أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - سما حسن - في بيتي ديك” من يوميات امرأة محاصرة في غزة”














المزيد.....

في بيتي ديك” من يوميات امرأة محاصرة في غزة”


سما حسن

الحوار المتمدن-العدد: 2874 - 2009 / 12 / 31 - 15:29
المحور: القضية الفلسطينية
    


في بيتي ديك” من يوميات امرأة محاصرة في غزة”

كتبهاسما حسن ، في 31 كانون الأول 2009 الساعة: 07:16 ص

أمس كان التيار الكهربي مقطوعا كالعادة في غزة، وقررت أن أهدر الوقت في غسل الأطباق المتراكمة والتي تعمدت أن تتراكم طول النهار في المطبخ استعدادا لموعد انقطاع الكهرباء في ساعات المغرب، قررت أن تسير حياتي على هذا النحو في ظل أزمةالكهرباء اللعينة التي نعيشها في غزة،فأنا أستغل وقت توافر التيار الكهربي لممارسة أعمالي على الحاسوب، واستخدام كافةالأجهزة الكهربية كغسل الملابس وكيها ، وتنظيف البيت بالمكنسة الكهربائية، ولكن بمجرد أن تنقطع الكهرباء أبدأ في ممارسة العمل الممل التقليدي مثل غسل الأطباق وترتيب رفوف المطبخ،وقراءة جريدة قديمة فالصحف ممنوعة من دخول غزة بأمر اسرائيل وبامر حماس،وعلى ذلك فما لدي عبارة عن أعداد قديمة لمجلات عربية حفظتها، وأكتشف أني قد حفظت موادها، وبدأت في الآونةالأخيرة أستخدم " الراديو" المشحون بالبطاريات الجافة لسماع الأخبار، وأذكر أول مرة التقطته من رف بعيد عن متناول الصغار، وحين رأته ابنتي الصغيرة صاحت: مذياع……. مذياع، وذلك قد حدث في أيام الحرب، وهي من جيل الكمبيوتر والأتاري والدي في دي ، وغيرها.

كنت في المطبخ حين صاحت الصغيرة: ماما فيه ديك في بيتنا، كنت قد تركت باب الشقة مفتوحا طلبا لبعض الإضاءة فلم أتعجل تشغيل المولد الكهربي بصوته الهادر كما أنه يستهلك الكثير من الوقود، ولكن الإضاءة الخفيفة دخلت الشقة مع ديك كبير الحجم اقتحم أول غرفة وجدها امامه وهي غرفتي،وتصايح صغاري أمام هذا الكائن الأسطوري الذي يرونه على الطبيعة اول مرة ، وكان هذا الديك هو ديك جارتي العجوز الذي تجاوز السطح الفاصل بيننا وأصبح في غرفة نومي" بقدرة قادر"وتركت الأواني والأطباق في عمق الحوض ،وهرعت أركض بيدي المبللة بالصابون لأرى هذاالديك، ورأيته فعلا كان ينظر لنفسه في مرآتي وكأنه ينظر لمجنون، مفتوح العينين ، منكوش الريش، حاولت الامساك به ولكني كنت خائفة، تقافز وطارت حوله علبة زينتي الوحيدة والتي أستخدمها في المناسبات، وتهشمت في صوت مكتوم، كادت الدموع تطفر من عيني أسفا عليها، ولكن تلك كانت المقدمة لأن ريشه بدأ يتناثر فوق أغطيتي، ثم اوقع ساعة المنبه أرضا والتي أحتفظ بها فوق رأسي على " الكومدينو" ، وقفت أتنهد ماذا أفعل وصياح الصغار يتعالي، وهنا خطرت ببالي فكرة ، فأمسكت بأحد شراشف النوم وألقيته نحوه ، ثم أسرعت أحكم قبضتي فوقه وفوق الشرشف طبعا، وسلمته لابني ليقوم بتسليمه لجارتي والتي تحتفظ بطيورها رغم انتشار كل الامراض ،ولكنها لم تفكر في التخلص منها ، حتى في أيام الحرب كانت ترعاها ، وتأكل من لحمها، وحين أعطاها ابني الديك من فوق السطح المشترك بيننا وأخبرها بما حدث في بيتنا من خراب قالت له بطيبة: والله ياخالتي لأدبحه يوم الجمعة واعمل عليه مفتول وابعتلكم نص لحمه……..

