أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد العبيدي - عماد الطائي ...الحداثة وثقافة المفردة في اللوحة التشكيلية.















المزيد.....

عماد الطائي ...الحداثة وثقافة المفردة في اللوحة التشكيلية.


محمد العبيدي

الحوار المتمدن-العدد: 2870 - 2009 / 12 / 27 - 23:27
المحور: الادب والفن
    



(جعل لنفسه اسلوبا في هذه الفترة ليس تنويعيا بالرغم من رسمه للخيول، المرأة والخيل عنده متراتبة لا في الأفكار فقط بل متراتبة بالاستجابة.)


عصر الاتصالات الحديثة، يطغى على اهتمامات المتلقي حاليا، ولكن لا نستطيع أن نفهم الواقع إلا من خلال تحليل المفردة التي تلعبها في اللوحة التشكيلية، ولكن بعض الدراسات الأكاديمية والمنهجية والمناهج النقدية تزيد عمقا وخصوصا في السنوات الأخيرة لغرض فهم اللوحة، وجاءت هذه المواضيع من خلال المفردات الموزعة في فضاء اللوحة وأصبحت تجمع الأشكال التي تعتمد على موضوع مهم هو(الاتصالية) ولا شك إن الثورة الالكترونية فتحت آفاق واسعة أمام العلوم ليأخذ الفن بصورة عامة جانبا مهما منها، بحيث أصبح باستطاعة الإنسان الحداثي أن يتعلم المعلوماتية ويستخدمها وإذا لم يكن كذلك يعتبر في مصاف الأمية.
عدد من الفنانين التشكيليين أدرك هذا الموضوع، وجعل من موضوعة تكامل المفردة في اللوحة، تكامل للصورة وبالتالي هي عملية تكامل للموضوع من قبل المتلقي، وتأسيسا على ما تقدم أصبحت اللوحة التشكيلية تؤثر في الأسلوب الأكثر اهتماما بالصورة، واخذ النقاد الآن يتكلمون بموضوع الاتصال البصري الناجم مباشرة من التركيز على الصورة باعتبار ان الكلمة ربما تعطي معنى واحد ولكن الصورة تعطي عدة معان، من خلال هذه المقدمة أريد الوصول إلى نقطة مهمة جدا وجدتها في لوحات ونتاجات الرسام (عماد الطائي)


في لوحاته أريد أن اقسم مراحله إلى مرحلتين: فترة دراسته في أكاديمية الفنون الجميلة
وفترة الألفية الثانية .
الأولى نعرف أن الرسم يقوم على علاقات، من الواقع المقصود، وهنا لوحات النساء تحدثت عنده بنوع من الإرسالية، وهذا ناتج لا لعدم اهتمامه بالمفردة بل، أثارة الشكل هنا مبني على اعتباره كمعنى وبالتالي يشير بسهولة إلى مرجع مهم هو دراسته الأكاديمية، لوحات النساء اعتقد كانت موضوعا متراكما، مفهوم الإشارات لأنه وحد المعنى، وكان الشكل عنده معلوم، النساء في حرية تنوعية المظهر، تركيبية الألوان، وواقعية القصة، هنا يجب أن تكون مفردات الرسم ذات مستوى بصري حرفي قادر أن يكثف فيها الرسام سلسلة من الألوان ولكن يحتاج وسيلة إقناع يفرضها بكل جرأة على المتلقي، ولهذا السبب، فأن عماد الطائي جعل لنفسه اسلوبا في هذه الفترة ليس تنويعيا بالرغم من رسمه للخيول، المرأة والخيل عنده متراتب لا في الأفكار فقط بل متراتب بالاستجابة اللونية عنده، ولهذا لوحات النساء كلها، مثلت عنده نوع من الفوضى القادرة وحدها أن تبني فضاء اللوحة، أي تكونت لوحاته من مفردة واحدة، بالطبع هذا في فن الرسم ليس شيئا سلبيا، وإنما حالة نقد كونت أداة اتصال ارتبطت بنوع من خبرات الدراسة والممارسة، الى جانب هذا الفنان محدد بأشياء سابقة كانت مؤثرة وفعالة، وهنا أريد أن أشير إلى نوع من التجاوز الواضح في انسيابية خطوط لوحاته التي مثلت دوال شعورية بنيت بمستوى قصصي

