أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ثائر الناشف - الديكتاتور 28 ( الوريث زعيماً )















المزيد.....


الديكتاتور 28 ( الوريث زعيماً )


ثائر الناشف
كاتب وروائي

(Thaer Alsalmou Alnashef)


الحوار المتمدن-العدد: 2875 - 2010 / 1 / 1 - 11:54
المحور: الادب والفن
    


المشهد الثامن والعشرون
(الوريث زعيماً)
( يرأس كاسر اجتماعاً عسكرياً بحضور عسال وسياف وعقاب وثلاثة جنرالات )
كاسر (يتصنع الحزن) : أيها السادة ، من دونكم لا تقوم لهذا البلد أي قائمة .
عسال : العياذ بالله إن وجودنا من بعد وجود سيادتكم .
كاسر (يستمر في التصنع ) : الزعيم .. لقد أوصاكم الزعيم ..
سياف ( مقاطعاً ) : أوصانا بك خيراً ونحن عند أداء هذه الأمانة .
كاسر : ليته كان بيننا الآن .
عسال ( مندهشا ) : ما الأمر ؟.
عقاب : إنني أرى علائم القلق والحزن ترتسم على وجه سيادتكم .
كاسر ( مطرقاً برأسه ) : لا بد من إخطاركم بالمصاب الجلل الذي أصابنا جميعاً .
عسال ( يتفصد عرقاً ) : لا تقل إن ..
كاسر ( مقاطعاً ) : لقد انتقل إلى دنيا الحق .
سياف ( مندهشاً ) : متى وكيف ؟.
كاسر : توفى عصر هذا اليوم أثناء نومه .
عقاب ( متضرعاً ) : رحمه الله واسكنه فسيح جناته .
سياف : فلنعلن الحداد العام على روحه الطاهرة .
الجنرالات الثلاثة (بصوت واحد ) : رحمه الله .
عسال ( يمسك بذراع كاسر مواسياً ) : كلنا سائرون على طريق الموت لا محالة ، لنا ولكم العزاء في أعظم زعيم عرفته البلاد .
سياف ( متملقاً ): إن رحيله خسارة لنا ولهذا البلد ولكل الشرفاء في الأرض .
عقاب ( يقف ) : فليسمح سيدي كاسر ، بإذاعة نبأ وفاة الزعيم على الملأ .
كاسر ( يشير بيده ) : حسناً .. حسناً .
عسال ( يقف معترضاً ) : مهلاً .. مهلاً ( يشير بيده إلى الحضور ) قبل أن نذيع مثل هذا النبأ العظيم ، هلَّ فكرنا بتداعياته المحتلمة علينا ؟ ليس من الداخل الممسوك ، بل من الخارج المتربص .
كاسر ( ضابطاً أعصابه ) : إذن ، وما العمل ؟.
عسال : علينا أن نتفق أولاً على مجمل الترتيبات التي ستلي إذاعة النبأ .
كاسر : أي ترتيبات ؟ .
عسال : ملامح المرحلة القادمة .
كاسر ( يقف ) : الأمور محددة مسبقاً بإرادة الزعيم الراحل ، وليس بإرادتنا ، أنسيتم ما أوصاكم به ؟.
سياف : كلا لم ننسَ وما زلنا على العهد .
كاسر : إذن ، ماذا تنتظرون ؟.
عسال : قد يكون من الممكن ، أن نعلن نبأ وفاة الزعيم ( يحدق بكاسر ) لكنه سيكون من المتعسر إقناع الشعب بين ليلة وضحاها أنك الزعيم الجديد .
كاسر : وما الذي ينبئك أن الشعب لا يحبني ؟.
عسال : المسألة ليست مسالة حب أو عدمه ، قد يتظاهر الشعب بحبه لك ، لكنه لن ينسَ اللحظة التي وجد نفسه فيها محكوماً بسلطانك من دون أن يقول رأيه ولو ظاهرياً .
كاسر (متأففاً ) : وما العمل ؟.
عسال : علينا أن نستفتي الشعب بك كزعيم واعد لمستقبل البلاد.
سياف : هذا هو المخرج المناسب .
عقاب : إذن ، اسمحوا لي بإذاعة النبأين معاً .
عسال ( يشير بيده لعقاب ) : حالاً ومن دون تأخير .
( يخرج عقاب )
كاسر ( مرتاباً ) : ولكن ماذا لو سار الشعب بعكس ما نتمناه ؟ .
عسال : لهذا يجب أن نتعامل معه منذ الآن ، بانفتاح أكبر .
سياف ( يومئ برأسه) : أجل ، وإلى ما لا نهاية .
عسال : كلا ليس إلى ما لا نهاية ، فمثل هذا الأمر يعود تقديره إلى صاحب الشأن
( يشير بيده إلى كاسر ) إلا إذا أردتم السير في سياسة مغايرة لسياسة الزعيم
الراحل .
كاسر ( بتحدٍ ) : بل سأبقى على خطه ونهجه ، وإذا ما فتحت يدي إلى الشعب هذا اليوم ، فلأني مضطراً لمرضاته وامتصاص غضبه .
سياف : سيدي الزعيم ، إن هذه الخطوة الذكية لا بد أن تتلوها خطوات أخرى أشد ذكاء وحنكة .
كاسر : وماهي ؟.
سياف : أن نطلق سراح المعتقلين السياسيين ، وندعهم يقولون ما يشاءون قوله بلا حسيب أو رقيب .
عسال : وأن نسمح للمنفيين السياسيين بالعودة إلى البلاد متى شاءوا .
كاسر ( يرفع يده ) : ليس كلهم ، وإنما بعضهم ، حتى لا يظن أحدهم أنه على صواب ، وأننا على باطل .
عسال : ولطالما كان الجيش في عهدة الزعيم الراحل ، فإنه باق على عهده لكم .
( يقف الجنرالات الثلاثة باستعداد )
الجنرال الأول : نحن تحت أوامر سيادتكم .
الجنرال الثاني : لن نألوا جهداً دون مواصلة مهامنا .
الجنرال الثالث : سيدي الزعيم ، باسمنا وباسم الجيش ، تقبلوا تعازينا وتهانينا لكم بالزعامة .
كاسر ( يشير بيده للجنرالات الثلاثة ) : إنكم درع البلاد وسيفها المسلول الذي تتحطم على نصله كل السيوف ، تفضلوا إلى أداء مهامكم دون تقصير .
( بينما يخرج الجنرالات الثلاثة ، يدخل عقاب حاملاً بيده برقية )
عقاب : سيدي .. سيدي ، وصلتنا هذه البرقية للتو ( يعطيه البرقية )
كاسر ( يدقق في البرقية ) : رعد .. ( يرميها أرضاً ) .
عسال ( باستغراب ) : ما الأمر ؟.
كاسر ( يحدق بعقاب ) : اخبره بأمرها .
عقاب : إن رعد يريد ..
سياف ( مقاطعاً ) : لا تقل إنه يريد العودة إلى هذا البلد الذي لفظه ورجاله .
عقاب ( مطرقاً ) : أجل ، هذه هي الحقيقة .
كاسر ( حانقاً ) : أيها الوزير عقاب ، أصغ جيداً لما سأقوله لك .
عقاب : تفضل سيدي .
كاسر : يجب أن نرد حالاً على مصدر هذه البرقية بنبأ عاجل ، نعلن فيه رفضنا القاطع لعودة رعد ورجاله ، وأنني لن أتهاون مع من تطأ قدمه حدود البلاد .
عقاب : أمرك سيدي ( يهم بالخروج ) .
عسال : مهلاً أيها الوزير ، أرى ومن بعد رأي الزعيم ، أن تذاع هذه البرقية على مسامع الشعب وبذات الوقت يذاع معها رد سيادتكم .
كاسر : وما الغاية من وراء هكذا خطوة ؟.
عسال : أظنكم تعرفون جيداً مدى الكراهية التي يكنها الشعب لرعد ورجاله ، فإذا ما علِموا برد سيادتكم القاطع لبرقية رعد ، فإننا نكون قد ربحنا ود الشعب في هذا الوقت العصيب ، الذي نحتاج فيه إلى تسكين الشارع وإيهامه بأننا معه .
كاسر ( يشير إلى عقاب ) : أيها الوزير نفذ ما سمعت .
عقاب ( مطأطئاً ) : أمرك سيدي ( يخرج مسرعاً ) .
كاسر ( يمشي ذهاباً وإياباً بين سياف وعسال ) : هكذا إذن ، يريد العودة بأي ثمن
(بتحدٍ) الآن عرفت الصديق من العدو .
سياف ( يعضد ذراع كاسر ) : لا تقلق من هكذا برقية مردودة على صاحبها
المفلس .
عسال : سيدي الزعيم ، هيا بنا إلى القصر ، سأوعز للجيش أن يعد لوالدكم الراحل مراسم تشييع مهيبة ، وبذات الوقت نعد لمراسم تنصيبك .
كاسر ( بفرح غامر ) : هيا بنا ( يخرجون ) .
* * *






