أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - سلمان محمد شناوة - نادين وأزواجها الأربع














المزيد.....

نادين وأزواجها الأربع


سلمان محمد شناوة

الحوار المتمدن-العدد: 2870 - 2009 / 12 / 27 - 10:08
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


تملكتني الضحكة حين قرأت مقال نادين البدير وأزواجها الأربع , أتذكر فيلم لمحمود عبد العزيز حين يتزوج أربع نساء كان معه ابن عم له يشاركه نفس غرفة الفقر تلك , دوره طوال الفيلم يضحك فقط .. تخيلت نادين البدير حين يزف لها الأربع في ليلة واحدة ,كيف يكون حالها , أو حال أزواجها الأربع وهم في حالة الانتظار وتخيلت أخينا كيف يضحك ساعتها ....
الحقيقة إني انظر إلى دعوة نادين البدير فيها كثير من الفنتازيا المضحكة , أو هي أشبه بأفلام الخيال الاجتماعي , والذي من المستحيل إن يتحقق , فقط لفتح نافذة يتنفس فيها المجتمع , كثرة الضغوط المتولدة من العلاقات الاجتماعية , وتكون مدار حديث الشارع والدوواين وجلسات النساء الخاصة ... وإنني اعتقد جازما انهنا لان يتضاحكن على دعوة نادين هذه ... ويحاولن إن يتخيلن كيف يكون الوضع ....وكيف تكون الغيرة بين الأزواج الأربع .. وكيف يكون إذا أتي ما يأتي للنساء من عادة شهرية ...كيف يصبر الأزواج الأربع ... واعتقد إنهن أخفينا هذه الرغبة في تلك المجالس ...حتى تجرأت نادين وأطلقت صيحته الأنثوية ....نريد رجال أكثر ...
الحقيقة إن الرجال في عصرنا الحالي تخلصوا من امتياز النساء الأربع في المجتمعات المدنية , وبقى فقط القليل في المجتمع البدوي والريفي , والحقيقة الأخرى إن الإنسان عبارة عن مجموع من الحاجات النفسية والاجتماعية , في الماضي , حين كان المجتمع اقل مدنية واقل تحضرا , كانت النساء الأربع ضرورة اجتماعية , لان العائلة كانت تحتاج إلى الأيدي العاملة المنتجة , وهذا الأمر يتحقق حين يكثر الرجل من نسائه , فكانت العائلات تعرف بكثرة إفرادها , وهذا يحقق العديد من الحاجات الاجتماعية , سد حاجة العائلة من المال الوارد للأسرة , ومن ناحية أخرى كانت تمثل العائلة الكبيرة , سند للرجل في مجتمع عشائري وقبلي , يبعد عنه تجاوز الأشرار , فكلما كانت عشيرته وعائلته وإخوانه الذين يقفون معه أثناء الأزمة ... كلما كان هذا ادعى حني ينال ثقل اجتماعي هو في اشد الحاجة له ...وحيث كانت الدولة ليست لها تلك الهيبة في حماية الأفراد , وهم يرجعون في المقام الأول بالحماية للثقل الاجتماعي ....
المرأة نفسها كانت تفضل الرجل المؤثر اجتماعيا , حتى وان كان له أكثر من زوجة , لأنها ساعتها ستدخل إلى منظومة اجتماعية , تتفاخر فيها , على أندادها من النساء ...
في وقتنا الحاضر ...تنازل الكثير من رجال المجتمع المدني عن هذا الامتياز , وباتوا هم أنفسهم لتكون من اسر ذات زوجة واحدة فقط وعدد قليل من الأولاد ...لا الحاجات الاجتماعية تغيرت ...لقد ولدت لدينا في العصر الحديث الدولة القوية والتي من مهمتها حماية الأفراد فتراجع دور القبيلة والعشيرة إلى ادني حد ...بحيث استطاع الفرد إن يرحل بعيدا عن العشيرة والقبيلة ويكون لنفسه كيان خاص ..فلم يعد بحاجة للحماية التي قامت الدولة بتوفيرها له ...من ناحية أخرى تولدت في المجتمع حاجات اجتماعية لم تكن موجودة أصلا ...أصبح التعليم من أساسيات المجتمع , وهذا التعليم يأخذ من الإنسان شطر كبير من حياته حني ينهي الدراسة الجامعية , فالشكل الاجتماعي للرجل لم يعد يرغب بالمرأة الأنثى فقط والتي ترضي كل رغباته , إنما احتاج إلى المرأة المتعلمة , والتي لا تقوم بالإنجاب فقط , إنما والتعليم أيضا والإشراف على البيت , هذا إن الأسرة في العصر الحديث استطاعت إن تعمل حالة من التوازن بين الدخل والمصروفات .
صحيح كثير من الرجال في أحاديثهم وجلساتهم الخاصة يحنون إلى الماضي التليد للرجل , يحنون إلى أيام هارون الرشيد وعصر الجواري والحرملك , أو حين تظهر على الفضائيات كل عارضات الأزياء في العالم كله ... يتحسر على الماضي ... إلا انه في الحقيقة حين يجلس مع نفسه ويعود إلى بيته ويرى أطفاله ...يبتسم ابتسامة الرضى ...فلا احد يرغب بخراب بيته ...
لو عملنا احصائية في مجتمعاتنا المعاصرة اني اجزم ان الاحصائيات والارقام سوف تقول لنا ان هذه العادة الى زوال ,
إني في الحقيقة ارثي لحال نادين وغيرها من النساء , واللواتي يعتقدن إن حرية المرأة في هذه الأفكار التي تصدر هنا وهناك , هناك كثير من المجالات مفتوحة للمرأة تستطيع إن تبدع فيها , هل تعلمون إن عدد النساء التي بات يسميها المجتمع (( نساء أعمال )) أصبح كبيرا في مجتمعات تعتبر حتى يومنا هذه مجتمعات محافظة مثل السعودية والكويت والإمارات , هل تعلمون إن نضال المرأة ودخولها البرلمانات التي كانت محرمة عليها يوما ما مثل البرلمان الكويتي ..هو بحد ذاته مفخرة , الرجل نفسه يقف ليصفق لها طويلا ...
علاقات المجتمع المدني هي علاقة تقارب وتصاحب وليست علاقة ند وأضداد , هنالك كثير من المجالات التي بحاجة لعمل المرأة , وخاصة تعليم البنات والذي لا يزال دوت المستوى المطلوب , والصحة و للنساء في هذا المجال صار لهن دور كبير في المجتمع , يوجد لدينا نقص كبير في الناشطات الاجتماعيات , ونقص في العقول المنتجة سواء من الرجل والمرأة , تستطيع كثير من النساء إن يصلن إلى اعلي المناصب في المجتمع بفعل قوة إرادتهن ....وهناك يوجد مشاريع نساء في المجتمع هن في اضعف الأحوال أفضل من كثير من الرجال الذين لا يذكرون إلا سهوا في عالم الإنسانية ....
المشكلة إن هناك عقدة لا زالت المرأة تعاني منها , وهناك عقدة تفاخر لا يزال الرجل يعاني منها ... ولكن هناك العمل الذي نحتاجه في حياتنا الاجتماعية والمدنية , دعوة نادين سوف تذهب في مهب الرياح , ستضحك لها النساء قليلا , سيتسابق لها الرجال قليلا ... ولكنها دعوة تبقى من عالم خيالي , ومن قصص إلف ليلة وليلة .....




