أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - محمد الرديني - ارجوكم اقرأوا هذا الايميل














المزيد.....


ارجوكم اقرأوا هذا الايميل


محمد الرديني

الحوار المتمدن-العدد: 2877 - 2010 / 1 / 3 - 11:44
المحور: كتابات ساخرة
    


في نهاية الستينات، كنا طلابا في الثانوية ومازلنا نأخذ مصروفنا اليومي من الوالدة – يرحمها الله- وكان طريقنا في كل مساء باتجاه شارع الوطني في البصرة بعد ان تكون مقهى "ابومضر" محطة لقائنا الاول ومنها نحث الخطى نحو تمثال السياب على الكورنيش حيث نحط رحالنا عند قدميه ويمتد بنا الليل وامواج شط العرب تتمايل مع هسيس النخيل حيث لا صاحب لحية ولا عمامة يعكر صفوها.
وفي ليلة من تلكم الليالي كما يقولون في الروايات حدث مالم يكن في الحسبان اذ قام "حسن الحالم" من على الحشيش ونفض بنطاله وقميصه وتوسط حلقتنا وقال بجد:ايها الاصدقاء لابد لي ان اودعكم فقد نويت السفر الى لندن.
قوبل تصريحه بعاصفة من الضحك "الجنوني" ولم يعر معظمنا الامر اهتماما فالكل يعرف ان حسن لايعيش بدون الحلم .. انه يحلم حتى وهو يتكلم معك.
في الايام التي تلت اختفى "حسن الحالم" وكان من الصعب ان نتخيل مكانه شاغرا بين "الفريق" ولكن للحديث شجون كما يقول الراوي.
المهم ايها السادة ان الاخبار توالت بعد شهور وشهور وعرفنا ان "حسن" قد اصدر مجلة في لندن عنوانها "الحذاء" ووصلتنا منه رسائل تقول ان مجلة" القندرة" اي الحذاء التي اصدرها ستنال شهرة كبيرة حسب توقعه.
وبالفعل لم تمض سنة ونصف حتى جاءت منه الرسالة الاخيرة التي تشير الى ان" المجلة نجحت وتوزيعها يبشر بالف خير بعد ان استنجدت بخبراء في صناعة الاحذية الذين دبجوا لي مقالات ذات طابع "علمي" عن كيفية اختيار الحذاء المناسب للقدم "المناسب" لقاء الاعلان عن بضاعتهم .
وانقطعت اخبار حسن الحالم عنا جميعا وجاءت زحمة الحياة بمشاكلها العويصة لتحرمنا حتى من لذة تذكر حكاياته.
يوم امس فقط وصلني منه ايميل يرجوني فيه ان ادير له اعمال شركته الضخمة التي افتتحها في بغداد منذ شهور.
يقول في الايميل: ايها الصديق العزيز قد لااعرف ملامحك حين التقي بك الان فقد مرت سنوات طويلة على فراقنا ولكني اكن لك احتراما خاصا ومن هنا ارجو ان تصغي الي جيدا فانا اطرح عليك مشروع العمر.. قد لا تعرف اني احمل الجنسية البريطانية وكسبت الكثير من مجلتي الموقرة ولكني تعبت من الاحذية ومشاكلها فقررت ان ابدأ بمشروع تجاري آخر وتفتق ذهني عن فتح شركة هي الاولى من نوعها في العراق لصناعة وبيع المحابس .. وانا الان انتج آلاف المحابس ذات الفصوص الملونة فمنها الازرق والاصفر والاحمر وغيره واكتشفت ان طلبات الزبائن وهم عادة من رجال الدين"الاشاوس" الذين يشدون روؤسهم بعمائم بيضاء تتركز على المحابس ذات الفص الازرق اما اصحاب العمائم السوداء فهم يقبلون على محابس الفص الاسود .. واكتشفت كذلك ان كل لون من هذه المحابس هو في الحقيقة رتبة دينية وهي تشابه الى حد كبير رتب العسكر.
ويتابع حسن الحالم قوله: ليس هذا مهما .. المهم اني مقبل على التوسع وزيادة الانتاج بعد ان زاد الاقبال على بضاعتي وليس هناك من احد اثق به ولك الخيار اما ان تكون مدير اعمالي في ايران حيث تصدر لي الصخور الملونة لاصنع منها المحابس واذا قبلت فسوف اعطيك عنوان الجبل الذي ستسكن بالقرب منه وتشرف على العمال الذين يقطعون صخور الجبل الى حجرات صغيرة او ان تأتي الى بغداد حيث ستشرف اشرافا كاملا على الى ادارة المصنع وسأقدم لك عقد العمل "على بياض" لتكتب شروطك .. انتظر ردك بسرعة فانا رجل اعمال والوقت يعني دولارات بالنسبة لي." انتهى الايميل.
تخيلت نفسي اجلس في مكتب ضخم لايعادله الا مكتب عضو البرلمان استقبل اصحاب اللحى وبيدي مسطرة لا لاضرب قفاهم بل لاقيس حجم بنصر ايديهم وتهيئة المحبس المطلوب لهم ولكني قررت في آخر دقيقة ان اسأل عن صاحب العمامة الملقب "بالصغير" واي محبس يعتلي بنصره ، وهل لون المحبس له علاقة بترشيح نفسه عن محافظة دهوك الشمالية التي تبعد اكثر من ألف كيلومتر عن منطقة سكناه.
سكت عن الكلام المباح بانتظار الديك الذي يعلن قدوم الفجر.





#محمد_الرديني (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اسمر بو شامة
- ولكم مو هشكل ياعمار وبحر العلوم
- -هلهولة - للتعداد السكاني
- اغبياء اذا اردتم تكرار مافعلوه
- النهيق يأتي من الصومال هذه المرة
- ولك والله احترمك ياعدنان الجنابي
- الى كتاب وقراء الحوار المتمدن.. تعالوا نلعب هذه اللعبة
- جميلة بوحيرد عراقية الهوى.. جزائرية الاصل
- مخابرات ايرانية في البرلمان العراقي .. ياسلام
- حشاش من غير حشيشة
- الماموث والحوار المتمدن
- ألافراط في النظافة يضر بالصحة ايها العراقيون
- انه زمن اغبر يارب العزة
- أريد ان أكون مسيحيا بعد موتي
- خزيتونا ياأصحاب اللحى
- حيوانات كانت بشرا
- الزوجة الدبلوماسية تطير الى باريس
- بالروح .. بالدم نفديك يابن لادن
- زوجات ازلام عدم الانحياز يجتمعن في روما؟؟؟؟
- الزوجة الدبلوماسية تزور روما


المزيد.....




- من دون زي مدرسي ولا كتب.. طلاب غزة يعودون لمدارسهم المدمرة
- فنان مصري يتصدر الترند ببرنامج مميز في رمضان
- مجلس أمناء المتحف الوطني العماني يناقش إنشاء فرع لمتحف الإرم ...
- هوليوود تجتاح سباقات فورمولا1.. وهاميلتون يكشف عن مشاهد -غير ...
- ميغان ماركل تثير اشمئزاز المشاهدين بخطأ فادح في المطبخ: -هذا ...
- بالألوان الزاهية وعلى أنغام الموسيقى.. الآلاف يحتفلون في كات ...
- تنوع ثقافي وإبداعي في مكان واحد.. افتتاح الأسبوع الرابع لموض ...
- “معاوية” يكشف عن الهشاشة الفكرية والسياسية للطائفيين في العر ...
- ترجمة جديدة لـ-الردع الاستباقي-: العدو يضرب في دمشق
- أبل تخطط لإضافة الترجمة الفورية للمحادثات عبر سماعات إيربودز ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - محمد الرديني - ارجوكم اقرأوا هذا الايميل