أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عزيز الحافظ - الرصاصة المجانية 15














المزيد.....

الرصاصة المجانية 15


عزيز الحافظ

الحوار المتمدن-العدد: 2878 - 2010 / 1 / 4 - 00:55
المحور: الادب والفن
    


مع إنه يعرف العّد جيدا فهي ليست موهبة إستثنائية تصاحب ملكات الابداع ولكنه لم يجرب نفسه تستقصي آثر رصاصات في جسد بشري لاترتجف بالتفكر بها أنامله وهسيس الفزع يخالطها!
كان يستغرب على طلاب الطب فحص الجثث أو تشريحها فكيف بتقليب جسد مغللّ برصاصات غلّ رقدت بفاشية في جسد بشري ندي طري ليس مهما تصنيفه أنه لي اخا ركضنا في ذكريات ملاعب الطفولة ...سوية.
كنت أظن الرصاصات سبعا عندما كانت مقلتاي ومحاجري ودموعي وإرتباكي تقلّب بالنظر جثة اخي وتمارس خلسة، العدّ الدامع المتقّرح اللاموصوف للجسد المرصوف وسط غرفة المعيشة ولكن اناملي لم تغادر الجسد إلا مرغمة مرتجفة لم تقو على العدّ الموضعي لرصاصات رزايا الفاشيين لانها فقدت عذرية الجرأة والتمحيص وذاكرة التحليل لرؤية ميت قتيل مظلوم نكتم وسط دارنا شهقات وآنات وزفرات وحسرات وخلجات وطول موجي لصرخات لايسمعها الجار ..حرص الوالد ب توزيع اوركسترالي بيده لابعصاه على منعه مع إن الصراخ هو الصراخ لايرتدي زيا تنكريا آخر ولايتقمص موجات نغمية بديلة...
ذاك السامي سامٍ بيننا ذاك الاشقر الشعر ذو الخصلات التي تناعست على جبينه اللجيني وهمس ببسمته المطبوع صداها القتيل في شبكيات عيون عائلته، لايئن لمرض ما صامتا... رسالته لنا تمعنوا في رصاصاتهم ال14كيف مزقت صدري المتقّد شوقا إليكم.. شرّ تمزيق ولم تُخطأ واحدة منها لتصيب قدميه..
كان اخوه الاوسط اكثرنا جرأة فقام بعدّ الرصاصات جرحا تلو الاخر موضعا بعد موضعا مبضعا بعد مبضعا هذا الممدد بييننا لن نمازحه بعد اليوم ... فتشوا ملابسه العسكرية وجدوا آخر رسائل الاتصال بيننا ووجدوا مبلغا من المال أرسلناه له حيل وعاد معه دفين الهمّ ولم ينهبه الفاشيين فقد كان سامي نفسه نهيبتهم يتدلى حزام بنطلونه كعنقود عنب مأكول يصرخ بظلم الفاشيين .إذن دفعنا لهم قيمة 14 رصاصة فلم يكن ممكنا هنا التفاوض حول التسعيرة ولكنا وجدنا فتحا مبينا إنها رصاصة الرحمة الرصاصة رقم 15! لم يحصّوها مع التعداد الثمني! فقد كانت مدسوسةبزاوية مائلة يستحيل معها الرؤية وبقت راقدة مستقرة لم تهشم من وجهه الصبوح كباقة ورد فهل انت تنظر لديكور تشكيلي لتُبدي إعجابك وثنائك؟ أنت تنظر لمشاعر ألهبها وأحرق حديقة آمالها طلقات غدر الفاشيين... فقد يكون ا لضحية أخاك أو اي غريب تتمعن بصمت وخشوع بجسد ه كإنسان آذاه سلطوي غاشمي..
مرّت لحظات لاساعات فاتخذنا الليل سترا لاسكنا.. وهيئنا مستلزمات حمل الاخ- الجنازة بلاوداع فمن قرر العناق والتقبيل منعه الذهول واللاتصديق وتيبس الجثة ليقرر الأب ان يكون هو فدائي الرحلة رحلة الدفن فمن يعلم من سيأخذ سامي معه منا لورافقناه واوقفتنا مفارز الفاشيين المنتشرة كالنمل بطريق دفنه والمطنطنة كالذباب؟اليست شهادة الوفاة (خائن إعدام حتى الموت) كافية لجواز سفرنا المجاني برصاصة فاشية؟!
لم يذهب أخوته معه ولكن الاصعب للأب هو دفنه مع الغرباء فحتى في مدافننا كنا نخاف قراءة شواهد قبور أحبتنا الشهداء المظلومين خوفا على حياة الباقين آحياءا وهم أموات من الغيظ والصبر.
عزيز الحافظ



#عزيز_الحافظ (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الرصاصة 15 مجانية
- باقر جامع تشتت مشاعر الوطن المنسية
- الآبهق
- صريع فرحة نجاته
- الاقهدية
- هل القادم رئيس عراقي جديد؟
- تمثال لحسين سعيد
- دَفِينْ مقبرة الغرباء
- للظلم فروع طفولية
- قرض إسكاني ام ذبح للاوداج؟
- ماذا اعدّ الشيوعيون العراقيون للانتخابات القادمة؟
- إدعموا هادي احمد لنجاح الدوري القادم
- العراق هدروفوضى في إستيراد السيارات
- حسين سعيد ضامن الفوز! ويبحث عن ضمانات حكومية
- طؤاريء لاتحتمل التاجيل
- صرخة الهضبة الوسطى
- ماهو حق المرأةالمسلمة في حج بيت الله؟
- الكاميرا البؤبؤية
- هل للزوجة حقا في السكن المُستقل؟
- حقوق الطالبات العراقيات المتفوقات في البعثات


المزيد.....




- جيل -زد- والأدب.. كاتب مغربي يتحدث عن تجربته في تيك توك وفيس ...
- أدبه ما زال حاضرا.. 51 عاما على رحيل تيسير السبول
- طالبان تحظر هذه الأعمال الأدبية..وتلاحق صور الكائنات الحية
- ظاهرة الدروس الخصوصية.. ترسيخ للفوارق الاجتماعية والثقافية ف ...
- 24ساعه افلام.. تردد روتانا سينما الجديد 2024 على النايل سات ...
- معجب يفاجئ نجما مصريا بطلب غريب في الشارع (فيديو)
- بيع لوحة -إمبراطورية الضوء- السريالية بمبلغ قياسي!
- بشعار -العالم في كتاب-.. انطلاق معرض الكويت الدولي للكتاب في ...
- -الشتاء الأبدي- الروسي يعرض في القاهرة (فيديو)
- حفل إطلاق كتاب -رَحِم العالم.. أمومة عابرة للحدود- للناقدة ش ...


المزيد.....

- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري
- ببليوغرافيا الكاتب السيد الحافظ وأهم أعماله في المسرح والرو ... / السيد حافظ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عزيز الحافظ - الرصاصة المجانية 15