بهجت عباس
الحوار المتمدن-العدد: 871 - 2004 / 6 / 21 - 08:25
المحور:
الادب والفن
حمـامتي لا تغـرُبـي واصطبـري وارتقـبي
فقـد تـريْـنَ بعـثَهم بـنـابهِ والـمِخْـلَـبِ
وقـد يغـنّي صاخبـاً مـن نشـوةٍ بالغـلـَبِ
أو يـرفـعُ الــرايـــاتِ مـحمـومـاً بنصْرٍ عَـذِبِ
لكـنّـه في حَـيـْرةٍ من اختـلال العَصَـبِ
فمـا تــرَيْــنَ ليــس إلاّ حُـلـْمَ صـيفٍ مُـغْـرِبِ
لـكـنَّ هـذا الحُـلـمَ قـدْ يـأتـي بمـا لـمْ يُـحـسَبِ
لـنْ يستـعيدوا أمسَهمْ بـأُنـسِـه والطـربِ
قـد مَنحـوهمْ رُتَـباً تَـفـوقُ كُـلَّ الرُتَـبِ
فـزَغـرَدوا وعَربَدوا وانـتَـعشـوا بالـنَخَبِ
وشَـمَّـروا دون مُــبـالاةٍ لــجَــنْــيِ الـرّطَـبِ
ولـمْ يهـابـوا أحداً بعـد أ ُفـولِ الكـوكـبِ
فـإنَّـهمْ كـواكـبٌ تُـنيـرُ دربَ الـغُـرُبِ
قـدْ سَبـكوهمْ حِـقَباً لمثـل هـذي الحِـقَـبِ
وا أسفي مـات الهوى فـي قـلبيَ المُـكتَـئِبِ
وكيف يَحظى بالمُـنى من ارتضـى بالـوصَبِ!
أيـّامُـنــا ســـودٌ كـلَـيْـلٍ موغـلٍ في الغَـيْهَـبِ
أمجـادُنا ليستْ سوى دمٍ غــزيـرٍ ســَرِبِ
وقـدْ بُـلِـيـنـا بقـطــيـع ٍ مـنْ ذئـاب السّـُهُـبِ
أدمـغـة مـن عهـد نـوحٍ حُـنِّـطـَتْ فـي عُـلـَبِ
لَمْ تشـهدِ النـّورَ ولا نسـيـمَ أفــقٍ رَحـِـبِ
المـوتُ في أكُـفِّهمْ يحـصد شيـخاً وصـبـي
قد سَـفكوا دمـاءَنـا وأمْـعَـنـوا في السَّـلَـبِ
واغتـصبوا أفراحَنا شُـلَّـتْ يـدُ المُغـتَصـِبِ
أهـكـذا الـرَّحمــنُ قــدْ أوصاهُـمُ في الكُـتـُبِ ؟
سُـحْـقاُ لكـلَّ طــائـفـيٍّ ضيِّـقِ الأفـقِ غَـبـي
حمـامتي لا تنـدُبي فَـلاتَ يــومَ مَـنـدَبِ
بلِ اعملـي جاهـدةً لـنَـيْـل كُــلِّ الأربِ
ولا تُـرجّـي أمَـلاً من تـاجـر ٍ مُـكتَـسِبِ
ولا يَـغُـرَّ نَّـكِ وعــدٌ صــاغَـه مـنْ كَــذِبِ
فـوعدُه ليس سـوى وشـوشـةٍ كالـحَـبَـبِ
بلِ احذري وحاذري واعتـبِـري بالعُـقُـبِ
فقـد خُـدعـتِ مرَّةً بوَمْـض بـرقٍ خُـلَّـبِ
وإنْ تكونـي قُـلَّـباً تُـبْـلَيْ بدهـرٍ قُـلَّـبِ
فليس يَعـلو في السَّما مَـنْ لمْ يـزلْ ذا زَغَبِ
أو مَنْ يَظلّ ُ جـامداً مُـفـتَخِـراً بالنَّسَـبِ
أو مَـن يبـاهي أنَّه مِـنْ خـيـر أمّ ٍ وأبِ
وقـدرُه ليس سـوى عفـطةِ عنـزٍ سَـغِبِ
#بهجت_عباس (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