامها الخطاب الديني التفريقي التفتيتي المضلل التخديري للإبقاء على الوضع المزرئ في كل المجالات على ما هو عليه 0
* ساهمت طائفية حزب الأمة في استعباد البشر في شرق السودان وفي مناطق أخرى من السودان 0
* ان طائفية حزب الأمة ولأكثر من نصف قرن هيأت فرص البقاء والتحكم في رقاب الناس في دارفور وكردفان 0
* ساهم النهج الطائفي لحزب الأمة في تمزيق الوحدة الاجتماعية ، بل تمزيق الهوية الثقافية لأهالي دارفور كردفان وشرق السودان 0
* ساهمت طائفية حزب الأمة في نشر العصبية القبلية والجهوية التي تحولت الى عصبية اجتماعية وسياسية في لعبة الولاء والسلطة ( كردفان - دارفور - شرق السودان ) 0
* طائفية حزب الأمة لا تقيم وزنا للوطن والمواطن والمواطنة وواهم من يصدق ان الطائفية شكلا مرحليا للتعبير عن الوطنية كما يدعي المهدي 0
* طائفية حزب الأمة عائق معرقل مانع لتطور الوعي السياسي لجماهير الشعب التي هي بحاجة إليها لوحدتها ودفاعها عن مصالحها واختيار الاحزاب السياسية الوطنية التي تجسد تلك المصالح 0
* 00000 الخ 0
ان الارتقاء الى مستوى المسؤولية الوطنية ، وتفويت الفرصة على الطائفيين من أمثال الصادق المهدي والميرغني الذين يريدون سوءا بالشعوب السودانية ، يستلزم القول الفصل الرافض للأحزاب الطائفية بولاءاتها للأصنام البشرية وتخاريفها الاجتماعية ، ونبذ النعرات الطائفية المقيتة التي تبث الفرقة بين السودانيين ، والقيام بكل ما من شانه استئصال جذور الطائفية التي ينطوي استمرارها على خطر داهم لن ينجو من عواقبه كل البلاد 0
ان حزب الأُمة الطائفي مطالب بالإغتسال في مياه نهر النيل للتخلص من أدران وقاذورات الطائفية المقيتة والولاءات العصبوية إذا أراد من الشعب السوداني ان يصوت له في أي انتخابات عامة أو محلية قادمة ، ويرفض الفوضى السياسية والعنف والارهاب الطائفي وثقافة الرعاع القطيعية التي يحاول الصادق المهدي اقرارها كأمر واقع في الحياة الاجتماعية السودانية 0 لنرفع صوتنا عاليا دون أي خوف ونقول لا والف لا لحزب الأُمة الطائفي في الساحة السياسية السودانية ، ومليون لا لنداء الصادق المهدي للتجمعات ومنظمات شرق السودان وحركات دارفور المسلحة الإنضمام إلى حزبه الطائفي ، لأن نداءه هذه تهدف الى محاربة الديمقراطية ، وتدعو إلى تأسيس سودان ممزق طائفياً بدلاً من سودان موحد ديمقراطياً 0 [email protected]
#عبدالغني_بريش_اللايمى (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
طالما نال السودان استقلاله المزيف من داخل البرلمان فما الذي
...
-
ضد تعديل المناهج التعليمية اليوغندية والكينية في ولاية جبال
...
-
رجب طيب أوردغان الإسلامي ( بين الإعتراف بإبادة الأرمن والتشك
...
-
إرهاب آخر بهوية عربية في ولاية تكساس الأمريكية
-
نعم لتصريحات سلفاكير لأن عوامل الوحدة الحقيقية غير موجودة !
-
السيد ثابو مبيكي بالله عليك قليلاً من الإنصاف والإحترام للدا
...
-
العرب رفضوا مذكرة إعتقال البشير - لكنهم اليوم يتباكون على تق
...
-
هزيمة فاروق حسني مؤامرة يهودية أمريكية أوروبية على الأمة الع
...
-
هل ما حدث كان مؤتمراً للإعلاميين السودانيين أم مؤتمراً لأبوا
...
-
رؤساء ديكتاتوريون يستقبلون ديكتاتوراً متهماً بإرتكاب جرائم ض
...
المزيد.....
-
رجل وزوجته يهاجمان شرطية داخل مدرسة ويطرحانها أرضًا أمام ابن
...
-
وزير الخارجية المصري يؤكد لنظيره الإيراني أهمية دعم اللبناني
...
-
الكويت.. سحب الجنسية من أكثر من 1600 شخص
-
وزير خارجية هنغاريا: راضون عن إمدادات الطاقة الروسية ولن نتخ
...
-
-بينها قاعدة تبعد 150 كلم وتستهدف للمرة الأولى-..-حزب الله-
...
-
كتاب طبول الحرب: -المغرب جار مزعج والجزائر تهدد إسبانيا والغ
...
-
فيروز: -جارة القمر- تحتفل بذكرى ميلادها التسعين
-
نظرة خلف الجدران ـ أدوات منزلية لا يتخلى عنها الألمان
-
طائرة مساعدات روسية رابعة إلى بيروت
-
أطفال غزة.. موت وتشرد وحرمان من الحقوق
المزيد.....
-
كراسات التحالف الشعبي الاشتراكي (11) التعليم بين مطرقة التسل
...
/ حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
-
ثورات منسية.. الصورة الأخرى لتاريخ السودان
/ سيد صديق
-
تساؤلات حول فلسفة العلم و دوره في ثورة الوعي - السودان أنموذ
...
/ عبد الله ميرغني محمد أحمد
-
المثقف العضوي و الثورة
/ عبد الله ميرغني محمد أحمد
-
الناصرية فى الثورة المضادة
/ عادل العمري
-
العوامل المباشرة لهزيمة مصر في 1967
/ عادل العمري
-
المراكز التجارية، الثقافة الاستهلاكية وإعادة صياغة الفضاء ال
...
/ منى أباظة
-
لماذا لم تسقط بعد؟ مراجعة لدروس الثورة السودانية
/ مزن النّيل
-
عن أصول الوضع الراهن وآفاق الحراك الثوري في مصر
/ مجموعة النداء بالتغيير
-
قرار رفع أسعار الكهرباء في مصر ( 2 ) ابحث عن الديون وشروط ال
...
/ إلهامي الميرغني
المزيد.....
|