لتركع اصنام الذكور خاشعة امام نادين البدير

ياقو بلو

الحوار المتمدن-العدد: 2875 - 2010 / 1 / 1 - 00:52
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    

ملاحظة مهمة جدا:من يختلف معي فيما سوف اورده،ليس له الحق في سبي وشتمي،لان خلافه ليس معي،انما مع ما ورد في المراجع التي اعتمدتها،وانا على اتم الاستعداد للاجابة عن كل رأي شخصي اورده،لذا لا اراني ملزما ان اقدم اعتذاري لمن قد يخدش موضوعي مشاعرهم.

اتابع منذ امد طوبل نسبيا ما تكتبه الكاتبة السعودية الجريئة الى حد الاحترام جدا،السيدة نادين البدير،ويبدو ان السيدة البدير قررت ان تتحدى نصل سيف ورثة امبراطورية الذكورة علنا،وتكشف ما كانت تحاول ان تستره بين الكلمات،لتقوله بصراحة وعلنا على رؤوس الاشهاد،وحسنا فعلت،فالترقيع ما عاد ينفع في ستر عوررات الثوب الرث البالي.

تعرضت السيدة البدير بسبب مقالها:انا وازواجي الاربعة،المنشور على عشرات المواقع،الى حملة شرسة من القدح والذم والتكفير،قادها ممثلو الله ورسوله على الارض،ولا يدهشني ان تكون قد صدرت عشرات الفتاوى من امراء الظلام تطالب بهدر دمها(المقال على الرابط التالي: http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=196745)

لست بصدد الدفاع عن السيدة نادين البدير،فقد تكفلت هي بهذه المهمة بمهارة ورشاقة فائقة جدا(الرد على الرابط التالي: http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=196948)

انما سوف اختصر موضوعتي في الرد على اولئك الذين ما زالوا يصرون على ان الغاية الاولى والاخيرة من الزواج في الاسلام هي الانجاب فقط وليس غير الانجاب،ويتخذ من محمد القدوة الحسنة،ولا يلعب فيها الدافع الجنسي سوى دورا ثانويا جدا،واحاول ان اثبت بطلان دعواهم هذه من ادق المصادر الاسلامية،اي القرآن والسيرة والنبوية حصرا،كما سوف اتناول فقط شخصية نبي الاسلام محمد دون غيره من الصحابة الاجلاء كنموذج لتطبيق شرائع الاسلام الحقيقية فيما يخص هذه المسألة المثيرة للجدل،لنتحقق فيما اذا كانت الحالة هي فعلا كما يزعمون،ام ان الدافع الجنسي كان له الدور الفاعل الاهم والاكبر في تشريع تعدد الزوجات؟

