أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ملف: الانتخابات والدولة المدنية والديمقراطية في العراق - علي عرمش شوكت - يتصارعون حول تقاسم البيدر قبل الحصاد














المزيد.....

يتصارعون حول تقاسم البيدر قبل الحصاد


علي عرمش شوكت

الحوار المتمدن-العدد: 2871 - 2009 / 12 / 28 - 19:02
المحور: ملف: الانتخابات والدولة المدنية والديمقراطية في العراق
    


ليس مستغرباً ان يتصاعد قبيل الانتخابات العامة العراقية اشتداد الصراع بين اطراف الكتل الحاكمة ، ويرتفع فيها صوت المهاترات اكثر من غيره ، مع ان كل طرف لا يتوانى عن ان يلوذ خلف بعض مواد الدستور ، لكي يلقي سحنة مقبولة على منطقه الخشن تجاه الاخر ، الصراع متعدد الاوجه وفي مختلف الدوائر ، بيد ان دائرته الضيقة جداً والتي تصل فيها السخونة الى درجة الغليان ، تلك التي يقع فيها منصب رئيس الوزراء ، ان ذلك يعد مؤشراً بالغ الخطورة ، اذ يصل التطرق له الى الاشتباك الكلامي المتحامل ، واستخدام قذائف كلامية من العيار الثقيل تطلق على هواهنها .
وعلى سبيل المثال وليس الحصر ، سمعنا مؤخراً ان موفق الربيعي عضو في الائتلاف الوطني ، قد صرح بان ( رئيس الوزراء القادم سيكون من الائتلاف الوطني ، ولا احد يستطيع التمسك بهذا المنصب ) ، وبهذه الكلمة الاخيرة كان يغمز طرف السيد المالكي ، لذلك لم يمهله حسن السنيد عضو في ائتلاف دولة القانون كثيراً ، حتى رد عليه بعبارة تنم عن الحنق والتحامل ، حيث وصف تصريحات الربيعي بـ ( لا اخلاقية ومنافية للدستور وفيها استباق للامور غير مقبول ) ، كما ابدى استغرابه مستنكراً قول موفق الربيعي الذي مفاده – ان الحكم له طرفان – اي رئاسة الوزراء ورئاسة الجمهورية ، وفي ذات السياق ومن جهة اخرى كان غداة التفجيرات الاخيرة في بغداد قد طالب السيد طارق الهاشمي من رئيس الوزراء ان يقدم استقالته باعتباره لم ينجح في الملف الامني ، فكان ذلك قد اغاظ رئيس الوزراء المالكي للحد الذي دعاه ان يوصف نائب رئيس الجمهورية طارق الهاشي بـ ( الضابط الفاشل المطرود من الجيش ) حسب ما جاء في وسائل الاعلام .
ان ما تقدم يدلل على ضيق النفس والتوجس بين اطراف الكتلة الحاكمة من بعضهم البعض ، فضلاً عن اتضاح خطورة المساس بموقع رئيس الوزراء ! ، حتى وان كان ذلك من قبيل التداول او التحليل السياسي ، وكما يبدو ينسحب الامر على كافة المواقع القيادية في الدولة المؤخوذة وفقاً لقواعد المحاصصة المقيتة ، اذ باتت وكأنها اقطاعيات مملوكة ملكاً صرفاً ومقيدة باسماء القائمين عليها ، وحسب ما رشح من معلومات عبر جدران غرف التفاوض بين الائتلافين الوطني ودولة القانون ، ان التحاور ينصب على تقاسم المناصب وبخاصة موقع رئيس الوزراء ، الذي تتعثر كافة مساعي الاندماج بين الائتلافين عند تناوله ، حيث يسود الاعتقاد بينهم انهم سيخلدون على قمة الحكم ، وكانهم يتقاسمون البيدر قبل موسم الحصاد ، متناسين ان ستة سنوات عجاف من حكمهم ، لم يبرروا خلالها صفة حسنة تطلق عليهم ، انما العكس من ذلك قد التسقت بهم صفة الفشل ، ومن البديهي ان يدير الناس لهم ظهر المجن ويختاروا غيرهم ، اللهم الا اذا ارادت الجماهير اعادة اختيار الفاشلين !! .
وبالمناسبة ان هذا الفشل دفع البعض منهم الى اعادة النظر بالرشى التي ساعدته على المجيئ الى السلطة في انتخابات 2005 ، اذ راح يحاول تحسين الرشوة التي يقدمها الى الناخبين ، فغدا يوعد بتوزيع النفط مقابل التصويت له وحددها بـ % 10 من واردات النفط توزع على السكان اذا ما فاز بالسلطة ، وهذا ان دل على شيء انما يدل على الشعور بان المواطنين قد زاد وعيهم ولم تنفع معهم الامور الدعوية او الرشى البسيطة ، وعليه يمكن للوسائل المادية الدسمة ان تشفع ، من جانب اخر انها مزايدة في عملية الرشوة ، تعجز العديد من القوى الديمقراطية والوطنية النزيهة عن اللجوء الى مثل هذا التلاعب بالمال العام ، و كذلك تعكس معاناة من صعوبة اقناع الجماهير بصدقية البرامج السياسية التي يطرحونها التي سرعان ما تتبخر بعد الانتخابات .



