أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - فلورنس غزلان - هل سنظل - نبوس الواوا - دون شفاء؟














المزيد.....


هل سنظل - نبوس الواوا - دون شفاء؟


فلورنس غزلان

الحوار المتمدن-العدد: 2872 - 2009 / 12 / 29 - 02:07
المحور: كتابات ساخرة
    



تنهض من حولنا وعلى مسامعنا ومرآنا شعوب عديدة سواء من كبواتها أو من أوبئتها وأمراضها، وتقوى شعوب أخرى على جراحها التاريخية وهزاتها الاقتصادية أو حروبها الأهلية، كما هي حال معظم شعوب شرق آسيا ودول أمريكا اللاتينية وحتى الإفريقية، إلا شعوبنا العربية ، التي تزداد غرقاً وتيهاً ، بل يصل الأمر بنا أحياناً إلى حد الاستغراب والتعجب من هذه المقدرة على استطياب العبودية والتلذذ بالمصير الأسود والاستكانة والرضوخ لديكتاتوريات تسير بنعشنا وتنتعش بمواتنا وتحيا بقدر ما تحدث من تخريب وإفساد ودمار وإعمال في التفقير والإفقار والتذرير والشرذمة، بينما نخشى حتى من الحلم والخيال ونصفق لإدامتها ونهتف لبقائها ونسعى لصون كيانها، لأنها استطاعت ترويضنا وتطويعنا لما فيه خيرها، فمنحتنا العجز والضعف بكل أنواعه وأغدقت علينا من أيديولوجيا (الممانعة) فصدقنا، ومن خطاب ( المقاومة والسلام معاً) فهتفنا، نسير خلف نعشنا ونضحك من سذاجة وتراجع وعينا ...لا أريد هنا أن أزيد الظلام على ماهو عليه ولا أن أمنع الأمل...لكن الواقع مرير ومساحة الرؤيا في ضباب الحقيقة صعبة على كشف الخفايا ومايُدَّبر داخل جدران معابد السلطات وما تسجله الاتفاقيات المُخَدِّر منها والمُؤَجَّل، ناهيك عن المباغت والمخطط له مناطقياً أو عالمياً فقد تداخلت أوراق اللعب السياسية وترامت أطراف وأهداب الأقطاب الجامعة للمصالح السلطوية ، المفرقة لمصالح الشعوب المقموعة، والتي تعتبر آخر من يرى ويقرأ وأول من يصفق ويعلن مؤازرته وموافقته على قطع الأرزاق والأعناق.
وصل لهيب اليقظة والصحوة لبلد صديق مجاور عريق في تاريخه ، وقريب مُصَدر لثورته التي يريد لها التوسع والانتشار والتفوق والانتصار، جارتنا صديقة اليوم عدوة الأمس (إيران) المنافحة عن عروبتنا وقدسنا ، الإسلامية في ثورتها والمتطاولة في أذرعتها حتى تصل أعناقنا وتقبض على خناقنا، لكن ثورتها اليوم تبشر بتحول خطير وتنذر بغدٍ ربما يأتي بفرج قريب لايد لنا فيه، لكن مايفرج على جيراننا سيطولنا منه نصيب ، بعد انتصار السيد أحمدي نجاد المشكوك بأمره إيرانيا وعالمياً والاضطرابات التي تلاحقت وتتالت ثم قمعت بشدة وبأيد باسيجية صلبة ، اعتقدنا حيالها أنها لن تعود للنهوض ولن تقوى على الخروج ثانية للشارع ، فمازال شبابها يكتوون بجمر السجون ومحاكم العسف والطعن بوطنيتهم، لكنهم لاينتهون ، يغتنمون كل مناسبة ليحولوها لتظاهرة واحتجاج ، فهاهي مدن طهران وشيراز وأصفهان وغيرها يمتد هشيمها فيحرق ويصلي أعوان نجاد وينذر بخطر يزلزل عرش النووي والصاروخي.
فهل تأتينا رياح التغيير من إيران؟ ، هل يرمي أبناء فارس أحجارهم في مياهنا الراكدة لعقود ؟ هل يمكنهم أن يَصِلوا لحد إيقاظ النائمين المُنومين من معارضاتنا المتصارعة والمتحاربة والمغلوبة في ضياعها لما وصلت إليه حال هزالة طرحها وبعدها عن الواقع في محاكاته للشارع وغرقها في متاهة التنظير الأكثر تيهاً والأقصر بصيرة ، القارئة خطأً للواقع الداخلي وقواه الفاعلة ولحاجة المواطن والوطن المُهدد بوحدته الوطنية وتركيبته السكانية ومساواة أبنائه في ظل قانون يحمي الجميع دون تمييز، المغشى على عينيها عربياً وعالمياً تغرق بشبر من السراب الخادع!، والذي يجعلها تخسر أكثر مما تكسب وتفقد كل يوم بوصلة التوجه وتضيع منها يومياً أكبر وأكثر العناصر نقاء وشفافية وعطاء ووطنية؟!...
هل سيستيقظ شارعنا الدمشقي والحلبي على كوارثه المعاشية وعجزه فيسير بعفويته التي سار عليها الأولين من أبطال استقلاله ونهضته وكتلته الوطنية بعد أن نفض يديه من معارضة واهنة موهنة ومحبطة؟ أما كفاه ناراً واكتواء دون حرارة مازوت أو فيول ؟ أما كفاه جوعاً دون بروتين خروف أو فول؟
سنظل نأمل ونعتمد وندمن الانتظار..لأنه على مايبدو.. أن قطاراتنا الفكرية توقفت عجلاتها لانعدام الوقود.. أو على الأقل ضعفه على تحريك عتلات المسير طالما أن من آمنا بهم مسيرة عمر، قد ضلوا الطريق ويريدون لنا أن نستمرفي الضلال والتضليل لكنا مازلنا ننتظر فرجاً سيأتي... دون شك سيأتي... عن طريق عقول قادرة بعد خوض التجربة على النهوض كطائر الفينيق من لهيب وسعير الموت البطيء لتغسل مآقي جروحنا وتمسح حزنها وحزن أطفالنا من أجل دمشق أجمل ومن أجل إعلان أجدى وأوسع، أنقى وأروع.. لن يضيركم شيئاً أن تنتظروا معنا، تحلوا فقط مثلنا بالصبر ولا تبصقوا كل البحصات العالقة بحلوقكم كي لانوجع أكثر ولا نجور في وقت ربما يعيد فيه البعض النظر في ماآلت إليه الحال العامة والخاصة، فمن عادة الشعوب المقهورة الصابرة القدرة على التسامح ومنح الفرص لمن يملك إرادة الإصلاح قبل فوات الأوان.



#فلورنس_غزلان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ترحموا على القومية العربية!
- رسالة مفتوحة للأشراف من حزب البعث السوري الحاكم!
- تعددت الأوبئة والسبب واحد!
- عورة العقل!
- نجاح العرب خارج أوطانهم وفشلهم داخلها!
- كي لاننسى
- الرجولة في السياسة
- سياسة خريف أم خريف سياسة؟
- بين انحطاط السلطة وإحباط المعارضة
- هل لديكم تفسير؟
- الإنسانية العربية والإنسانية الغربية!
- ( باكو حرام) ...ماكو حلال
- الإصلاح بيد مَن، ومِن أين يبدأ؟
- لأجل أنور البني
- مناعة سورية ضد العدوى الإيرانية
- ضحية أخرى من ضحايا قانون الأحوال الشخصية!
- أي انصاف سيقدمه لهن قانون العار؟ ( قانون الأحوال الشخصية الس ...
- الإصلاح وقنبلة الفساد
- رحلة في حارات أدب رفيق شامي
- نحن والعالم، نحن والحضارة


المزيد.....




- -الهوية الوطنية الإماراتية: بين ثوابت الماضي ومعايير الحاضر- ...
- بعد سقوط الأسد.. نقابة الفنانين السوريين تعيد -الزملاء المفص ...
- عــرض مسلسل البراعم الحمراء الحلقة 31 مترجمة قصة عشق
- بالتزامن مع اختيار بغداد عاصمة للسياحة العربية.. العراق يقرر ...
- كيف غيّر التيك توك شكل السينما في العالم؟ ريتا تجيب
- المتحف الوطني بسلطنة عمان يستضيف فعاليات ثقافية لنشر اللغة ا ...
- الكاتب والشاعر عيسى الشيخ حسن.. الرواية لعبة انتقال ولهذا جا ...
- “تعالوا شوفوا سوسو أم المشاكل” استقبل الآن تردد قناة كراميش ...
- بإشارة قوية الأفلام الأجنبية والهندية الآن على تردد قناة برو ...
- سوريا.. فنانون ومنتجون يدعون إلى وقف العمل بقوانين نقابة الف ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - فلورنس غزلان - هل سنظل - نبوس الواوا - دون شفاء؟