كما هو معروف وشائع بين كل المؤمنين بالاديان التي تسمى سماوية:ان الله خلق امرأة واحدة فقط للرجل الواحد،وقصة ادم وحواء وتفاحتهم التي كانت سبب بؤسنا ومعاناتنا على الارض،اشهر من اية قصة اخرى بين الناس منذ قرون طويلة،ولوتتبعنا التوراة،سنجد ان الشخصية الابرز دينيا بعد ادم هي ابراهيم رغم ان الكثير من الامم والشعوب تسمت وما زالت على اسماء اولاد نوح،وهذا كان زوجا لامرأة واحدة هي سارة،ولم يقترن بقطورة زوجته الثانية الا بعد موت سارة،الا ان العرف يومذاك كما يبدو،كان يبيح للرجل ان يدخل على وصيفة زوجته من اجل الخلفة،وهذا ما حصل لهاجر وصيفة سارة،فأنجبت اسماعيلا لابراهيم،الا ان هذا التقليد نجده ينكسر في الجيل الثاني لابراهيم ليصير تعدد الزوجات هو العرف المعمول به في المجتمع الاسرائيلي حتى مجيء المسيحية التي حرمت تعدد الزوجات تحريما قطعيا،ولم تبح الطلاق الا في علة الزنى(كانت الكنيسة الكاثوليكية الى عهد قريب لا تبيح الطلاق حتى في هذا)ويوم جاء الاسلام،وجدنا ان محمدا متمسك بمبدأ الزوجة الواحدة حتى موت خديجة وكذلك علي ابن ابي طالب لم يتزوج على فاطمة(هناك الكثير من الاخبار التي تقول ان محمدا منع ابن عمه علي من الزواج على فاطمة)وما ان ماتت خديجة،حتى أنطلق محمد يتزوج الواحدة تلو الاخرى بشكل ملفت للنظر،لا بل اننا نجد ان اله محمد يتدخل شخصيا بالعديد من زيجاته،ولو رجعنا الى اسباب زواجاته بكل زوجاته،سوف لن نجد سببا واحدا يؤيد نظرية تعدد الزوجات كانت غايتها الخلفة والانجاب،وما يدعي دعاة الدفاع عن المحمدية والاسلام واكرام المرأة،هو ادعاء باطل ليس هناك واقعا عمليا يسنده،على العكس تماما،كان الدافع الجنسي هو السبب الاقوى والاوضح-ربما الوحيد- بين كل الاسباب،ربما بأستثناء ام حبيبة التي تزوجها نكاية بزوجها عبد الله ابن جحش الذي ترك الاسلام وتحول الى المسيحية(في الحبشة) وابيها ابو سفيان الذي كان يعادي محمدا يوم ذاك ولا يؤمن بالاسلام،فاليهوديات الجميلات ريحانة وجويرية وصفية قصصهن معروفة،وقصة زينب بنت جحش اشهر من ان اناقشها هنا(زوجها محمد لزيد ابن حارثة بأمر الله،ومالت نفسه اليها بأمر الله،وطلقها من زيد بأمر الله وتزوجها هو بأمر الله)ام سلمة التي كان يضرب المثل بجمال سيقانها،كان قد خطبها ابو بكر الصديق وعمر ابن الخطاب،الا انها ابت الا ان تتزوج بالقيصر،عائشة اقرب نساء محمد الى قلبه والوحيدة التي تشرف جبريل بالتعرف عليها شخصيا،تزوجها في السابعة ودخل عليها في التاسعة بحسب افضل المصادر الاسلامية،ولكن بين السابعة والتاسعة،تشير كتب السيرة وادق المراجع الاسلامية غير الخاضعة الى ادنى تأثير صهيوني اوصليبي،الى ان محمدا كان يفاخذها(اي يدلك عضوه الذكري بين فخذيها)لانها كانت لا تطيق الوطأ لصغر سنها،ولا اظن ان هذه طريقة تليق بمن تكون غايته من الزواج الخلفة،ثم كان هناك حفصة الصوامة القوامة التي ضبطت محمدا يمارس الجنس مع ماريا القبطية على فراشها وفي يومها كما تقول كتب السيرة التي يتباهى برواياتها من شتموا نادين البدير،فأضطر محمد ان يقسم لها بأنه لن يقرب ماريا بعد اليوم لو حفظت سره،الا ان الله تدخل في الموضوع واحل لمحمد ما خشى ان يذاع سره،بعد ان كانت حفصة قد نقلت اخبار الحادثة الى الطفلة المدللة الى حد الدلع عائشة،وكان هناك سودة بنت زمعة التي عزم محمد على طلاقها لكبر سنها لولا انها تبرعت بليلتها لعائشة طمعا في ان تحشر يوم القيامة مع زوجات النبي،كانت سودة الزوجة المسنة الوحيدة بين زوجات محمد(كان قد تزوجها بعد موت خديجة مباشرة،اي انها اول زوجة في العهد الاسلامي)فأضطرت المسكينة ان تتفادى الطلاق بالتنازل عن حقها لعائشة كونها كانت تعرف مكانة عائشة دون غيرها من النساء عند محمد،اكتفي بهذا القدر من ذكر زوجات محمد،ولكن،ترى هل كان الغرض من طلاق سودة عجزها عن الانجاب فأراد محمد ان يأتى بواحدة غيرها تنجب له؟ام كانت قد فقدت القدرة على اشباع رغباته الجنسية بالطريقة التي تصفها لنا ام المؤمنين عائشة في الكثير من الاحاديث؟

بعد موت خديجة التي كان لها شرف اصدار صك نبوة محمد الاول في حادثة التحقق من مصداقية مصدر الصوت الذي كان يسمعه قبل اعلان نبوته،كل نساء محمد صغيرات السن،فها هي ام سلمة وها هي الاخرى ام حبيبة،كن في مقتبل العمر يوم دخل بهن،وقد سبق لهن ان انجبن من ازواجهن السابقين،وغيرهن كثيرات،مما يثبت لنا،او على الاقل يجعلنا نشك في قدرة محمد على الانجاب،وما تحريم الزواج على زوجاته بعد موته سوى وسيلة لبقاء اسرار بيت النبوة مستورة،والا ما ذنب عائشة بنت الثامنة عشرة ربيعا لكي تحرم من ممارسة حقوقها مجبرة مثلا؟كما انه حتى في قضية ماريا القبطية هناك الكثير الكثير من القيل والقال الذي يؤيد وجهة نظر عائشة وليس غيرتها كما شيعوا يوم قالت لمحمد عن الصبي الذي انجبته ماريا:لا ارى فيه شبها منك،وقضية بناته الثلاثة قبل فاطمة،عليها خلاف جوهري بين الشيعة والسنة،اذن القضية كانت متعة جنسية بحته،والا ما سبب عزم محمد على طلاق سودة بنت زمعة المسنة دون كل نسائه يا ترى؟(انا اعرف ان هناك نصا قرآنيا يهدد كل نسائه بالطلاق)