في الواقع ان موجة غضبي قد خفت أمام هذا الوعد، فمنذ زمن لم نأكل لحما بلديا ، بل نتناول الدجاج الذي يتعاطى الهرمونات، وسرحت قليلا بمنظر الديك الممدد فوق صينية من المفتول ، وهمست لنفسي: بيعوض الله بعلبة الماكياج والساعة….

فيه شباب بتموت كل يوم،،،،،،،،،يعني بدي أزعل على ساعة وعلبة ماكياج، لكن ماذا لو لم تف جارتي بوعدها؟؟؟

أعتقد أن لدي سما للفئران والقاؤه من فوق السطح سيكون سهلا جدا



#سما_حسن (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- في بيتي ديك” من يوميات امرأة محاصرة في غزة”
- معك(من خواطر امرأة مهزومة)
- يقولون ولكن ماذا تقول أنت؟
- يوم الجمعة-من يوميات امرأة محاصرة-
- في حياتي....-من يوميات امرأة محاصرة
- ولع
- -الحبّ الأول- أجمل كذبة
- يا سيد اللحظات
- كتاب الأحلام
- أعرف
- بلهاء
- المحطة - قصة قصيرة
- مشروع لم يكتمل-قصة قصيرة
- قبل المدرسة بساعة” من يوميات امرأة محاصرة”
- هل أتصل بها؟(من مذكرات امرأة محاصرة)
- العودة للمدارس(من يوميات امرأة محاصرة)
- (أنا ونزار)من يوميات امرأة محاصرة
- دوائر جارتي الكاملة- قصة قصيرة


المزيد.....




- نيللي كريم تعيش هذه التجربة للمرة الأولى في الرياض
- -غير محترم-.. ترامب يهاجم هاريس لغيابها عن عشاء تقليدي للحزب ...
- أول تأكيد من مسؤول كبير في حماس على مقتل يحيى السنوار
- مصر.. النيابة تتدخل لوقف حفل زفاف وتكشف تفاصيل عن -العروس-
- من هي الضابطة آمنة في دبي؟ هذا ما يحمله مستقبل شرطة الإمارات ...
- حزب الله يعلن إطلاق صواريخ على الجليل.. والجيش الإسرائيلي: ا ...
- بعد مقتل السنوار.. وزير الدفاع الأمريكي يلفت لـ-فرصة استثنائ ...
- هرتصوغ ونتنياهو: بعد اغتيال السنوار فتحت نافذة فرص كبيرة
- الحوثي: الاعتداءات الأمريكية لن تثنينا
- -نحتاج لمواجهة الحكومة لإعادة الرهائن-


المزيد.....

- تلخيص مكثف لمخطط -“إسرائيل” في عام 2020- / غازي الصوراني
- (إعادة) تسمية المشهد المكاني: تشكيل الخارطة العبرية لإسرائيل ... / محمود الصباغ
- عن الحرب في الشرق الأوسط / الحزب الشيوعي اليوناني
- حول استراتيجية وتكتيكات النضال التحريري الفلسطيني / أحزاب اليسار و الشيوعية في اوروبا
- الشرق الأوسط الإسرائيلي: وجهة نظر صهيونية / محمود الصباغ
- إستراتيجيات التحرير: جدالاتٌ قديمة وحديثة في اليسار الفلسطين ... / رمسيس كيلاني
- اعمار قطاع غزة خطة وطنية وليست شرعنة للاحتلال / غازي الصوراني
- القضية الفلسطينية بين المسألة اليهودية والحركة الصهيونية ال ... / موقع 30 عشت
- معركة الذاكرة الفلسطينية: تحولات المكان وتأصيل الهويات بمحو ... / محمود الصباغ
- القضية الفلسطينية بين المسألة اليهودية والحركة الصهيونية ال ... / موقع 30 عشت


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - سما حسن - في بيتي ديك” من يوميات امرأة محاصرة في غزة”