#ثائر_الناشف (هاشتاغ)       Thaer_Alsalmou_Alnashef#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فساد الإسلام أم فساد السلطة ؟
- نادين البدير : وجاهلية البداوة
- الديكتاتور 27 ( اغتيال الزعيم )
- الديكتاتور 26 ( السم )
- ساعات عصيبة في لبنان
- الديكتاتور 25 (انتقام الزعيم)
- قوننة الإسلام عن الهوى
- الديكتاتور 24 (الغرور)
- إصلاح العقل في الإسلام
- الديكتاتور 23 (مغامرات الوريث)
- هل الإرهاب ديدن الإسلام ؟
- الديكتاتور 22 ( مومس الوريث )
- الإصلاح وإشكالية الإسلام
- الديكتاتور 21 ( التوريث )
- الحوار المتمدن .. ورحلة البحث عن الحوار
- الديكتاتور 20 ( النجل )
- الإسلام والغرب : الترهيب المتبادل
- الديكتاتور 19 ( الإعدام )
- الديكتاتور 18 ( النفي )
- الديكتاتور 17 ( فرمانات)


المزيد.....




- -الهوية الوطنية الإماراتية: بين ثوابت الماضي ومعايير الحاضر- ...
- بعد سقوط الأسد.. نقابة الفنانين السوريين تعيد -الزملاء المفص ...
- عــرض مسلسل البراعم الحمراء الحلقة 31 مترجمة قصة عشق
- بالتزامن مع اختيار بغداد عاصمة للسياحة العربية.. العراق يقرر ...
- كيف غيّر التيك توك شكل السينما في العالم؟ ريتا تجيب
- المتحف الوطني بسلطنة عمان يستضيف فعاليات ثقافية لنشر اللغة ا ...
- الكاتب والشاعر عيسى الشيخ حسن.. الرواية لعبة انتقال ولهذا جا ...
- “تعالوا شوفوا سوسو أم المشاكل” استقبل الآن تردد قناة كراميش ...
- بإشارة قوية الأفلام الأجنبية والهندية الآن على تردد قناة برو ...
- سوريا.. فنانون ومنتجون يدعون إلى وقف العمل بقوانين نقابة الف ...


المزيد.....

- تجربة الميج 21 الأولي لفاطمة ياسين / محمد دوير
- مذكرات -آل پاتشينو- عن -العرّاب- / جلال نعيم
- التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ / عبد الكريم برشيد
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ثائر الناشف - الديكتاتور 28 ( الوريث زعيماً )