أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - احمد عبد الستار - هل تعبأ الرأسمالية حقاً بنقاذ الارض !!














المزيد.....


هل تعبأ الرأسمالية حقاً بنقاذ الارض !!


احمد عبد الستار

الحوار المتمدن-العدد: 2877 - 2010 / 1 / 3 - 22:43
المحور: ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
    


إن روح البرجوازي تصرخ كالوعول الظامئة
إلى الماء المعين ؛ الربح الربح

كارل ماركس , رأس المال


كان من الوارد حتماً أن ينتهي مؤتمر الأمم المتحدة للتغير المناخي المنعقد في كوبنهاكن من 7 ولغاية 18 من ديسمبر الجاري , بالفشل الذريع , وتخلُص نتائجه بخيبة أمل كبرى , فمنذ بداية عقد الثمانيات من القرن الماضي وهي البداية التي انطلقت منها نداءات العلماء للتحذير بشأن خطر التغيرات في مناخ الأرض والنتائج الوخيمة التي تفضي إليها على الحياة , لم نجد أي خطوة جدية تتخذها الدول المنتجة للغازات المسببة للاحتباس الحراري , تهدف لمعالجة الأزمة العالمية المهددة لحياة الإنسان على الأرض , و لن نسمع طيلة العقدين الماضيين سوى تصريحات مجلجلة كاذبة , ووعود سرابية تزمع إرساء حل ناجع لهذه الأزمة المتفاقمة .
منذ ما عرف بقمة الأرض بريو دي جانيرو عام 1992 وحتى مؤتمر كوبنهاكن مرورا ببروتكول كيوتو عام 1997 , لم نجد أي إلزام أو خطوة فعالة رغم كل القلق والأخطار المزايدة على حياة الأرض تجبر الدول المنتجة للغازات الدفيئة المسببة الرئيسة للظاهرة المناخية المدمرة بتخفيض الانبعاثات , وحتى الجداول الزمنية المقترح العمل بضوئها لتخفيض انبعاث الغازات الدفيئة كانت مجرد ادعاءات إعلامية بدون أي إلزام أو تطبيق عملي , بل مضى بعض العلماء المأجورين لحكومات رأسمالية كبيرة مثل الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانية يلوون عنق الحقائق ويرجعون حسب نظرياتهم المزيفة التغيرات المناخية التي تحصل حاليا في مناخ الأرض لأسباب كونية وليس لأسباب تتعلق بالنشاط البشري , خلافاً لما تأكده ملايين التجارب اليومية والآلاف البحوث والتقارير العلمية المستقلة .
تكمن أسباب تجاهل أخطار التغيرات المناخية الحالية من قبل الدول الرئيسية المساهمة بإنتاج الغازات الدفيئة وعدم رضوخهم لأي نداء ينذر بكارثة التغيرات المناخية وعدم جديتهم بوضع الحلول العملية الملموسة للسيطرة على هذا النذر المشئوم على حياة البشرية , برأينا , إلى كون حكومات تلك الدول وأنظمتها رأسمالية .
إن النظام الاقتصادي لبلد ما عندما يكون نظاماً رأسماليا يعني أن تكون وسائل الإنتاج الاجتماعية متملكة تملكاً خاصا و قائم على الإنتاج من اجل التبادل السلعي الهادف لجني المزيد من الثروات عبر اشد إشكال الاستثمار للطبقة العاملة واستنزاف الطبيعة , الشكل البنيوي للاقتصاد الرأسمال يدور بطبيعته على شكل عجلة صماء , مغلقة داخل حدود لا تعرف سوى حسابات تكاليف الربح والخسارة في سوق التبادل السلعي , ولا اعتبار آخر خارج المعادلات الحسابية للإنتاج الرأسمالي سواء أكان للبشر العاملين في المؤسسات الرأسمالية أو أن يؤدي الأمر إلى دمار الطبيعة والقضاء على الحياة بمائها وهوائها وأرضها , مثلما نرى الآن نداءات الاستغاثة تتصاعد خشية على مصير الحياة في كل أرجاء العالم وما لحقه الاحتباس الحراري من تغير خطير قد يؤدي إلى غرق مدن , ودول صغيرة بالكامل في عرض مياه المحيطات في المستقبل غير البعيد , إذا لم تتدارك البشرية هذا الخطر.
إن نمط الإنتاج الرأسمالي يتطلب المنافسة , من اجل التبادل السلعي وعملية الإنتاج الربحية , وتذليل كل العقبات أمام هذا الطريق , إن لإعادة إنتاج الرأسمال يتطلب المزيد من التبادل والمزيد من المنافسة ودخول الأسواق وتحكيم هيمنتها في كل مناطق العالم , كي تعود دورة رأس المال برمتها بأكثر الإرباح وأغنى النتائج , حائلة دون أن يعترض سبيلها أي شيء آخر خارج دورة رأس المال الخاصة , وشواهد التاريخ البعيدة أو القريبة زاخرة بآلاف الأمثلة على جشع الرأسمالية اللامحدود , فان الحمى التنافسي للرأسمالية وفوضى الإنتاج التي ترافقه من اجل السيطرة على الأسواق العالمية , يجعل من المستحيل التراجع أو تنظيم الإنتاج بشكل يؤمن حدا معيناً , يستوعب حاجات الإنسان ولا يضر بالبيئة , مادامت طبيعتها قائمة على ذلك .
وعليه لا يمكن أن نتأمل جواباً مرضياً غير الاهتمامات الأنانية ويقذفوا العالم إلى الجحيم , ويكمن الحل , والحل الجذري لكل مشاكل العالم أيضا , إلى تغيير شكل ملكية وسائل الإنتاج إلى ملكية اجتماعية , حتى يمكن الانتهاء من جميع المشاكل والأزمات التي تعصف بالعالم خلال سنوات معدودة , ولا يكون تفاؤلنا ضرباً دعائياً , بل , لأننا نعتقد إن التطور التكنولوجي العالي والقوة الهائلة لوسائل الإنتاج المعاصرة مملوكة بالخطأ .
ولا غير الاشتراكية وقيام إنتاج يبدأ من حاجات الإنسان الاستعمالية على أساس مخطط واعي بدون فوضى والركض وراء الأرباح , والقوة التكنولوجية اليوم كفيلة بذلك دون حاجة للرأسمالي , لكي نحتفظ بالإنسان ودون أن تُدمر الأرض .