وإذا كان من الواجب تقديم جواب عن كل سؤال، فإن مبدأنا العام هو السؤال وطرح الإشكال، وذلك إيمانا منا بتعدد هوية الجواب. منشأ هذا التعدد، كون الحقيقة لم تعد أحادية المصدر، وهي حقيقة وسائطية، وأن ما يقدم من أجوبة، إنما هو تأويل من بين جميع التأويلات الممكنة، وهي الطبيعة أو المبدأ العام الذي يتأسس عليه نسق معارفنا. إن ما نشاهده في صورة لوحة النساء ليس هو حقيقة ذلك الشيء الذي تمثله، بدعوى اختلاف وتعدد المنظور الرؤوي / البصري، أي تبعا لزاوية أخد الصورة وظرف التلقي، وأنها أيضا تتأسس على مبدأ الجمال، وتأسيسا على ماتقدم فان تقبل اللوحة أصبح يسيرا على المتلقي لأننا صرفنا النظر في لوحات النساء عن كل القوى الضاغطة لامعنى والخطاب وبالتالي، يكون دورنا مشاهدين والبحث عن مفاتن الجمال في جسد المفردة ونركن الانفعالات جانبا ، هنا لابد من الشارة إلى موضوع يثار عن المستوى القصصي وهو عملية واضحة كيف تكون ممارسة النساء لوضع الحناء ، بين المعنى والشكل هناك تبسيط ، بين اللون وبناء اللوحة هناك تعقيد، ولهذا أوقعت اللوحة في فخ تفسير الإشارة إلى الالتزام بمفردة واحدة ومن ثم البحث عن الأخريات نجد إنها اعتقد مفردات ثانوية.
هذه الطريقة المتبعة نقول ربما هي بدايات ولكن البداية أصبحت محط إعجاب الجميع ولاسيما استخدامه لطريقة أدائية وتكنيكية في اللوحة والمنهج يغرق بالمصطلحات، ومع هذا إن أهم ما يميز لوحاته انه لم يهتم إلا بالعناصر التي حكمنا بأنها أساسية، غير أن هذا الشكل يسمح بأن واحدة الأجزاء هي (التموجات) اللونية المرتبطة بالجانب المشكل بالعناصر والأجزاء السيكولوجية والنفسية بمستوى العناصر الضاغطة التي أفرجت عن الكثير من القيود إزاء إشكالية التفكير بين الشكل المنطقي وبين ا ولكون الصورة وسيطا تواصليا وحاملا ما يصبح الخطاب حولها بهويتها المختلفة بنيويا. فلكوننا نعيش في سوق توافر لنا المادة البصرية بامتياز من مشارب مختلفا وبتقنيات لونية المدارس، الفنية المختلفة ولكوننا أكدنا فعاليتها ودلائليتها (الصورة) في العملية التواصلية المعرفية بوصفها تندرج ضمن وسائط اتصال منهجية ، فإن لوحات الفنان النقدية، والاتجاهات البصرية الأكاديمية هي الوصية بخلق وإيجاد هذا النوع من الخطاب بوصفها تمتلك آليات ومناهج لتحليل الخطاب الصوري / البصري، لتستفيد منها في معرفة في اعتماد الصورة والمادة البصرية ضمن مسالكها الدراسية، وبالتالي اعتماد الصورة مصدرا أو آلية من آليات التواصل والاكتساب المعرفي.
لخطاب والمعنى الذي تعطيه اللوحة لا أجد اختلاف بين عملية وضع الحناء ولا حاملة (الدف)
وقد بينا ما لهذه اللوحة الأخيرة من دور في تحصين أفكار الرسام الطائي، من كل انزلاق تأويلي وانسياب معنوي، وفي تأطير معاني الإرسالية البصرية، خصوصا في لوحات الخيول ، فاللغة اللونية تدعم وترسخ المعنى، بل وتحصره منعا من التسرب الدلالي، إنها تحضير في الصورة اللونية والتبقيع الغير مشتت والمعروض وفق
اختياره للجسد وتأثيره على المتلقي، وخصوصا الجسد النسوي، لم يكن منطلقا من زاوية تركيبية، بل أسس نسقا إيمائيا تواصليا، يتم توظيفه عبر الصورة بهدف الإبلاغ، لما للجسد من حمولة بيولوجية وثقافية يساهم في إغناء دلالات الصورة، و رأينا على أن الجسد النسائي يحضر في اللوحة أساسا على نمطين : المرأة المحلية المرتبطة بثقافتنا وعاداتنا، والقائمة بأعباء البيت والتربية، والمحصورة في فضاءات ضيقة، وأخرى وافدة، ممشوقة وشبقية، مفتوحة على فضاءات واسعة كل ما فيها يثير الإغراء واللذة، و في هذا النمط لاحظنا أن الإيماءة وحركة الجسد وفضاء التنقل تحمل دلالات ومعاني بليغة ومكثفة.إلا أن الخيول جاءت بتلك المواصفات على أساس
إن الصورة في كل تمظهراتها، تظل إبداعا قصديا، يقوم الرسام بعملية تأليفية لعدد من العناصر المكونة لها، فهي -الصورة- ليست شيئا متجانسا، كما يبدو، وإنما هي نتيجة دراسة فنية وتقنية مسبقة، تساهم التقنيات الحديثة في لوحة الخيول، فالصورة لا تقدم لنا بالفعل معنى، إنما تقدم لنا صورة هذا المعنى لأسباب أشرنا إليها، تتعلق أساسا بالرؤية الإخراجية وتوابعها، ولإدراك المعنى نحن بحاجة إلى وسائط إدراكية وثقافية وتقنية آلية. نظنها حقائق ليس كذلك، بل هي حقائق .
وقد آن الأوان لدراسة وتحليل الصورة في ذاتها ولحد ذاتها، ومحاولة الكشف عن آليات إنتاجها فالدراسات في هذا الميدان قليلة جدا في الساحة العراقية التشكيلية ولعل أقوى مستوى ظهور الخطاب البصري ، كان في لوحات الرواد وهم نجوم لامعة في سماء التشكيل والآن هناك نخبة من الشباب ، فقدت في بعض الأحيان بعض لوحاتهم من طراوة اللون ، ورشاقة التخطيط ولكن هناك قياسات وتكامل ثابت، الطائي في لوحاته في الألفية الثانية: كون لنفسه قيمة أساسية من الصعب الحصول على مثل هكذا تقييم كونه تعامل مع المفردة بنسيج وحد فيه العناصر المنقاة وحتى يعطي لإعماله الجديدة دلالات لابد أن يعقد صفقة قوية مع التعالقات ورمزية الأفكار وبالتالي تكون للألوان أشكالا تعبيرية يتحقق بفضل وضع اللون بطرق خاصة وتقنية مخصوصة لبناء اللوحة ، ولكن أسجل شيئا هو التلاعب باللون هو ليس نهاية المطاف، أو انتهاء اللوحةوانما هناك صيغ انفتاح للنتاج المرسوم يقودنا إلى الوظائف الأولية نفسها التي حددت لوحات الرسام وهذه التحديد سلم لها الرسام ليكون خصوصية ذات وحدات متجانسة .
حالة ثانية، يدخل فيها الطائي متاهات لا تحكمها أية غاية، فالنص نسيج من المرجعيات المتداخلة ومفردات لوحاته الجديدة هو في حاجة إلى من يدافع عنها، فهو معنا في كل لحظة، إلا أنه لا يثير اهتمامنا إلى حين يبلغ حدوده القصوى، شأنه في ذلك شأن الرسامين في الغرب، ذاك الذي يعبر عن نوع من الإجماع ــ إن على النقاد في هذه الحالة أن يمارسوا ضغطاً نقديا لا هوادة فيه، وأن يطلقوا العنان لأفكارهم تجوب كل الآفاق. تلك بعض التصورات الرئيسية التي مارسها الطائي في لوحاته المعاصرة. وربما جاءت من تأثيرات وجوده في لندن يأخذ بعض التأثيرات وان تكن جانبية ولكنها مؤثرة بعض الشيء.
ونخلص إلى أن الواقع الآن، وحسب ما اطلعنا عليه من لوحات عديدة اشترك فيها بمعارض عالمية كشف أن الاختلاف في استعمال المفردة المناسبة والتقنية الادائية في عملية الرسم، ما زالت سائدة مما يبرر أن أمر استقرار المفهوم في الأذهان، لا يزال أيضاً في مرحلة التمثل والتشكل. فلعل حضور إشكالية الخطاب الفني في اللوحة التشكيلي عند الرسام الطائي، تميزت بخصوصية إطارها المعرفي والفكري والتاريخي من جهة، وحداثة الاهتمام في الدراسات المعاصرة بكل ما تحمله من مظاهر التعقيد والتشعب من جهة ثانية، أسهم وبشكل كبير في تحديد المعالم الراهنة لحداثة لوحاته، وهي معالم قائمة على المنازعة أو المراوحة بين المرحلتين الأوليتين من مراحل ممارسته فن الرسم.



