أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ملف فكري وسياسي واجتماعي لمناهضة العنف ضد المرأة - جاكلين سلام - حليمة امرأة لها ثديان وتلبس السوتيان















المزيد.....

حليمة امرأة لها ثديان وتلبس السوتيان


جاكلين سلام
كاتبة صحفية، شاعرة، مترجمة سورية-كندية

(Jacqueline Salam)


الحوار المتمدن-العدد: 2876 - 2010 / 1 / 2 - 18:22
المحور: ملف فكري وسياسي واجتماعي لمناهضة العنف ضد المرأة
    


عن حليمة التي جُلدت وزهرة التي اغتصبت وعن شارلوت أيضاً
يوتوبيا الخيال والبلاد التي تسكنها نساء فقط

كندا ـ جاكلين سلام

ماذا لو تعلم الروائية الأميركية شارلوت بيركنس غيلمان 1860ـ 1935 أن اليوتوبيا التي نشرتها في حلقات مسلسلة في الصحافة الأميركية آنذاك قد صارت ديستوبيا على أرض الواقع في القارة الأفريقية مع اختلاف في المكان والزمان والحبكة. في بقعة فقيرة من كينيا أسست أخيراً أول قرية للنساء فقط. يا للكره المتبادل! ولم تكن ضرورة هذه القرية ترفاً نسوياً بل إكراهاً وهرباً من الاضطهاد والعنف المسلط على نساء وجدن أنفسهن نساء لا أكثر. الرواية بعنوان»هيرلاند»، ولم تنشر في كتاب حتى عام 1979، وتعتبر من أهم أدبيات الحركة النسوية. بموجب هذه الرواية التي تقع أحداثها في الحقبة الفيكتورية، نجد بقعة من العالم غير معلومة جغرافيا، محاطة بالجبال العالية وسط الغابات، لايمكن الوصول إليها إلا بالطائرة، وتسكنها نساء فقط. يتم اكتشافها صدفة من قبل ثلاثة رجال لديهم ميول في الاكتشاف أحدهم باحث سوسيولوجي وعلى لسانه يتم سرد أحداث القصة ـ الرواية. حين يقتحم الرجال عالم المرأة، تبدأ الأحداث بالتصاعد، وتأخذ العلاقة بين الرجل والمرأة صيغا مختلفة ما بين ودية وحبية وعدائية، تعكس وجهة نظر وفلسفة الكاتبة ذات التوجهات النسوية ـ الشيوعية. في بلادها «هير ـ لاند ـ أو مدينتها «الافلاطونية الفاضلة» طرد الرجال. لكن الروائية أعادتهم إلى المدينة بطريق الصدفة كي تخلق ذلك الحوار الذي لا بد منه بين جنسين لا بد منهما لتستمر دورة الحياة. وها هي الحياة مستمرة بعد أن انتحرت الكاتبة عام 1935 حين اكتشفت انها مصابة بالسرطان. الكاتبة لم تكره الرجال بل تزوجت أكثر من مرة وعاشت علاقات حرة وأنجبت طفلة لم تحرمها من حقها في العيش مع والدها المتزوج من امرأة أخرى. وهذه مناسبة لنهمس عالياً في آذان الذين يمقتون النسوية وآدابها ومناصريها، أن النسوية لا تعني كره الرجل. أما كتب التاريخ والدين فتعجّ بقصص وأساطير عن نساء هربن من عالم
الرجل ثم عدن إليه بحثاً عن الحبّ، التعايس السلمي أو الانتقام.

اليوتوبيا والواقع في قرية للنساء فقط
الخبر يقول إن 14 امرأة من كينيا أسسن قرية، للنساء فقط، تبعد 350 كلم عن العاصمة نيروبي. تم الترخيص للقرية من قبل الحكومة بعد عناء شديد، أما ساكناتها فنساء هربنّ من الاغتصاب، العنف، الإكراه على الزواج وما شابه. الخبر يشير أن مجلة «ديرشبيغل» الألمانية نشرت تحقيقاً حول الموضوع. وتقول «لولوسولي» المرأة الوحيدة في القرية التي تتحدث الانكليزية «يجب أن نسعى للحصول على حقوقنا وإلا فلا شيء سيحصل». ورغم انفصال النساء عن عالم الرجال إلا انهن بقين معرضات للاهانة والشتائم من قبل الرجال مما أجبرهن على بناء سور يفصل ما بين المملكتين: مملكة الرجل ومملكة المرأة، في وقت يسعى الإنسان إلى تهديم كل سور وجدار يرفع من رتبة العداء والبغضاء ويرفع الشقاق إلى مراتب لا علاج لها.
قرية النساء المضطهدات صارت واقعاً حتى وان سكنتها امرأة واحدة ولم تعد رواية ويوتوبيا ابدعها ذهن روائية اميركية اسمها شارلوت بيركنس غليمان. الروائية لم تقل «ليذهب الرجال إلى الجحيم» كما ورد على لسان إحدى النساء المضطهدات في القرية النبيروبية «الفمنستية».
زهرة فتاة تغتصب في سوريا ثم تقتل بيد الأخ وبحماية القانون
لم تخلق المرأة كي تكره الرجل وتنفر منه، بل من أفعاله، كالأمر بالجلد بسبب ارتداء السوتيان أو البنطال، أو القتل غسلاً للعار. أصاب بالذهول حين أتصفح نشرات الأخبار العربية والعالمية في الأشهر الأخيرة، والتي تبدو في بعضها طريفة رغم مأساويتها. هناك قضية بنطال لبنى السودانية ـ التي صارت معروفة للجميع، ثم قضية جلد «حليمة» في جنوب الصومال بسبب ارتداء السوتيان وتنفيذاً لفتوى صادرة عن جماعات أصولية متشددة تطبق خناقها على المنطقة والفتوى تقضي بمنع ارتداء حمالة الصدر المثيرة للغرائز والتي تنطوي على تضليل لا يقبل به الإسلام ـ كما يرد في الفتوى. وليس آخر الانتهاكات جريمة القتل اللا شريفة، التي أودت بحياة فتاة سورية اسمها «زهرة عّزو» من محافظة الحسكة، والتي اغتصبت، فكان اغتصابها مدعاة للعار الذي لا يغسله إلا الدم في شرع التخلف التي تجد لها حماة في القانون. تفيد الأخبار أن الطفلة «زهرة» فرت من تهديد أفراد أسرتها وبقيت في حماية «معهد الفتيات» الذي يعمل كجمعية أهلية تحاول توفير الحماية للمرأة الضحية، ولكن تبقى هذه الحماية منقوصة لأنها غير مشرّعة في القانون السوري رغم زخم الحملات المواظبة على التذكير بضرورة إحداث تغيير في الفقرات التي تبيح غسل العار وتجرد الهيئات النسوية والإنسانية من أملها في الدفاع عن المرأة المظلومة اجتماعياً وقانونياً، وتطالب بحقها في العيش بكرامة.
لم يكن لزهرة سند مدني أو قانوني مما سهّل على يد الغدر أن تودي بشبابها. قتلت الفتاة القاصرعلى يد أخيها الذي طعنها بالسكين أربع طعنات أودت بحياتها مع سابق الإصرار، رغم أنها كانت قد وجدت حماية وزوجاً من عائلتها يقبل بها زوجة وشريكة. قتلت زهرة بيد أخيها وبتشريع القانون الوضيع الذي يمنع معاقبة الجاني بحجة غسل العار ـ التفاصيل في موقع نساء سوريا على الشبكة الالكترونيةـ
يا للشرف، قتلت زهرة لأنها اغتصبت في ربيع عمرها ـ16 سنة ـ فقط. وجلدت امرأة أخرى في مكان ما بسبب حمالة صدرها. وجلدت أخرى بسبب بنطالها. فهل يكره الرجل المرأة، أم يكره الله المرأة، أم ماذا؟ وهذا سؤال مطروح في كتاب صادر حديثاً بالانكليزية، تحرير كل من «أوفيليا بنسون وجيرمي ستانغروم» وهما كاتبتان محررتان في مجلة بريطانية اسمها «ذا فيلسوفرز ـ الفلاسفة» والكتاب يطرح العلاقة القائمة ما بين الدين والثقافة المجتمعية في معالجة مكانة المرأة وأحكامها. هذه العلاقة الإشكالية التي لم نجد لها حدوداً واضحة، ونحن في القرن الحادي والعشرين.

حليمة امرأة تجلد بسبب ارتداء السوتيان
حليمة امرأة. ولأنها امرأة فلها ثديان. لأنها امرأة لها ثديان فلا بد أن يكون عندها سوتيان أو أكثر. واحد تلبسه ليحمل ثدييها والآخر قد يكون في سلة الغسيل أو في الخزانة. أحياناً حليمة تجد في خزانتها أكثر من خمسة سوتيانات بألوان متعددة، وفي بعض الأحيان لا تجد أي سوتيان يناسب لون قميصها ومزاجها. أحيانا تكفر بمن اخترع هذا اللباس الخانق الذي يشد الصدر وله ضرورات شتى. خلق السوتيان كي يحمل مع المرأة ثقلا نافراً.
حليمة ولدت أنثى فصارت امرأة وصار لها ثديان. مرت حليمة بفترات مراهقة حرجة بسبب ثدييها اللذين تشكلا رغماً عن إرادتها. لم تكن حليمة تعلم أن ثديين كبيرين أو صغيرين قد يصبحان مصيبة. بكت واشتكت في سرها من أنوثتها التي لا يمكن الهرب منها. شعرت بحرج ورهبة حين اشترت لها امها أول سوتيان. كان ناعماً من الدانتيلا البيضاء، تقول لنفسها الآن بغير ثقة. ولكن لا يعقل أن تشتري الأم لابنتها المراهقة سوتياناً أحمر أو أسود. هذه خيارات ستقع على عاتق حليمة حين تكبر، وهذه الخيارات تبقى محكومة بمساحة الحرية المسموح بها للمرأة في البلد الذي ولدت فيه حليمة التي هي من نسل حواء.
لكل بلد مقاس خاص للحريات، وذلك ينعكس على لون السوتيان، نوعه، ماركته، وسماكة الألبسة التي تلبس فوق السوتيان كي لا يظهر لما تحته أي أثر. في الكتب الدينية تصادفنا قصة حواء وآدم والتفاحة، وبموجب هذه القصة نعرف أن الأعضاء الجنسية الذكرية والأنثوية كانت موجودة وحين تعرّف عليها الإنسان شعر بالعار وقام بتغطيتها بورقة توت. لم يذكر في هذه الكتب شيء عن الأثداء ومشداتها. وبما أن الفعل الجنسي سيؤدي إلى إنجاب يقع على عاتق المرأة «الغاوية» فلا بد أن يكون لها ثديان يدران الحليب في فم الطفل الرضيع. وإلا فإن الطفل الوليد، ذكرا أو أنثى، عليه أن يذهب ليشرب من البحر أو من أي ساقية. الثديان لهما سمات وإيهامات لا تحصى. ونستطيع أن نقول إنهما يؤججان الشهوة في عيون وأعضاء الرجال الذين لم تعلمهم كتب التاريخ أن ينظروا برأفة وتبجيل لثدي المرأة سواء كانت فتية أو متقدمة في العمر.
حليمة تقف أمام المرآة بعد أن تقفل على نفسها باب غرفتها وتشهق في البكاء، ترفع رأسها إلى سقف الغرفة الفقيرة وتقول: لماذا يا رب لم تحرّك ساكناً حين أوقفني العسكري في الحارة ورفع السوط عالياً وضربني حتى تمزق ثوبي وظهر السوتيان. وطلب مني أن أنزع السوتيان الكافر عن صدري. بصق في وجهي وأشعل النار في السوتيان، كأنه علم بلد محتل غاشم، فيما أهل الحارة نساء ورجالاً واقفون كالبلهاء المصابين بمرض عقيم اسمه العار.»
الإسلام لم يذكر شيئاً عن مشدات الصدر، وكذلك المسيحية والبوذية. سألت صديقتي البوذية التي تعالج ثديها الأيمن من مرض السرطان منذ خمس سنوات. هذا المرض اللعين لم يقتل الأنوثة فيها وما يزال ثديها واقفاً معها، ما زالت تخرج إلى الشارع بثدييها المحمولين في سوتيان تلبس قميصا شفافاً في الصيف ومعطفاً ثقيلا في الشتاء وتمضي إلى العمل، أو إلى البحيرة حيث تجلس وتتأمل نساء يلبسن السوتيان والبكيني، شباب يكشفن صدورهن للشمس وللحياة. صديقتي البوذية ضحكت حين نقلت لها آخر أخبار العقوبات المترتبة على ارتداء السوتيان في جنوب الصومال. لكنها صمتت مندهشة حين قلت لها أن حليمة جلدت بالسوط في جنوب الصومال، في أكتوبر 2009 القرن 21 حسب ما جاء في وكالة رويترز للأخبار الدولية. تحسست الصديقة ثدييها وقالت: لا سرطان هنا الآن، السرطان هناك ينخر في يد الرجل الذي جلد امرأة تلبس سوتيانا، وفي عقل رجل تجرأ على الإفتاء في أمر كهذا.
لم يخطر في بال حليمة يومأً أنها ستجلد في ساحة المدينة لأنها امرأة تلبس السوتيان بموجب فتوى أصدرها رجل يستمد سلطته من الحاكم العام ومن قيادة جماعته الأصولية التي تخاف على الاسلام من الانحراف بسبب سوتيانات النساء الواقفات في الساحة العامة يحملن أطفالاً وحاجيات يومية معيشية، أو يعدن من سوق المدينة الفقير الحار المكتظ بوجوه سمراء كالحة حزينة وينقصها الماء والغذاء والدواء.
حليمة واحدة من عشرات بل مئات يعشن الرعب مما قد يسببه جسدهن من انحراف في صحة المجتمع وسلامته العقلية والبدنية. حديثة و«مبتكرة» هذه الفتاوى الهزيلة العقيمة التي تنفخ السمّ في جذور المجتمع والعلاقة بين كائناته.
حليمة امرأة لا تكره الرجل، وباعتقادها أن الله لا يكرهها لأنها إحدى مخلوقاته الأجمل، فأين تكمن المعضلة إذاً؟!


