صبري يوسف
الحوار المتمدن-العدد: 873 - 2004 / 6 / 23 - 05:50
المحور:
الادب والفن
الجزء الرابع
[نصّ مفتوح]
..... .... ..... ..... ....
عقمٌ متناثرُ فوقَ غلاصمِ العمرِ
ينحرُ الإنسانُ أخيهِ الإنسان
كأنّه من فصيلةِ الخناجرِ
منبعثٌ من أحشاءِ الجمرِ
شرورٌ من لونِ سمومِ الإفاعي
ملايين السنين والدماء تزدادُ إندلاقاً
فوقَ بتلاتِ الأقاحي
حروبٌ تنمو في وهجِ الحياةِ
في خلاخيلِ الليلِ
قحطٌ مستشري فوقَ شهقةِ القلبِ
تغلغلَ اليباسُ فوقَ ضفافِ الروحِ
فرّتِ البلابلُ بعيداً
عن مخالبِ القرودِ
بشرٌ أدهى من ثعالبِ الوديانِ
أغبى من أغبى القرودِ
ماتَت أغصان الأماني
قبلَ أن تحلَّ على رحاب الطفولة
بسمةَ العيدِ!
حلمٌ مستقطرٌ
من إندلاقاتِ بقايا الحنظلِ
شظايا مبرقعة بالغبارِ
تتهاطلُ فوقَ نداوةِ القرنفلِ
الأرضُ تاجُ المحبّة
شهقةُ عاشقة مسترخية
بين أحضانِ السنابلِ
وداعةُ الحمائمِ في ليالي العيدِ
إخضرارُ المروجِ تبرعمَ
من شهقةِ الأرضِ
شهقةُ الأرضِ مكتنزة بماءِ الحياةِ
شهقةُ الإنسانِ مشنفرة بالنارِ
إندلقتِ الدماءُ في أعماقِ الأزقّة
تخثّرَ الحزنُ في مآقي الأطفالِ
ضبابٌ كثيفُ الرعونةِ
مسربلٌ بكآبةٍ هائجة
فوقَ برزخِ الروحِ!
تلالٌ من الآهاتِ ترامَت
فوقَ أوجاعِ الحنينِ
فوقَ رحابِ السنينِ
فرّتِ الفراشات بعيداً
عن رحيقِ الغُصينِ
مَنْ لوّثَ وجهَ الضحى
بتخشّباتِ الحوارِ السقيمِ ؟
...... ..... ..... ..... يُتْبَع
ستوكهولم: ربيع 2004
صبري يوسف
كاتب وشاعر سوري مقيم في ستوكهولم
[email protected]
لا يجوز ترجمة هذه النصّ إلى لغاتٍ أخرى إلا بإتّفاق خطّي مع الكاتب.
#صبري_يوسف (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