#محمد_العبيدي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قاسم نايف .... البحث عن مسارات مغايرة .في فن الخزف...
- أثر البيئة الاجتماعية والموروث الحضاري في الأسلوب الفني ……
- فضاءات نضال الأغا اللونية...والتعامل مع اللوحة التشكيلية.
- علي نوري ....واتجاهات الخزف العراقي المعاصر.
- الأستاذ الدكتور زهير صاحب.......حاوره : محمد العبيدي
- بلاسم محمد جسام ... وفكرة انغلاق النص ... في اللوحة التشكيلي ...
- مدينة ايشنونا المرجع والتواصل..وبداية تكوين المدن.. في بلاد ...
- بناء المكان في فن الفخارالرافديني القديم.....
- علي الرواف .... أعمال خزفية ، إذابة التجسيم ، تحطيم الوزن وا ...
- ( عشقت اللوحة والطين والحجر ) حوار مع الاستاذ الدكتور محمد ا ...
- قواعد المنظور وأسس الرؤية في فن الفخار (بلاد الرافدين)
- التقويم الجمالي ...... فخار سامراء ...
- الموضوع الفني ..... فخار سامراء .
- شرحبيل ، رائد ، يا سين .... نوافذ للنزهة
- زمري لم ..... ومدينة ماري.
- عبد الرحمن سليمان...وظائف الخطاب في اللوحة...
- احمد البار ..... حدود الرسم .
- ليلى جوهر ..... لوحات مرسومة ... واختزالات مرئية.
- أكرم شكري ...... طريقة التنقيطيين الجدد، في الرسم.
- عاصم عبد الأمير...لوحات تشكيلية والنسق الدلالي الشامل


المزيد.....




- -البحث عن منفذ لخروج السيد رامبو- في دور السينما مطلع 2025
- مهرجان مراكش يكرم المخرج الكندي ديفيد كروننبرغ
- أفلام تتناول المثلية الجنسية تطغى على النقاش في مهرجان مراكش ...
- الروائي إبراهيم فرغلي: الذكاء الاصطناعي وسيلة محدودي الموهبة ...
- المخرج الصربي أمير كوستوريتسا: أشعر أنني روسي
- بوتين يعلق على فيلم -شعب المسيح في عصرنا-
- من المسرح إلى -أم كلثوم-.. رحلة منى زكي بين المغامرة والتجدي ...
- مهرجان العراق الدولي للأطفال.. رسالة أمل واستثمار في المستقب ...
- بوراك أوزجيفيت في موسكو لتصوير مسلسل روسي
- تبادل معارض للفن في فترة حكم السلالات الإمبراطورية بين روسيا ...


المزيد.....

- تجربة الميج 21 الأولي لفاطمة ياسين / محمد دوير
- مذكرات -آل پاتشينو- عن -العرّاب- / جلال نعيم
- التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ / عبد الكريم برشيد
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد العبيدي - عماد الطائي ...الحداثة وثقافة المفردة في اللوحة التشكيلية.