سلمان محمد شناوة
الحوار المتمدن-العدد: 2872 - 2009 / 12 / 29 - 00:02
المحور:
حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
استفزت نادين البدير المجتمع الرجولي بمقالها (( أنا وأزواجي الأربعة )) أو هذا ما اعتقدته نرجسيتها الطاغية . ثم عادت تعتذر وتنسحب من المواجه بحجة إن (( زوجاً واحد يكفيها .... )) , مشكلة المراة مع تعدد الزوجات , قديمة قدم التاريخ نفسه , على مر التاريخ كانت المراة , وسيلة المنتصر لكسر روح المهزوم باغتصاب زوجته أو ابنته أو أخته أمام عينه , ودائما كانت المراة تتحمل كل اوزار المجتمع , مؤسسة الزواج , خلقت في المجتمع نوع من الاستقرار والتمدن , وانتقل الانسان من الفوضى الى الى الاستقرار , في الجاهلية كان هناك نوع من الزواج , يسمى زواج الرهط حيث يدخل على المرأة الرهط وهم ما بين الثلاثة والعشرة , وحين يكون لها ولد , تستدعيهم ثم تلحق ابنها بأي واحد منهم دون إن يكون له الحق بالاعتراض .....
أقول مشكلة المرأة مع التعدد تحتاج إلى قانون , والقانون يحتاج إلى ضمير مجتمع حني يتحرك لسن هذا القانون , والقانون يحتاج إلى ناشطين بالمجتمع يعملون ليل نهار , يجتمعون يحرك ضمير المجتمع الراكد , يخرجون للشارع بحراك اجتماعي , يتحدثون بكل القنوات الممكنة في البرلمان والصحف والقنوات الفضائية حني يتم إجبار المشرع للرضوخ لرغبة المجتمع بالتغير .
وبداية نقول إن التعدد تم إقراره شرعا قبل 1400 سنة , والتعدد كنظام اجتماعي يتوافق مع نظام القبيلة والعشيرة , لذلك استمر كل هذه المدة , لم يكن التعدد يسبب للمرأة ذاك الجرح الذي تشعر به نادين ورفيقاتها اليوم .... بل كان التعدد مألوفا لدرجة إن المرأة كانت هي التي تخطب لزوجها ...
في العصر الحديث وبعد ظهور الدولة الحديثة , تحول الإنسان إلى المدينة , وترك الريف والبادية , الإنسان المدني وكحاجة اجتماعية تدريجيا بات يترك عادة التعدد ....
المرأة العصرية صار لها استقلالية وقرار اقتصادي أكثر من ذي قبل , ووضعها الجديد أصبح لا ترضى بان يشاركها احد , كل قوانين إلغاء التعدد , جاءت كواقع اجتماعي يفرضه الوضع الاجتماعي الجديد ..
هذا الوضع راضى به الرجل مثلما رغبت به المرأة ...التغير جاء بشكل تدريجي هادئ لا صخب به ... الكل له قناعة بهذا الوضع , والكل يدرك إن لم يكن اليوم فغدا , يصبح التعداد من الماضي , فماذا حدث اليوم حني تستفز نادين وتنهض بقوة وتستفز المجتمع الرجولي على أمر أصبح أكثر من واقع , لماذا اعتقدت نادين البدير أن المجتمع يحتاج الى صدمة نفسية حتي ينتبه لنفسه ويقتنع إن المرأة يجب إن تأخذ حقوق هي بالأصل قد أخذتها منذ زمن طويل , وهي نفسها قالت إن الدول العربية وقعت على اتفاقية إلغاء إشكال التميز ضد المرأة .....
في الواقع أعود لمقالات سابقة لنادين البدير فهي تقول ((أنها ‘’تنتشي كثيرا كلما قرأت عبارة من عبارات المتشددين الساخطة ضدي )) هذه الحقيقة أنها تنتشي بعبارات الساخطين حولها , اعتقد أنها لا تهتم سواء كانت بقيت المرأة في عصر الجواري أو باتت تتخذ أربع أزواج , الذي يهم نادين هو إن يتسلط عليها الضوء , وهذا الذي حدث حين أثارت زوبعة في فنجان , هي تعلم قبل الكل أنها سوف تتراجع من أول مواجهة وبالفعل تراجعت , وقالت إن رجل واحد يكفيها .... وهي كان يكفيها مساحات الضوء التي سلطت عليها بقوة , بحيث انتشت مثلما هي قالت من عبارات المتشددين , فلم تكن عندها رسالة حقيقية , الذي نعرفه وخبرناه إن صاحب الرسالة يموت في سبيل رسالته , يتمسك بها الى أخر لحظة من عمره , نادين لم تكن كذلك , بل نادين صاحبة وجه إعلامي , وهذا النوعية من البشر , تحب إن يتسلط عليها الضوء دوما , و لا يهدأ لهم بال إلى حين تقوم الأمة لهم , هي لا تقنع بالظل , ولا تقنع بالاستقرار , ولا تقنع إلا يشار لهه بالبنان ....
احد المعقبين عليها قال وله كل الحق في قوله ... نادين تراجعت من اول مواجهة وهي لم ترى كل الأصوات التي أيدتها , وكتبت في تأيدها , ولكنها وجهت كل حروفها للساخطين عليها ... فهي حقيقة لا ترى أمامها سوى من يسلط عليها الضوء ...
في وضع سابق ارتدت نادين التنورة القصيرة , وقالت (( خلال حديث لها مع "إيلاف": "أنا شخصيًا أتعمد أن البس تنوره قصيرة، لأن الفتاة السعودية لا بد أن تلبس لبس العالم العادي، فأنا أظهر باللبس الذي ارتدي يوميًا في حياتي العادية. أنا أعيش حياة واحدة، ولا أرتدي الأقنعة أمام الآخرين )) الكل ثار وصرخ واستهجن لهذه الفتاة السعودية التي ارتدت تنوره قصيرة وكأن كل مشكلة المرأة إن ترتدي تنوره قصيرة وتنتهي كل مشاكلها بعد ذلك , وهي حين ارتدت التنورة القصيرة , لم يكن التعداد يثير انتباهها , ارتداء التنورة القصيرة جعل كل الأضواء تتسلط عليها , وهذا الذي إرادته ... ولما أصبحت موضوع التنورة أكثر من عادي انتقلت تبحث عن موضوع أخر تثيره , وهي في كل مرة تقوم بأمر كانت الأضواء تتسلط عيها ...
في إحدى المرات مدحت الوليد بن طلال لأنه حول صبا بات القهوة إلى فتيات عصريات , ووصفت النساء العاملات في شركة الوليد بأنهن "حشد من الشابات المتميزات اللواتي لا تصادفهن في حياتك اليومية في هذا الركن المتخبط الثائر الهادئ من الصحراء". وذكرت أن أسماؤهن تحمل عائلات سعودية وقبائل من وسط الجزيرة وأطرافها , وهي لا تعرف إن الوليد ربما يتعامل معهن بأسلوب هارون الرشيد الذي تحيطه النساء والجواري ولكن بأسلوب عصري , وان صبابات القهوة واللواتي يقفن عن يمين وشمال الوليد الذي يستهويه الشعور بالجلوس بين إناثه , وأين حرية المرأة الحقيقية هنا , والتي يملكهن الوليد بحيث لو اشتهى أي منهن لما رفضت لأنه ساعتها يملك صرفها من العمل إن لم تستجب لرغباته ...
هناك حملة نسائية كبيرة في كثير من البلاد , لصالح المرأة التي تعمل سكرتيرة , والتي تجابه ضغط كبير من رئيسها في العمل والذي يستغل مكانته كرئيس في العمل للضغط عليها للتجاوب مع نزواته , وهي بين نارين نار الأستجابه لنزواته وتكون عشيقة درجة ثانية أو ترفض وتصرف من العمل , وحني وان اشتكت لا وزن لكلمتها مع كلمة رئيسها في العمل , إلا تشعر صبابات القهوة بنفس شعور الجارية بعصر هارون الرشيد , والتي تكون مقيدة بالعمل مع الأمير ...
الحقيقية إني لا اهتم للاستفزاز نادين البدير للعالم الرجولي من عدمه , إلا إن مقالتها وصلتني على الايميل الخاص وكنت مضطر لقراءة مقالها , حني اعرف ما به , هناك الكثير في مجتمعنا يحتاج منا الاهتمام والعمل لرفع ثقافة الإنسان ووعي الانسان , ويوجد هناك الكثير من النقص في مجتمعنا , وطريقة نادين بالتصرف للأسف تأخذ الكثير من اهتمام الناس , في وقت نحن نحتاج إلى توجيه أنظار الناس إلى مسائل في غاية الأهمية في عالمنا العربي, أنا عندي العمل على تربية وتعليم جيل من البنات حتى يصبحن مدرسات هدف أهم بكثير من ارتداء التنورة القصيرة , فمدرسات اليوم سوف يقودن جيل بأكمله وسيكون نتيجة هذا الجيل , غدا طبيبات ومهندسات وكاتبات وناشطات اجتماعيات وحتى سيدات أعمال , أذن ماذا يفيدني ارتداء نادين للتنورة القصيرة , أو أفكارها الشديدة الصراحة , أو رغبتها بالاقتران من عشيرة من الرجال , فكل هذه الأفكار سوف تذهب في مهب الريح , وأن ارتدت التنورة اليوم , فسوف تخلعها غدا وترتدي بنطال أو ملابس بحر أو غيرها , ما يهمني في ذلك .
لا اعتقد إن نادين صاحبة رسالة , إنما طالبة شهرة ومساحات ضوء مفقودة , فهي تحب الأضواء , وتعيش بالأضواء , يوجد في المجتمع كثير من السيدات واللواتي هن صاحبة رسالة وقفن وثابرن وتحملن الصعاب , حثي أصبحن على ماهن عليه اليوم , يكفي إن يكون في المجتمع سيدات أمثال (( معصومة المبارك )) والتي كانت أول وزيرة كويتية , وكانت أول برلمانية كويتية , معصومة المبارك لم ترتدي يوما تنوره قصيرة , ولم تطالب يوما بعشيرة من الرجال , وها هي , سيدة مجتمع من الدرجة الأولى محترمة من الجميع , و يوقف كل الرجال المحترمين إن أجلالاو تقديرا وتصفيقاً لها .....
عذرا نادين , ولكن تحتاجين إن تتعلمي من مدرسة معصومة المبارك واخواتها (( أخوات الرجال )) الكثير .....
سلمان محمد شناوة
#سلمان_محمد_شناوة (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