خلدون جاويد
الحوار المتمدن-العدد: 2875 - 2010 / 1 / 1 - 00:54
المحور:
الارهاب, الحرب والسلام
اذا خلت نصف البيوت تقريبا ، من ساكنيها الكرام ، وذلك في ليلة كريسميس عيد الميلاد او رأس السنة فان القدرة الحركية للسراق خلال هذين اليومين معلومة ومرسومة ، فكل التبليغات الواردة الى مركز الشرطة معروفة مسبقا مع زيادة طفيفة او نقصان وحصرا في المنطقة س او ص او سواها . اي ان فولتية الحراك مقدرة احصائيا ولذا فان شركات التأمين تتنبأ مسبقا ايضا بعدد البيوت التي ستسرق فمثلا هناك 475 بيتا ستقتحم في ليلة عيد الميلاد وربما يكون الرقم اقل من ذلك في عيد رأس السنة . انهم يعرفون ضمنا كما يعرف صاحب احواض السمك بعدد الاسماك والنشاط الحركي لها في هذه الساعة او تلك من الليل او النهار ، كل شيء خاضع للعلم ! وقياسا على جهادية وناشطيـّة السراق هذا العام فان تقدير عدد السرقات كانت او ستكون 120 سرقة خلال 24 ساعة . وياللروعة فان المبلغ التقديري للمسروقات في عيد الميلاد لوحده هو 250 الف دولار ورأس السنة على ذات النحو التقريبي ، وبما ان الدور والممتلكات مؤمن عليها فان مبلغ سرقة التلفزيون والراديو والكومبيوتر والتلفون وما خف حمله تعود لساكن الدار و بعد ان يتلفن الى الشرطة . واذا لم يكن هناك عنف في ذات المكان فليس لزاما على الشرطة ان تأتي فورا وخاصة عند فرار اللص، وهذا الامر ربما سيحدث اعتبارا من بداية السنة القادمة اي ان الشرطة ستقوم بتحديد موعد للقدوم والكشف عن المكان واجراء اللآزم .
ان السعادة هنا مشتركة اذ مثلما يسعد الدانماركي بلياليه الساحرة فاللصوص هنا ايضا ظرفاء وسعداء !!! .
اذن يستطيع الدانماركي زيارة اهله او اصدقائه وفي ظنه انه ربما سيسرق ! لكنه مع كأس نبيذ او " ربعية حليب اسباع " قد استفرغ عبقها الباخوسي في اعماقه الضاجة بالمتعة يكون قد حلق في اجواء فرح كريسمس وصعـّادات ضوء عيد رأس السنة وشركة التأمين تدفع والحسّابة بتحسب ! .
*******
الدانمارك
30/12/2009
#خلدون_جاويد (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