أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سهيلة بورزق - الثقافة وطن














المزيد.....

الثقافة وطن


سهيلة بورزق

الحوار المتمدن-العدد: 2865 - 2009 / 12 / 22 - 07:59
المحور: الادب والفن
    


السؤال هو هل يمكن للثقافة في الجزائر أن تستمد سيرورتها من مثقفيها؟
لا زلت أؤمن أن المثقف الحقيقي هو من له القدرة على التعاطي مع جميع الثقافات العالمية بغض النّظر عن قناعاته السياسية والدينية المتكونة داخل صراع ذاتي نخبوي مسيطر على اللغة والأخلاق والدين·المثقف الجزائري كينونة مستقلة لكنّه محتفظ بديناميكية تقاوم ثقافة العولمة من حيث لا يدري·الثقافة في الجزائر بحاجة اٍلى فرض نفسها على المجتمع مع وجود خيارات تعريفية بظاهرة الحداثة التي تحققت في العالم بمنهج راق جدا لكننا للأسف لا ننظراٍليها بعقل متفاعل يتطلب منّا دراسة ما ينفعنا في مجتمعنا الحتمي·أنا أقول اٍنّ الثقافة في المجتمعات المتطورة تتطلب الدفاع عن حرية الفكر وتنمية قدراته ومن ثمة الارتقاء بوعي المثقف لكن من دون اتهام فلسفته في الكتابة أو الاعتقاد أوالسلوك ،لذلك أستطيع أن أصف ما يحدث في الجزائر بالجلطة الثقافية التي تشبه تماما جلطة القلب أو المخ لكنها غير قاتلة فلا يوجد هناك معايير تتحكم في اٍشكالية الصراع الثقافي لأنّ الجزائر تمتلك العديد من الثقافات الزاخرة بالفن والفكر واللهجات والآثار والروايات والقصص والأشعار ناهيك عن الازدواجية اللغوية التي يتمتع بها المثقف الجزائري الذي من السهل جدا عليه التفاعل مع اللغة العربية والفرنسية معا وحتى الأمازيغية التي أراها قد تطورت في تحررها من لغة التخاطب اٍلى نصوص أدبية راقية، اٍذن هذا الكم الهائل من الثقافات داخل الوطن الواحد ألا يحتاج منا اٍلى النهوض به واعلانه عالميا؟ ماذا ينقصنا أمام ثقافة المشرق؟ ولماذا نتكالب خلف كلّ ما هو مشرقي؟·لعل التواصل الثقافي والتفاعل الفكري في الجزائر بحاجة اٍلى موقف سياسي صلب فعّال داخليا وخارجيا وأنا أتفق تماما مع فرض حتمية الاندراج في سيرورة تحديث بديهيات التّحرر من سلطة الثقافة الواحدة لذلك علينا أن نفتح أبوابنا لكلّ ما هو نقي في طرحه، لكل ما لا يمارس علينا قبحه ،وعلينا بالتالي التّحرر من قدسية الجغرافيا بالتشهير بما نملك من ثقافات مختلفة ومتنوعة ممزوجة برائحة أصالتنا واختلافنا ·
ما يعيب المثقف الجزائري هو عدم اٍيمانه بقدراته في التغيير رغم كونه اٍنسان أصيل من جذور راقية لكنني أعود وأقول اٍن الصمت السياسي في تحقيق طبقة مثقفة غير فقيرة وغير محتاجة اٍلى خبز يومها هو من تسبب في خلق هذا الثقب الفارغ في روح المثقف المميز لدينا، اٍذن المشكلة سياسية قبل أن تكون ثقافية وهذه العقدة ستصل بنا اٍلى انفجار سياسي جديد بين قلة التفاعل مع المثقف في ثحديث أولوياته الفكرية والثقافية وبين ظاهرة الاحتفاء بأدباء ومثقفي البلدان العربية الأخرى على أنهم النمودج الحقيقي للمثقف في الوطن العربي بينما الانسان الجزائري الذي يدعى مثقفا بالاسم فقط يعاني من أبسط الاحتياجات الانسانية وخجلا مني وحتى لا أعري المستور لن أذكر ماهي هذه الاحتياجات التافهة حتى لا أسخر من نفسي وأنا أرتّبها وأمسح عليها غبارها لكي تلمع بداخلنا أكثر· المثقف لدينا منهك ومتعب من قلة حيلته أمام التناقضات الاجتماعية التي يعيشها ويشارك فيها كمواطن له اهتمامات قابلة للتلاشي لو ضربه الجوع أو اللاأمن أو المرض أو الحصار الديني المشعوذ الذي لا يقوم على فلسفة القرآن العظيم أو الحصار السياسي الذي أراه مرتبطا بعمق بكلّ ما يحدث للمثقف من مآس تزيده ابتعادا عن دوره الحقيقي داخل الوطن أو خارجه·اٍذن نحن أمام مرآة الحقيقة الناطقة بلغة التغيير التي نختبرها جميعا أمام هم الوطن لذلك فالمثقف فينا عليه أن يشارك فيمساءلة البديهيات المسلّم بها وعليه أن يختبر صلابة الثقة فيه كمواطن يملك جميع الحقوق الانسانية حرة لاالحقوق المشروطة بأي شكل من الأشكال·
دعونا نتدافع رأسا، دعونا نختبر الذات الأخرى فينا ، دعونا نتفق على أن الثقافة في الجزائر عليها أن تنهض وتتحرك بمختلف ما تملك من ماض عريق وعلى سلطة السياسة أن تعي أن الاهتمام بديمومة الثقافة والمثقف هما من شروط تقدم الجزائر نحو العالمية، أريد أن أرى بلدي ألماسة شمال افريقيا في الرّقي الحضاري والثقافي المتواصل ·





#سهيلة_بورزق (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رسالة اٍلى جسدي
- دونجوانية الجسد
- أنا في أمريكا
- الرجل العنكبوت
- غواية نهد
- ألو يا جزائر
- ما تقتله التكنولوجيا في رمضان
- شهرة الكاتبة العربية
- شرف الرّجال
- تقاطع
- أمريكا وسياسة عرب الداخل
- ضجيج في رأسي
- الوهم
- الكاتب
- تجاعيد
- شالوم
- الرّعب الأمريكي
- فقاعة عيد
- رسالة قلب الى محمود درويش
- ثقوب في الذاكرة


المزيد.....




- -البحث عن منفذ لخروج السيد رامبو- في دور السينما مطلع 2025
- مهرجان مراكش يكرم المخرج الكندي ديفيد كروننبرغ
- أفلام تتناول المثلية الجنسية تطغى على النقاش في مهرجان مراكش ...
- الروائي إبراهيم فرغلي: الذكاء الاصطناعي وسيلة محدودي الموهبة ...
- المخرج الصربي أمير كوستوريتسا: أشعر أنني روسي
- بوتين يعلق على فيلم -شعب المسيح في عصرنا-
- من المسرح إلى -أم كلثوم-.. رحلة منى زكي بين المغامرة والتجدي ...
- مهرجان العراق الدولي للأطفال.. رسالة أمل واستثمار في المستقب ...
- بوراك أوزجيفيت في موسكو لتصوير مسلسل روسي
- تبادل معارض للفن في فترة حكم السلالات الإمبراطورية بين روسيا ...


المزيد.....

- تجربة الميج 21 الأولي لفاطمة ياسين / محمد دوير
- مذكرات -آل پاتشينو- عن -العرّاب- / جلال نعيم
- التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ / عبد الكريم برشيد
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سهيلة بورزق - الثقافة وطن