أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ملف: الانتخابات والدولة المدنية والديمقراطية في العراق - فرات محسن الفراتي - الحريات و الحقوق و الخصوصية .. في ضوء ظاهرة رسائل الهاتف الجوال















المزيد.....

الحريات و الحقوق و الخصوصية .. في ضوء ظاهرة رسائل الهاتف الجوال


فرات محسن الفراتي

الحوار المتمدن-العدد: 2873 - 2009 / 12 / 30 - 08:53
المحور: ملف: الانتخابات والدولة المدنية والديمقراطية في العراق
    


هل هنالك احترام لحقوق المواطنين و حرياتهم و خصوصياتهم .. ام ان هذه المقدسات الشخصية لا تستخدم في مجتمعنا الا لتزين شعارات السياسيين او لتندرج حبراً على ورق يطلق عليه الدستور ، اما على ارض الواقع فلا وجود لها .. اليست هنالك اجراءات رسمية او اعراف واقعية لصيانة حقوق المواطنين و خصوصاتهم و حرياتهم ، اليست هنالك حرمة لخصوصية معلومات المواطنين و لحرياتهم في صون خصوصياتهم و عدم السماح للمتطفلين بأزعاجهم او بعبارة اخرى اين حق المواطن في ان يكون مخير و ليس مسير ..
قبل مدة قرأت مقال للكاتبة الامريكية من اصول سورية (مرح البقاعي) تتحدث فيه عن خرق ما بعده خرق لخصوصية المواطن الامريكي و تعدي على خصوية بيانات مستخدمي الهاتف الجوال في الولايات المتحدة .. عندما استيقظت (الكاتبة) صبيحة يوم اعلان نتائج الرئاسة الامريكية في الرابع من تشرين الاول من العام السابق على رسالة هاتف محمول ( sms ) تقول (A great day in America, it is time for Obama) ، ما معناه : (هذا يوم عظيم لأميركا ، إنه زمن أوباما) ، الكاتبة عالجت في مقالها المعنون (زمن أوباما العربي) و بأستياء معنى هذا الخرق الجارح للخصوصية و لحرية الاختيار .. و الذي يرتبط بأستخفاف بخصوصية معلومات المستخدمين لدى شبكة الهاتف .. التي قدمت ارقام مشتركيها لتستلم هكذا رسالة .. الكاتبة اعتبرت ان هذه الظاهرة تعني ان الغزو الثقافي الامريكي تجاه العالم العربي ما هو الا خدعة .. فالحقيقة ان العرب هم من غزو بثقافتهم امريكا .. بأشارة ساخرة لثقافة العرب الاعلانية بتقديس الشخصيات السياسية حد العبادة كما فعل اسلافهم مع الاصنام .
ولعلي اتذكر كم ازعجني هذا المقال عندما قرأته .. ليس اعتراضاً على فكرته او نصه ، على العكس ، الا ان ما زعجني هو المقارنة بين الخصوصية التي يتمتع بها المواطن الامريكي .. و بين خصوصية المواطن العراقي و حقوقه و حرياته المنتهكة حتى النخاع .. و مع ايماني بصدق وجهة نظر الكاتبة حول قدسية الحريات و الحقوق و الخصوصية للمواطن .. الا انني اتذكر انني علقت على المقال معتبراً ان بطراً او ترفاً ان ينزعج مواطن من رسالة هاتف جوال تخبره بأن اوباما اصبح رئيساً للولايات المتحدة .. في حين و في بلادي في موسم الانتخابات تلقيت ما يزيد عن عشرين رسالة تروج لمرشحين ، انا من ادعي اني الكاتب السياسي لم اسمع بهم فكيف المواطن البسيط .. فالمقال يشعر القارىء العراقي بمدى الانتهاك الصريح لخصوصيته .
بطبيعة الحال كنت قد عزمت كتابة مقال انتقد به ظاهرة ارسال الدعايات الانتخابية عبر رسائل الهاتف للمستخدمين .. وهي خرق صريح لخصوصية المستخدم ، و سلوك غير امين مع خصوصية المعلومات (ارقام هواتف المستخدمين) لدى الشركات .. كما ساهم قيام بعض الجهات الحكومية الرسمية بالتهنئة عبر رسائل الهاتف الجوال ايضاً ببعض المناسبات كالاعياد من ازدياد امتعاضي على هذا اللا احترام الصريح لخصوصية المواطنين .. فلم يكتفي بعض الساسة بما يمتلكوه من منظومات اعلامية صحف و فضائيات و مواقع انترنيت .. بل ازدادوا غياً بأرسال الرسائل القصيرة للمواطنين .. بالتالي لم اعد افهم هل زالت دكتاتورية البطش لتحل محلها دكتاتورية فرض الاراء ، و هل زالت حكومة (الاعلام الموجه) لتحل مكانها حكومة (الاعلان الموجه) .. لست اعلم ! .. كما ما استوقفني قبل الكتابة .. ان هذا الانتهاك لخصوصية المواطن يأتي ضمن برنامج ذو مردود مالي للشركة (اعلان مدفوع الاجر) و هذا يعني الازدياد الطردي للظاهرة مع ازدياد الارباح بالتالي ازدياد الانتهاك لخصوصية المستخدم .
