أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حنان عارف - ذاكرة لها رائحة.......














المزيد.....

ذاكرة لها رائحة.......


حنان عارف

الحوار المتمدن-العدد: 2865 - 2009 / 12 / 22 - 15:01
المحور: الادب والفن
    



عندما تحب يصبح كل شيء أجمل.. أينما سرت ترى الجمال حتى في أكثر الأشياء قبحاً , تفيض نفسك حبا لتوزع على العالم كله ليصل حتى إلى أناس أحسست يوما بان الحياة ستكون أجمل لو لم يكونوا موجودين, ما هو سر العطر المنتشر في كل مكان , ينبعث من كل الورود حتى التي لا رائحة لها, من المطاعم, من المتاجر, من الصيدليات و المشافي.
ما هو سر هذا الطعم اللذيذ للقهوة المرة؟ هل انعدمت جميع الحبيبات المتوزعة على لساني و لم تعد موجودة إلا تلك الخاصة بالطعم الحلو؟
هل أجمل من شرب القهوة على شرفة المنزل مساءً و فيروز تغني "طلعلي البكي..." !
هل هناك لوحة تضاهي جمال وجه فتاة تبكي...!
أجلس وحدي محاطة بك, أرتشف قهوتي , تأتي إلى ذاكرتي صورتك و قد انسكبت القهوة على ثيابك و على الأرض تثور و تهدأ , أخبرك أن في هذا خير , تصرخ بوجهي ضاحكا أي خير هذا و قد اتسخ قميصي الأبيض بالقهوة السوداء .. آااه و هل هناك أجمل من هذين اللونين معاً و انظر إلى هذه الأشكال الجميلة التي رسمتها القهوة على الأرض و كأنها يد فنان... دعها هناك لا تلمسها دعها لتكون شاهد آخر على حبنا و عناقنا مثل هذه الصورة و هذا الحائط و تلك الكرسي ليصبح يوم القهوة هذا حدث تاريخي لنتعود القول: قبل يوم القهوة و بعد يوم القهوة.
رغم حزني اليوم و وحدتي لم استطع إلا أن ابتسم سعيدة مستعيدة هذه الذكرى أنظر إلى أصابعي لأرى آثار القهوة لا تزال حاضرة و كأنني الآن أحاول أن أنظف قميصك, المس شفتي بأصابعي فأتذوق طعمها و أشم رائحتها... تغني فيروز "كيفك أنت؟"
صحيح كيفك أنت من دوني أنا؟
لا استطيع أن أتخيل أي شيء بدونك! لا طعم للقهوة و لا نكهة, كلها اقترنت بك أنت.
الهواء يحمل رائحتك, تلك الرائحة التي تعشش في أنفي جميلة شهية كرائحة الخبز الخارج تواً من الفرن.
أغمض عيني لأرى وجهك الذي لا يفارقني, أمد يدي محاولة تلمسه.. تحترق أصابعي, أشعر بخدر في يدي... اسمع صوتك في أذنيّ ..صوتك هذا قادر وحده على إرباكي , على تفجيري , على سكوني , على ثورتي و هدوئي
صوتك يؤذن في المساجد , يقرع الأجراس في الكنائس , يخرج من المذياع ليغني مع فيروز " لملمت ذكرى لقاء الأمس بالهدب " ....
نسمة باردة داعبت وجهي, سترتي ملقاة على الأرض, فنجان قهوة فارغ, تسكت فيروز لا اسمع سوى الصمت... صمت قاتل.. صمت صاخب
و أنا أحبك في صمت أريد أن تمتلئ الدنيا به ضجيجا و صراخا و عويلا ...
....
فشلت جميع محاولاتي لنسيانك, خرجت مجددا للبحث عنك حاولت خلق الصدفة لأراك لكن الصدفة تبقى صدفة, اتبعت كل محاولات الغش و الخداع و التحايل على القدر و لم انجح...
و كأن القدر كان يلهو بي .. ينتابني شعور عظيم بأنك ستكون هناك اهرع كالمجنونة إلى المكان المنتظر اطلب من سائق التاكسي الإسراع قدر الإمكان متجاوزا كل حدود السرعة .
اخرج راسي لأشتم و ألعن و أحرك يديّ في جميع الاتجاهات ، انهال على المشاة و السيارات الأخرى بالسباب و الشتائم طالبة منهم أن يفسحوا الطريق لي بسرعة فنحن في حال إسعاف ...فقلبي يحتضر .

ابحث عنك في كل زاوية في كل ركن , اشعر بك هنا أشم رائحتك ,ا سمع صدى ضحكتك التي لا تزال تسبح في هواء الغرفة , هنا طاولة تحمل بصماتك و أنت تنقر عليها بأصابعك , منفضة امتلأت بأنواع السجائر التي تدخنها أنت , علبة بيرة فارغة من النوع الذي تفضله , جريدة قلبت صفحاتها بعصبية لتستقر على موضوع يثير اهتمامك ... و لكن أين أنت ؟؟؟ لماذا ذهبت لماذا لم تنتظرني , ألم تشعر بأني سآتي إليك ؟؟ أم أنها هي من استعجلت الرحيل لأنها شعرت بالخطر القادم... استطيع أن اشعر بوجودها معك فها هي تطبع احمر الشفاه خاصتها على السجائر و على الكأس الفارغ الموجود في الجهة المقابلة لكرسيك , عطر نسائي كريه يختلط بعطرك ....
هل كان للبيرة معها نفس المذاق الذي كنا نشعر به معا, هل يرسم الدخان نفس الأشكال التي كان يرسمها عندما كنا ننفخ دخان سجائرنا معا ....
هل حقاً ...
لا يزال كل شيء على حاله إلا أنا ؟؟؟





#حنان_عارف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أدونيس و البحر و قصابين ...
- .. ثم افتحوا لي أبواب دهشتي
- أدونيس الذي يجهل نفسه يؤكد بأن الله لم يعد لديه ما يقوله!!!!
- أخطو خطوة أخرى إلى الأمام ...
- حلم ليلة حب ...
- لا أشياؤنا... وأشياؤهم
- عيد للأم!! لا تؤاخذوني...
- لماذا لا يحب الناس في لين وفي يسر ؟؟؟
- أمنيات غير حقيقية ..لعام لم يأت بعد ...
- من كان بلا خطيئة فليرجمني بحجر...


المزيد.....




- مهرجان الأفلام الوثائقية لـRT -زمن أبطالنا- ينطلق في صربيا ب ...
- فوز الشاعر اللبناني شربل داغر بجائزة أبو القاسم الشابي في تو ...
- الموصل تحتضن مهرجان بابلون للأفلام الوثائقية للمرة الثانية
- متى وكيف يبدأ تعليم أطفالك فنون الطهي؟
- فنان أمريكي شهير يكشف عن مثليته الجنسية
- موسكو.. انطلاق أيام الثقافة البحرينية
- مسلسل الطائر الرفراف الحلقة 84 مترجمة بجودة عالية قصة عشق
- إبراهيم نصر الله: عمر الرجال أطول من الإمبراطوريات
- الفلسطينية لينا خلف تفاحة تفوز بجائزة الكتاب الوطني للشعر
- يفوز بيرسيفال إيفرت بجائزة الكتاب الوطني للرواية


المزيد.....

- التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ / عبد الكريم برشيد
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حنان عارف - ذاكرة لها رائحة.......