#سلمان_محمد_شناوة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحسين ثائرا
- العراق وأعياد الميلاد
- مركز ذر للتنمية
- محنة العقل العربي
- الصابئة المندائيون
- مجتمع مدني
- متلازمة داون
- العلاج بالخلايا الجذعية
- الخلايا الجذعية
- علاج الزهايمر
- الزهايمر
- القائمة الخديعة
- أشكالية ولاية الفقيه
- ايران والتحول المدني
- إيران والتحول المدني
- دارون
- الانتخابات ... والتغير
- اوباما ....حلم وتحقق
- غزة ...حين البوح
- نشأت الفيدرالية


المزيد.....




- الوكالة الوطنية توضح حقيقة زيادة منحة المرأة الماكثة في المن ...
- ما حقيقة اعتقال 5 متهمين باغتصاب موظف تعداد في بابل؟
- مركز حقوقي: نسبة العنف الاسري على الفتيات 73% والذكور 27%
- بعد أكثر من عام على قبلة روبياليس -المسيئة-.. الآثار السلبية ...
- استشهاد الصحافية الفلسطينية فاطمة الكريري بعد منعها من العلا ...
- الطفولة في لبنان تحت رعب العدوان
- ما هي شروط التقديم على منحة المرأة الماكثة في البيت + كيفية ...
- الوكالة الوطنية تكشف حقيقة زيادة منحة المرأة الماكثة في البي ...
- تحديد عيب وراثي رئيسي مرتبط بالعقم عند النساء
- فوز ترامب يهيمن على نقاشات قمة المرأة العالمية بواشنطن


المزيد.....

- الحركة النسوية الإسلامية: المناهج والتحديات / ريتا فرج
- واقع المرأة في إفريقيا جنوب الصحراء / ابراهيم محمد جبريل
- الساحرات، القابلات والممرضات: تاريخ المعالِجات / بربارة أيرينريش
- المرأة الإفريقية والآسيوية وتحديات العصر الرقمي / ابراهيم محمد جبريل
- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى
- مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية / رابطة المرأة العراقية
- اضطهاد النساء مقاربة نقدية / رضا الظاهر
- تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل ... / رابطة المرأة العراقية
- وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن ... / أنس رحيمي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - سلمان محمد شناوة - نادين وأزواجها الأربع