الا ان متغيراً طرأ على ألية رسائل الدعاية عبر الهاتف الجوال .. ربما اكثر غرابة من ما قلته اعلاه .. حيث دأبت شركة (زين) وهي اتحاد لشركتين عالميتين تؤمن خدمة المحمول للعراق .. مع شركات اخرى بطبيعة الحال ، بموجة محمومة و جارفة من الرسائل القصيرة الاعلانية و بشتى المواضيع .. و بدون مراعاة لخصوصية المستخدمين او لآوقات استخدامهم .. رسائل قصيرة تأتي بأوقات مختلفة لا يراعى بها حتى جنس المستلم فتارة تستلم نصائح عن الجمال و اشترك بقناة البنات لتحصل على نصائح للبنات وهي يفترض ان تكون موجهة حصرياً للسيدات و تارة استلم رسالة تدعوني للاشتراك لمعرفة نتائج نادي ريال مدريد او نوادي اخرى ، فضلاً عن دعوات الاستماع للذكر الحكيم او للادعية .. كأن ليكون دعاء بأسمك ، و رسائل تدعوك لقراءة الحكم و المواعض او المواضيع الرومانسية .. او اهداءات الاغنيات او رسائل مسابقات اختبار الذكاء او لمعرفة الطقس .. اضافة الى عشرات الرسائل اسبوعياً التي تطلب مني ان ارسل رقماً او كلمة لاربح مبلغاً بالدولار ، او اعرف برجك .. و الى اخره من شتى المواضيع التي تصل دوماً كرسائل قصيرة .. هذا فضلاً عن التهاني بالاعياد و التعازي بالمناسبات الدينية .. اليست هذه مهزلة .. ثم لنترك هذا الكلام كله .. اليس من المستغرب ان استيقظ من غفوتي في الساعة الرابعة فجراً على نغمة وصول رسالة ، لا اعلم فحواها في هذه الساعة من الفجر هل حصل مكروه لاحد ما .. ما هذه الرسالة .. و في ذهول و استعجال افتح الرسالة لاجدها دعوة للمشاركة بمسابقة بأرسال رقم كذا لكذا لتحصل على جائزة 100 دولار .. اي مهزلة و استخفاف هذا .
انا لست ضد شركات المحمول .. و لست معني بأرباحها من الاعلانات .. فهذا شأنها التجاري و هي حرة فيه .. ما يعنيني هو ان احصل على خدمة جيدة في الاتصالات .. و ان تحترم خصوصيتي كمستخدم .. فالشركة قادرة ان تستخدم الاعلانات بأي وسيلة لا تسيء لخصوصية المستخدم او تصل معه الى درجه اقرافه بعشرات الرسائل اسبوعياً او شهرياً .. هنالك وسائل دعائية اكثر امكانية للوصول و لا ترتبط بأنتهاك خصوصية المشتركين او تتعدى على مزاجهم اليومي و ساعت عملهم او رخائهم .. فبأمكان شركة الهاتف المحمول ان تشتري قناة فضائية لتروج لخدماتها ليل نهار كما بأمكانها تقديم موقع الكتروني يقدم هذه الخدمات و مزيد ايضاً .. الا ان يبقي المستخدم اسيراً لرسائل دائمة .. فهذا ازعاج شديد و تعدي على خصوصية المستخدم .
و لتنتبه الشركة ان التفاعلية بين المنتج و المستهلك ليس من جانب واحد و انما من جانبان .. فليس من الانصاف ان تقدم الشركة ما تريد ايصاله بأسهل الطرق و هو الرسالة القصيرة .. في حين يعجز الكثير من المستخدمين و لساعات طويلة بالاتصال بخدمة الزبائن الخاصة بالمستخدمين .. بالتالي لو كان هنالك موقع انترنيت او شبكة تفاعلية او فضائية مختصة او اذاعة ربما .. تتبع للشركة المانحة الخدمة ، سيساهم ذلك بتفاعلية ايجابية بين الشركة و المستهلك .. و ستتيح للشركة زج ما تريد من اعلانات و تتيح للمستخدم استعمال ما يريد من المعروضات .. لا ان يتحول هاتف المستخدم الى صندوق دعائي او منبر انتخابي .
و نحن اليوم مقبلين على انتخابات و في ظل موسم ديني .. لابد ان يحترم الساسة و الشركات العاملة في مجال خدمات المحمول في العراق .. ان للمواطن و مستخدم الهاتف خصوصية مقدسة لا يجوز خرقها بأسم الاعلان المفروض او الموجه او الاجباري .. و اذكر الساسة خصوصاً ممن تعودوا ارسال ارقام قوائمهم .. الم تقرأوا عن الحريات و الخصوصية و حقوق المواطنة .. ام ان هذه المسميات الجميلة لا تستخدمونها الا في ادبياتكم و خطبكم .. اما على ارض الواقع ... فلا تعليق
www.alyasery.com




#فرات_محسن_الفراتي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- دوافع الاختراقات الامنية المسكوت عنها
- في ذكراه الثانية و الاربعين .. بين جيفارا و ساسة العراق الجد ...
- دقائق لن انساها .. عندما وقفت امام (منظار غاليلو) الذي عرض ل ...
- من داخل متحف النوبل في استوكهولم .. و في ظل الاجواء الحالمة
- المعارضين الأجانب في العراق .. العراق و أزمة الحوثيين انموذج ...
- قضية لبنى الحسين .. تفتح ابواب الحريات و الحقوق في العالم ال ...
- العراقيون و مشاريع اوباما
- السجارة التي احرقت روما .. تحرق بغداد
- ذكرى 14 تموز .. و ثمار الحرية
- مع قرب الانسحاب .. التناقضات تفتضح
- كنت استاذاً و صديقاً .. فليرحمك الله يا سلام الحيدري
- بين رفع الحصانة و سحب الثقة .. لا محاكمة للوزراء و النواب
- الإجابة على السؤال التقليدي .. المصالحة مع من ؟
- بخطوة متأخرة الحكومة العراقية توجه بإقامة تمثال للراحلة نزيه ...
- في الذكرى السادسة للتغيير في العراق
- حقيقة الجدل العراقي حول الانفتاح على (حزب البعث) السابق
- بين مفهوم المواطنة الأمريكية و مفهوم المواطنة العراقية .. في ...
- العراق الجديد (الديمقراطي) لا يمتلك سفيرة بالخارج !
- الانتخابات المحلية في العراق .. تعلن بداية فصل جديد في عراق ...
- العراق يعتزم طرد منظمة مجاهدي خلق الإيرانية من أراضيه


المزيد.....




- محاكمة مؤسس ويكيليكس: أسانج ينهي الأزمة مع أمريكا بعد الإقرا ...
- عيد الغدير.. منشور نوري المالكي وتعليق مقتدى الصدر وتهنئة مح ...
- مصر.. تقرير رسمي يكشف ملابسات قتل طفل وقطع كفيه بأسيوط
- السعودية تقبض على سوري دخل بتأشيرة زيارة لانتحال صفة غير صحي ...
- القضاء الأمريكي يخلي سبيل أسانج -رجلا حرا-
- القضاء الأمريكي يعلن أسانج -رجلا حرا- بعد اتفاق الإقرار بالذ ...
- رئيس ناسا: الأمريكيون سيهبطون على القمر قبل الصينيين
- في حالة غريبة.. نمو شعر في حلق مدخّن شره!
- مادة غذائية تعزز صحة الدماغ والعين
- نصائح لمرضى القلب في الطقس الحار


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - ملف: الانتخابات والدولة المدنية والديمقراطية في العراق - فرات محسن الفراتي - الحريات و الحقوق و الخصوصية .. في ضوء ظاهرة رسائل الهاتف الجوال