#علي_عرمش_شوكت (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الاموال الطائلة المهدورة وطائلة القانون
- ايران ولذة العدوان على الجيران
- احزاب عبرت على ظهر الديمقراطية ثم رفستها !!
- الازمة الاعراقية .. سبب و نتيجة وهدف !!
- مقاعد تعويضية ام وسيلة تقويضية !؟
- سقوط وسخط وصمت
- الكتل الكبيرة .. تدحرج بآلية الديمقراطية نحو الدكتاتورية
- صدر قانون الانتخابات التشريعية وبقى مرقعاً
- البرلمان العراقي طريح النقاش
- بعض قوى التيار الديمقراطي العراقي بين حانة ومانة
- النخبة الحاكمة في مهب ريح القائمة المفتوحة
- قانون الانتخابات العراقية النافذ يتأبط ظلماً للناخب
- البرلمان العراقي .. نواب للشعب ام للقطاع الخاص ؟
- إئتلاف زائد إئتلافاً يساوي إئتلافاً واحداً
- محور العدالة الانتخابية يتكئ على الدائرة الواحدة
- الحزب الشيوعي العراقي .. سياسة التروي وسط صراع صاخب
- الطبقة الحاكمة العراقية .. علاقات بينية تمشي بلا قدم
- الإئتلاف الوطي المنشود في رسم طاولة التفاوض
- التيار الديمقراطي العراقي.. لاعب ام متفرج .. ؟
- تجاذبات عاصفة لانقاذ إئتلافات تالفة


المزيد.....




- تهديدات رسوم ترامب تضع ورشة ألمانية ريفية أمام معضلة شائكة
- -تيمو- و-شي إن- تعلنان رفع الأسعار في أمريكا بسبب رسوم ترامب ...
- عشرات القتلى والجرحى في غارات إسرائيلية استهدفت خيام نازحين ...
- موسكو تؤيد الحوار بين إيران والوكالة الدولية للطاقة الذرية
- انفجار في موقع لاختبار الصورايخ بولاية يوتا الأمريكية (صور) ...
- رئيس الوزراء الفرنسي يعرب عن قلقه حيال الوضع الصحي لصنصال وي ...
- الهند تصنع جيلا جديدا من السفن الحربية
- الوجه المظلم للأبوة .. اكتئاب الآباء يترك آثارا مدمرة على سل ...
- بعيدا عن عدد الخطوات.. كيف يمكن لمشيتك أن تحميك من الموت الم ...
- دميترييف: فكرة السفر إلى المريخ أصبحت أكثر واقعية


المزيد.....



المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ملف: الانتخابات والدولة المدنية والديمقراطية في العراق - علي عرمش شوكت - يتصارعون حول تقاسم البيدر قبل الحصاد