تعالوا نفحص القرآن،لنعرف ماذا يقول في تعدد الزوجات والغاية منه،فأنا لست بحاجة الى الاتيان بالكثير من النصوص التي تؤكد على ان الرجال يأتون النساء في الجنة دون حساب،ولا ننسى،ان نساء الجنة لا تحيض فهن مطهرات،اي ليس هناك حمل ولا ولادة،انما الامر يتوقف عند المتعة الجنسية فقط وليس غير المتعة الجنسية،والحال يستوي على الارض ايضا،فألاحاديث المنقولة عن محمد فيما يخص المتعة الجنسية اكثر من ان تعد،يكفينا انه قال:احب الاشياء الى نفسي النساء والطيب.ولكن كل هذا دعونا منه،وسوف لن اتطرق الى كيفية اباحة المتعة،انما سوف اتناول بعض النصوص القصيرة من القرآن لكي اثبت ان ليس هناك ما يثبت دعوى وكلاء الله ورسوله:
1- نساؤكم حرث لكم،فآتوا حرثكم آنى شئتم....(البقرة/223).لا اريد هنا ان اتطرق الى مسألة القبل والدبر التي انشغل بها الخلف الصالح،انما احصر الموضوع زمنيا،فرغم كل التبريرات الساذجة التي يأتيها مفسرو الفضائيات،فأن النص يشبه المرأة بالبستان او المزرعة التي يأتيها مالكها ساعة يشاء هو بغض النظر عن مشاعرها هي،اي ان الغاية متعة جنسية محضة بحسب مزاج الرجل حصرا لا غير.
2- الرجال قوامون على النساء...والئي تخافون نشوزهن فعظوهن واهجروهن في المضاجع واضربوهن...(النساء/34)وجدت في تفسير هذا النص العجب العجاب من تضارب الاراء،ولكن الذي يهمني في هذا الجانب هو التعبير:واهجروهن في المضاجع.اي المعني هنا هو فقط:حرمان النساء من الاتصال الجنسي بالضبط،وهذا يعني،ان الرغبة الجنسية عند المرأة هي الاخرى تشكل جانبا مهما في حياتها،والا ما معنى ان يفرض الله حرمانها من تحقيق هذه الرغبة كعقوبة لها في حالة نشوزها؟وهذا يؤكد على ان العلاقة الجنسية في نظر الله تعد من الامور التي تتجاوز اهميتها اهمية الخلفة والانجاب كما هو واضح،وحرمان المرأة من هذه المتعة يعد من العقوبات التي تساوي الضرب،فهو يكمل قوله:واضربوهن،ولو كان الجنس يشكل هذه الاهمية في حياة المرأة،فما مبرر حرمان الله لها من ممارسته على الطريقة التي اباحها للرجال؟اذن هو اله غير عادل ومنحاز الى الرجال.
3- وان خفتم الا تقسطوا في اليتامى فأنكحوا ما طاب لكم من النساء....فأن خفتم الا تعدلوا فواحدة او ما ملكت ايمانكم...(النساء 3)كل الحديث الذي قيل في تفسير هذا النص لا يهمني،فكل المفسرين يحرفون المعنى الصحيح للفظة"طاب"المعني بها المتعة الجنسية صراحة،فهو يبيح عوض العدل الذي يحرم المسلم المتعة مع نساء عديدات،التمتع بملك الايمان،اي الجواري والاماء،اذن اين الغاية من الخلفة ايها الافاضل؟

هل احدثكم عن زواج المتعة الذي اباحه محمد الذي لا ينطق عن هوى لاولئك الذين كان يفترض انهم في مهمة الجهاد في سبيل الله ولكنهم لم يطيقوا صبرا امام الحاح غريزتهم الجنسية؟ما الذي قالته نادين البدير واثار حفيظتكم الى الحد الذي افقد البعض ممن يضعون امام اسمائهم الحروف:أ.د (مختصر اللقب العلمي:الاستاذ الدكتور)توازنهم وجاءت تعليقاتهم على المقالة كما هذيان حمى الصيف؟اهي الخشية من تجرأ استخدام المرأة المسلمة لقدراتها العقلية المصادرة من قرون؟ام هي الرهبة من تقليب كل الاوراق وكشف كل العورات التي غلفت بالقداسة باطلا؟كيف تفسرون زواج واحد مثل يوسف القرضاوي بالصبية الجزائرية التي بالكاد يقارن عمرها بعمر احفاده ان لم تكن اصغر،هل كانت غاية حجة الاسلام ومشرعه القرضاوي هذا هي فعلا الخلفة،ام مجرد اشباع الغريزة الجنسية التي يوليها المسلم،الاهمية القصوى في حياته اسوة بالسلف الصالح الذي حدثه عن بنات بني الاصفر؟

تحية حب واحترام لنادين البدير(اطمئني سيدتي،فـأنا سوف لن اقف في الطابور وانتظر دوري لاكون بين ازواجك الاربعة،لانه لا يحلو لي ان اتدفأ سوى بين احضان التي اخترتها بالحب)وتحية للمرأة المسلمة التي تناضل من قرون طويلة من اجل ان تتحرر من اغلال الالهة الذكور والملائكة الذكور والانبياء والاولياء الذكور.

#ياقو_بلو (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات