|
كذابين الزفة أصحاب السعادة ..1..
محمد سليم
الحوار المتمدن-العدد: 2865 - 2009 / 12 / 22 - 23:39
المحور:
كتابات ساخرة
كذابين الزفة..من التعبيرات المصرية الساحرة..الملفوفة بدلالات مستترة والمحشوة بمفارقات غريبة..يُطلق التعبير من منصّة السخرية على الذين يبالغون في إظهار عواطفهم الكاذبة -بطريقة مكشوفة وبتمثيليات قرعة-لدرجة أنك تظن..لا..بل تقتنع تماماً أنهم أصحاب الزفة وغيرهم كم مهمل لا لزوم له..كما ويُطلق التعبيرعلى أي زفةً كانت(ليلة عُرس،صوان عزاء،خيمة خطابة سياسية،صالة عرض مسرحي أو نحو ذلك) تحوي جمعاً غفيراً من الحضور..فالمصري عندما يرى الرجل/المرأة تبكي بحرقة وتولّول بحمية وتلّطم بحرفية أكثر من( أللي خلفوا المرحوم) يعني مموّته نفسها من الاندماج والتقمّص يقول في نفسه بمرارة ضحِكاً بملء فيه: يا كذاب/ة زفة مع أن الحدث مأساوي والجنازة حارة والميّت على رأس الكل و..الله يرحمه..وبالفرْح كذلك تجد المرأة تزغرد وتزغرد-وتنزل رقص وهز وسط وبيع في اللحم الحي- و خلينا في المهم..مكتوب يا خويا في الكُتب بلغة فصحى؛ لكل زمان رجال ونحن بزمن يعز فيه الرجال..وأهل المحروسة تجرى على ألسنتهم بخبرة السنين مقولة:لكل زفة كذابين..وما أكثرهم بكل زمنكان..حلوة زمنكان؟..بدون كلام..لا توجد زفة ألا بوجود (جثة) تستدعي الّلمة والجنازة الحارة..أقصد (موزّة) لا مؤاخذة بكوشة وعريسها في جنبها–لازق ومتبّت- فهما أساس الفرحَ وأصل العُرس..والمتاعيس..يووُه ولا مؤاخذة المعازيم..المعزّيين من سُبل شتى بلا شك ولهم مأرب مختلفة بلا ريب................... ومن المشيّعين/المهنئين من يكون حضوره بدعوة رسمية لما لهم من هيبة ووقار– فحضورهم إلى الزفة من لوازم البرستيج والفشخرة الكذابة والذي منه- يحتلون غالباً صدر المأتم/الفرح..ويتربّعون على كراسي فخمة مزركشة تُناسب مقامهم الرفيع وأيضا هم مفخرة صاحب الزفة الجنازة –مرآة الزفة المَقعّرة-..والغريب فيهم يا جدع..أنهم يظهرون تأففاً من العامة وفي نفس الوقت يستمتعون أيما استمتاع بلملمة السّذّج حولهم ..بسْ.. من بعيد لبعيد وكأن متعتهم في الحياة التعالي ومتاعهم التكبّر..ولا تراهم إلا وأناملهم الرقيقة تداعب صدور ملابسهم الراقية كلما أقترب منهم حرفوشاً من الحرافيش البُسطاء..ما رأيك عزيزي القارئ في كتابتي حرفوشاً من ناحية النحو والصرف والبيان؟..مُش ضروري..كما يصرّون إصرارا عجيباً على خروج كلماتهم من أطراف أنوفهم الشامخة فيذكّرونك بوقفات الزعيم القذافي الذي جعل من وقفة يوم عرفة وقفات....ومن المعازيم من يكون ماراً بالجوار فــ يرى البهرجة والزينة فيدخل في المعمعة ربما ينال من الحظ نصيب فــ يخطف قطعة جاتوا من هنا أو يلهف زجاجة كازوزة ساقعة من هناك وعادة يدفعه متعة مُستترة وهى التصبّب- باللُبناني يا عمنا وليس التصيّد-على نسوان الفرح النصف عرايا/الحُمر من كثرة اللطم مراهقا كان أم خنشورا.. أيضا..كنت أتمنى سؤالك رأيك في خنشورا من ناحية الدِلالة والبلاغة النحوية.. طبعا....لا يخلو أي فرحْ من صِبية فرافير لحمل المشاعل والشموع والرقص هنا والرقع هناك لإحداث أكبر جلبة ممكنة..فــ وجود الفرافير أمر محبوب ومرغوب خاصة لرفع ذيل فستان العروس الطويل المجرجر..ولكن قد يصل بهم الأمر خاصةً لو تُرِك لهم الحبل على غاربه إلى الصراخ والتشاحن فيما بينهم على أتفه الأمور وتنتهي الزفة بكرسي في الكلوب من فتوات الزفة ومن ثم استدعاء رجال الأمن للجمع المحتشد وخطف العروسين....ومنهم طُرش الزفة الذين احتلوا مقاعدهم ولم يغادروها لثقل مؤخراتهم ولاستمتاعهم بالنظر هنا والتصفيق بحرارة هناك دونما مبرر منطقي أو دافع عقلاني فهم هتيفة ومسقفاتية على فجأة - يعني مافيش منهم ضرر-..الله يبارك فيهم....ومنهم ولا شك أصحاب السعادة عواجيز واختيارية الزفة فوجودهم مربط المِعزة وقشر البطيخة القرعة بمقالنا هذا..يأتون الزفة(عُرس/ مأتم) بمظهر المتصابي/ة وكأن الزمان لم يأكلهم ولا الدهر شربهم..