أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - احمد الجعافرة - مسألة خلق القرءآن















المزيد.....

مسألة خلق القرءآن


احمد الجعافرة

الحوار المتمدن-العدد: 2877 - 2010 / 1 / 3 - 14:21
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


كثيرا ما نسمع عن موضوع خلق القرءان دون أن نعير للموضوع اية اهميه معللين النفس انه مثل هذه القضايا هي قضايا فلسفيه شائكه ولا حاجة لنا بارهاق عامة الناس بها ؛ والفكره هنا قد تكون صحيحه في بعض جوانبها من حيث انهم صوروا لنا المساله من الصعوبة بمكان بفضل ما اغرقوها بكثير من التعابير التي يصعب على الانسان العادي فهمها ؛ هذا من جهه ومن جهة اخرى فان العربي المسلم تعود أن لا يرهق نفسه كثيرا في مثل هكذا قضايا خوفا من أن يصنف من قبل رجال الدين على انه بدأ يتفلسف ونحن نعرف رأي الفقهاء المسلمين في التفلسف حيث قالوا فيه بصريح العباره من تفلسف فقد تزندق أي انهم ربطوا بين الفلسفه التي مجالها العقل والمنطق وبين الزندقه كمبدأ ديني يتعارض مع الدين الاسلامي ؛ هذا اضافة الى اننا كسنه في هذه البلد قد حسم مشايخنا الموضوع بشكل قاطع وانحازوا الى الجانب الذي يقول بخلق القرءان وذالك منذ ما سمي بمحنة احمد بن حنبل وكيف تم سجنه بناءا على تمسكه بهذا الرأي وكيف انقلبت الآيه لصالحه وصالح الاتجاه السني بعد أن تولى – الخليفه العباسي المتوكل على الله - الذي انحاز بشكل واضح لمذهب أهل السنه وبذالك عمل على اقصاء فرقة المعتزله وهي الفرقه التي تبنت فكرة خلق القرءان؛
اذن نحن أمام اتجاهين عاشا في التاريخ الاسلامي ردحا من الزمن جنب الى جنب وكان كل منهما يسعى لكسب الجمهور الاسلامي الى جانبه عن طريق اقناعه بوجهة نظره التي يعتقد انها صحيحه ؛ فاخذ المعتزله على عاتقهم اقناع الخاصه او ما يسمى الآن في البطانه وعملوا على اقناعهم بمسالة خلق القرءان وبالفعل استطاعوا اقناع ثلاث من الخلفاء العباسين وهم المأمون والمعتصم والواثق حيث امنوا بمذهب المعتزله بما فيه الفكره الرئيسيه التي قال بها المعتزله وهي أن القرءان مخلوق وليس قديم ؛
لكن ماذا يعني هذا الكلام بالتحديد؟
قبل أن نتكلم عن فكرة خلق القرءان دعنا نتكلم عن موضوع الجبر والاختيار الذي هو القاعده الرئيسيه التي ابتنى عليها فكرة خلق القرءان ؛
اول من قال بموضع أن الانسان مخير وليس مجبر على أعماله هو غيلان الدمشقي وغيلان هذا دخل في حوارات كثيره مع المسلمين في بداية تشكل الدوله الأمويه دخل في صراع فكري على ارضيه سياسيه تقول أن كل ما يعمله الخليفه مقدر ومجبر على فعله ولا خيار له في ذالك ؛ وعليه فان فقهاء الامويين كانوا يبررون للخلفاء الامويين أعمالهم حتى جاء هذا الغيلان وقال أن الانسان مخير في عمله أي أن أعماله هو المسؤول عنها لانه ببساطه سيحاسبه الله على أعماله لانه اعطاه حرية الاختيار في أن يعمل المنكر او لا يعمله فلا يعقل أن احرم من حرية الاختيار بين فعلين وفي نفس الوقت يتم محاسبتي على ذالك فالاصل في الاختيار هي الحريه وبعدها يتم الثواب او العقاب سواء في الدنيا من قبل ولي الامر او في الآخره؛ هكذا كان يدور الحوار بين الجبر والاختيار ولم تكن امور الفرق قد حددت كما حصل في عهد مابعد المأمون وانما كانت النقاشات تدور تحت غطاء مما كان يسمى بعلم الكلام الاسلامي كموضوع عام رغم خصوصيته الشديده في أن النقاش كان يعني موقف المسلم من الخليفة المسلم خصوصا إذا كان مغتصب للخلافة كما هو حال معاوية ومن تبعه من الخلفاء الأمويين ؛ بمعنى أن الموقف من الحرب بين على ومعاوية كانت احد أهم الأسباب التي طرحت موضوع الجبر والاختيار ؛ وكانت أكثر الأسئلة تدور حول مقتل الصحابي عمار بن ياسر الذي قتل بسيوف جماعة معاوية بسبب أن هناك حديث شبه مؤكد يقول – ستقتلك الفئة الباغية- وبالفعل قتل هذا الصحابي من قبل شيعة معاوية ؛ فهل رضي معاوية أن يسمى بقائد الفئة الباغية ؛ كلا فانه قاوم هذه الفكرة بكل ما أوتي من جهد سواء كان بشراء الذمم أو بقتال كل من تظهر عليه علامات الاقتناع بفكرة الاختيار أي بمسؤوليته معاوية عن مقتل عمار وكان يدفع باتجاه فكرة الجبر في أعمال الإنسان أي انه كان مقدر له إن يموت .
إذن نحن هنا أمام مسألة هامه جدا تضع العقل الإنساني أمام طريقين احدهما يقول بان الإنسان مجبر على القيام بجميع أعماله وبالتالي فليس له علاقة بما يعمل لان أعماله مكتوبة عليه منذ الأزل وهو لا يستطيع إن يغيرها قيد أنمله وعليه فان كل ما يقوم به من أعمال في هذه الحياة هي معروفه لدى الله مسبقا الذي هو عالم الغيب والشهادة فان الله قادر إن يعرف مصير الإنسان ؛ فإذا كان الإنسان مجرد منفذ لأعمال مرسومه فلماذا يحاسب في الآخرة على أعماله أو حتى في الدنيا مادام هو لم يعملها كانسان في تلك اللحظة بل هي مكتوبة على جبينه منذ الأزل ولا قدرة له بتغيرها هذا إن كانت أعمال منكره أما إن كانت أعمال صالحه سيكافئه الله عليها فهو كذالك لم يعملها كفرد في تلك الفترة بل إن الله اختاره ليعمل هذه الأعمال ألصالحه وبعدها يكافئه عليها فان كان قادر على معرفة مصائر البشر فإذن لماذا نحاسب على شيء لا نستطيع إن نغيره بعقولنا مهما حاولنا ذالك لأنه خط مرسوم للإنسان ومجبر على إتباعه القيام شرا أم خيرا ؛
ولكن ما هي العلاقة مسالة بين الجبر والاختيار وبين مسالة خلق القرءان؟
أقول نعم هناك علاقه متينه فقد ظهرت مسالة خلق القرءان بعد ظهور مسالة الجبر والاختيار وان الذين جاءوا بمسالة خلق القرءان هم نفسهم أتباع غيلان الدمشقي وواصل بن عطاء الذين تكلما في مسالة الجبر والاختيار وهي تعني عندهم ؛ ان الانسان الذي كلفه الله بطاعته بموجب اعطائه عقل يحمل هذه المهمه فانه في نفس الوقت قد اعطاه حرية الاختيار في صنع أعماله ؛ ولان الأعمال تخلق تباعا وفقا لميزة الزمن ؛ أي أن الأعمال ترتبط بزمان حصولها فانا احضرت الخضروات من السوق اليوم بموجب زمان ومكان محددين وكذالك الآيات القرءانيه نزلت وفقا لزمان ومكان محددين ؛ وكمثال على ذالك فان اية معركة حنين نزلت بعد أن حصلت معركة حنين ولا وجود لاية اسمها اية معركة حنين قبل أن تحصل المعركه ؛ لان الأحداث تخلق تباعا من قبل الله وفقا لزمانها ؛ أي أن اله هو الذي يخلق الآيه في لحظتها ثم ينزلها على الرسول ؛ وهنا نلاحظ تدخل مسالة الاختيار في الأفعال أي حرية العمل يتبعها حرية الاختيار ؛ ولان الله يملك هذا الحريه فمن الخطأ أن نلصق كلماته مع وجوده كما يدعي اصحاب قدم القرءان حيث يقولون أن القرءان قديم قدم الله وهذه هي قمة الشرك بالله فمن يقول بالقدم هو يقول في نفس الوقت بان القرءان شريك لله وهذا غير صحيح لأن القرءان مخلوق من مخلوقات الله وبذالك ما الضير في أن نقول أن القرءان مخلوق وليس قديم؟





#احمد_الجعافرة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل تتجه البشريه لتشكيل كائن ارضي واحد؟ المشاركة
- لماذا يحاربوننا
- عصافير اسرائيل وحماس
- العلاقه الحتميه بين الديمقراطيه والعلمانيه


المزيد.....




- طلع الزين من الحمام… استقبل الآن تردد طيور الجنة اغاني أطفال ...
- آموس هوكشتاين.. قبعة أميركية تُخفي قلنسوة يهودية
- دراسة: السلوك المتقلب للمدير يقوض الروح المعنوية لدى موظفيه ...
- في ظل تزايد التوتر المذهبي والديني ..هجوم يودي بحياة 14 شخصا ...
- المقاومة الاسلامية بلبنان تستهدف قاعدة حيفا البحرية وتصيب اه ...
- عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى
- مستعمرون ينشرون صورة تُحاكي إقامة الهيكل على أنقاض المسجد ال ...
- الإعلام العبري: المهم أن نتذكر أن السيسي هو نفس الجنرال الذي ...
- ثبتها فوراً لأطفالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على نايل سات ...
- الجنائية الدولية تسجن قياديا سابقا في أنصار الدين بمالي


المزيد.....

- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - احمد الجعافرة - مسألة خلق القرءآن