أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - سامي الاخرس - فتح ما بين الاحتفال والاحتقان في ذكرى انطلاقتها














المزيد.....

فتح ما بين الاحتفال والاحتقان في ذكرى انطلاقتها


سامي الاخرس

الحوار المتمدن-العدد: 2874 - 2009 / 12 / 31 - 02:10
المحور: القضية الفلسطينية
    


لم تغيب الثورة منذ انطلاقتها عن بؤرة اهتمام المواطن الفلسطيني الذي يجد بها تعبيراً عن مضامين الثورة والانتماء، والتأكيد على أهدافه الوطنية، ورمزيته الحزبية، وهو ما دأبت عليه القوى والأحزاب الفلسطينية في الفترة الأخيرة في التحضير لإحياء ذكرى انطلاقتها لتضمن وجودها والتعبير عن نفسها وسط ضجيج الحالة الفلسطينية، وضوضاء قسمت الوطن لجناحين متصارعين.
قبل عدة أيام احتفلت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، وحركة المقاومة الإسلامية(حماس) بذكرى الانطلاق والتأسيس، واليوم تحتفي فتح كبرى الحركات الوطنية بذكرى تأسيسها وسط ضجيج من نوع خاص، يعلو سنة تلو سنة وسط حالة من الانقسام السياسي والجغرافي ، يفرض حظراً شاملاً على عناصر فتح ويمنعهم من التعبير عن مشاعرهم بالاحتفال بذكرى التأسيس في غزة المسيطر عليها من حركة حماس، وهو من باب المناكفة السياسية بين القطبين (فتح وحماس).
تأتي انطلاقة الثورة الفلسطينية (فتح) هذا العام في خضم حالة من الجدل الداخلي في حركة فتح التي لا زالت لم تستفيد كثيراً مما حدث في غزة قبل عامين، فلا زالت فتح تعيش في زمن بعيد عن الواقع السياسي والتنظيمي الذي أصبحت عليه الحالة الآن، حيث لا زالت فتح تضم في جنباتها كل أصوات الاسترزاق السياسي، حاملوا طبول الجعجعة والزفات الإعلامية للحصول على مكتسبات مادية وفخرية على حساب البذور الأصيلة المغروسة في تربة فتح التي نعرفها، فتح الأصالة التي رسخ مبادئها خليل الوزير ، وصلاح خلف، وياسر عرفات وجيش من الشهداء على رأسهم عروس فلسطين دلال المغربي، ورفيق السالمي، وزياد مصران......الخ من قافلة لا زالت تعمد الأرض بالدم والبارود.
خمسة وأربعون عاماً من تأسيس حركة فتح التي عاصرت وقادت الثورة الفلسطينية، سواء اتفقنا على ذلك أم اختلفنا فإنها حقيقة قائمة لا يمكن القفز عنها أو إنكارها أو تجاوزها، كما لا يمكن الإجحاف بحق هذه الحركة الكبرى في مسيرة النضال الوطني الفلسطيني، والتي تعتبر مكون هام وحيوي من مكونات التاريخ الفلسطيني الذي شهد انجازات وانتصارات، إضافة للإخفاقات والانتكاسات التي حدثت ولكنها لم تكسر الثورة، ولم تقض عليها أو تنال منها بل كانت دوماً تزيدها قوة وعنفواناً وتوجهاً واشتعالاً.
فاليوم فتح تحتفي بانطلاقتها وهي تتعرض لظروف غاية في التعقيد سواء على الصعيج السياسي الفلسطيني الذي شكلت نظامه العام وعموده الفقري الأساسي والركزي، أم على المستوى التنظيمي الذي يشهد حالة من التجديد على المستوى القيادي بعد انعقاد مؤتمر الحركة الأخير وإعادة انتخاب لجنتها المركزية ومجلسها الثوري، أم على المستوى الوطني الذي استطاعت أن تضع من خلاله مشروعها السياسي وتسير به من الثورة إلى السلطة التي جُسدت في غزة والضفة الغربية، وأضحى مهدد بالفشل والانزواء تحت ضغط الانقسام وممارسات الاحتلال، إضافة لعدة ظروف أخرى تحيط بحركة فتح.
خمسة وأربعون عاماً ولا زال التاريخ يدون أن حركة فتح لا زالت على رأس الهرم السياسي الفلسطيني، تخوض التجارب والمعارك تجربة تلو الأخرى، ومعركة تلو الأخرى، دون أن تنكسر أو تنزوي، رغم حالة الضعف التي ألمت بها عن السابق، وهو حالة طبيعية أمام التحديات التي واجهتها فتح ولا زالت تواجهها وخاصة على صعيد مكوناتها التنظيمية الداخلية التي ترهلت منذ بسط السلطة الوطنية، حبث بدأ ت الانتماءات الوظيفية تغلب على الانتماءات الحزبية، وأصبح ينظر لفتح كشركة استثمارية عامة يمكن من خلالها الاستثمار الوظيفي وتحقيق المصالح الخاصة لبعض المنافقين والموتورين بعظمة الذات والجاه، ويتنافسون في النفاق والدجل باسم فتح لإدراكهم أن انتمائهم لا يكلفهم أي تضحية كانت، بل هو انتماء في زمن جني الغنائم، فكيف أقارن بين من يدعي فتحاويته لأجل مكسب في منصب بأحدي الوزارات أو الجامعات ويبحث عن الفتح لاستثمار اسمها، وبين فتحاوية ضحت براتبها وبحريتها لتحلق بمؤتمر فتح في بيت لحم وتتحدى بأنوثتها كل الصعاب؟!
فاليوم فتح تحتفل بذكري تأسيسها وهي في وضع غاية بالصعوبة والخطورة، ولكنها قادرة على تخطي هذه المرحلة والنهوض بثوب جديد أكثر رونقاً عندما تعقد العزم على التصحيح الداخلي، وتتمسك ببذورها الأصلية التي عشقت فتح وضحت لأجلها، وعندما تغربل الولاءات والانتماءات بعيداً عن بطاقات التعريف في الروابط والجمعيات والجامعات والمنتديات، ففتح انطلقت من جدران المخيم، وشوارع المدن، وأزقة القرى، وجنبات الألم، ولم تكن فتح بيوماً شركة استثمارية الهدف منها منصب وزير أو عقيد أو مدير، أو عميد جامعة......الخ. من مرضى المناصب وربطات العنق المزركشة بالنفاق والخداع، ففتح بحاجة لأبن بار لا يلقي بندقيته ويولى الدبر، ويترك موقعه وينحرف لأقصي المسار.
ففتح الثورة الفلسطينية التي يجب الحفاظ عليها سواء مدحناها أم انتقدناها، لأنها جزء حيوي من النسيج الوطني النضالي، ولا بد الحفاظ على هذا الجزء الذي اختلفنا وسنختلف معه لكننا لن نحاربه ونقتله لأنه إن سقط يسقط مشروعنا الوطني.
فذكرى فتح الخامسة والأربعون ذكرى لكل فلسطيني ارتوى من ضرع الوطن حباً ..... وانتماءاً... وإخلاصاً..



#سامي_الاخرس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين حان الوقت لاستعادة ذاكرة التاري ...
- الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين وانطلاقتها
- كريمة الملك فاروق وشاليط وحب الوطن
- لا يا صحيفة الفجر الجزائرية ... أبناء غزة ليسوا فئران
- موقعة كروية عربية
- نفسي أحمل صورة ياسر عرفات
- استاذ بجامعة القدس المفتوحة - منطقة رفح- يبتز طلابه(الجزء ال ...
- عندما ينحرف الكاتب لأجل العشائرية يا صائب يخسر ضميره
- استاذ بجامعة القدس المفتوحة - منطقة رفح- يبتز طلابه
- العراق من الاحتلال إلى التصحر
- منظمة التحرير الفلسطينية وقائمة الانتخابات الموحدة
- من غزة لرام الله مشهد فلسطيني حي
- استنساخ الفساد واستحلاب ثور الطهارة
- شركة الطاقة الفلسطينية تحتاج وسام لكن مصنو من جلد الأحذية ال ...
- القدومي إفراز للسباحة في السياسية الفلسطينية الآنية
- رفيقي سعدات لأنك صامت لا يريدوك
- انفلونزا الخنازير لا تعدي العرب
- فلسطين بين فتح وحماس
- الوحدة أم الهدنة أيهما أهم؟
- لا تهدموا آخرقلاع الكيانية الفلسطينية منظمة التحرير الفلسطين ...


المزيد.....




- صحة غزة تعلن حصيلة جديدة لضحايا الحرب الإسرائيلية على القطاع ...
- الدفاع الروسية تعلن إسقاط 8 صواريخ باليستية أطلقتها القوات ا ...
- -غنّوا-، ذا روك يقول لمشاهدي فيلمه الجديد
- بوليفيا: انهيار أرضي يدمّر 40 منزلاً في لاباز بعد أشهر من ال ...
- في استذكار الراحل العزيز خيون التميمي (أبو أحمد)
- 5 صعوبات أمام ترامب في طريقه لعقد صفقات حول البؤر الساخنة
- قتيل وجريحان بهجوم مسيّرتين إسرائيليتين على صور في جنوب لبنا ...
- خبير أوكراني: زيلينسكي وحلفاؤه -نجحوا- في جعل أوكرانيا ورقة ...
- اختبار قاذف شبكة مضادة للدرونات في منطقة العملية العسكرية ال ...
- اكتشاف إشارة غريبة حدثت قبل دقائق من أحد أقوى الانفجارات الب ...


المزيد.....

- الحوار الوطني الفلسطيني 2020-2024 / فهد سليمانفهد سليمان
- تلخيص مكثف لمخطط -“إسرائيل” في عام 2020- / غازي الصوراني
- (إعادة) تسمية المشهد المكاني: تشكيل الخارطة العبرية لإسرائيل ... / محمود الصباغ
- عن الحرب في الشرق الأوسط / الحزب الشيوعي اليوناني
- حول استراتيجية وتكتيكات النضال التحريري الفلسطيني / أحزاب اليسار و الشيوعية في اوروبا
- الشرق الأوسط الإسرائيلي: وجهة نظر صهيونية / محمود الصباغ
- إستراتيجيات التحرير: جدالاتٌ قديمة وحديثة في اليسار الفلسطين ... / رمسيس كيلاني
- اعمار قطاع غزة خطة وطنية وليست شرعنة للاحتلال / غازي الصوراني
- القضية الفلسطينية بين المسألة اليهودية والحركة الصهيونية ال ... / موقع 30 عشت
- معركة الذاكرة الفلسطينية: تحولات المكان وتأصيل الهويات بمحو ... / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - سامي الاخرس - فتح ما بين الاحتفال والاحتقان في ذكرى انطلاقتها