نعم همُ الكُبّرة والبركة وأي نعم هم أصحاب الماضي والحنكة..ولكنهم غالبا يتغامزون ويلمزون بسوء الظن من العُرس وأهله وقلة الطعام وشُربه وقد تصل بهم الفجاجة والصفراوية أن يمنّي الواحد/ة منهم أن تكون العروس/ه من نصيبه..ومن هذا الباب يتهامسون بمصمصة الشفاه والضرب على الكفين حسرةً وندامةً على ما فات من أيام الصبا وسوء حظهم المنيّل....ومنهم حواجب الزفة – جمع حاجب–وهو الفتوة المُهنّدم الثياب..لأ مُشْ مهند التركي يا خويا..الذي يقف على أبواب الفَرحَ للبحلقة في الشاردة والواردة ولـ ترتيب وتنظيم الحضور..وتقسيم المغانم وترتيب المعازيم إلى فئات ومجموعات مختلفة ويظن ظن المتوهم أن دوره هذا يفوق وجود العريس ذاته وأهله واللي خلفوه..ومنهم ومنهم /ومنهن ومنهن ................. وإن كان هذا هو ما يحدث في عالم الواقع وأرض الحقيقة فماذا عن عالم الخيال السيبري؟..و.. ما رأيكم الآن بفاصل قصير ونعود باستفاضة لــ لُب البطيخة القارعة كذابين زفة الانترنت؟!.. وأليكم ع الماشي: دخل رجل إلى محل الحلاق ..وبعد أن تربّع على كرسي الحلاقة .. وبطبيعة الحال قدم رأسه للمزّين طواعية ..وكَسَر رقبته كُرهاً تحت يديه ثم قال له: يا حلاق يا خويا( يستعطفه بالقوي)..يا مزيّن( يلح في السؤال ويستفزه طلبا لسرعة الإجابة ) قل لي( يسأله بلطف) ..قل لي بربك( يقسم عليه ليسمع إجابة صادقة )..شعري أسود وألا أبيض ؟!..رد الحلاق ببرود كالمعتاد : يا باشا مستعجل على أيه دلوقتي ينزل وتشوفه!!......و........ نزّل الستارة يا جدع..بسرعةبسرعة..وحدد نوع المقالة وتاريخ الولادة...... تعبيرات ســــــاخرة 15/12/2009
#محمد_سليم (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
لحّقْ حالك صفعة الوزير الأردني بألفي دينار,,
-
غطوها وصوتوا غطوها وصوتوا
-
دونكشوت وطواحين الهواء الفلسطينية,,
-
شوية عكننة بالمصرى الفصيح
-
أموت واعرف !؟
-
ساعة تروح وساعة تيجى
-
فراخ تبيض وشعوب تكاكى !
-
بوش راجل ولا مؤاخذة
-
يُحكى أن ,,
-
تحليل جيو استراتيجي استاتيكى حتى النهاية فى مسألة قطاع غزة ا
...
-
سيادة القانون والأرانب..
-
يا عامة الناس عليكم بأكل الملوخية ..
-
حدوتة أمي؛ كل حاجة صُغننه
-
قمم عربية بلا بلا فخر..
-
المواطن قفشوه..!
-
لقمة العيش بمعيار عالمى !!..
-
قمرنا بايظ
-
أشُفها أشُفها..!!..
-
في المُشمُش لو فهمت !!
-
تيار كارى كركم !!
المزيد.....
-
-ثقوب-.. الفكرة وحدها لا تكفي لصنع فيلم سينمائي
-
-قصتنا من دون تشفير-.. رحلة رونالدو في فيلم وثائقي
-
مصر.. وفاة الفنان عادل الفار والكشف عن لحظات حياته الأخيرة
-
فيلم -سلمى- يوجه تحية للراحل عبداللطيف عبدالحميد من القاهرة
...
-
جيل -زد- والأدب.. كاتب مغربي يتحدث عن تجربته في تيك توك وفيس
...
-
أدبه ما زال حاضرا.. 51 عاما على رحيل تيسير السبول
-
طالبان تحظر هذه الأعمال الأدبية..وتلاحق صور الكائنات الحية
-
ظاهرة الدروس الخصوصية.. ترسيخ للفوارق الاجتماعية والثقافية ف
...
-
24ساعه افلام.. تردد روتانا سينما الجديد 2024 على النايل سات
...
-
معجب يفاجئ نجما مصريا بطلب غريب في الشارع (فيديو)
المزيد.....
-
فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط
/ سامى لبيب
-
وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4)
...
/ غياث المرزوق
-
التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت
/ محمد فشفاشي
-
سَلَامُ ليَـــــالِيك
/ مزوار محمد سعيد
-
سور الأزبكية : مقامة أدبية
/ ماجد هاشم كيلاني
-
مقامات الكيلاني
/ ماجد هاشم كيلاني
-
االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب
/ سامي عبدالعال
-
تخاريف
/ أيمن زهري
-
البنطلون لأ
/ خالد ابوعليو
-
مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل
/ نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم
المزيد.....
|