أكرم الصوراني
الحوار المتمدن-العدد: 2864 - 2009 / 12 / 21 - 20:57
المحور:
القضية الفلسطينية
"رأيت فيما يرى النائم" رواية لنجيب محفوظ ، مَثَلُهَا في ذلك كَمَثَلِ "عبث الأقدار" في مسيرة الأعمار ذات الـ "بداية والنهاية" .. هل قصد محفوظ البيت الفلسطيني حينما كتب عن الـ "بيت سيء السمعة ..؟" وهل تكتب القضية الفلسطينية ، في عامٍ لم يأت بعد ، روايتها الأخيرة حول بداية النهاية لمشروع بناية الوطن على أيدي مقاولي الانقسام ..؟
يقولون أن تأكل على ذوقك أفضل من أن تأكل على ذوق الآخرين .. مؤخراً قرأت في كتاب "فقه الطعام" عن أن قليلين من عشاقه لا يهابون "البواسير" ، يفضلون الفتة المصرية حارة جداً بالشطة والخل والثـوم ..
في برنامج (من سيربح الكوبون) طرح المذيع سؤالاً على المشاهدين حول طبيعة العلاقة بين "الفتّة المصرية" و"الورقة المصرية للمصالحة" وبناء الجدار الفولاذي بين أم الدنيا وسعد اليتيم ..!؟ أحد المهمشين في الساحة الفلسطينية أرسل ايميلاً موجزاً كتب فيه " .. أن علاقة جدلية تنم عن حالة طهي وخلط وطبيخ عام في الأوراق المصرية .. وفي كل الأحوال فإن حياة الخل التي يعيشها الفلسطيني تزيد من حدة بواسير الوضع الراهن وآفاق المستقبل بالشكل الذي يَحول دون التمييز بين الورقة والفتّة ..!" .
اللغز القاتل أنني ومنذ ما يزيد عن 48 شهراً وأنا أسمع أن قيادياً كبيراً بحجم بابا نويل يمد يده للمصالحة ، ولا أدري لماذا لا يمد قدمه من باب التغيير ..؟
في الحلقة المقبلة سيطرح البرنامج أسئلة كبرى عن مصير الـ"ما أمام" في مواجهة الـ"ما وراء" ، وعلامات استفهام حياتية تدور في الأذهان ، وإلى ذلك الحين لن تجد الأجيال القادمة صعوبة في مواصلة مسيرة الانقسام ، أصبح لديهم من الخبرة ما يكفي لتعزيز الانفساخ الوطني مع قناعة راسخة بأن ليس هناك شعب فاشل ، ولكن هناك بالضرورة قادة فاشلون ..
أحد الأصدقاء اقترح عَلَيّ أن نقيم خيمة عزاء ليلة الرابع والعشرين من يناير 2010 لـ"ديمقراطيتنا المالحة" ، شخصياً استهوتني الفكرة من باب التَبَوّل على الفقيدة .. واستذكرت مظفر حينما قال : " .. أنا يقتلني نصف الدفء ، ونصف الموقف أكثر .. سيدتي نحن بغايا مثلك ، يزني القهر بنا .. والدين الكاذب .. والفكر الكاذب .. والخبز الكاذب .. فالبعض يبيع اليابس والأخضر ويدافع عن كل قضايا الكون ويهرب من وجه قضيته ، سأبولُ عليه وأسكر .. ثم أَبولُ عليه وأسكر .. ثم نَبولُ عليه ونسكر .." .
#أكرم_الصوراني (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