أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - عادل بدرعلى - حوار مع الاستاذ التيجانى الطيب القيادى بالحزب الشيوعى السودانى حول تجربة التجمع الوطنى الديمقراطى















المزيد.....


حوار مع الاستاذ التيجانى الطيب القيادى بالحزب الشيوعى السودانى حول تجربة التجمع الوطنى الديمقراطى


عادل بدرعلى

الحوار المتمدن-العدد: 2877 - 2010 / 1 / 3 - 21:20
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان
    


الاستاذ التيجانى الطيب القيادى بالحزب الشيوعى السودانى والتجمع فى حوار حول تجربة التجمع الوطنى الديمقراطى

هدف التجمع كان زحزحة البرامج الحزبية لاجل برنامج وطنى لانقاذ الوطن
رئاسة الميرغنى للتجمع لهم حولها اراء متباينة وهيئة القيادة لم تجتمع منذ2005

إستبعاد التجمع من المفاوضات يحتاج لتحقيق دقيق لمعرفة من الذى رفض مشاركته
ميوعة الاساس الاجتماعى للاحزاب وراء عدم التزامها بعضها بمواقفها المعلنة
كان هناك إصرار من البعض داخل التجمع على المواقع والمناصب
إتفاق جدة خاص بالميرغنى ولاعلاقة له بالتجمع
طبيعى ان تتباين مصالح وأفكار الختمية كطائفة مع فصائل سياسية في التجمع
شاركنا فى البرلمان لدفع العمل المعارض وفضح النظام
اتفاقية نيفاشا بحاجة الى مؤتمر قومى
لم نمتلك السلاح الكافى لمعركة متكافئة ولكن العمل العسكرى ليس العامل الحاسم
نمتلك الادوات التى نستطيع من خلالها الحكم على مصداقية الحركة الشعبية


........................................................................يعتبر الاستاذ التيجانى الطيب صاحب التجربة السياسية الاطول بين قيادات الحزب الشيوعى السودانى وأحد اعضائها المنتخبين بمركزية الحزب منذ تاسيسه وكان جزءاً من تجربته الطويلة بانجازاتها واخفاقاتها. وهو كذلك يمثل الحزب فى هيئة قيادة التجمع الوطنى الديمقراطى.
التقيته فى هذا الوقت التى ترتب فيه الاحزاب اوضاعها وتضع خطط تحالفاتها لخوض الانتخابات القادمة فى حوار حول تجربة التجمع الوطنى الديمقراطى باعتباره اثرى تجارب التحالفات واكثرها نضجاً على الساحة السياسية بعد الاستقلال وقد تحث الرجل بوضوح حول بدايات تكوين التجمع واوضاعة الداخلية والخارجية وحقيقة التدخلات الاجنبية فى عمله وواقع الخلافات التى يشهدها الان ومستقبل تجربة العمل المشترك فى السودان

حاوره:عادل بدرعلى

.......................................................................
*التقرير السياسى لمؤتمر حزبكم الخامس لم يسرد تقييماً كافياً لتجربة التجمع الوطنى الديمقراطى فهل يعود هذا لعدم اكتمال تقييمكم كحزب للتجربة أم انكم رأيتم انها لاتستحق أكثر مما اوردتموه؟
-التجربة كبيرة وغنية من حيث طول المساحة الزمنية وكذلك من عدة جوانب اخرى مثل التحالفات الاستراتيجية للتجمع وتكتيكاته والتى مرت بظروف معقدة وُضعت لتناسب فترات مختلفة ،ومناقشة التجربة كانت مهمة و فى مرات عديدة حدثت بالفعل وقفات لتقييم المواقف بعد تكوين التجمع مباشرة وكذلك فى مؤتمر القضايا المصيرية وماحدث بعده من تغييرات كانت هناك وقفة لمعرفة ماتم الوصول اليه وما يُراد تحقيقه ،ولكنى اتفق بانه كان لابد من ان يكون هناك تقييم كامل للتجربة ومعرفة ما لها وما عليها ،و كان هناك قرار اتخذته هيئة القيادة بان يتم تقييم تجربة التجمع قبل الدخول والعودة للسودان،ولكن اعتقد ان المؤتمر الخامس كان يمكن ان يكون هو الوقفة المطلوبة لهذا التقييم.
* بدأتم فكرة تكوين التجمع من داخل المعتقلات عقب الانقلاب مباشرة فالى اى مدى كان التكوين موضوعياً ووضع فى الاعتبار التجارب السابقة خاصة تجربة (التجمع الوطنى لانقاذ الوطن) والتى سبقت الانتفاضة وفشلت الاحزاب فى الالتزام بها؟
تجربة (التجمع الوطنى لانقاذ الوطن) سبقت الانتفاضة وكانت الاولى لتحالف عريض متعدد اللاهتمامات حيث دخلت فيه احزاب سياسية متعددة ونقابات بهدف اساسى (إنقاذ الوطن)فقد كان الخطر شديداً أحست به جميع الاطراف وطرحت عدة افكار لعملية الانقاذ هذه ولكن وبعد انقلاب يونيو1989وضعنا الامر بوضوح بان الوطن فى حالة خطر ولابد من العمل بوسائل جديدة ،إما نتفق جميعاً كقوة سياسية واحزاب بالعمل على زحزحة البرامج المختلفة لاجل برنامج اخر مشترك لانقاذ الوطن اواننا لن نحقق هذه العملية وعلى هذا الاساس كان هناك اتفاق على مايسمى برنامج(الحد الادنى)أتفقنا فيه على عدم العودةالى ماقبل 30يونيو وضرورة إيجاد طريق لحكم السودان واصلاح الاوضاع فيه. والفكرة فعلياً كانت موجودة فى (التجمع الوطنى لانقاذ الوطن) حيث كنا نحاول ان تكون هناك فترات انتقالية طويلة نسبياً (3سنوات)ولكن برغم ذلك عندما جئنا للتنفيذ أصر الاخوة من مندوبى بعض الاحزاب على الا تزيد الفترة عن (6أشهر)وبعد لأى اصبحت عاماً وقد كنا نطالب بفترة الثلاثة سنوات لكى نتيح الفرصة لاجراء إصلاحات قانونية وسياسية واجتماعية وبالتالى يمكن ان يحث تغيير جوهرى بفضل التجربة ولايرجع(الناس)لفترة ما قبل مايو وكذلك أصرينا على ان لانعود الى ماقبل 30يونيو واتفقنا على برنامج حد ادنى وجد التعبير الأوفى عنه فى ميثاق اسمرا فى يونيو 1995أى بعد ست سنوات وقد حدثت مناقشة صبورة ونقاش للماضى وتعهدات بعدم العودة اليه
*ولماذا اخذتم كل هذه المدة الطويلة، فهل اوضاع الوطن كانت تتحمل ست سنوات من الانتظار حتى يتم الاتفاق؟
-الظروف التى كانت تعيش فيها الاحزاب هى السبب حيث تطلب تبادل الافكاربين الخارج والداخل الكثير من الصبروالانتظار وكذلك أخذنا وقتاً حتى تصبح الحركة الشعبية جزء من هذا التحالف فهم كان لديهم مقترحات واراء وبرامج كان ضرورياً مناقشتها وكذلك الاجواء المختلفة بين الداخل والخارج والتغيير المستمر فى الكوادر التى كانت تتحمل عبء التفاوض بالاضافة للوهم الذى كان سائداً فى بعض الدوائر انه من الممكن هزيمة الانقلاب بهزيمة فى اسبوع او شهر فالبعض كان يعتقد ان الانقلابيين ضعاف وليس لهم جذور ومن الممكن هزيمته بسهولة وهذا عطل البحث عن طريق للتغيير الفعلى .
*هيكلة التجمع هل تعتقد انها كانت موضوعية وراعت توازن القوى والدور التاريخى للفصائل الاخرى فى النضال ضد الدكتاتوريات أم أنها خضعت للمجاملات؟
-هناك دائماً في الواقع فرق بين الرغبة في الاتفاق والتطلع لاحتلال مواقع خُذ مثلاً الجامعات ففيها بالنسبة للتجمع يكون شكل التحالف واضح ولكن عندما ياتى الحديث عن (الثمار)تاتى المشكلة لدرجة قد تؤدى لسقوط التحالف نفسه فالبعض يبحث عن منصب (الريئس)فى وقت يرى الاخرين انهم لايستحقون هذا المنصب او الجزء من (الكيكة )وهذا يؤدى لانسحاب البعض وقد يكون تاثيرهم لايحسب بالعدد.