#احمد_عبد_الستار (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الانتخابات- الصورية آلية من آليات الاحتلال والرجعية
- تظاهرات اليونان وقبلها عمال أمريكا رأس الجبل الجليدي الغاطس
- طبقية العنف ضد المرأة
- حول الأزمة الاقتصادية العالمية ودور الطبقة العاملة
- عن الأول من أيار
- من تاريخ وتحديات الطبقة العاملة العراقية
- دفاعا عن فرع الناصرية لاتحاد الممجالس والنقابات العمالية في ...
- أوضاع العمال في العراق الآن من حيث حقوقهم الإنسانية والاقتصا ...
- أسباب أجتماعية لتفاوت الاجور بين العاملات والعمال
- من يقرر الانتخابات...؟
- الخطاب الديني والجماهير
- هل (( العمالية )) بدعة ؟
- الاعدام او الاسلام


المزيد.....




- افتتاحية: ولأن الاعتداء كبير على الحقوق الأساسية … يكون الرد ...
- س?رکوتوو ب?ت خ?باتي مام?ستايان و س?رج?م موچ?خ?راني ه?ر?مي کو ...
- الرفيقة شرفات أفيلال عضوة المكتب السياسي لحزب التقدم والاشتر ...
- من أجل إنصاف متضرري زلزال الحوز ومساءلة المتورطين في انتهاك ...
- المحرر السياسي لطريق الشعب: فوضى التشريع وليدة المنهج الفاش ...
- الاتحاد العام التونسي للشغل يساند ويتضامن مع النقابات المغرب ...
- العدد 591 من جريدة النهج الديمقراطي
- ماركيز صحفيا في أوروبا الاشتراكية.. الأيديولوجيا والحياة الي ...
- نتنياهو: ترامب أفضل صديق في تاريخ إسرائيل واليمين المتطرف يع ...
- الرفيق رشيد حموني يفسر تصويت حزب التقدم والاشتراكية ضد قانون ...


المزيد.....

- الذكرى 106 لاغتيال روزا لوكسمبورغ روزا لوكسمبورغ: مناضلة ثور ... / فرانسوا فيركامن
- التحولات التكتونية في العلاقات العالمية تثير انفجارات بركاني ... / خورخي مارتن
- آلان وودز: الفن والمجتمع والثورة / آلان وودز
- اللاعقلانية الجديدة - بقلم المفكر الماركسي: جون بلامي فوستر. ... / بندر نوري
- نهاية الهيمنة الغربية؟ في الطريق نحو نظام عالمي جديد / حامد فضل الله
- الاقتصاد السوفياتي: كيف عمل، ولماذا فشل / آدم بوث
- الإسهام الرئيسي للمادية التاريخية في علم الاجتماع باعتبارها ... / غازي الصوراني
- الرؤية الشيوعية الثورية لحل القضية الفلسطينية: أي طريق للحل؟ / محمد حسام
- طرد المرتدّ غوباد غاندي من الحزب الشيوعي الهندي ( الماوي ) و ... / شادي الشماوي
- النمو الاقتصادي السوفيتي التاريخي وكيف استفاد الشعب من ذلك ا ... / حسام عامر


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - احمد عبد الستار - هل تعبأ الرأسمالية حقاً بنقاذ الارض !!