أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - عماد علي - لمن يصوت الكادح في الانتخابات البرلمانية المقبلة؟















المزيد.....

لمن يصوت الكادح في الانتخابات البرلمانية المقبلة؟


عماد علي

الحوار المتمدن-العدد: 2866 - 2009 / 12 / 23 - 20:32
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


من التقدير السطحي العاجل بعيدا عن التحليلات و الجسابات و المعادلات لبيان نسبة الكادحين من مجموع فئات المجتع، و بتقدير عقلاني نتاكد بانهم يشكلون الاغلبية الساحقة من المجتمعات الشرقية و ليس في العراق فقط، اما من حيث القدرة و الامكانية الاقتصادية و الثقافية فهم على درجات مختلفة و في مستويات عديدة و يعيشون على حد ما يمكن ان نضعه على سلم متفاوتة من المعيشة و النظرة الى الحياة و التعامل معها، و مستوى مشاركتهم في الواجبات العامة مشهود لها في التاريخ و ليس عليها غبار يُذكر، بحيث يمكن ان نبين و نعلن عما قدموه من التضحيات بثقة عالية بالنفس و لهم باع طويل في اداء المهمات العامة الضرورية التي تدفع المجتمع الى التقدم، اي انهم العوامل و الركيزة الاساسية في مسيرة الحياة بكل معنى الكلمة، و ما قدموه سابقا و لحد اليوم شاهد على نضالاتهم اكثر من غيرهم من الطبقات و الفئات و الشرائح الاخرى الواسعة الانتشار.
و التاريخ يدلنا على ان اية جهة سياسية مهما كانت طبيعتها و تركيبتها و اهدافها و شعاراتها و نظراتها للحياة و مافيها و مضمونها و ما تملك من الافكار و العقائد و ما تنفذ من المناهج و الخطط لا يمكن ان تنجح دون دعم من هذه الطبقة الشاسعة الواسعة الغالبة على مكونات الشعب المختلفة. و مهما كانت الجهة و ما تتمتع به من رصانتها او ثقتها الكاملة بنفسها و من تطورها و تنميتها و ان كانت منبثقة بفرض ضرورة تاريخية و سياسية و نابعة من رحم المجتمع او تاسست و انشات فوقيا من النخبة، فلابد ان تكسب ودها و تحاول بشتى الوسائل في تنظيماتها لهم و ضمان والائاتهم و الا سوف تسقط في اول محطة لها مها قمع و تعسف، و من لم يصقل و لم يُثيت ركائزه بهم لم يدم طويلا على الساحة مهما فعل، و هذه هي الحقيقة في هذه المنطقة بالذات و العالم بشكل عام، سوى كانت الجهات السياسية هذه صادقة معبرة عن امانيهم و اهدافهم او تستقوي بهم لاهداف عامة اخرى تشمل الجميع و من ضمنهم الكادحين .
لو قيمنا الواقع الاجتماعي و التركيبة الطبقية في العراق، نلاحظ ان الطبقات لم تنضج لمستوى يمكن تميزها عن بعضها بشكل واضح و شفاف كي يمكن تقييمها و تحليل ما يخص بها و تفكيرها و توجهاتها المختلفة و بالاخص السياسية، لمعرفة ما يقدمون عليه و من يختارون في العملية الانتخابية النيابية العامة، كي نحدد الجهات السياسية التي تستفيد منهم ، و الاكثر خلطا في الامر هو سيطرة العلاقات الاجتماعية و الروابط و الافكار المثالية و الخيالية على العوامل المادية او الاقتصادية المحددة للطبقة، و به يمكن ان تكون مستويات معيشية مختلفة ضمن الطبقة الكادحة، من الفقر المدقع الى متوسطة المعيشة و الاعتيادية، و لذلك تكون التوجهات و الاعتقادات و الافكار و الايديولوجيا التي يحملونها لم تستند على حالتهم الاقتصادية و واقعهم المعيشي بقدر انتمائاتهم العقيدية و الفكرية و الدينية، و هذا ما يحتاج الى مراحل و جهد مضني للخروج من هذا الخلط و التخبط و التعقيد الذي تعيش فيه المجتمعات، و هنا يصعب التاكد من الميول و التوجهات السياسية الحقيقية لهذه الطبقة دون الاعتماد على التركيبة الاجتماعية و المستوى الثقافي، و هذا ايضا ما يصعب التعبئة و التوعية و التوجيه في اي موضوع كان من اجل اداء دورهم الفعال الحاسم للعملية السياسية.
و في المقابل لم نجد اتجاه او حزب سياسي يستوعب هذه الطبقة او الشرائح و يحمل امالها و امنياتها و يناضل من اجل اهدافها، الا و وقفت هي معه في السراء و الضراء بشكل مطلق، و بالاخص في المراحل الحرجة . و هذا ما دعا الى ايجاد وانبثاق جهة تحوي في طياتها و ثناياها التركيبية الفكرية على مختلف مشارب الكادحين و توجهاتهم و ما يحملون من الافكار المختلفة او القريبة من بعضها، دون فكر او عقيدة معلبة مستوردة، و يجب ان تتميز هذه الجهة بخصوصية و واقعية و واسعة المعالم و المساحة التي يجب ان تتمتع بها لتتحمل الاختلافات و الاراء و المواقف المختلفة والمتناقضة ايضا.
و من الجانب الشعبي و على الرغم من سيطرة التوجهات و الاتجاهات الدينية و المذهبية على عقلية العديد من هذه الطبقة لاختلاف المستوى الثقافي و فقره، الا اننا نحس ما يتبادر الى الاذهان بان البداية تكمن في انتشار الوعي و قد استهلت عملية التغيير في هذا المضمار منذ مدة و تحتاج الى الوقت و المراحل المتنقلة، و على الرغم من عدم التعويل عليه في الانتخابات المقبلة بشكل كبير و بنسبة مفرحة بحيث يكون الاختيار حسب الواقع الاجتماعي المعلوم و ليس التراصف في الصفوف و الانضمام الى القوافل الحقيقية الملائمة للافكار و الثقافات التي يحملها الكادح الاصيل اكثر من غيره.
و حسب القراءة و التحليل الاجتماعي السياسي الثقافي العام للمجتمع العراقي في هذا العصر و ما هم فيه، لم نتفائل فيما نحن مقبلون عليه بشكل كبير، و لاسباب متعددة و منها سيطرة الروحانيات و المثاليات و قصر المرحلة الحالية للخروج من الكبت و الاتساع من الحرية النسبية ، و هذا ما لم يدعنا ان نظن ان ثقل الجهات التي تؤمن بحقوق الكادحين اكثر من غيرها وقد تزداد بين ليلة و ضحاها.
و يمكن ان نعلن ان من اهم واجبات و مهامات الاحزاب و الاتجاهات العلمانية في المرحلة القادمة هو الاهتمام بالثقافة العامة اكثر من السياسة من اجل التاثير على المسيرة الاجتماعية و الثقافية للمكونات و في مقدمتها الكادحين كي يختاروا الممثلين في العمليات الانتخابية المقبلة استنادا على ما يهمهم و مستقبلهم بعيدا عن الارتباطات الاجتماعية العقيدية الضيقة. و يجب ان نعلم ان الكادحين ينقسمون بشكل واضح على الاحزاب و الاتجاهات التي يمكن ان تكون بعيدة عن تحقيق امالهم و امنياتهم الحقيقية في الوقت الحاضر لاسباب سياسية اجتماعية اقتصادية معلومة و كما ذكرت من قبل، و نحتاج الى التغيير في كافة الجوانب و بالاخص و في المقدمة نها امكنية تغيير العقليات و الزمن كفيل و الجهود المضنية ضامنة في ذلك كي تسلك كل طبقة ما تهمها دون تضليل او خداع له من اية جهة كانت، اي الوعي و الثقافة و العقليات المنفتحة هي التي تصوب طريق هذه الطبقة ، لكي يختاروا بعقلية عصرية تقدمية ملائمة و من اجل ضمان مستقبلهم و التقدم والتنمية فيما يخصهم في كافة المجالات .



#عماد_علي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل المهرجانات تستنهض الثقافة العامة للمجتمع ؟
- هل التصويت في الانتخابات القادمة يكون عقلانيا ؟
- المحطة الحاسمة لتخطي الصعاب في العراق الجديد
- لم يخسر الكورد في كوردستان تركيا شيئا
- ما يحمله المتطرفون يزيحه العراق الجديد
- الديموقراطية التركية امام مفترق الطرق
- الحوار منبر لليسار الواقعي ايضا
- استئصال البعث بمحو فلسفته ومضمونه و اثاره و ليس باشخاصه
- الجهات السياسية بين الواقع و التغيير المطلوب
- المعارضة البديلة للحكومة الاصيلة
- من يستهدف الصحفيين في العراق ؟
- النظر الى قضية الحوثيين بعيون انسانية بحتة
- اعيد السؤال، لماذا أُرجيء التعداد العام لسكان العراق ؟!
- ماطبقت في اليابان و المانيا لا يمكن تكرارها في العراق
- لماذا الانتقائية في مقارنة فدرالية العراق مع دول العالم
- كيفية التعامل مع عقلية الاخر لتطبيق مادة 140 الدستورية
- ضرورة تجسيد التعددية الحزبية في العراق ولكن!
- هل تثبت تركيا مصداقية سياستها الجديدة للجميع
- المركزية لا تحل المشاكل الكبرى بل تعيد التاريخ الماساوي للعر ...
- من يمنع اقرار قانون الانتخابات العراقية


المزيد.....




- شاهد.. محرك طائرة ركاب ينفث النار بعد اصطدامه بحيوان أثناء ا ...
- السلطات الأمريكية تحدد هوية مطلق النار في جامعة فلوريدا.. وا ...
- اسم جديد لقهوة -أمريكانو-.. شاهد كيف ردّت المقاهي المكسيكية ...
- الجمهوريون بالكونغرس الأمريكي يطلقون تحقيقا حول هارفرد بعد ا ...
- -أكثر الهجمات دموية-.. الحوثيون يعلنون حصيلة قتلى الغارات ال ...
- كيشيناو تمنع ممثل مطرانية مولدوفا الأرثوذكسية من السفر إلى ا ...
- الأصوات المعارضة للحرب تعلو داخل إسرائيل وخارجها
- عشرات القتلى والجرحى في غارات أمريكية استهدفت ميناء وقود بال ...
- -وول ستريت جورنال-: ويتكوف ناقش مع بوتين -قضية الأراضي-
- -كيف سأعانقك بلا ذراعين؟-.. صورة طفل فلسطيني في غزة تفوز بجا ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - عماد علي - لمن يصوت الكادح في الانتخابات البرلمانية المقبلة؟