بالنسبة لنا فى التجمع اقول (كان فى)اصرار على المناصب والمواقع من البعض ولكن بشكل عام تم الرضا بالحد الاساسى تاسيس تحالف تتخذ قرارته بالتراضى وهو(الاجماع تقريباً)وهذا ادى لبطء فى اتخاذ القرارات ولكنها كانت مفيدة فى تغليب وحدة التجمع على الخيارات الاخرى
*بوضوح، الصراع بين الحزبين الكبيرين كان حاضراً داخل التجمع ويقال ان عدم قبول الامة بقيادة الميرغنى المستمرة للتجمع كان السبب لخروجه منه؟
-ممكن وطبيعى جداً ان يحصل صراع بين حزبين متقاربين على مناصب مهمة ،لكن أعتقد ان الخروج او الاستمرا ر فى التجمع كان لاختلاف حول التكتيكات وتقديرالمواقف السياسية ونتائج الصراعات وحزب الامة قدَر فى وقت ما أنه يستطيع ان يحقق مكاسب سياسية نتيجة لحسابات خاصة بناءٍ على المواقف التى اتخذها ،وكان فى تقديره ان التلويح بالخروج من التجمع سيدفع اخرين ليلحقوا به وبالتالى اذا كان لديه تقديرات حول تغيير تكتكات التجمع ستكون هذه فرصة له لزيادة وزنه وكواقعها لدرجة تحدث تغييراً فى هيكلة وبرامج التجمع ،هذا بالرغم من ان كثيرين ونحن منهم أقروا إن كان الامر يحتاج لاقرار بان خروج الامة سيضعف التجمع بغير شك فهو حزب كبير له تاييد جماهيرى واضح ومعروف ولكن فى نفس الوقت سينعكس هذا الضعف على حزب الامة نفسه فى عملية متسلسلة وهو مايضرهم وكنا نرى ان يظل الامة ويساهم فى اصلاح مايراه من اساليب عمل ...الخ ،ولم نتفق على هذا وخرج حزب الامة وفيما بعد حدثت محاولات لاعادة التعاون والتنسيق لاننا كنا نرى ضرورة التنسيق ونعرف انه لا امكانية لعودته للتجمع ولكن التنسيق ممكن.
*لكن رغم هذا الخروج لحزب الامة والذى كان جزء من الصراعات الداخلية لم يحدث ثبات فى هيكلة واجتماعات التجمع مما دفع البعض لوصف قيادة الميرغنى للتجمع بعدم الفاعلية وهذا ما انعكس حتى الان فى عدم انعقاد اجتماعات لهيئة القيادة وبقاء ريئس التجمع لفترات طويلة خارج البلاد؟
-رئاسة الميرغنى للتجمع الناس لهم حولها اراء متباينة ولكن اعتقد انه عقب خروج الامة كان التجمع مستقر فى اجتماعاته فاذا كان هناك عدم استقرار فهذا حدث عقب اتفاقية القاهرة فبعدها حدث تباين فى وجهات النظر وهو الوضع القائم حيث لم تعد هناك اجتماعات لهيئة القيادة ،والذى كان متفقاً عليه ان هيئة القيادة تقود التجمع بين مؤتمرين وهذا لكى يصبح حقيقة كان لابد من اجتماع لهيئة القيادة وهذا لم يحدث منذ 2005 وحتى الان وهذه حقيقة لايمكن إخفائها ولكن قبل 2005 يمكن وصف أداء هيئة القيادة بانه منتظم ويمكن تقييم قراراتها وان كانت صحيحة أم لا.
*هل هذا يعنى انك متفق مع الاراء التى تقول بان اتفاق جدة كان خاص بالميرغنى مع النظام ولا علاقة له بالتجمع ؟
التجمع لاعلاقة له بالاتفاق،و الفترة التى تم فيها الاتفاق تحتاج لتقييم و(تقعيد).
* التضارب فى مصالح القوى السياسية داخل التجمع وكذلك اختلاف تركيبة احزابه مابين راسمالية وطنية وتجار فى اتجاه وبرجوازية صغيرة وعمال ..والخ هل لعب دور فى عدم استقرار التجمع وثبات مواقفه؟
-لا اقول تضارب ولكن تباين والتباين كان اساس فكرة التجمع فالتجمع ليس فكرة ايدولوجية ولم يكن لقلب نظام الحكم لصالح حكم اشتراكى او وطنى ديمقراطى فقد كانت هناك مجموعة من القوى السياسية والاجتماعية فيها تكوينات قومية وراسمالية وطبقة عاملة وبرجوازية صغيرة ديمقراطية ..الخ ،فقد كان هناك الحزب الاتحادى ،القيادة الشرعية للقوات المسلحة،الشيوعى،البعث،الحركة الشعبية،تجمع الاحزاب الجنوبية،مؤتمر البجا،دارفور،جبال النوبه..والخ فهذه تكوينات هدفها واحد هو اسقاط النظام وتنفيذ برنامج (اصلاح ديمقراطى –تنمية –وحدة وطنية-مساواة بين القبائل وبه حق تقرير المصير للجنوبيين ..والخ )فهو لم يكن لوجهة محصورة بل كان متنوعاً ليمثل ما كنا نقوله من انه صيغةل(الصراع فى اطار الوحدة)فقد كان الهدف ان يكون قوة لها هدف واحد يجمعها لكنها تتصارع داخل هذا الاطار العام للوحدة ،وفى الاخر الاهداف النهائية ليست موحدة ولكن هناك الامل انه اثناء العمل المشترك لتنفيذ البرامج القريبة ان تتحقق وحدة متصاعدة ومتسعة تاخذ فى الاعتبار كل جديد ، فهو ليس تحالفاً لاسقاط قوى معادية فقط بل محاولة لمراجعة التطور الذى مضى فيه السودان منذ الاستقلال .فالسودان منذ البداية كان يحتاج لتصحيح فى اتجاهات متعددة. لهذا لم تتوقف النقاشات داخل التجمع ولكن تم اتفاق حول برنامج حد أدنى مفتوح للتطور.
*ناتى استاذ التيجانى لمفاوضات السلام ..وقد تم استبعادكم منها فماهى الجهة التى قامت باستبعادكم وهل كانت الحركة الشعبية جزء من هذا الاستبعاد؟
-هذا يحتاج لتحقيق دقيق بالمحاضر ورغم احترامى للحركة وقائدها د.جون الا ان هذه مسائل يلزم فيها تحقيق واضح لمعرفة من الذى رفض. فموقفنا كان انه لابد من المشاركة فى المفاوضات باعتبار ان قضايا السودان ذات مصدر واحد لايمكن ان تُحل الا على اساس حل شامل وهذا واضح جداً الان فقد بآن ان هناك خلل فى نيفاشا فهى لم تكن على أساس نظرة شاملة لمشاكل السودان فهى اتفاقية ثنائية لقوتين لا تمثل اى منهما الشمال او الجنوب فقد ظهرت قضايا مثل دارفور اثناء المفاوضات وكانت هناك قضية الشرق ومشاكل اخرى قانونية وسياسية وتنموية فى مناطق مختلفة لم تستطع نيفاشا ان تضع لها حلول ،فاتفاقية نيفاشا محتاجة لمؤتمر فهى رغم انها انها اوقفت الحرب وقدمت حلول نوافق على كثير من جوانبها ولكنها تركت جوانب لذلك فهى ثنائية فى وقت كان السودان يحتاج الى إتفاق شامل.
*الا تعتقد ان ضعف فصائل التجمع هو الذى ادى لاستبعادها من المفاوضات فانتم كفصائل لم تمتلكوا القوة العسكرية الكافية لتشكيل ضغط يجعل استبعادكم من المفاوضات خطراً؟
-من الناحية السياسية السطحية يمكن التفاق مع هذا فعدم وجود السلاح الكافى لخوض معركة عسكرية متكافئة لم يحدث التفاوض بين التجمع والنظام ،ولكن حتى مع القوى المتكافئة لم يحدث شئ (حاسم)فالعمل العسكرى ليس العامل الحاسم ،وحتى الشريكين لم يحسم احدهما الاخر بهزيمة حاسمة ،فالمفوضات لم تقم لمجرد العمل العسكرى المسلح بل لانه كانت هناك قضايا تحتاج لحلول وعدم حلها استناداً لان الاطراف المعينة لم تكن تحمل سلاحاً هو عدم مسؤولية لان هذه الاطراف تعرف ان هناك اشكالات والتجمع لم يقم الا لانه هناك مشاكل حقيقية امام السودان وكل مانلراه الان(قِدام عينا)يوضح انها ماتزال تحتاج لحل ،لهذا فالحديث عن عدم مفاوضة التجمع لعدم السلاح عدم مسؤولية لانه من الممكن ان تفاوض بالسلاح ويكون لديك توازن قوى ولكن هذا لايحل المشكلة كما حادث الان فى دارفور فمشاكل السودان تحتاج لحل سياسى وكذلك تحتاج لقبول برنامج للوحدة الوطنية ومثلما حدث مع نميرى ،عبود،النظام الراهن اوحتى الاستعمار فمن الممكن بالقوة ان تحدث هزيمة للقوى الوطنية التى تمثل مصالح الشعب ولكنها ما دامت مشاكلها موضوعية وموجودة وتطل فانه مهما كان شكل التوازن العسكرى فلابد ان تحل او انها ستترك تاثيرها المستمر على الحياة والناس والوحدة فوجود المشاكل امر يتطلب الحل .
*اثناء مفاوضات ميشاكوس 2002 تحدثت عن ان الوطنى من خلال ميشاكوس هدفَ لحل سياسى يضمن بقاؤه فى السلطةوفى ذات الوقت تفكيك التجمع والانفراد بحكم الشمال، الان وبعد 7سنوات من قراءتك تلك الى اى مدى بان هذا قد حدث بالفعل؟
-لكل فترة اشكال عمل سياسى جديدة والمؤتمر الوطنى نجح فى الانفراد بالحركة فى المفاوضات وتمرير خطه فى وقت كان ينبغى ان تكون فيه المفاوضات شاملة وتؤدى لحلول شاملة ولكل هذا لم يحدث فالمؤتمر الوطنى تمكن من الوصول لاتفاق اعطاه مااراد
*كيف تقيم مواقف الحركة فى تلك الفترة فقد سبق ان اشار حزبكم خلالها الى ان الحركة الشعبية تلجأ لاسلوب المناورة فى قضايا مصيرية لاتخصها وحدها وانما تهم كل اطراف التجمع ومااتفقت عليه فى اسمرا ؟وهل تتقد ان الحركة ماتزال تمارس تلك المناورة التى وصفتموها بها؟
-بشكل عام اتذكر ما اوردته انت الان واعتقد انه جاء في سياق ما ظهر من تقسيم للسودان كشمال وجنوب اثناء المفاوضات فالحركة بدت وكانها وافقت وقبلت بهذا التقسيم وهذا امر مرفوض فالاتفاق كان ينبغى ان يكون حول قضايا فالحركة والوطنى قسموا السودان ونحن لسنا موافقين بان الوطنى يمثل الشمال والحركة تمثل الجنوب،والحركة لايمكن وبضربة لازب ان تكون هى القوة السياسية الوحيدة فى الجنوب فبالتاكيد هى قوة سياسية أساسية مؤكد ولكن ان تكون هى التى تمثل الجنوب فهذا يحتاج لادوات فى العمل السياسى لمعرفة وقياس هذا الامر،كذلك الوطنى لايمثل الشمال ولكننا نكون راضين اذا ماحدد هذا الموضوع بادوات العمل السياسى التى تبين حجم الاحزاب،اما المناورة التى اشرنا اليها فهى تتمثل فى ان العالم كله ينظر لما يحدث فى السودان على انه بين الشماليين والجنوبيين ولكن هذا ليس اساس المعركة فهناك قوى اخرى فى وسط وغرب وشرق السودان وهذه قوى غير راضية بتهميشها او علاقتها بالسلطة لذلك يجب ان لاتُصور المعركة على اساس انها بين الشمال والجنوب فى وقت فيه عوامل اخرى موجودة .
*وماذا عن الراهن الان هل ماتزال الحركة الشعبية تناور فى رايكم؟خاصة وانكم غير راضيين عن مواقفها فى كثير من القضايا خاصة تصويتها لجانب شريكها فى عدة قوانين سابقة؟
-الحركة الشعبية الوضع بالنسبة لها معقد فهى لم تكتسب الخبرة الكافية كحزب سياسى ولم تجد الظروف العادية التى تخرجها من جو الحرب الاهلية لجو سلام ومن حالة تنظيم وحيد موجود فى الساحة بحكم السلاح لتنظيم موجود وسط قوى سياسية متعددة ومتباينة وكذلك علاقة الصراع بينها والمؤتمر الوطنى فى خارج ظروف الحرب واختبار برامجها فى ظروف سلام عادية ،واختبار برامجها تجاه مشاكل السودان ككل بما فيها مشاكل الجنوب وهذا الظرف معقد بالنسبة لها وللقوى السياسية ككل لذلك لانستطيع ان نفرز موقف الحركة ونصدر عليه الاحكام. ولكن قطعاً يمكن ان ترى موقفها كمكون من مكونات التجمع وكقوة من القوى التى صاغت برنامج أسمرا للقضايا المصيرية والسير على طريق تنفيذه وهذا يحتاج لصبر ومدى زمنى يسمح بالاختبارات ولجو يسمح بذلك ،فمن السهل الحديث عن تبنئ برامج ولكن العبرة بالنشاط العملى والتنفيذ
*وماذا اذاً إذا قرأنا ذلك مع زيارة حزبكم بقيادة نُقد وسليمان حامد لجوبا العام الماضى الاتعتقد بان الزيارة لم تحظ بالحفاوة المطلوبة من قبل الحركة الشعبية فريئس الحركة وسكرتيرها العام لم يلتقوا بوفدكم وتركوا امر استقباله والاجتماع به لمسؤول قطاع الجنوب آن إيتو بالرغم من ان الزيارة وباعتبارها الاولى لحزب للجنوب بهذا المستوى القيادى كان من الممكن ان تدفع بوحدة السودان وتدعم عدة قضايا اخرى؟
-هذه واحدة من الاشياء التى يمكن وضعها للحكم على الحركة وبرامجها ومدى توافق ابرامج والاقوال مع الافعال ،هذا ممكن،ولكننا نضع فى الاعتبار اشياء اخرى كثيرة فالحركة لاتريد ان ان تعطينا نحن وحدنا رسائل فمواقف الحركة هى رسائل توجهها لقوى كثيرة إقليمية ومحلية ووطنية عامة وقوى دولية وليس دائماً كل القوى السياسية توجه رسائل مباشرة او يمكن اعتبارها تعبر عن موقفها الحقيقى وربما لاتريد إعطاء كل رسائلها ،وبالنسبة لنا نحن لدينا وسائل لنعرف بها موقف الحركة سواء اللقاءات المشتركة اومواقفها من المعارك التى ندخلها.
*لاى مدى تعتقد ان رحيل د.جون شكل تغييراً كبيراً فى مواقف الحركة ووضعية التجمع والساحة السياسية بشكل عام؟
-اذا اصبحت المسالة باحكام عامة ،باسقاط التجارب الكثيرة التى حدثت فى الدنيا ،يمكن القول انه بمواقف د.جون كان هناك اشياء كثيرة يمكن ان تكون مختلفة ،ولكن لانستطيع ان نعرف ذلك ايضاً لان د.جون لم يعد موجود معنا ولا يمكن ان نحكم على المستقبل بالمواقف السابقة ،ربما كانت تحدث تغييرات وهو يستطيع ان يبررها مثلما حدث فى عدم مشاركة التجمع فى المفاوضات فبرغم موافقته على ضرورة اشتراك التجمع ولكن هذا لم يحدث ولكن فى الاخر لم تتم هذه المشاركة وهو ابدى تبريرات من وجهة نظره قد تكون صحيحة او خاطئة وهذا نفس الشئ الذى يمكن ان يكون بالنسبة لاى مواقف اخرى فانا لااستطيع ان اقول ماذا كان يمكن ان تكون مواقفه بالضبطولكن اذا كان هو موجود واخذ مواقف بالضرورة سيكون له اسباب ودوافع لها وفق مايراه لظروف الحركة والجنوب فهو كان دائماً يعطى اعتباراً لاحتياجات الحركة السياسية فى الجنوب بشكل عام ،وانا عندى إحترام شديد جداً لدكتور جون وكانت علاقتى معه جيدة وبشكل عام استطيع ان اقول ان الوضع كان سيكون احسن ولكن كما يقولون الشيطان يكمن فى التفاصيل .
*مشاركة التجمع فى السلطة صاحبها الكثير من اللغط فماهو الموقف الصادر من القيادة؟وكذلك مشاركتكم كحزب فى السلطة التشريعية (البرلمان)دار حولها جدل كبير داخل اروقة حزبكم لم يحسم بعد؟
بالنسبة للمشاركة البرلمانية للحزب كانت هناك اختلافات حول المشاركة لكن الذى وافقنا عليه كان ان نشارك فى السلطة التشريعيةنتيجة للتغيير الذى حدث بشكل عام فماعادت الحالة السياسية كما كانت قبل 2005فقد صار اتفاق نيفاشا بتوابعه يحكم السودان وتحت ظله السياسى يمضى العمل السياسي لذا الطبيعى ان تحدث اعادة نظر فى التكتيكات المختلفة فموقف المعارضة قبل2005لايمكن ان يكون هو الموقف نفسه بعده،والمشاركة فى المجالس التشريعية لم تتم لانها مشاركة فى النظام ككل أو ل(قلب)النظام إنما إستفادة من من الظروف من اجل دفع العمل المعارض بشكل عام،يمكن النظر اليها فى اطار عملية طويلة جداً فى الوقت الحاضر فبتوازن القوى نحن دخلنا معركة مع النظام لم ننتصر فيها والنظام لم يدمرنا فيهافاصبحنا فى وضع ليس هو بالضبط (توازن عقيم)فالمشاركة ليست شكل لاسقاط النظام وانما كجزء من عملية متعددة فيها المعارضة وعدم القبول بالنظام الحاكم وفيها كذلك المشاركة فى الاجهزة التشريعية فى اتجاه فضح النظام من داخله وهذا جزء من عملية مركبة مثل القبول باصدار صحيفتك او ممارسة نشاطك فى ظل قوانين مرفوضة بالنسبة لك،فهى مرفوضة فكرياً وسياسياً ولكنها مقبولة بتوازن القوى الموجود مثل العمل ايام الاستعمار فات ترفض فكرة الاستعمار ككل وقوانينه لكنك مضطر فى نفس الوقت للعمل السياسي
*وماذا عن مشاركة التجمع ففى الوقت الذى يتحدث فيه الاتحاديون عن ان التجمع قرر المشاركة فى السلطة التنفيذية تتحدثون فى الشيوعى عن ان التجمع قرر المشاركة فى السلطة اتشريعية فقط وترك الباب مفتوحاً لمن اراد من الفصائل ان يشارك فى السلطة التنفيذية بصفته الحزبية؟
-بالضبط، فقد كان هناك اجتماع لمناقشة هذا الموضوع وتوصل لهذا القرار تحديداً فنحن وآخرون كذلك لم تقبل بالمشاركة فى السلطة التشريعية لانه عندها يترتب على ذلك تحمل مسؤولية سياسات النظام وليس هناك مايثبت انك معارض لهذه السياسات ونحن لنا موقف فى التجمع بان اى قرارات نحن لم نشارك في اتخاذها بصورة حرة وواضحة فنحن غير ملتزمين بها ،لقد قالوا ان التجمع مشارك فى مايسمى (حكومة الوحدة الوطنية)والحقيقة اننا لسنا اطراف فيها ولم نتناقش حولها ولانعرف شى عن كيفية اتخاذ القرارات فيها او من الذى يتخذها ،يقولون مجلس الوزراء ولكنا لانعرف ،لكن فى كل الاحوال عندما تصبح جزء من مجلس الوزراء تصبح مسؤول عن القرارات و الذين شاركوا (معينيين)كوزراء ماذا كان موقفهم من القواين(الصحافة-الامن –الاحزاب –الانتخابات)هل كانوا موافقين عليها واذا كانوا معترضين اين ظهر اعتراضهم هذا.
*أستاذ التيجانى ومن خلال تجربة ازمات التجمع وما سبقها من تجارب مشابهة فى عملكم كاحزاب هل تعتقد اننا كسودانيين نفتقد للقدرة على العمل بشكل جماعى وعبر تحالفات وطنية تستطيع تغليب المصلحة العامة أم ان عدم القدرة على الثبات هذه طبيعة سودانية؟
-عموما المجتمع السودانى مجتمع متحرك به قوى اجتماعية من طبيعتها عدم الثبات بينما فى اماكن اخرى هناك قوى ثابتة برجوازية مالية ،صناعية وبالتالى ثبات البرامج وعدم الحاجة للتغيير فى المواقف وفى السودان يمكننا ان نرى ونقيم لاى مدى وعبر التاريخ سواء فى فترات طويلة او قصيرة غيرت بعض القوى مواقفها فهناك قوى ثابتة حتى فى اليمين لاتغير مواقفها لذلك الافضل ان نرى ذلك بشكل واقعى حتى لايكون (نضمىِ وحِجة ساى)فمثلا الحزب الوطنى الاتحادى هو حزب قام على وحدة وادى النيلوصارع الاستعمار البريطانى ولكن عند اللحظة الحادة للالتزام ببرنامجه وقف مع الاستقلال بغض النظر عن صحة الموقف حدث تغيير جوهرى فى شئ اساسى وتاريخى فى برنامجه ،وهناك امثلة كثيرة اخرى لموقف الاحزاب يمكن ان تعطينا مثال ل(ميوعة)الاساس الاجتماعى للقوى السياسية وهذه مسألة مهمة فى التزام القوى السياسية ببرامجها التى تعلنها ،فمن الصعب القول ان التحالفات السياسية فى السودان تاخذ طابع ديمومة فمثلا التجمع وببرنامج أسمرا سنة95 ليس هناك اى سبب يجعله يغير موقفه من النظام فى السودان ولكن مع ذلك تم تغيير هذا الموقف وكذلك فى التحضير للانتفاضة كان هناك التجمع الوطنى النقابى لانقاذ الوكن والذى وقع على ميثاقه فى 6ابريل ولكن مباشرة وعند التنفيذ ورغم الاتفاق على فترة انتقالية 3سنوات ولكن وكما ذكرت فى التنفيذ اصروا على ستة اشهر حيث قال البعض ان هناك اجزاب(جعانة)وتريد ان تسمن خلال الثلاثة اعوام هذه ولايمكن ان نعطيها الفرصة واصروا على موقفهم ولكن بعد كثير من (اللت والعجن)وافقوا بان تكون الفترة الانتقالية عاماً. لذلك فمن الصعب القول بان التحالفات السياسية في السودان تأخذ طابع الديمومة



#عادل_بدرعلى (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- هل يعارض ماسك الدستور بسبب حملة ميزانية الحكومة التي يقودها ...
- -بينها قاعدة تبعد 150 كلم وأخرى تستهدف للمرة الأولى-..-حزب ...
- حافلة تسقط من ارتفاع 12 مترا في حادث مروع ومميت في فلاديفو ...
- بوتين يتوعد.. سنضرب داعمي أوكرانيا بالسلاح
- الكشف عن التاكسي الطائر الكهربائي في معرض أبوظبي للطيران
- مسيرات روسية اختبارية تدمر مركبات مدرعة أوكرانية في اتجاه كو ...
- مات غيتز يتخلى عن ترشحه لمنصب وزير العدل في إدارة ترامب المق ...
- أوكامبو: على العرب الضغط على واشنطن لعدم تعطيل عمل الجنائية ...
- حاكم تكساس يوجه وكالات الولاية لسحب الاستثمارات من الصين
- تونس.. عبير موسي تواجه تهما تصل عقوبتها للإعدام


المزيد.....

- كراسات التحالف الشعبي الاشتراكي (11) التعليم بين مطرقة التسل ... / حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
- ثورات منسية.. الصورة الأخرى لتاريخ السودان / سيد صديق
- تساؤلات حول فلسفة العلم و دوره في ثورة الوعي - السودان أنموذ ... / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- المثقف العضوي و الثورة / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- الناصرية فى الثورة المضادة / عادل العمري
- العوامل المباشرة لهزيمة مصر في 1967 / عادل العمري
- المراكز التجارية، الثقافة الاستهلاكية وإعادة صياغة الفضاء ال ... / منى أباظة
- لماذا لم تسقط بعد؟ مراجعة لدروس الثورة السودانية / مزن النّيل
- عن أصول الوضع الراهن وآفاق الحراك الثوري في مصر / مجموعة النداء بالتغيير
- قرار رفع أسعار الكهرباء في مصر ( 2 ) ابحث عن الديون وشروط ال ... / إلهامي الميرغني


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - عادل بدرعلى - حوار مع الاستاذ التيجانى الطيب القيادى بالحزب الشيوعى السودانى حول تجربة التجمع الوطنى الديمقراطى