طارق العلي
الحوار المتمدن-العدد: 2871 - 2009 / 12 / 28 - 19:09
المحور:
الادب والفن
في أواخر ليلةٍ خريفية
جلست في مقهى
كنت كما الغرباء
لا أعرف أحد
لا أحد يعرفني
وحدها طاولتي تعرفني
تعوّدت على قهوتي الفرنسية
التي احتلّت قائمة طلباتي
ودونما اهتمام
أشربها وأنا مشتاق
لقهوةٍ تركية وفنجانٍ عربي
هو كلّ ما عرفت من عروبتي
أشربها وأنا مشتاق
لحنينٍ غادر عروقي
فأصبحت يابسة
لا رائحة لها ولا لون
على طاولةٍ أخرى جلست
كانت الوحدة تتشكّل في كوبها
تبحث في مسافاتها
عن ذاكرةٍ تملؤها بالصور
للحب للحريّة للخلاص
طاقةٌ خلّفت في وجهها فجوات وهوّات عميقة
أتاحت لي قراءة أسرارها
خبر عاجل
شهيدٌ جديد ينهض للحياة
ما قتلوه وما داسوه ولكن شُبّه لهم
ارتفع هو وسقطنا نحن
وحدها كانت من دُعس هذا اليوم
محدلةٌ تسير منذ واحدٍ وستين عاماً
كرامتنا والزفت واحد
نظرنا إلى أعين بعضنا
لم نبتسم
صمتٌ فرشفة فصمتٌ فرجفة
دمعةٌ غزت عينينا على حين غرّة
كان لا بدّ منها
دمعةٌ واحدة تكفي
للبلاد التي ارتسمت في عيوننا
لم نتساءل عن السبب
وحدنا في ذلك المكان عرفنا
مع كلّ شهيد جديد
يتذكّر الآخرون موتاهم فيبكون
#طارق_العلي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