اليمن : نغمة توريثية..!!

رداد السلامي

الحوار المتمدن-العدد: 2867 - 2009 / 12 / 24 - 08:02
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في الخليج والجزيرة العربية
    

قبل مدة كنت أتحدث مع احد المحسوبين على المعارضة ،وكان ثمة نبرة فيها نوعا من التسابق على التوريث ومعاضدة العقيد القادم احمد علي من باب "ربما يكون أفضل من أبوه"..!!

وحين يصبح لتوريث نغمة مقبولة لا يسعك إلا أن تقول على الوطن السلام ، خصوصا حين يكون ذلك النغم النشاز منبعثا من قيثارة معارض يقول انه في صف الشعب ، لكنه من صنف رديء مصالحه فوق كل شيء .

وإذا كان الإسلاميون رغم اختلافنا معهم مبررا لقبول صيغة كهذه ستصيغ الوطن بأسوء مستقبل، فإن ذلك مبررا لايعتنقه إلا الضعفاء ، أو الانتهازيين الذين تغدو الأوطان بالنسبة لهم مكانا يشغرونه، ويمنحهم مكمن ثروة وثراء ، لكننا نقرأ أيضا في الآونة الأخيرة أن الإخوان المسلمون في مصر هم سدنة التوريث القادم لنجل مبارك..!!

هل سيكون أحمد علي أفضل من والده ..؟ هل فعلا يحق له أن يترشح ويصبح رئيسا ؟؟

نحن لسنا في معرض الجدل عن هل أن أحمد حين يأتي سيكون أفضل من والده ، لأننا لا نريده أصلا ، وأسئلة كتلك خطيرة هدفها التمهيد وإشغال الشعب عن جدل حقيقي مفاده هل بات التغيير الجذري للنظام أمرا ضروريا ، على نحو آخر هل سيأتي التقدم عن طريق التوريث ، هل تنتج الأنظمة الوراثية تقدما حقيقيا ، أم أن التوريث هو ارتدادا لأسوء حقب الماضي سيكون معه التفويض باسم السماء للورثة هو المشرعن لتسلسل ذلك الميراث عبر أجيال قادمة .

من يرضى بالتوريث ليس تقدميا ، وليس وطنيا ، ولن يكون بأي حال في صف الشعب والنضال من أجل غد أفضل له ، وإذا كان الحديث عن صحافيين يعملون لصالح أحمد مدعاة لأن ينبذ قلمك وتنبذ أنت بذاتك فما معنى ذلك ، وهل الموتور هو وسيلة سهلة لتبرير رحيل قلم غيلة وغدرا ذلك سؤال أحيله للشارع ، لأنه المعني بذلك ويجب أن يسعى للتساؤل حتى لا يغدو غبيا بل بارعا في تفكيك شيفرة الأقدار القذرة..!!

أما أخذ المسألة من ناحية أنه ربما يشكل التوريث شيئا ايجابيا فهذا وهم ، يصب في مجرى السلبية ، ويمضي بالشعب نحو قلب المكيدة ، فالتوريث يحمل معه توليفة من الأزمات التي لن تدع الشعب سوى فريسة سهلة لمزيد من التخلف والتلف العقلي ، فأسوء أساليب تثبيت التوريث ستحشد وجل الشعب سيقبل لأن ثقافته تتماشى مع الأساطير وأوهام المقدسات ، وفي الجانب الأخر ستجذب نخب التوريث المصالح التي سيرتبها لهم الوارث ليتم توظيفهم في عملية توتيد طويلة الأمد لن ينجو منها الوطن .

النضال .. الرفض لبقاء هذا النظام ولكل أشكال التوريث والتخلف .. هو المخرج بنا من هذا الوضع الذي يراد توريثه لعابثين جدد وأجيال عبث آباؤها بالوطن حتى غدا معه في حالة من الفشل والانهيار الوشيك.

#رداد_السلامي (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات