أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - محمد أبوعبيد - نحن بألْف خيْر














المزيد.....

نحن بألْف خيْر


محمد أبوعبيد

الحوار المتمدن-العدد: 2872 - 2009 / 12 / 29 - 16:32
المحور: كتابات ساخرة
    


هي العبارات ذاتها التي نتبادلها في المناسبات ،ومنها مناسبة حلول السنة الجديدة . كل عام وأنتم بخير ، ومن لا يملكون أرصدة مالية في البنوك يستعيضون عن ذلك "بألْفنة" العبارة : كل عام وأنتم بألف خير ، ويصل أحيانا إلى "مَلْينتها". هل نحن، فعلاً، بخير في السنة التى نودّعها، وهل ستحمل لنا السنة الجديدة التي نستقبلها الخير أو ألْفاً منه!!.
بمنأى عن الولوج في تفسيرات الخير وفلسفته ، فإن المرء المشرقي ،خصوصاً، قد أيقن أنّ للخير وجوهاً أخرى ، استُحْدِثت كما علوم الميكانيكا أو نظريات الاقتصاد ، فصار من مُستَحدَثات الخير في الأصقاع المشرقية أنّ عموم البشر فيها لا يُمْسون بين طرفة عين وانتباهتها صرعى كأعجاز نخل خاوية من جراء القنابل الموجهة من المشرقي إلى صِنْوه ، بل أعداد لا تتجاوز المئتين ، وجرحى لا يَرْبون على الألف في يوم واحد . صار المرء في بعض أصقاعنا العربية يحمد الله ألف مرة أنه عاد إلى بيته وروحُه ما انفكت في جسده ولم تنفك عنه ،فيحتفل كونه المولود من جديد ، أليس ،إذنْ، أن تعود حياً إلى ذويك من مستَحدَثات الخير!!.
نحن بخير ،فسنة 2009 لم تكن سنة عجفاء ، إذْ ليس عمومنا ينوء بالفقر المدقع، بل "فقط" أكثر من نصفنا قد مسه ضر المجاعة والفقر ، ونصفُ نصفِنا بلا مأوى لا كُلنا، ونصفُ نصفِ نصفِنا وجدوا مقابر يعيشون فيها وهم أحياء ،كأنهم يستعجلون امتلاك ظلمتها مثل السابقين ، أو افترشوا الأرض والتحفوا السماء ، فحمداً لله أن لا أحد يمتلك هذا الفضاء ولا السماء ، ألسْنا ، إذنْ، بخير !. وثمة من يفتش عن شيء صالح للمعدة وسط القمامة يسد بها رمقه ويقضي أرَبه ، أو يبحث عن قطعة خردة لعله يجد شارياً لها حتى يعانق الفلس جيبه فيدفأ به. نحن إذنْ بألف خير، وسنة 2010 قد تجلب لنا مليون خير.
الخير يعمّنا من أقصانا إلى أقصانا، فلا يقبع جلنا وراء القضبان بسبب القلم أو اللسان ، بل ثلة من المثقفين والمكافحين من أجل حقوق الإنسان وفي سبيل "دمقرطة" الشعوب المشرقية .
فمجتمعاتنا ديمقراطية تفوق نظيرتها في الغرب، وليست في حاجة إلى من يُنظّر عليها ،لذلك إن المُنظّرين كانوا إخوانَ الزنازين. ثم الطفل عندنا يولد ديمقراطياً، ووالداه يربيانه على حرية التعبير، وعلى احترام شقيقته الممنوحة حريتها أيضاً، ويعلمانه معنى التسامح الديني، والطائفي، وينشئانه على عدم الانتماء الضيق و المقزّم حين لا يرى سوى أمه وأبيه وصاحبته وبنيه وعشيرته التي تأويه، ومن هم دون ذلك أقل شأنا فيسمو عليهم.
نحن بألف خير ، فليس عموم رجال الشرق ينظرون إلى المرأة نظرة السلطان إلى الجارية ،إنما ثلاثة أرباعهم فقط أو يزيد قليلا ً ، فهم الذين يستبيحون الحياة بملذاتها، وما جعلوا: الأنثى" سوى واحدة من ملذات هذه الحياة، أو في أحسن الحالات، مجرد أنثى تُنكح للإنجاب ولا أكثر.
مستحدَثات الخير لدنّا هي بكثرة مستحْدِثيها ومحدِّثيها، فلنا الحق أن نقول لبعضنا كل عام وأنتم بألف خير ما دُمنا في زماننا هذا نرى في مُستحدَث الخير خيراً يفوق جوهر الخير.




#محمد_أبوعبيد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عندما بكى ...
- عَنْعناتُنا
- آنَ لماضينا أنْ يصبح حاضراً
- مناقب كرة القدم
- رفقا ً بِهنْد
- العاطلون عن العقل
- أمّة الأدب لا تتحلى بأدب الحوار
- -أنا-... أذكى شخص في العالَم
- ...ومِن المثقفين مَنْ قَتَل
- إبْطال نظرية داروين.. ماذا عن -الداروينيين- العرب
- الشقيري في الحمّامات
- أمّةٌ تناقض ما تتباهى به
- نتذكرُهم حين باتوا ذكْرى
- ثوْرة أكثرُ نعومة
- سيّدتي.. إحْذري الضحكةَ والبنطال.. وقراءةَ المقال
- ديكتاتوريّاتنا الفردية
- فلنُعَرِّبْ.. إنّهُم -يُعبْرِنون-
- جاكسون العربيّ
- رقصُ فلسطين أفضلُ من خِطابها
- لغتُنا..التحْديث.. وظلمُ المرأة


المزيد.....




- عن فلسفة النبوغ الشعري وأسباب التردي.. كيف نعرف أصناف الشعرا ...
- -أجواء كانت مشحونة بالحيوية-.. صعود وهبوط السينما في المغرب ...
- الكوفية: حكاية قماش نسجت الهوية الفلسطينية منذ الثورة الكبرى ...
- رحيل الكوميدي المصري عادل الفار بعد صراع مع المرض
- -ثقوب-.. الفكرة وحدها لا تكفي لصنع فيلم سينمائي
- -قصتنا من دون تشفير-.. رحلة رونالدو في فيلم وثائقي
- مصر.. وفاة الفنان عادل الفار والكشف عن لحظات حياته الأخيرة
- فيلم -سلمى- يوجه تحية للراحل عبداللطيف عبدالحميد من القاهرة ...
- جيل -زد- والأدب.. كاتب مغربي يتحدث عن تجربته في تيك توك وفيس ...
- أدبه ما زال حاضرا.. 51 عاما على رحيل تيسير السبول


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - محمد أبوعبيد - نحن بألْف خيْر