أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - قيس مجيد المولى - ذبابة غيرت المكان ماالذي تغيره النوارس














المزيد.....

ذبابة غيرت المكان ماالذي تغيره النوارس


قيس مجيد المولى

الحوار المتمدن-العدد: 2874 - 2009 / 12 / 31 - 22:52
المحور: الادب والفن
    



ظل الضباب عالقا على واجهة الزجاجة الأمامية وكلما حاولت رزمه بالماسحة بعد لحظات يعود ويشكل سُمكا جديدا على الواجهة يحول دون رؤيتي لأي شئ ، إعتقدت بأنه سيتكاثف ويكون سميكا للدرجة التي تحول دون رؤيا أئ شئ ومن أي مسافة وبالكاد لمحت العلامة الصفراء التي أشارت إلى مدخل الميناء فأتخذت يميني ولم أتوقف عند أول رصيف للميناء بل تقدمت بعض الشئ صوب الجهة المائية القريبة التي ما أن ترجلت شممت من خلالها روائح الماء المعجون بالأسماك ،،
ولاشك بدأت الإستلهامات تتوافد رغم ضيق البؤبؤ وضيق عدسة الضباب وفكرت هذه المرة أن لامزاوجة مع الطبيعة بأي فلسفة قد تفدعلي في ذلك الصباح الرطب والمتحول غير أن أكتفي بمشاهد المكان وعلاماته وموحياته التي تقود إلى أفكار أخرى قد تأتي بصور ليست على البال ،لكني ركزت وقلت المهم المكانَ
لكني سرعان ماتذكرت العديد من الأمكنة ولو سردتها الأن لمر ألف ضباب وضباب ولاتنتهي ،،
عدت وقلت المهم سأرصد ماعلى جوانبي فأمامي ثلاث عَبارات خشبية كبيرة ليست للإستخدام وضعت بشكل مغر ومتساوِ وشكلت جناحا شرقيا للبحر وعند قربي القريب صيادون يصلحون شباك الصيد وكلما أنقل خطوي إلى مسافة يظهر لي شئ جديد
في أواخر مسرى الأشخاص صياد وحيد يصطاد بالمفرد وإلى مقربة منه زوارق بماكنات كبيرة لصقت عليها أسماءها وأرقامها وعلى المقربة مضخة وقود وعبارات كثيرة في البارك المائي ومجاميع أخرى بدأت تتنقل في ذلك المكان
من يتحسس مركبا ومن يجلس على( مسناية) ومن يتنفس بقوة قطعا هولاء رموني بأحضان فلسفة سريعة ورحت أتفلسف والضباب وأقول أشياء لاأدري من أين تأتي وماهيَ
وأستشعرت بالنزعة الروحية وبرعاية كل الموجودات على الأرض لبني البشر ولم أحس بوهم فارغ إنما بوهم خرافي وأنتعشت ،،:
ليت البواخر تدب في عروقي
ليت عظامي
تصفر لها
وليت جسدي
يبق لي هيكلي
ويرحل
وحين إقتربت من أخرين جالسين في مراكبهم ويدلكون بسواعدهم سيقانهم وجباههم وأجسادهم كأنهم يؤدون تمارين لليوغا ويمنحنون أنفسهم لحظات كي يغنوا خلال ذلك قلت (بكيفي سأفسر)قلت يقولون :
يقولون :
أيها البحر
ياأب الأرزاق
سينقشع الضباب
نأتيك
فأحفظ رزقنا لنا
وأبق أسماكك في أماكنها ،،
ناديت بائع الشاي ، قال لي (أحمر - كرك ) قلت : كرك
إقتربت من صياد أخر يصلح شباكه على الأرض
- (خلاص خراب )
مالذي تصطاد وأين المكان التي تضع ماتصطاد به
أصطاد(الروبيان- جنات –صافي –نيسر –جش - )
وحين لامست ذبابة أنفه غير المكان وعندما غير المكان تغير حديثة ونقلني إلى أماكن غير معتادة حين أتصورها أصل لنتيجة ما ولكن ليست هي المطلوبة ، تمنيت أن تأتي ذبابة أخرى وتلامس أنفي ،
جاء البائع لي بالكرك (شاي حليب )
وجاءت الريح بالنوارس وشكلت خيطاً ملتوياً يهبط ويرتفع ويلامس روؤس الصيادين وقلت ذبابة غيرت المكان مالذي سوف تفعله هذه النوارس وفعلا رفعوا بعد ذلك روؤسهم لا لرؤية النوارس بل للطلب من السماء كلا بمايشتهي لانهم يعتقدونها مأوى لأحلامهم وأمنياتهم التي يعلمون لن تتحقق ،
وهنا دقت الفلسفة دقت في أماكني الخاصة بل تفلسفت بخوفي وهذا الشئ الذي لاأقبله منها لأني أحبه كونه لن يكون عاقلا أبدا ،
حين رفعوا أكفهم إختلط الماء والضباب والسماء
رشفت رشفة بطيئة مما بيدي فتهيئا لي أن جزءا من ذلك الضباب قد إنقشع وحين رشفت الثانية بدأت أخرى نهايات الطرق المائية والزوارق التي دخلت مجالها البحري بل وما تخلفه من أمواج
إقتربت من الأحجار المرصوفة التي تلامس نهايات المياه ودلفت بقدمي أغتسل أغتسلت وقلت وقلت هذا إغتسالي من جنابتي الفلسفية بعد أن كبر المكان أمامي وأتسع حين فصل الجزء البحري مابيني وبين المسجد الكبير ،
إستغفرت لذنوبي القادمة وشكرت اللة على نعمة المكان أي مكان
ولم أشعر على صدري ذلك الثقّل أو ذلك الإستشعار المنقول عن إستشعارات أخرى لأن كل الأشياء التي كانت محط رؤيتي
تنتمي إلى حقائق أزلية تقول للإنسان خذ مني ماتريد
من بينها أن يكون مطلبنا الليلة ليلة العام الجديد شئ ما من الأنباء السارة لانريد أن نتذوقها فقط نقراءها قد تنسينا مرارة الأعوام المنصرمة



#قيس_مجيد_المولى (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الغرض النافع في تهيئة الفضاء الشعري
- مقدمة لفهم الشعر
- أيتها المائية التي أتت من النافورات
- دائماً فلسفتكم (ياروحي )
- إنجاز النص قبل البدء به ...
- شفاء يامنظم المصابيح
- سعدي يوسف ... متطلبات المكوث أمام (الوحيد يستيقظ )
- أليوت ... ومعالجات بالعبث للعبث والفوضى
- فرحة العيد .. لافتة للمحبة والتأخي
- المهم كمقدمة
- تريثوا لم تنته القصص
- لكل شوط رُقى
- إكمال نواقص
- إحتفظ بما هو أقل عمومية
- داهمتني الأفكار وأخذتني بعيداً
- أطيب المهملات
- كَثُرت الاسئلةُ... قَلَ التوضيح
- لن أسلم أمري للنسيان بسهولة ..
- فيثاغورس.. من الصعوبة معرفة ماتوحي به قسماته
- لن يتلاشى وجودهم .. سيصبحوا ظواهر


المزيد.....




- الكوفية: حكاية قماش نسجت الهوية الفلسطينية منذ الثورة الكبرى ...
- رحيل الكوميدي المصري عادل الفار بعد صراع مع المرض
- -ثقوب-.. الفكرة وحدها لا تكفي لصنع فيلم سينمائي
- -قصتنا من دون تشفير-.. رحلة رونالدو في فيلم وثائقي
- مصر.. وفاة الفنان عادل الفار والكشف عن لحظات حياته الأخيرة
- فيلم -سلمى- يوجه تحية للراحل عبداللطيف عبدالحميد من القاهرة ...
- جيل -زد- والأدب.. كاتب مغربي يتحدث عن تجربته في تيك توك وفيس ...
- أدبه ما زال حاضرا.. 51 عاما على رحيل تيسير السبول
- طالبان تحظر هذه الأعمال الأدبية..وتلاحق صور الكائنات الحية
- ظاهرة الدروس الخصوصية.. ترسيخ للفوارق الاجتماعية والثقافية ف ...


المزيد.....

- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري
- ببليوغرافيا الكاتب السيد الحافظ وأهم أعماله في المسرح والرو ... / السيد حافظ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - قيس مجيد المولى - ذبابة غيرت المكان ماالذي تغيره النوارس