جمال الشربينى
الحوار المتمدن-العدد: 2871 - 2009 / 12 / 28 - 14:19
المحور:
الادب والفن
قصائد من ديوان : هكذا تكلم القرمطى
نبؤة الاحمر .. الغريب
وكأى نبى
من يخترق النار .. فلا يحترق
أقول كذا فيقال :
صدقت
اقول : ولكن ما صدقنى
أحد قط
ذلك أنى إذ راودنى فيض النار
ففاضت فى عينى الرؤيا ......
لم أتحجر حين تجلى سر الكون بلا أسفار
لم أتهشم اذا داخلنى فيضا فيضا قلت وقلت
فما صدقنى أحد قط
قلت :
قبيل الموت غبار خلف غبار
- ياللمجوس : تقمص .. جلد نبى
قلت :
الموت سيأتى من خلف الاشجار
- ياللاحمر .. عبد النار
بينا أبكى حين قبعت بكهف الصمت
تهاوت كل قباب " أباد " وأضحت فرقا
كل دور
لم يمنعنا من " سابور " الغاضب حصن
.... ضعف الساتر والمستور
بينا ابكى لما ران الصمت المبرم حتى اشقى
ثم أناب الصمت المفعم ...
قلت لقومى واذ أتقدم صوب النار فأقسم
أقسم أن البلوى أعظم رعبا ...
مما دار ...
ذلك أن الشجر سيزحف
كالاعصار
قالوا :
لا تمشى الاشجار
قالوا :
هذا الاحمر يهوى تعكير الابار
قالوا :
ياللمجوس السافل ...
ثم تجلى ذاك جليا ...
حين اشتجر الشجر امام الحشد الذاهل
وتظاهر بظهر الشجر حفيا
- أأتى نبأى ... ؟
وهرعت الى المنبر مهتاجا للتعليق
لكنهم انتفضوا .. كاللبؤة رعبا
لا ادرى ...
أم غضبا
ملعون .. يا أحمر .. وصفيق
أو لا يكفينا ما يأتينا من طائرك الاسود
حتى تدمينا ... اذ تلقى بالملح
على الجرح
قلت :
انتبهوا .. هذى اخر كلماتى
حين تنم فصول البلوى ...
لا جدوى تأتى بالقول
وما من ســلوى
أخر قولى قبل الصمت الغاضب
هذا البيت :
نطعهم ما أمتلكت أيدينا لكنا لما نتضور جوعا
لا نلقى إلا القول المر
أكنا نحرث فى بحر الموتى ... !
حتام إلا ... يا سيد نارى ..
وعلام ؟!
بورسعيد 1988
___________________
ديوان ( هكذا تكلم القرمطى )
إهــــداء ..
الى ذكرى الشهيد زكى مراد المحامى
ثم الى .. ابنتى ( ندى ) لعلها تدرك
ان الكلمة فعل .. وأن أباها
لم يكن ابدا ... صامتا
مصطفى اللبـــــــان
سطور عن الشاعر :
مصطفى شعبان اللبان
مواليد بورسعيد 1951
حصل على الجائزة الاولى فى التاليف المسرحى
من المجلس الاعلى للثقافة 1991
قدّمت له العديد من المسرحيات
على مسارح الهيئة العامة لقصور الثقافة
نشرت قصائده فى العديد من المجلات العربية والمحلية
انتماؤه للدفاع عن قضايا الحرية و الفكر
و قضايا الوطن أدت به بان يكون
ضيف دائم فى المعتقل السياسى
امضى اربع سنوات بالعراق
هى سنوات نفى اختيارى 1983 حتى 1988
#جمال_الشربينى (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