|
الأستعمار الوهابى-بين الحقيقة والخيال
الصقر العربى
الحوار المتمدن-العدد: 2866 - 2009 / 12 / 23 - 15:54
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
ردا على سلسلة مقالات أستاذنا الكبير محمد حسين يونس عن الاستعمار الوهابي التي نشرت بالحوار المتمدن
السلوك الاجتماعي لشعب ما هو إلا انعكاس لمحصلة ثقافية دائمة التغير تـــنتج عن تــقابل ميراث تاريخـي عميق ومتشعب بـما يحتوية من عــقائـد دينيــة ومــوروثات وعادات وتقاليد تكونــــــــــت عبر متغيرات سياسية واقتصادية وجغرافية على مــر العصور في مواجهة مع مــتغيرات أنــية ومـستقبلية من ســــــياسية وتــكنولوجية وثقافية ضاغطة تـــــــتسم بسرعة التأثيــــر والتأثر المتبادل في كل المجالات نتيجة ثورة الاتصالات وتحول العالم لقرية صغيرة . من هذا المنطلق يجب الحرص على أن تتفاعل وتتداخل تــــلك العوامل المؤثـــــــرة على السلوك الاجتماعي للوصول لصيغة تــوافقية أو تـــعايشية تجمع بين الأصالة والمعاصرة دون الإخلال بهويتنا المصــــــــرية العربية الإســـــلامية مع الأخذ في الاعتبار استحالة الحســـــــــم لطرف دون الأخر لما يــــنطوي على ذلك من صيــغة تـصارعيه ذات صبغة تـدميرية. لكن واقع الخواء الثقافى و الأفلاس الفكرى الذي تعيشه مصر في الحقبة الحـــالية وعدم بروز مشروع وطني خالص نتيجة لبيئة سياسية واقتصــــــادية فاسدة هادمة لكل صالح وداعمة لكل طالح جعل الســــاحة خالية أمام أي غزو خارجي سواء كان وهابـــــي شرقي محافظ أو غربي أميريكى منحل ولكلا منهما أتباعه ومنتفعيه ومن المنطقي في بيئتنا هذه أن تتجه نحو الشــــــــرق لوجود عدة قواسم مشتركة أهمها الدين واللغة والتاريخ واللجوء إلى الله فضيلة بالنسبة للمسلم .
بناءا على ما سبق يمكن أبداء بعض التحفظات على ما ذكرتم بمقالاتكم الثلاثة عن الاستعمار الوهابي كما يلي :
1- سقوط واندثار عادات أو تقاليد أو احتفالية ما لم يتـــــم تحت سنابك الوهابية بل يمكن ردها إلى عوامل عدة أخرى على سبيـــــــــــل المثال عدم موائمتها لـــــــــــــــروح العصر وسقوطها تحت عجلات التقدم السريعة وما يتبعه من اختلاف النمط الحياتي للإنسان باستمرار أو انبثــــــــاقها إبان عصور تخلف وانحطاط مرت بها بــمصر أو ارتباطها بأفكار عقائدية اندثرت منذ زمن بعيد فأصبح مكانها الطبيعي مسارح التراث للتسلية فقط .
2- تغير الملبس من وضع إلى أخر مرتبط بظروف سياسية واقتصادية وثقافية وبيئية ويختلف من طبقة إلى أخرى . 3- المساواة الضــــمنية بين عـــمر بن الخطــــــاب وليفي اشكول (الاسرائيلى) ونابليون الفرنسي .........الخ تفتقد إلى قراءة صحيحة ولتأثير كل منهــم على التاريخ وإلا لأيقنت الفرق بين صناعة إمبراطورية ذات رســــــالة خـــــــالدة مؤثـــرة حتى اليوم رغم زوال الإمــــبراطورية شارك فيها شعـــــــوب مختلفة الجنســـــية وأخرى عنصريــــــة قامت فقط على استغلال الأخر واســــــتعباده من دون الله (راجع الحروب الاستعمارية المستمرة حتى اليوم) . أما عن الجزية فلها أسباب عدة أهمها الدفاع عن دول الإمبراطورية وأرجــــــو مراجعة الحملة الفرنسية على مصر وقصة الجنرال يعقوب .
ياسيدى الفاضل العصر الحالي لا يعترف بالكيانات الصغيرة الهشة ولكنه عصر التكتلات الكبيرة فشئت أم أبيت فالعالم الخارجي يتعامل مع العرب ككيان واحـــد متعدد ومتعمق الروابط من دم ودين ولغة وتاريخ وجغرافيا فلا مجال لآي دعوه شعوبية انفصالية فهو وطن عربي واحد ذو مصالح مشتركة ومتكاملة . وأخيرا الأولى بالعنــــــــــاية والتركيز والبحث هو كيفيـة الخروج من الوضع المتخلف والمتدني الذي نعيشه ألان لنسترجع مجدنا المفقود حتى نجد لنـــــــا موضع قدم في هذا العالم الذي لا مكان فيه للضعفــــاء آذ يجب العمل على إيجاد مشروع نـــــــــهضوى يشارك فيه جميع المخلصين الأسوياء بهذا الوطن أساس ذلك المشروع احترام أدميه الإنســــــــان وتفهم وتقبل الأخر وهدفه القضـــــاء على الجهـــــــل والفقر والمرض والفساد بغيه الوصول لمجتمع قــــــــــــوى وسليم لتلافى والحد والتقليـــــــل من الإفرازات المرضية للمجتمع الناتجة عن إغتراب وإهتزاز البعض وتصورهم لأفكار خيالية خارج الواقع المعاش مثل السادة صلاح يوسف ورعد الحافظ ومحمد البدرى والحكيم البابلى وما يصدر عنهم من صور قذف وسب وشتائم يخرج ما فى جعبتهم من بعد عن إحترام مشاعر وتقاليد المجموع الأعظم من سكان مطقتنا فى صراع فكرى بدائى لم يصل بعد إلى حالته الأنسانية بعقلانيتها وسموها.ا والسؤال ألان كيف ومن أين يبدأ ذلك المشرع النهضوى؟
#الصقر_العربى (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
المزيد.....
-
المقاومة الاسلامية بلبنان تستهدف قاعدة حيفا البحرية وتصيب اه
...
-
عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى
-
مستعمرون ينشرون صورة تُحاكي إقامة الهيكل على أنقاض المسجد ال
...
-
الإعلام العبري: المهم أن نتذكر أن السيسي هو نفس الجنرال الذي
...
-
ثبتها فوراً لأطفالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على نايل سات
...
-
الجنائية الدولية تسجن قياديا سابقا في أنصار الدين بمالي
-
نزع سلاح حزب الله والتوترات الطائفية في لبنان.. شاهد ما قاله
...
-
الدعم الأميركي لكيان الاحتلال في مواجهة المقاومة الإسلامية
-
إيهود باراك يفصح عما سيحدث لنتنياهو فور توقف الحرب على غزة
-
“ألف مبروك للحجاج”.. نتائج أسماء الفائزين بقرعة الحج 2025 في
...
المزيد.....
-
مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي
/ حميد زناز
-
العنف والحرية في الإسلام
/ محمد الهلالي وحنان قصبي
-
هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا
/ محمد حسين يونس
-
المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر
...
/ سامي الذيب
-
مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع
...
/ فارس إيغو
-
الكراس كتاب ما بعد القرآن
/ محمد علي صاحبُ الكراس
-
المسيحية بين الرومان والعرب
/ عيسى بن ضيف الله حداد
-
( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا
/ أحمد صبحى منصور
-
كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد
/ جدو دبريل
-
الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5
/ جدو جبريل
المزيد.....
|