ناصر درويش
الحوار المتمدن-العدد: 2872 - 2009 / 12 / 29 - 01:07
المحور:
الادب والفن
A
غزه فــــــــــــــــــــــي حدقية العين
كــــــــــــــــــــيف الخروج من غزه ؟؟؟؟
وكيف الدخول في غـــــــــــــــــــزه ؟؟؟
لا شيئ يشبه غزه ؛ وغزه بشبهها لا تشبهه شيئ إلا نفسها
تخرجُ من جحيم غزه ؛؛
تخرجُ من أنفاقها ؛ من أنفاسها ؛من إحساسها ؛ من يومها ؛ من أمسها
من يأسِها ؛ من بأسها ؛ من عُريها من لبسها ؛ من روحها من جسمها
تخرج من كل تفاصيل هائها ..
تخرج من كل تناقضاتها ......... من ارضها وسمائِها ؛من { مائِها وهوائِها }
{ من حدودها } تخرج ............
من كامــــــــــــــــــــل وجودها تخرج ...
وتعود ...
تعود يوماُ ثانيةً اليها ؛ عاشقها وحبيبها ............
تعود لتُكملَ منها فيكَ نُقصانك .......................
تعود إليها بالسر او بالعلن ؛ وتنسى أحزانك .....
تعود لتعلن انكَ ما خرجتَ يوماً منها ..............
غــــــــــــــــــــــــــــــــزه ؛ هي وخزة ؛ في اللحم الحي ..
هي للضمير علاج الكـــــــــــيّ ....
غــــــــــــــــــــــــــــــزه ؛ كابوسٌ ضاع منه يأسه
حلُمٌ يداعبُ نفسه .....................................
غــــــــــــــــــــــــــــزه ؛امسٌ تاهَ عن أمسه
ويوماً أشرقت شمسه .............................
تحاولُ ان تنسى غــــــــــزه ؛ فلا تنساكَ هي
تحاولُ ان تقتلها في داخلك ؛ فَتُحيكَ هي بخارجها..
غـــــــــــــــــــــــــــــــــزه ؛ باطنُها وظاهرها على موعدٍ مع أنفاق الموت او النجاةَ منه
غـــــــــــــــــــــــــــــــــزه ؛ الموتُ فيها جوعاً وحصاراً ودمارا
والكلُ يسعى ويبحث عن ارزاق الموتى ..
والأحياء منهم هم وعدٌ سماويٌ في الأعناق ............
في غـــــــــــــــــــــــــــــزةَ ؛ فُراق ..
فيها دمُ الحياة مُراق .............
غــــــــــــــــــــــــــزه ؛ ملتقى العناق بالعناق ..
ملتقى الميتُ والحي بخيطٍ من الأشواق .....
غــــــــــــــــــــــــزه ؛ ترسمُ حدودها على خارطة { الطريق }
من السماء وقبل القصف { حسب روايةَ بعض الطيارين } ليكتمل الوصف
غزه على البحرِ هادئه ؛ وعلى البر عاصفة ..
{ هكذا قال قاتل الأطفال }
غــــــــــــــــــــــــــــزه ؛ خاليةً من تضاريسها الجغرافيه
جبالُها الإنسان ؛ بحرها الأحزان ؛ أرضها الزمان ؛ سمائها المكان
غـــــــــــــــــزه ؛ صمودها في وجه الذين ارادوها ميته ؛حكايا خُرافيه
وللذين أحبوها حيه حكايا أسطوريه .....................................
غـــــــــــــــزه ؛ ثلاثةَ حروف هزمت جيشً بغير المألوف ..........
قَهرت موتاً غيرَ موصوف ................................................
أذلت عربانً في مستور المكشوف ......................................
غــــــــــــــــــزه ؛ أسطورةَ الوصف والموصوف ....................
غــــــــــــــــــزه ؛ رحيلُ الخوف عن نفسه ...........................
هروب الموت عن وصفه .................................................
غــــــــــــــــــــــــــــــزه ؛ تَجدها ان اردتها في كل صندوقِ بريدٍ او عنوان
تُعيدُني وتُعيدُك ألى الأذهان ......................................................
تُخرجُ فلسطينيتي من طـــي الكتمان ..........................................
غــــــــــــــــــــــزه ؛ من المكان الى كل مكان ...............................
ومن الزمان الى زمنها وحدِها .. فلا زمناً قَبِــــــــــــــلَ ان يكون قبلها او بعدَها
غـــــــــــــــــــــــــــــزه ؛ أملُ الحبيبةَ بحبيبها ......................................
وأملُ إنسانها بإنسانيته..................................................................
املُ البقاء ببقائه ؛؛ ورحيلُ الفناءُ الى ابعدِ من سمائه ...........................
غـــــــــــــــــــــزه ؛ للذي لا يعرفُها ظلٌ وخيال ..
وللذي يعرفها ؛ حقيقةً لا تُطـــــــــــــــــــــــال ..
غــــــــــــــــزه ؛ جواباً واحد على ألف سؤال ..
غـــــــــــــــزه ؛ لا يكفيها ؛ ولا يُكفّيها من نبض القلب ألف قصيدةً ومقال
غــــــــــــــزه ؛ يكفيها من رب الغيب ان وردَ ذِكرُها على لسانه
غــــــــــــزه ؛ خارجها عيب العُرب من ما بداخلها ..........................
غــــــــــــزه ؛ يوسف الجُبِ ....................................................
منهُ إليها كل الحُــــــــــــــبِ ...................................................
غـــــــــــــــــزه ؛ مَــــــــــــــــــــهدُ السماء إن قالت ..
وثقَلُ الأرض ان مـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــالت ...
تُدركُكَ في غزةَ الأبصار ؛ وتسأل : كيف يعيشُ من فيها تحت الحصار
يأتيكَ الجواب من { درويش فلسطين ؛ حاصر حصارك }
إشعل من بقاياكِ ايها المعزول نارك ........................
إطعم أطفالك حُــــــــــــــــــــــــلُم ؛ فماء الشرب حُرم ؛ إسقهم ملح الماء ؛
وأرفع كفيكَ الى السماء ؛وقل اللهم لا ننحني إلا لكَ وحدك
اللهمَ أعني انا عَبدُكَ الصامد ...............
اللهم لا تجعلني مثلَ العُرب صامت ...............................
اللهم فَجر غضبي ؛ بُركانً على من كان لهذا سببِ ............
اللهمَ حاصرهم بحصارك ؛ اللهم إدخَلهم نارك ..................
اللهم عليكَ بهم فقد أعجزونا ؛ وأمطرونا بفسفورهم الأبيض
اللهم أجعل يومهم أسود ؛ حينَ يأتينا المدد ؛ ويكتمل فينا العدد
اللهمَ إعلمنا وأنت العالم : ان النصر قادم ؛؛ ان النصر قادم
اللهم إعدم فينا الآثم ؛ وأيقظ منا النائم .................
نعودُ من الموت : لنقول غزةَ قلبٌ ونبض ..............
غـــــــــــــــــزةَ ؛ تحتاجُ الى وقت .......................
لتصبحُ غزةَ في كل بيتٍ غزة ............................
غــــــــزه ؛ أغزرُ من كل الكلام ,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,
وأكبرُ من ان أنهيها على ورق ........................
غــــــــــــــــــــــــزه ؛ حدقيةُ العينِ للعين ............
أرجوكَ تناسى : ان دخلتها يوماً بشرطيٍ يسألكِ الى أين
قل له على لساني : وهل هناكَ غيرَ غزه في حدقيةَ العين ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
ناصر درويش
النرويـــــــــــــــــــــــــــــــــج ؛ بيرغن
19؛12؛2009
*** إهـــــــــــــــــــــــــــــــــــداء ***
لغزه أنها بقيت على قيد الحياه **********************
الذكرى الأولى للغزو البربري !!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!
#ناصر_درويش (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