اغبياء اذا اردتم تكرار مافعلوه

محمد الرديني

الحوار المتمدن-العدد: 2865 - 2009 / 12 / 22 - 11:55
المحور: كتابات ساخرة
    

لااحد ينكر ان الحكم السابق وظف ناسا في مواقع حساسة واعطاهم رتبا لم يحلموا بها حتى ولو حصلوا على الفانوس السحري.. وكلنا نعرف كيف كانت شخصية نائب رئيس الجمهورية آنذاك الذي ظل في الظل طول تسلمه لمهامه منذ ان كان رئيسا للجمعيات الفلاحية في نهاية السبعينات من القرن الماضي.. وكلنا نعرف منحدر القائد العام للجيش الشعبي آنذاك ايضا . كما ظهرت الى السطح بعد ذلك شخصيات اخرى كثيرة فهذا سلطان المجيد وذاك "عفريت" المجيد وعلي المجيد وغيرهم من آل المجيد "حفظ الله سرهم جميعا" . وماعدا هؤلاء هناك العشرات الذين قتلتهم رصاصة قناص او مازالوا احياء عند ربهم يرزقون وهم ابناء السلطة الميامين. ولاشك ان الكثيرين من المتابعين رأوا من على مواقع عدد من شبكات الانترنت المصورة كيف كان ينكل هؤلاء بشباب العراق بحجة انهم يرتادون الجوامع لاداء الصلاة او تسرب تقرير من اقربائهم يشير الى تأففهم من الوضع "الراهن".
لست بصدد تعداد اسماء هؤلاء الذين انحدروا من سلالة غول ابله وعاثوا في الناس قتلا وتنكيلا ولكني بصدد خبر نشر في العديد من المواقع الاعلامية والالكترونية امس صرح فيه قائد امني عراقي رفيع المستوى بأن الرتب العسكرية العليا الحالية منحت الى اقرباء المسوؤلين دون وجه حق ولا كفاءة.
تعالوا نقرأ الخبر بالتفصيل الممل: " قال قائد امني عراقي ان رؤوساء الحكومات العراقية بعد عام 2003 منحوا مئات الرتب العسكرية لاشخاص من احزابهم او اقاربهم او اتباعهم بطرق مخالفة للقانون وغير دستورية ، موضحا ان ذلك كان سببا رئيسا في بروز ضباط كبار عرقلوا تطور الاعداد الامني لقواتنا المسلحة والاجهزة الامنية وتدهور الامن وسمعة الجيش ، واشار القائد الامني الذي طلب عدم نشر اسمه " لوكالة الصحافة العراقية " الى ضرورة ان يعاد النظر بهذه المخالفات غير القانونية ، وقال القائد الامني ان هناك من يعلق كل شيء في تدهور الامن على ضباط سابقين من الجيش السابق او غيره ، دون ان يقول ان هناك اشخاصا نالوا رتبا عالية حتى اكبر من سنوات اعمارهم ، وقادوا اجهزة امنية ومنهم من لا يحمل شهادة الابتدائية او المتوسطة ، مشيرا الى ان مسؤولين في الدولة وخاصة رؤوساء الحكومات بعد عام 2003 منحوا الرتب على اهوائهم ، ودون دورات لاشخاص لا يعرفون أي شيء عن الانضباط العسكري وواجبات الاجهزة الامنية والقوات المسلحة ، وقال القائد الامني الكبير ان مناقشة هذه الظاهرة لابد ان تتم الان مع تدهور الوضع الامني ، والا ما معنى ان ينال اشخاص رتبا كبيرة لقربهم من مسؤول ، وقال ان هؤلاء الضباط الكبار غير الحقيقيين يملئون دوائر الدولة ومقرات اعلى سلطة في البلاد ، والاجهزة الامنية ، ومسؤولون عن الفساد بشكل كبير والارتباط بعصابات سرقة ، وجريمة ، وقد تم منح بعضهم الرتب تحت عنوان المفصولين السياسيين وتعويضهم سنوات الخدمة والتقاعد ، حسب قرار صدر عن رئيس الوزراء العراقي في شهر 12 من عام 2005 ، او ضمن قرار الدمج قبل ذلك خلال فترة رئيس الوزراء اياد علاوي ، او حاليا ، وطالب القائد الامني باعاد النظر بكل الرتب العسكرية التي منحت بقرارات وليس بتخرج نظامي من مؤسسات عسكرية معترف بها". انتهى الخبر.
لست متشائما ولا سوداوي النظرة ولكني اقسم بذات رب العزة ان معظم اصحاب اللحى الطويلة المحناة منها وغير المحناة لايعرفون القراءة والكتابة.. القراءة بمفهومها الراقي وليس قراءة كتب الادعية الصفراء المنتشرة في حوزات قم وغيرها ، والكتابة بمقياسها الابداعي وليس عبر قلم "القوبيا".
فاذا كان هؤلاء يريدون اعادة ماطواه التاريخ فهم على وهم كبير لان التاريخ لايعيد نفسه ولايمكن لاي شعب من الشعوب ان ينسى من ظلمه او اجحف بحقه ولو الى حين.
ان شعبنا يااصحاب اللحى صبور بل واكثر صبرا من ايوب الذي كان عزاؤه ان الرب يعذبه لذا فهو صابر على قدره ولكن الذين يظلمون البشر وهم بشر مثلهم لايمكن لاي احد ان يلتمس لهم العذر، واذا كانوا يستمدون قدسيتهم من الله فهم خاطئون لان الله – بكل بساطة- لايتعامل بالدولار من اجل قتل الاخرين ولا احتلال الكراسي من اجل الحاق الحيف بناس لايلبسون كما يريدون لهم ولايرتادوا اماكن لاتعجبهم رائحة اصحاب اللحى.
ارعووا ايها السادة فلو دام لكم الكرسي لما وصل اليكم.

#محمد_الرديني (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات