|
أنفلونزا الجدبان ....؟
مصطفى حقي
الحوار المتمدن-العدد: 2865 - 2009 / 12 / 22 - 20:22
المحور:
كتابات ساخرة
في هجمة ارتدادية للعقل وهو يغزو تلافيف دماغ امير الجدبان و ينفض عنه غبار جهل الجدبنة ليطفو فوق بحرٍ روحاني قدري استسلامي كان قد استقر في القاع منه خلال مئات من الأعوام يقدس إلها من صنع البشر وبشراً لبسوا قدسية ذلك الإله وسخروه عبدا أبديا ساجدا راكعا متوسلا ، وهو مستعذب ذلك العطاء الإلهي المقدس ويشكر السادة الحكام على مدار الساعة وبخشوع ويفخر بعبوديته ويسمي نفسه وأولاده بالعبد لله وكأن الإله ووفق وصفهم ونظرتهم إليه بحاجة إلى العبيد ، ولو كان هذا هو قصد الإله لنزع عن الإنسان نزعة التفكير وساواه بالبهيمة يسير على الغريزة وليس العقل والفكر ... أمير الجدبان الآن استرد عقله بعد عقود من الحجر ، وبدأ يفكر بعقلانية وهو متأكد أن الردة العقلية لديه هي فسحة قصيرة ونزهة في رحاب الفكر ويجب أن يستغلها لمصلحة الجدبان لأنه لا بد أن يعود إليها ، ومنذ بداية النزهة العقلية أحس بوطأة التفكير وصعوبته وقد أمضى جلّ عمره خانعاً مستسلماً لسلام الجدبنة وسحرها اللذيذ في الترداد الببغائي والسلوك المبرمج لصالع عصا الراعي من الزريبة إلى المرعى وأخيراً إلى المسلخ .. .. لقد فوجئ أمير الجدبان ( أبو ذكي ) في صحوته الفكرية الطارئة أن الشهرة قد نالت حتى الخنزير ( أبو شحم ) والحمار ( أبو صابر ) وأخيراً التيس ( أبوعناد ) والعالم كله صار يتحدث عنهم ، وأما ( شعوب الجدبنة ) والتي تشكل أكثر من خمس سكان العالم فهم في آخر قوائم التقويم الثقافي والصحي وتبين له خلال تصفحه الكمبيوتر من أن الطفل العربي لا يقرأ إلا 100 صفحة في العام بينما يقرأ نظيره الغربي 50 كتاباً ، وأن العدد الإجمالي للكتب المترجمة في العام الواحد في الدول العربية مجتمعة هو 330 كتابا وهذا يعادل خمس مما تترجمه اليونان.عدد سكان اليونان حوالي 10 ملايين.في حين يبلغ عدد العرب حوالي 360 مليونا –،وان عالمنا العربي يصدر حوالي 1650 كتاب سنوياً، أما في دول الغرب لاسيما أمريكا فانها تصدر ما يقارب 85 ألف كتاب سنويا. ومن مقال للسيد القمني قرأ ...إن شعباً يقولون له إخلع ، فيخلع ، و يقولون له البس ، فيلبس ، هو شعب قد تم محو شخصيته ، شعب آخر غير شعبنا التاريخي العظيم ، فشعب الصحوة الإسلامية المصري شعب مسلوب الإرادة و خاضع للأوامر التي لا تحمل إقناعاً و لا دليلاً على جدواها لأمنه و سلامته و تقدمه ، و هو الشأن المخيف الذي استجد على هذا الشعب العظيم ، هنا الرعب العظيم !! فماذا حدث يا شعب ؟! العجيب أن يعود النقاب و الحجاب للأمة و هي مهزومة و في حضيض الامم و بحاجة لتنفس هواء الحرية للخروج من مستنقع المتخلفين ، و من هزيمتها الحضارية المنكرة ؟ أسوأ ما في الأمر كله هو استجابة شعب بحجم الشعب المصري ليخضع لأوامر و نواه و يقبل بالخضوع و الخنوع و الإنزلاق إلى حفرة العصور الوسطى المظلمة ، دون أن تحميه مناعته التاريخية التي كانت درعاً واقياً له عبر تاريخه الطويل ، عن هذا السقوط المدوي ، ليخلع و يلبس و يأكل و ينام و يتكلم و يسكت و ينكح و يتبول و يتغوط و يحب و يكره بأوامر و نواه و أدعية وفتاوي دون أي براهين واضحة لعائدية هذه الطاعة على الوطن و المجتمع ..؟ وأما عند معلومة عدد الأميين كاد أبو ذكي أمير الجدبان أن يغمى عليه وهو غير مصد ق والتقرير يؤكد الكاتب نضال الصالح : إن حقائق الأرقام في العالم العربي تثبت وجود 66.4% من سكانه (58 مليون بالغ) أميّون0 النسبة العظمى من جمهور الشعب العربي بشقية القارئ والأمي يعيش تحت سلطة خطباء الجوامع وخطباء الشاشات التلفزيونية الممولة بالبترودولار؟ المساجد وخطباءها منتشرون في كل حارة وكل قرية وكل خربة. القرية - لا يتجاوز عدد سكانها الستمائة نفر فيها عدة مساجد وإن وجد فيها مدرسة فهناك مدرسة واحدة إبتدائية. المحطات التلفزيونية البترودولارية تبث فكرها المتحجر طوال الليل والنهار وبدون توقف وتدخل على المواطن العربي حتى في غرفة نومة وطعامه وجلوسه. لقد أصبح خطباء شاشات التلفزيون هذه أشهر من المغنين والممثلين ...؟ ومن فوره اتصل أبو زكي بالمقر السري لمافيا الاتجار بالكوارث ..؟ لقبول عضو جديد ومهم في نادي أنفلونزا جدبان الشرق المتقوقع ، وليخسأ الخنزير والحمار والتيس ... الأنفلونزا الجدبانية لنا ، ومبروك لزعماء السياسة والدين لاجتياح وباء انفلونزا الجدبان لشعوبهم النائمة ولتستمر في نومها ولينتهي هذا المقال كنهاية مقال أكرم الصوراني بجزء من قصيدة مظفر النواب وهو يقول : " .. أنا يقتلني نصف الدفء ، ونصف الموقف أكثر .. سيدتي نحن بغايا مثلك ، يزني القهر بنا .. والدين الكاذب .. والفكر الكاذب .. والخبز الكاذب .. فالبعض يبيع اليابس والأخضر ويدافع عن كل قضايا الكون ويهرب من وجه قضيته ، سأبولُ عليه وأسكر .. ثم أَبولُ عليه وأسكر .. ثم نَبولُ عليه ونسكر .." .
#مصطفى_حقي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
جامع الجكارة بمآذنه ألأربع...؟
-
مبروك للحوار في عامه الثامن
-
مساجد بلا مآذن .. ؟
-
أنفلونزا التيوس ...؟
-
الإسلام (فين) والديمقراطية (فين) ...؟
-
انفلونزا الحمير ...؟
-
الأخضر والنعيسة وفيدرالية الوطن العصرية ...؟
-
أيهما أكثر صوناً للمرأة ألعقل أم قطعة قماش ..؟
-
ضرب المرأة حتى بوردة إهانة وإذلال ..؟
-
أيضاً لا لضرب النساء وحتى فى حال استحالة استمرار الحياة الزو
...
-
الذئب ....؟
-
هل النقاب حرية شخصية أم وسيلة قمع وإرهاب ....؟
-
لا لضرب المرأة حتى لو أرادت ذلك ياسيد حمادي بلخشين...؟
-
شيخ الأزهر ونقلة عصرية ضد النقاب ...؟
-
كيف لنا أن نبني أمجادنا والعقل مقيد مكبل ...؟
-
الغزو الإسلامي كان رحيماً بأهل الذمة وأهداهم عمر وثيقته المش
...
-
ماذا ينفع تمجيد الماضي التليد مع واقع الحاضر البليد ...؟
-
كيف للعلمانية التقدم والمناهج التربوية تتخطاها ...؟
-
علماني في وسط اسلامي اين المفر ...؟
-
حقوق امرأة باب الحارة بين الاتجاه المعاكس وعكس الاتجاه ...؟
المزيد.....
-
-جزيرة العرائس- باستضافة موسكو لأول مرة
-
-هواة الطوابع- الروسي يعرض في مهرجان القاهرة السينمائي
-
عن فلسفة النبوغ الشعري وأسباب التردي.. كيف نعرف أصناف الشعرا
...
-
-أجواء كانت مشحونة بالحيوية-.. صعود وهبوط السينما في المغرب
...
-
الكوفية: حكاية قماش نسجت الهوية الفلسطينية منذ الثورة الكبرى
...
-
رحيل الكوميدي المصري عادل الفار بعد صراع مع المرض
-
-ثقوب-.. الفكرة وحدها لا تكفي لصنع فيلم سينمائي
-
-قصتنا من دون تشفير-.. رحلة رونالدو في فيلم وثائقي
-
مصر.. وفاة الفنان عادل الفار والكشف عن لحظات حياته الأخيرة
-
فيلم -سلمى- يوجه تحية للراحل عبداللطيف عبدالحميد من القاهرة
...
المزيد.....
-
فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط
/ سامى لبيب
-
وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4)
...
/ غياث المرزوق
-
التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت
/ محمد فشفاشي
-
سَلَامُ ليَـــــالِيك
/ مزوار محمد سعيد
-
سور الأزبكية : مقامة أدبية
/ ماجد هاشم كيلاني
-
مقامات الكيلاني
/ ماجد هاشم كيلاني
-
االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب
/ سامي عبدالعال
-
تخاريف
/ أيمن زهري
-
البنطلون لأ
/ خالد ابوعليو
-
مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل
/ نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم
المزيد.....
|