أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلاقات الجنسية والاسرية - سوزان خواتمي - انا رومانسي اذن انا موجود














المزيد.....

انا رومانسي اذن انا موجود


سوزان خواتمي

الحوار المتمدن-العدد: 2865 - 2009 / 12 / 22 - 23:38
المحور: العلاقات الجنسية والاسرية
    


ارتبط معنى الرومانسية بالنساء دون الرجال، وبجيل التلفزيون عن جيل الانترنت، وببعض المهن كالأدباء والشعراء والفنانين عن سواهم ممن يعملون في مهن أخرى، كالجزارين والقضاة وأصحاب الأطيان والأملاك، ولكني أجد أن هذا الربط يفتقر إلى الدقة، إذا ماأخذنا بعين الاعتبار استثناءات كثيرة تنقض الفرضية، ويجعلها نظرية غير دقيقة بالمرة، أو في احسن الاحوال ليست صحيحة مائة بالمئة.
فعلى سبيل المثال تسجل الإحصاءات أن نسبة المنتحرين من الرجال أو أولئك الذين هددوا بسكين الانتحار، أو
بـ(بندوله)، أكثر بكثير من النساء، اللاتي يفضلن الطرق السلمية للنحيب، ويفرطّن حتى الشهقة الاخيرة ببهاء بشرتهن الذي تسببه أورام القلب، بل نادراً ماتصاب المرأة بالجنون من فرط الحب، ولم يسجل التاريخ اسم مجنونة، فإن كان في ذلك عارا، ليحاسب التاريخ وليس انا، فيما سجل مجنون ليلى اسمه خالداً في تاريخ العشق والأدب كرجل ساح في رمال الضياع باحثا عن ليلاه او هارباُ منها. كما انتحر روميو لانه لم يتوخ الحقيقة وظن إثما أن جولييت المغمى عليها قد ماتت..

صحيح أن الرومانسية ارتبطت بجيل أفلام الستينات والسبعينات، وتحولت عن تجسيدها أفلام التسعينات المسوقة للتنطيط العفاريتي والمروجة لالفاظ ليس لها اي جذر لغوي معروف، لكنها لم تستطع ان تسقط نهائياً الحب كتهمة مستحبة عن جيل شبابنا ، شباب التسعينات، فهم مأخوذون حتى البله، بالوله المبثوث عبر الماسنجر والمنقول عبر ايميلات الانترنت، متسمرين في مكانهم، ومن مكانهم بإمكانهم التعبير عن عواطفهم من خلال مسجات الموبايلات، التي تسمح بإرسال الصوت والصورة والرموز التعبيرية وأغاني الساعة، كنشرة عاطفية تبث أولاً بأول ، دون أن يتكلف عناء الملاحقة بحذاء يتآكل نعله، واللطعة لساعات غير محدودة امام المدرسة او امام الكلية. هذا لايشبه البتة الساعات التي استغرقها عبد الحليم في بث لواعجه في أذن حبيبته لبنى عبد العزيز في فيلم – الوسادة الخالية- شاغلاً خط الهاتف، ومربكاً معه قسم تحصيل فواتيرشركة الاتصالات لأنه لن يستطيع دفعها.. الفرق بين الحبين : فاتورة الهاتف والحس العملي .!
اما الحب كلغة مشاعر صاعقة ، لها أول ولها آخر، فهو نفسه لم يخفت وهجه، وإن تغيرت امكانياته وتعددت مستوياته، بالعكس هذه الأيام ليس من الضرورة افتعال مشاعر الحب كي يتحدث شاب إلى فتاة، فمن الطبيعي علاقات الزمالة والصداقة والاخوة والمعرفة والتحية من بعيد لبعيد، ولن يكون هناك خطر على الشرف الرفيع إلا برضى الطرفين..

