أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نمر سعدي - الكلامُ الذي لم أقُلْهُ














المزيد.....

الكلامُ الذي لم أقُلْهُ


نمر سعدي

الحوار المتمدن-العدد: 2865 - 2009 / 12 / 22 - 15:01
المحور: الادب والفن
    


(1)
بقلبيَ عينانِ نضَّاحتانْ
وسمعٌ رهيفٌ لرَفَّةِ مُخملكِ الرطبِ في الليلِ
حينَ تجيئينَ مكتظَّةً باللهيبِ وبالثلجِ
مشغولةً بالمحارِ الحليبيِّ
مدهونةً بالشذى مثلَ نرجسةِ الشعرِ
مسكونةً بالبكاءِ المُشعِّ
على ما استقالَ من الشمعِ منكِ
وعابقةً بندى الأُغنياتِ العصيَّةِ...
حافلةً بالخرافةِ....../

قلبي بعينينِ نضَّاحتينِ
يرى فيكِ كُلَّ الذي لا تراهُ العيونْ
ويلمسُ همسَ الخطى
وانتباهَ الأصابعِ فوقَ الغصونْ
ورفَّةَ مخملكِ الرطبِ في الليلِ
حينَ تجيئينَ لاذعةً كالدموعِ
وشفَّافةً كبكاءِ الرضيعِ
وصافيةً كالينابيعِ
قاتلةً كأكُفِّ الشتاءِ
وناعمةً كحريرِ الصقيعْ
تجيئينَ عبرَ المساماتِ
عبرَ الخطى الوالهاتِ
وعبرَ انتظارِ القصيدةِ
عبرَ انهمارِ الكلامِ الجميلِ
المخاتلِ كاللصِّ أنثى الربيعْ
تجيئينَ.....
تندلعينَ بقلبي كسربِ السنونو
كحقلٍ من الجمرِ
تستنبتينَ الخرافةَ والمجدَ والنهرَ والحُلمَ
تنكسرينَ على صخرةٍ عاشقةْ
تجيئينَ موَّارةً بالأناشيدِ
منذورةً للطفولةِ
ملغومةً بالعواصفِ والقُبَلِ الحارقةْ
ومُزدانةً كالطبيعةِ في عُرسها
كإناثِ الطيورِ التي لم تعُدْ
من سِفارٍ إلى الحُبِّ والهاويةْ
أنتِ كالأبجدِّيةِ في قاعِ قلبي
وأيقونةٌ للمحبَّةِ ملءَ دمي ذاويةْ

(2)
كلَّما اندلعَتْ في عيوني الرياحينُ
واحتشَدَتْ في عروقي الزلازلُ
يـمَّمْتُ قبلةَ رائحةِ المسكِ في صدركِ المرمريِّ
ولوَّحتُ بالبَيرقِ المُتمزِّقِ
تحتَ الشفاهِ التي عمَّدتني
بماءِ الحنينِ ونارِ الطهارةِ
ذاتَ نهارٍ عصيٍّ على ما تقولينَ
عن وجعِ الكلماتِ التي لم تُحالفْ رؤاكِ
وراءَ المعاني الحبيسةِ مثلَ الأحاسيسِ...
أو شهقاتِ الفرَحْ
تجيئينَ أو تذهَبينَ كقوسِ قُزَحْ
وها أنني لا أُلملمُ إلاَّ بقاياكِ
مثلَ الذئابِ الوديعةِ
أو أنتشي بالرمادِ الحبيبِ.. ولذعِ القدَحْ
ألفُ نجمٍ على طرَفِ الخصرِ منكِ يُصيحونَ بي
وأنا بسمةٌ لا تغادرُ عينيكِ حينَ تنامينَ
أو طيفُ أمسكِ أو ظلُّهُ
أو مرايا اشتهائكِ
أو حقلُ رائحةٍ من سرابٍ
لرغوةِ شهوةِ قلبكِ خلفَ الفضاءِ انبطَحْ
وأنا دمعةٌ لا تغادرُ كفَّيكِ
حتى تُحيلَ دمي نهرَ نيلوفرٍ
في مهبِّ الرياحِ
وشوقي ضباباً لمعنى العدَمْ
كلُّ هذا الكلامِ الذي لم أقلْهُ
انتصارٌ لما فيكِ من رغبةٍ أو ندَمْ

(3)
بقلبيَ عينانِ نضَّاحتانْ
وأجراسُ وردٍ
وأنهارُ شهدٍ
وتسبيحةٌ للصباحِ الحزينِ
وأمطارُ دمعٍ لشوقِ الزمانْ
إلى ما تقولينَ يوماً بحسِّ الخريفِ المُروَّضِ
من غيرِ أن تنبسينَ ببنتِ شفاهٍ....
وتشتعلينَ بماءِ الحنانْ
بقلبيَ عينانِ نضَّاحتانْ

(4)
كانَ حُزنكِ أكبرَ من فسحةِ الصبرِ ملءَ يديَّ
وأوسعَ من قُبلةٍ كحوافِ الهلالِ المُقالِ من الجنَّتينِ
وأضيقَ من بسمةٍ عابرةْ
على مشهدِ الأرضِ والآخرةْ
كانَ حزنكِ يأخذني كالغريبِ إلى اللا مكانْ

(5)
كُلُّ هذا الكلامِ الذي يتمايلُ
مثلَ النسائمِ في غابِ روحي
ويُرجئني كالقصيدةِ من دونِ قصدٍ
إلى لحظةٍ غابرةْ
كلُّ هذا الكلامِ يُراودني عن وفائي
ويخلطُ كلَّ لعابِ الذئابِ
وسُمِّ الأفاعي..... بمائي

(6)
لماذا تريدينَ نقضَ الغيومِ التي
نسجتها أصابعُ بنلوبَ يوماً ثياباً لقلبي....
ونقضَ خيوطِ القمَرْ..؟
أنا لا أحبُّكِ أكثرَ من أيِّ شيءٍ
وليسَ أقلَّ من الأُقحوانِ الغريبِ بفصلِ الشتاءِ
فرُدِّي إليَّ نقاوةَ فجري
وبعضَ براءةِ شعري
وعمري الذي نقَّطتهُ دموعُ السفَرْ
ولا تقتلي بلبلاً في سَحَرْ
ولا تصبغي فلَّةً بقتامْ
................
أنا لن أُسائلَ لو مرَّةً واحدةْ
ولو كانَ سائلَ بعضُ انفعالي
وبعضُ جنونيَ فيكِ.....
فلا تصمتي أو تُجيبي
ولكن إلى الحبِّ توبي
وتوبي إلى نجمتي الشاردةْ
وراءَ سماءِ عيوني
وهاويةٍ في أعالي حنيني

(7)
شُرودُكِ بحرٌ كئيبٌ كئيبٌ.. ونارٌ طقوسيَّةٌ كالنوارسِ
راحتْ تُرفرفُ فوقَ جبيني
تُخلِّدُ مجدي القتيلَ الجميلَ صباهْ
تلذِّعُ قلبي بطعمِ الجليدِ الذي نزَّ من بسَمَاتِ الشفاهْ
وأنَّكِ أطهرُ من نسمةٍ في الضحى المُستعادْ
وأنصعُ من قبلةٍ لا تحطُّ بأيِّ بلادْ
وأشرسُ من ذئبةٍ في الفلاهْ

(8)
تستحمُّ دماؤكُ بالأغنياتِ
كما بالشموسِ الأليفةِ في كلِّ ليلةْ
ويُزهرُ وجهُكِ بالعنفوانْ
كأنَّكِ زنبقةٌ عاريةْ
وحوريةٌ لا تفارقني منذُ بدءِ الزمانْ
على صهوةِ الوجدِ والحلُمِ المستباحْ
فأزرعُ عينيَّ ماءَ بحارٍ
وحقلَ نجومٍ وراءَ الصباحْ
وأفهمُ فيكِ غموضَ الحياةْ
والوضوحَ الذي يتقطَّرُ من ساعديكِ
كماءِ الوضوءِ على شهقاتي
أنتِ سرٌّ لأفعى الأنوثةِ ينسابُ في قلبِ فُلَّةْ
وأنَّ عذابي المُتوَّجَ فيكِ قصيدةُ منفى
وسيفُ هيامي الذي هو أهيبُ
من غابةِ النارِ في ملكوتِ الظلامْ
بهِ سوفَ أُقتلُ يوماً بأُمِّ يميني
وأُصبحُ بعضَ الهديلِ القليلِ
وظلاًّ من الياسمينِ الحزينِ

(9)
الفراغُ يحفُّ دمي بالعذاباتِ
يرفعُ عينيَّ فوقَ الصليبِ المتوَّجِ بالشوكِ
يحضنني في الأعالي
ويُكملُني بالمعاني
التي نقصَتْ من كياني
الفراغُ يُمسِّدُ أظفارَهُ
بحريرِ الكلامِ الذي لم أقلهُ أنا.....
وأنا لم أكُنْ غيرَ ظلِّ الكلامِ المعلَّقِ بينَ السماءِ
وما بينَ أرضِ الخسارةِ.....
ما بينَ عينيَّ أقصى جحيمِ سدومَ
وما بينَ حُلمٍ يُرفرفُ أعلى سماءِ اليمامِ الذبيحِ
إلى لا انتهاءْ
ليتني كنتُ ظلاًّ لأنثى الخزامْ.



كانون أوَّل 2009






#نمر_سعدي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- موسيقى مرئية / المجموعة الشعرية كاملةً
- قصائد فلسطينية
- ينقصُني قمرٌ كيْ أعيشْ
- أُفكِّرُ بأشياءَ كثيرة
- مقالات نقدية عن تجربة نمر سعدي الشعرية
- مقالات أدبية
- مجموعة قصائد جديدة
- تأمُّلات حجريَّة
- أُنوثةُ القصيدة لدى الشاعر شوقي بزيع
- سلامٌ على قمرِ البنفسجِ في عينيكَ
- نشيدُ الإنشاد
- مجموعة قصائد
- يا قَمَراً يُصوِّبني إلى نفسي
- هذيَانُ ديكِ الجنِّ الحمصيِّ الأخيرُ
- مقالات وحوارات في الأدب
- قُبلةٌ للبياتي في ذكرى رحيلهِ العاشرة
- يُخيَّلُ لي
- محمد علي شمس الدين..
- إغمدي قُبلةً في خفايا الوريدْ
- مُعضلةُ الصَداقةِ اللدودةْ


المزيد.....




- طالبان تحظر هذه الأعمال الأدبية..وتلاحق صور الكائنات الحية
- ظاهرة الدروس الخصوصية.. ترسيخ للفوارق الاجتماعية والثقافية ف ...
- 24ساعه افلام.. تردد روتانا سينما الجديد 2024 على النايل سات ...
- معجب يفاجئ نجما مصريا بطلب غريب في الشارع (فيديو)
- بيع لوحة -إمبراطورية الضوء- السريالية بمبلغ قياسي!
- بشعار -العالم في كتاب-.. انطلاق معرض الكويت الدولي للكتاب في ...
- -الشتاء الأبدي- الروسي يعرض في القاهرة (فيديو)
- حفل إطلاق كتاب -رَحِم العالم.. أمومة عابرة للحدود- للناقدة ش ...
- انطلاق فعاليات معرض الكويت الدولي للكتاب 2024
- -سرقة قلادة أم كلثوم الذهبية في مصر-.. حفيدة كوكب الشرق تكشف ...


المزيد.....

- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري
- ببليوغرافيا الكاتب السيد الحافظ وأهم أعماله في المسرح والرو ... / السيد حافظ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نمر سعدي - الكلامُ الذي لم أقُلْهُ