جاكلين شاعرة وكاتبة ومترجمة سورية مقيمة في كندا
صدر لها حديثا مجموعة شعرية بعنوان: المحبرة أنثى عن دار النهضة العربية في بيروت

نشر في المستقبل اللبنانية 20 كانون الأول 2009



#جاكلين_سلام (هاشتاغ)       Jacqueline_Salam#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- صدر حديثا -رياض الترك، مانديلا سورية-
- جذور، للادب العربي المهجري المعاصر
- حريات بنصف كعب
- هل يحمل الخطاب القصصي النسوي دلالة تفضيلية عن ادب الرجال؟
- ضعي يدكِ على فمكِ عندما تتكلمين!
- المحبرة أنثى والكلام ناقص
- سفر ايوب – خربشات على حافة الحياة
- ايا ايوب , صديقي


المزيد.....




- بعد أكثر من ربع قرن من الصمت... إدانة مسؤول سابق بجريمة اغتص ...
- مسؤول أممي يحذر من -وباء عنف جنسي- ضد النساء في السودان
- آخر تعديلات سن التقاعد للنساء في الجزائر 2024 وموعد صب معاشا ...
- سجل NOW.. كيفية التسجيل في منحة المرأة الماكثة في البيت بجمي ...
- العدوى الجن-سية مش وصمة
- معجزة علمية: أمومة متأخرة.. امرأة ستينية تضع مولودها الأول ف ...
- الهند: بعد جريمة اغتصاب وقتل طبيبة.. النساء في مواجهة يومية ...
- خارجية السودان: -الجنجويد- ترتكب انتهاكات جسيمة ضد النساء وا ...
- تحذير أممي من عنف جنسي -وبائي- ضد النساء في السودان
- قتل واختطاف واغتصاب.. أمنستي: ميليشيا الكاني ارتكبت جرائم ضد ...


المزيد.....

- جدلية الحياة والشهادة في شعر سعيدة المنبهي / الصديق كبوري
- إشكاليّة -الضّرب- بين العقل والنّقل / إيمان كاسي موسى
- العبودية الجديدة للنساء الايزيديات / خالد الخالدي
- العبودية الجديدة للنساء الايزيديات / خالد الخالدي
- الناجيات باجنحة منكسرة / خالد تعلو القائدي
- بارين أيقونة الزيتونBarîn gerdena zeytûnê / ريبر هبون، ومجموعة شاعرات وشعراء
- كلام الناس، وكلام الواقع... أية علاقة؟.. بقلم محمد الحنفي / محمد الحنفي
- ظاهرة التحرش..انتكاك لجسد مصر / فتحى سيد فرج
- المرأة والمتغيرات العصرية الجديدة في منطقتنا العربية ؟ / مريم نجمه
- مناظرة أبي سعد السيرافي النحوي ومتّى بن يونس المنطقي ببغداد ... / محمد الإحسايني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ملف فكري وسياسي واجتماعي لمناهضة العنف ضد المرأة - جاكلين سلام - حليمة امرأة لها ثديان وتلبس السوتيان