الأمر نفسه يقاس على منطقة الحب التي يسطرها ادباء الحداثة، فالشاعر الغارق في الحب، وحتى يشفى، سيظل يكتب عن حبيبته، مغمساً خبزه في زيتها، مشعلاً ليلها بالأمنيات، متقرباً ،متزلفاً ، مقارباً مباعداً، لكنه يحب .. وربما من دواعي حسن الحظ تخففهم من الفخامة اللغوية التي جعلت لأسماء الحب وصفاته مايتعدى الخمسين لفظاً،وجعلتنا نحتاس في تقليب القواميس، فمن المحبة والوله والصبابة والشغف والكلف والتتيم والعشق وغيرها...إلى تساؤل واضح: بتحبيني أم لا ..تلك هي المسألة.!
مختصرين طريقة أحمد شوقي طويلة الانفاس :
نظرة فابتسامة فسلام فكلام فسلام فموعد فلقاء

ان اختصار طريق العشاق وطرقهم حاجة ضرورية لعصر السرعة، والحياة التي لايمكن أن تنتظر، لكنها في المقابل تقدم بدائل مفيدة ، خاصة أن أي روح( مش اي روح اوي) تحتاج لمنفذ تهرب منه من فجاجة الواقع، وقهر اليومي، لترتمي ولو قليلاً في حضن الحلم، والرومانسية بتحولاتها التي تنعش الفؤاد على حد تعبير شاعر مات بحسرتها.
ومازال بإمكاننا حال رغبنا ، ابتكار رومانسيتنا الخاصة، التي تتلاءم مع ظروفنا الخاصة، كأن نسعد صباحاتنا الراكضة بأغنية فيروزية، أو نتبادل الابتسامات المشرقة، أو نستمر في الاعتقاد أن الحظ الجيد من نصيبنا، أو نسامح لأننا جميعنا مخطئون، أو نربت على الجرح حتى يشفى، أو نعثر لمرة واحدة أو أكثر من مرة إن تعذر الرقم الأول، على من يشاركنا فرشاة الاسنان، ووسادة الاحلام، والرغبة في اشعال شمعة رومانسية لاتنطفئ





#سوزان_خواتمي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لنتحدث ياصديقتي
- في قاهرة المعز : الحكم في غرق العبارة ومؤتمرات الشعر
- المهاجرة التي اطاحت بوزير اعلام
- جدتي زينب
- جدتي زينبس
- الدخول في النسيان: لاتعتذر
- ضمي الليل ونامي
- الرجل كائن لايمكن ارضاءه
- ماذا يعني يوم المرأة العالمي
- ياله من وطن
- مصطلح الأدب النسائي يحتاج إلى مراجعة
- طعم الزبد
- المرأة بين الواقع والصورة: الكأس فاضي أم مليان
- (وعي الحكاية: قراءة في مجموعة (وأدرك شهرزاد الملل
- أتهجى الحب ولا أبكي
- حادثة قيدت ضد مجهول
- طرق الدهشة
- بنات الرياض : لعبة الضجيج وغياب الرواية
- من ذاتية الألم إلى إبداع النص
- تنويعات القص الرشيق عند دلع المفتي


المزيد.....




- الوكالة الوطنية توضح حقيقة زيادة منحة المرأة الماكثة في المن ...
- ما حقيقة اعتقال 5 متهمين باغتصاب موظف تعداد في بابل؟
- مركز حقوقي: نسبة العنف الاسري على الفتيات 73% والذكور 27%
- بعد أكثر من عام على قبلة روبياليس -المسيئة-.. الآثار السلبية ...
- استشهاد الصحافية الفلسطينية فاطمة الكريري بعد منعها من العلا ...
- الطفولة في لبنان تحت رعب العدوان
- ما هي شروط التقديم على منحة المرأة الماكثة في البيت + كيفية ...
- الوكالة الوطنية تكشف حقيقة زيادة منحة المرأة الماكثة في البي ...
- تحديد عيب وراثي رئيسي مرتبط بالعقم عند النساء
- فوز ترامب يهيمن على نقاشات قمة المرأة العالمية بواشنطن


المزيد.....

- الجندر والجنسانية - جوديث بتلر / حسين القطان
- بول ريكور: الجنس والمقدّس / فتحي المسكيني
- المسألة الجنسية بالوطن العربي: محاولة للفهم / رشيد جرموني
- الحب والزواج.. / ايما جولدمان
- جدلية الجنس - (الفصل الأوّل) / شولاميث فايرستون
- حول الاجهاض / منصور حكمت
- حول المعتقدات والسلوكيات الجنسية / صفاء طميش
- ملوك الدعارة / إدريس ولد القابلة
- الجنس الحضاري / المنصور جعفر


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلاقات الجنسية والاسرية - سوزان خواتمي - انا رومانسي اذن انا موجود